شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
السلام عليكم

نورتنا يا ....

لو هتتصفح المنتدي كزائر .. توجة للقسم اللي انت عايزة من المنتدي ...

للتسجيل .. اتفضل افعص علي زرار التسجيل ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
السلام عليكم

نورتنا يا ....

لو هتتصفح المنتدي كزائر .. توجة للقسم اللي انت عايزة من المنتدي ...

للتسجيل .. اتفضل افعص علي زرار التسجيل ..
شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اصطباحة - بلال فضل

+5
Abotreka
snow_white
Just a doctor
sose
Admin
9 مشترك

صفحة 5 من اصل 6 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف sose السبت فبراير 12, 2011 7:56 am

قاطم الفرحة!

بقلم بلال فضل ١٢/ ٢/ ٢٠١١

كنا نظن أننا سنعود من ميدان التحرير فرحين كما لم نفرح من قبل، لكننا عدنا إلى بيوتنا مُهانين، ولم يكن غريبا أن نعود إلى بيوتنا مهانين فى عهد مبارك، فقد تفنن مراراً وتكراراً بأخطائه وسياساته وقراراته وتصريحاته فى إهانة المصريين، لكن الإهانة فى تلك الليلة اكتسبت طعما مريرا مضاعفا، ربما لأن الناس شعروا بأنهم تخلوا عن ذكائهم وصدقوا لساعات أن الله يمكن أن يقطع لهذا الحاكم عادة فيجعله يكمل فرحتهم بدلاً من قطمها كما تعود دائما وأبدا.

لا أظن التاريخ قد عرف رئيسا مثل مبارك، حظى بكم مهول من الفرص لختام مسيرته السياسية الرديئة ختاما مشرفا، لكنه أضاع كل الفرص، وقرر أن ينكد على شعبه «حتى آخر نفس»، وربما كان لله فى ذلك حكمة. وسط زحام الغاضبين المحتشدين فى التحرير وما حوله من شوارع حتى مطلع الفجر، رأيت رجلا ريفيا فى الخمسين من عمره، يرفع يده إلى السماء ويقول بفرح هستيرى «الحمد لله.. الحمد لله»، ذهبت لأسأله عما يفرحه إلى هذا الحد لعلى أفرح وأرتاح أنا الآخر، فقال لى بصوت لن أنساه طيلة عمرى: «طبعا يا بنى.. اللى زى ده ما يستحقش يخرج مرفوع الراس.. أنا كنت خايف ليخرج كده من سكات ويبقى بطل.. إنما ربنا لسه شايل له كتير»، كل دهشتك من غضب الرجل وغله ستزول عندما يقول لك إن أسرة أخيه «راحت» غرقا فى عبارة الفساد ٩٨، ولو واصلت تجولك فى الميدان وما حوله لاكتشفت أنه تحول إلى أكبر متحف مفتوح للظلم فى العالم، ظلم سيظل يطارد مبارك ورجاله حتى يوم الحساب.

لا أدرى من هو أذكى إخواته الذى كتب الخطاب الأخير لمبارك، لكننى أزعم أنه لو كانت قد أسندت كتابته إلى لجنة مكونة من إبراهيم عيسى وعبدالحليم قنديل وعلاء الأسوانى لما كانت تلك اللجنة مجتمعة قد نجحت فى أن تثير مشاعر الكراهية والغضب والإحباط تجاه مبارك كما فعل الخطاب وكاتبه، عدت إلى البيت فأخذت أقلب فى القنوات فلم أجد أحدا حتى ولو كان من المؤيدين له وهو يعبر عن فرحة عارمة بالخطاب أو يبكى تأثرا به أو يحلل بحماس معنى دفينا يكمن بداخله، الكل خائف وقلق ومتوتر، لأن الكل أدرك أننا أمام رجل يتملكه الفهم الخاطئ للكبرياء، رجل يخوض معركته الأخيرة ضد شعبه من أجل إنقاذ نفسه فقط، رجل غرق فى الأوهام حتى صارت الأوهام ذاكرته، يظن أن شعبه سيصدقه عندما يقف ليقول إنه لن يقبل إملاءات أجنبية من أحد، على أساس أن الشعب كان نائما طيلة الثلاثين عاما ولا يعرف كل ما فعله لخدمة أمريكا وإسرائيل، وأننا لم نعرف أبدا بكفاح إسرائيل المستميت منذ اندلاع الثورة لإبقائه على كرسيه حفاظا على مصالحها.

لا أدرى كيف أقنعه كاتب الخطاب بأن يقول جملة مثل «أغلبية المصريين يعرفون حسنى مبارك، ويحز فى نفسى ما ألاقيه من بعض بنى وطنى»، أقسم بالله أننى شعرت بالألم وأنا أستمع إلى تعليقات المئات على جملة كهذه وأنا أستمع إليه على قهوة فى عابدين، شعرت بالألم لأن مصر ابتليت بحاكم يأبى حتى اللحظة الأخيرة أن يواجه الحقيقة، ها هو يعترف بأنه يخطئ ولكن بعد فوات الأوان، ها هو يتذكر دماء الشهداء ولكن بعد أن تحولت إلى لعنة تطارده، وها هو فى نفس الخطاب يقول جملته السابقة ليكشف أنه ليس مقتنعا أصلا باعتذاره ولا باعترافه، فهو لايزال يعتقد أن أغلبية المصريين تحبه وتعشقه، وأن هناك فقط قلة مندسة هى التى خرجت لتملأ شوارع مصر مطالبة بإسقاط نظامه، لايزال منشغلا بما قاله الناس عنه، وليس مشغولا بما فعله بهم.

لعلمك أنا فى لحظات كهذه تظهر علىّ سذاجة غريبة، فآخذ فى سؤال نفسى ومن حولى أسئلة بلهاء من نوعية «ماحدش من اللى حواليه بيفرجه على التليفزيون عشان يشوف اللى بيجرى فى كل ميادين مصر؟.. مابيخليهوش يقرا الجرايد؟.. ده حتى جرايد الحكومة بقت مع الناس وضده.. هو مابيقراش التقارير الدولية اللى بتكشف إن مصر بقت فى حالة يرثى لها فى عهده؟»، وأصدقائى يعرفون أن الحل الوحيد لإخراجى من حالة كهذه هو تذكيرى بعدة أمثال شعبية لا يصلح جميعها للنشر، لكنها تنجح دائما فى إيقاف أسئلتى الساذجة، وللأسف لا تنجح فى إيقاف حزنى على مصر التى لا يريد مبارك لها أن تعيش فرحة غير مقطومة.

الحمد لله على الفرحة وإن كانت غير مكتملة، فها نحن قد أسقطنا الرئيس، وسنواصل ثورتنا السلمية البيضاء الراقية المتحضرة ليس فى ميدان التحرير وحده بل فى مصر كلها، حتى يكتمل إسقاط نظام مبارك فقط عندما نحاسبه هو ورموز عهده على جرائمهم فى حق الشعب، وعندما يسترد المصريون أموالهم الموجودة فى حساباته وحسابات رجاله، وأخيرا عندما يحصل الشعب المصرى على كل حقوقه المشروعة: دستور محترم يكفل تداول السلطة والفصل بين السلطات والسيادة للشعب، انتخابات نزيهة تحت إشراف قضائى ورقابة دولية، عدالة اجتماعية تكفل حدا أدنى عادلا للأجور وتكافؤا فى الفرص بين كل المصريين، وقضاء مستقلا عن السلطة التنفيذية، وجهاز شرطة مدنياً يستمد هيبته من سلطة القانون وليس من شخطة الضابط، وحريات كاملة غير منقوصة، وحياة سياسية سليمة تفرز حكومات منتخبة تدرك أن خلاص مصر ينحصر فى إصلاح التعليم ونشر الثقافة.
sose
sose
شمسولوجي ذهبي
شمسولوجي ذهبي

عدد المشاركات : 1211
البلد : ..
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Tired
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Notinm10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Abotreka السبت فبراير 12, 2011 2:01 pm

ألف حمد و شكر ليك يرب
Abotreka
Abotreka
مــراقـب عــام
مــراقـب عــام

عدد المشاركات : 8531
البلد : في الشقة اللي قصاد جيرانا
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Mondayblues
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 5thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف magician الأحد فبراير 13, 2011 6:24 pm

كوكتيل الرحيل

بقلم بلال فضل ١٣/ ٢/ ٢٠١١

لم أنتظر حتى يكمل اللواء عمر سليمان خطابه التاريخى الوحيد، ما إن سمعت كلمة «يتخلى» حتى جريت إلى البلكونة قبل أن أعرف تخلى عن إيه أصلا، وأخذت أهتف «الله أكبر.. تحيا مصر.. غار فى داهية.. الله أكبر.. تحيا مصر»، رفع رجل كان يمر فى الشارع رأسه نحوى بتشكك من لم يفارقه قرف الخطاب الأخير وسألنى «غار على فين؟»، وأنا وجدت أن السؤال غير مناسب،

ولذلك واصلت هتافى الهستيرى وأنا أحتضن زوجتى وكدنا نسقط سويا من البلكونة من شدة الفرحة، لكى نرحل سويا مع رحيل عهد مبارك، ونحقق أمنيتنا فى أن نموت سويا فى يوم واحد توفيرا للأحزان والمصاريف.

ابنتى ذات الأربعة أعوام والنصف رفعت فجأة سقف مطالبها بعد رحيل مبارك، هى منذ بداية الثورة مقموعة ومبعدة عن التليفزيون الذى اختفى منه الكرتون وحلت الأخبار بالأمر، كانت كل يوم فى الصباح وفور أن تصحو تنظر إلىّ كأنها مستغربة «بابا إنت اتأخرت على المظاهرة.. ممكن تنزل عشان أتفرج على الكرتون»، عندما رأت فرحتنا الجنونية قالت لى بثبات انفعالى لا يليق بطفلة «مبارك مشى؟»،

قلت لها «أيوه يا حبيبتى»، سألتنى بنفس الثبات «اتسجن؟»، مت من الضحك وهى استغلت الفرصة وقالت لى «طيب ممكن نجيب الكرتون بقى». ابنتى الكبرى ذات الثمانية أعوام كانت أعقل من أختها بحكم السن، كانت طيلة أيام الثورة تكتب منشورات بالقلم الرصاص مكونة من شعار وحيد «حسنى يا خاربها.. ارحل ياله وسيبها»، ثم تقذفها من البلكونة إلى الشارع، ومع ذلك فقد قالت لى «مبارك صعبان علىّ يا بابا.. هيشتغل إيه دلوقتى؟»، وأنا لم أجد إجابة مناسبة.

فى يوم من أيام ١٩٩٩ كنت مع أخى حمدى عبد الرحيم نستجم من وعثاء البهدلة بحثا عن لقمة العيش بعد أن شردنا مبارك وأغلق علينا صحيفة «الدستور»، سألنى حمدى: لو مات مبارك دلوقتى هتكتب عنه مقالة عنوانها إيه؟

قلت له هاكتب مقالة كلها على بعضها من كلمة واحدة: غار، أخذ حمدى نفسا من سيجارته وقال لى بعد تفكير: تفتكر الرقابة هتعديها؟

كنا أيامها نعمل فى الصحف الصادرة بتراخيص أجنبية، والتى تخضع للرقابة فى أزهى عصور الحريات، وبعد مداولات عديدة حول مدى أخلاقية هذا العنوان وملاءمته للمعايير الإنسانية انفضت الندوة بتوصية واحدة هى أن هذا الرجل لن يموت إلا بعد أن يقضى علينا نحن أولا.

شوف يا أخى كرم ربنا، ها هو مبارك يرحل حيا ورغما عنه عن كرسى الحكم، لكى يتيح لى أن أقولها بملء الفم: غار، نعم لقد غار، وغارت معه كل الأوهام التى ساهمت طريقته فى الحكم والتفكير والحياة فى إشاعتها عن هذا الشعب العظيم:

شعب طائفى همه على بطنه مامنوش فايدة لا يهش ولا ينش خانع فوضوى وبق على الفاضى، غار وأخذ معه ركوده ورتابته وملله الذى جعل المعانى كلها تنتحر، غار فصرت أنا الذى كنت أرى علمنا القديم أجمل، أعشق هذا العلم إلى حد الجنون وأبكى كلما حملته أو رأيت طفلا يلوح به، أنا الذى كنت أبكى مع أصدقائى كلما سمعنا «حلوة بلادى السمرا بلادى الحرة» ونخشى أن يتهمنا أحد بالهطل، أصبحنا نبكى كل يوم فى ميدان التحرير ونحن نغنيها مع الآلاف ونحن فرحون لأننا نبكى كالرجال فرحاً بوطن حررناه بأيدينا، لم نستعد وطننا وحده، بل كل الأشياء استعادت معانيها:

ألوان العلم وكلمات الأغانى الوطنية والعاطفية والميم والصاد والراء والكتب والأشعار والبلاغة والنكتة والدموع والحرية والكلام الكبير والمبالغات الدرامية والتاريخ والسياسة والفلسفة، كل شىء عاد كما خلقه الله، كأنه خلقه أمام أعيننا، كأن مصر خرجت من رحم المجهول ثانية وتلقيناها على أيادينا، صارت الأم العظيمة ابنة لنا، وبات علينا أن نحياها بجد قبل أن نموت وتحيا هى إلى الأبد.

مشاهد كثيرة تتداخل فى ذاكرتى وأنا أكتب كوكتيل الرحيل هذا، أوضحها وأكثرها إلحاحا مشهد لا يفارقنى منذ جمعة الشهداء العظيمة لرجل مصرى أحسبه كريم العنصرين، قدم مع مظاهرة إمبابة العظيمة التى سأموت ناقص عمر لو لم أخلدها فى فيلم ملحمى سيكون أهم فيلم كوميدى عن الثورة فى تاريخ السينما،

كان يرتدى ترينج سوت كرنبى، ويمسك بصلة يشمها ثم يقول لصاحبه الذى كان يدلدق علينا الخل من زجاجة فى يده لكى نفيق قليلا من أثر الغازات المسيلة للدموع التى كادت تقتلنا خنقا عند كوبرى الجلاء «اللى زى ده مالوش جدة.. ده مايروحش جدة أبدا.. ده بعد ما نخلعه ييجى يقعد فى لعبة»، نظر إليه شاب روش مندهشا وسأله من خلف الكمامة «لعبة إيه.. ده لازم يتحاكم؟».

قال حمدى عبدالرحيم للرجل لكى يقرب الفوارق الدلالية بينهما «معلهش اعذره أصله من بتوع الفيس بوك»، تفهم الرجل موقف الشاب وأخذ شمة عميقة من البصلة ثم قال «لعبة دى فى بشتيل بعيد عنك يا باشمهندس.. أنا عايزه بقى بعد ما يتخلع نجيبه هو وعياله يقعد معانا هناك.. يعيش فى شقة تلاتين متر حمامها متر فى متر.. وياكل عيش من اللى بنطفحه.. وينزل هو وعياله يملوا ميه كل يوم من الحنفية.. عشان يعرف كنا عايشين إزاى.. اللى زى ده مالوش جدة أبدا»، جريت على صديقنا الإمبابى وأخذته بالحضن وقلت له «والله لاكتبها.. والله لاكتبها»، نظر إلىّ وظن بى السوء، وبعد أن تحقق من هويتى قال لى «مش كده برضه والنبى يا باشا؟».

تحيا مصر
magician
magician
شمسولوجي مميز
شمسولوجي مميز

عدد المشاركات : 1098
تاريخ التسجيل : 06/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Cynical
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Abotreka الأحد فبراير 13, 2011 6:35 pm

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325 اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325 اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325 اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325 اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325 اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325 اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325 اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 624325
Abotreka
Abotreka
مــراقـب عــام
مــراقـب عــام

عدد المشاركات : 8531
البلد : في الشقة اللي قصاد جيرانا
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Mondayblues
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 5thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف sose الأحد فبراير 13, 2011 9:07 pm

lough lough
طبعا المقال ده لو اتكتب من شهر واحد بس كان بلال راح ورا الشمس ومرجعش تانى........ LOOOL
sose
sose
شمسولوجي ذهبي
شمسولوجي ذهبي

عدد المشاركات : 1211
البلد : ..
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Tired
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Notinm10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الإثنين فبراير 14, 2011 4:36 pm

كان يقيناً بالله

بقلم بلال فضل ١٤/ ٢/ ٢٠١١

بدأت كتابة هذه الاصطباحة اليومية فى هذه الصحيفة بتاريخ ١ نوفمبر ٢٠٠٨، وكان هذا هو نص اصطباحتى الأولى:

«على وجه مصر سحابة سوداء خنقت البلاد وكبست على نفس العباد.

أناس من أولاد الحلال يقولون إنها طالت واستحكمت حلقاتها، لم تستمر سحابة سوداء فى العالم مدة ٢٧ سنة، بينما يرى غيرهم أن «أكتر من كده وربك بيزيح»، آخرون يرون الأمل كالكذب خيبة لكنهم يضيفون من باب الدقة أن عمر تلك السحابة اللعينة هو ٣١ سنة كل سنة أسخم من التى قبلها وأرحم من التى تليها، بينما يحلف آخرون أكثر يأسا على المصحف والإنجيل أن تلك السحابة بلغت من العمر ٥٦ سنة، وهى بذلك لديهم تجاوزت السن التاريخية للانقشاع وصارت قدرا لا فكاك منه.

لكلٍّ وجهة هو مُوَلّيها، أما أنا فأقسم لكم بحياة هذا الصباح الشريف، وحياة النعمة التى يحفى الفقير ليطولها، وحياة بحر إسكندرية الذى ما تمنيت قدامه أمنية وخذلنى، وحياة الأمهات اللواتى ما فَوّتن صلاة الفجر يوما على أمل حضور ساعة توزيع الأرزاق دون أن ييأسن أبدا من تأخر وصول الأرزاق، وحياة قصص الحب التى لم تنهزم على كوبرى قصر النيل أو فى نفق الزواج، وحياة خيال الأطفال وواقعية الآباء الذين لم تكسر قلة الحاجة هيبتهم، وحياة الزرع الأخضر الذى يرفض التطبيع مع المبيدات،

وحياة دوشة ماكينات الطعمية وهدير ماكينات غزل المحلة بعد إضراب ناجح، وحياة روائح الطبيخ وهى تسرى فى المناور التى لم تهزمها قماءة المواسير، وحياة شاى العصارى فى البلكونات النضيفة التى لم تبهدلها الكراكيب، وحياة صالات البيوت التى لم تخنقها الكآبة، وحياة نوادى الفيديو التى تعايشت مع زحف السيديهات واستمرت فى إسعاد المخنوقين، وحياة العيش البلدى المحمص إن استطعت إليه سبيلا، وحياة القهاوى الزحمة والأتوبيسات الرايقة فى المواقف والمواقف المحترمة المكتوبة بروقان،

وحياة غُنا منير وصوت أنغام ومزيكة عمار الشريعى وأفلام وحيد حامد ومسلسلات أسامة أنور عكاشة وشعر الأبنودى وتشخيص الفخرانى وقصص محمد المخزنجى ونقاء محمد السيد سعيد وسحر أحمد خالد توفيق وسخرية جلال عامر وسمانة أبوتريكة وعقل هيكل وحس علاء الديب فى الدنيا، وحياة عيال وبنات ساقية الصاوى وستة أبريل وكفاية ورسالة وزاد وفاتحة خير وجروبات الفيس بوك الذين قد لا يحبون بعضهم البعض مع إنهم كلهم على بعضهم يتحبوا لأن شكلهم يفرح حتى لو كان بعض كلامهم يضايق، وحياة المنفيين فى الأقاليم الذين ينتظرون أن يحل فرج الله على العاصمة، وحياة السكان الأصليين لمصر الذين يفضلون الغرق فى بلادهم على الغرق خارجها.

بلاش يا سيدى، وحياة ربنا المعبود الذى يحب الصابرين، إذا صبروا، أقسم لكم أن هذه السحابة السوداء التى كبست على نَفَس مصر ستغور، وأنه سيطلع علينا صباح لن نرى فيه هذه الوجوه الكريهة التى كانت تكذب أكثر مما تتنفس فصارت تكذب ولا تتنفس،

وأن مصر ستُرزق بصباح تستحقه وساسة على قد مقامها وأيام يمكن احتمالها وأكاذيب يمكن بلعها وفساد يمكن التعايش معه وتخلف له أول من آخر، وأنه سيأتى على مصر صباح يفوق فيه المصرى لنفسه ويتكسف على نفسه عندما يرى كيف أصبح حاله ويقرر ألا ينازع الخالق فى حكمه على البشر ويتفرغ لدوره الذى نسيه كمخلوق، صباح يصبح فيه ضرب مواطن فقير على قفاه ألعن من الخيانة العظمى، صباح يعيش فيه المصريون إما فقراء على القد دون أن يفقدوا الكرامة والستر، أو أغنياء على راحتهم دون أن يفقدوا الإحساس والضمير.


سيأتى هذا الصباح، أنا أضمن لكم ذلك برقبتى، وأنا رقبتى أكبر من أى سدادة تتخيلونها، لكننى للأمانة ولكى لا أخدعكم لا أضمن لكم متى سيأتى، ولا إذا أتى متى يمكن أن ينتهى فتداهمنا سحابة سوداء من جديد، أنتم تضمنون ذلك بأنفسكم ولأنفسكم، أما أنا فأعرف فقط أن ذلك الصباح سيأتى حتما ولزما، ومصر إذا شمت هواءه النضيف لن تفرط فيه أبدا.

ربنا كريم ومصر تستاهل».

لم تكن تلك الاصطباحة نبوءة بل كانت يقيناً بالله، وأحمد الله أن يقينى بالله وقانى من اليأس وعصمنى من الإحباط، وأشكر فضله لأننى عشت اللحظة التى انزاحت فيها سحابة مبارك السوداء من على وجه مصر، وأشعر بالفخر لأننى فعلت بعض ما علىّ من أجل إزاحة تلك السحابة، لقد كانت تلك الاصطباحة أول ما كتبته فى هذه الزاوية اليومية، وأشعر أنها تستحق أن تكون آخر ما أكتبه فيها، لكى أبدأ يوما ما كتابة جديدة لا تلتزم بالتواجد اليومى ولا تنشغل بالتعليق على الأحداث، أعلم أن قرارى سيغضب الكثيرين ممن أحبونى وساندونى، لكننى أؤمن بأن ثورة الخامس والعشرين من يناير يجب أن تكون ثورة على كل ما سبقها، ثورة حتى على طرق الكتابة التى كانت سائدة قبلها، مهما كانت تلك الكتابة جميلة أو نبيلة، عن نفسى سأتوقف بعض الوقت لأبحث عن طريق جديد وكتابة جديدة فى هذه الصحيفة، لم أحدد بعد ما ينبغى أن أفعله، لكننى أحمل بداخلى أفكارا كثيرة أريد صياغتها فنا وأدبا، فقط لكى لا تضيع الشحنة التى فجرتها بداخلى هذه الثورة المجيدة التى أعادت ولادتى من جديد، دعونى أصارحكم وأنتم لستم غرباء أننى أشعر بحاجة ملحة إلى برنامج تليفزيونى ثقافى يومى أشعر أن مصر تحتاجه الآن وبشدة، وأدعو كل من يرغب من مثقفى مصر وفنانيها إلى أن نتكاتف سويا من أجل تحقيق هذا البرنامج الآن وفورا.

حتى لو كانت هذه الاصطباحة ضاغطة على أعصابك لكننى لا أريد لها أن تنتهى بدون أن أرجو الأساتذة الكرام الدكتور حسن نافعة والأستاذة فاطمة ناعوت والأستاذ سمير فريد أن يقبلوا خالص اعتذارى إذا كنت قد أسأت إليهم بما كتبته يوما ما، ولعل ما يشفع لى أننى كنت أنطلق فيما كتبته من حسن نية لا من سوء طوية، للعلم ليس إلا كنت قد اعتذرت للأستاذ سمير فريد فى اصطباحة سابقة، وأعلنت محبتى وتقديرى للعديد من كتابات الأستاذة فاطمة ناعوت فى رسائل تليفونية، وقبلت رأس الدكتور حسن نافعة فى مظاهرة جمعة الشهداء أسفل كوبرى الدقى ونحن نغالب سويا الاختناق من قنابل مبارك المسيلة للدموع والمحفزة على الثورة.

قد أكون أسأت إلى آخرين لكننى لا أجد نفسى راغبا فى الاعتذار لهم لأننى مقتنع بكل ما كتبته عنهم حتى هذه اللحظة. أشكر من كل قلبى رئيس تحرير هذه الصحيفة الأستاذ مجدى الجلاد الذى تحمل العديد من المشاكل بسبب ما كنت أكتبه، وهى مشاكل ربما ستقرأ تفاصيلها فى اليوم الذى يقرر أن يكتب فيه مذكراته عن أزهى عصور الحريات، شكرا للمشرف الفنى المبدع الدكتور أحمد محمود وكل فريق سكرتارية التحرير الذين تحملوا عناء توزيع بقية عمودى على صفحات الصحيفة، شكرا لكل القراء الذين راسلونى بانتظام وعلقوا على ما كتبته وتحملوا حدتى فى الرد عليهم حيناً وتجاهلى لهم أحيانا، وهو تجاهل لم يكن وراءه والله إلا ضيق الوقت الذى يعلمه كل من تحمل عبء الكتابة اليومية.

شكرا لشباب مصر الذين جعلونى أشعر فى شوارع الثورة أن كلماتى كانت لها جدوى، شكرا لهم لأنهم فى يوم النصر المبين جعلونى أشعر بمشاعر عصية على الكتابة مات الكثير من أساتذتى دون أن يعيشوها، شكرا لكل الذين شاركونى فى ميدان التحرير قراءة الفاتحة على أرواح كل أساتذتى الذين تمنيت أن يشهدوا تلك اللحظات الخالدة فى عمر مصر، شكرا لصاحب الفضل الأول علىّ الأستاذ إبراهيم عيسى الذى أخرجنى من الظلمات إلى النور، شكرا لكل أساتذتى الذين تعلمت من أخطائهم وأصررت على تكرار بعضها، شكرا لكل أصدقائى الذين كادت محبتهم أن تفسدنى، شكرا لابنتىّ إيمى وعشق اللتين كنت أكتب من أجل أن تعيشا فى وطن أفضل، وأخيرا شكرا لزوجتى الحبيبة التى كانت أول شىء تمنيته من الله عز وجل، أما الأمنية الثانية فقد كانت أن أرى رئيسا سابقا لمصر، والحمد لله لم يبق لدى الكثير من الأمانى، حوالى ٩٧ أمنية فقط، فأنا طماع وربنا كريم.
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف sose الخميس مارس 03, 2011 8:40 am

هيّا إلى الميدان

بقلم بلال فضل ٣/ ٣/ ٢٠١١

ثم أما بعد، فنحن هنا لا نسأل جيش مصر العظيم، بل نسأل أنفسنا: هل سالت دماء الشهداء على الأسفلت من أجل أن نستبدل حُكم الفاسدين بحُكم أعوان الفاسدين؟

هل فقد خيرة أبناء مصر نور أعينهم من أجل أن ترى مصر العدالة «طشاش»؟

هل ضحّى المصريون بأموالهم وأمنهم ومصالحهم من أجل أن تستعيد مصر ثروتها المنهوبة حسب التساهيل؟

هل تعرض أبناء مصر للاختناق بفعل قنابل الغاز المباركية من أجل أن تشم مصر نُفُسها وتستعيد نفسها؟

أم أنهم قدموا كل تلك التضحيات التى أذهلت العالم لكى ترضى مصر بقليلها وتحمد ربنا على قد كده وتبوس إيديها وش وضهر وتعود ثانية لكى تنتظر ما يجود به عليها حكامها؟

لا تسألوا أنفسكم، فالنفس أمارة بالسوء إلا من رحم ربى، اسألوا وجوه الشهداء المشرقة: هل هذا ما ضحيتم بأرواحكم من أجله؟

ألا تستحق مصر أن تعيش بدون وجوه قديمة ملتبسة شاركت فى نهب البلاد ولو بالصمت المخجل؟

ألا تستحق مصر أن تعيش بدون أن يعيث فيها المفسدون من ضباط أمن الدولة ترويعا وتخريبا وإيقاعا بين الناس ونشرا للشائعات وإذكاءً للفتنة؟ هل عقمت مصر عن إنجاب وزير داخلية يختاره أحد غير حسنى مبارك وزوجته؟

كيف نرجو العدل على يدى وزير شارك فى انتهاك العدالة؟ هل تقبلون أن يكون أحمد أبوالغيط الذى شهد الدكتور جابر عصفور بأنه وصف الثوار بالبلطجية هو الوجه الذى يمثل مصر الجديدة الحرة الثائرة أمام العالم؟ هل تجرى فى عروق حسنى مبارك دماء زرقاء تعصمه من المحاكمة عقاباً على مسؤوليته السياسية عن قتلكم؟ هل يرضيكم أن نحيل إلى القضاء العسكرى لصاً قام بالسطو على شقة بينما نمارس أقصى درجات ضبط النفس مع الذين اعترفت دول كبرى بأنهم يمتلكون فيها حسابات بنكية وعقارات سكنية وثروات طائلة جمعوها بالسطو المسلح على خير البلاد وعَرَق العباد؟

لا تُثقلوا على الشهداء بالأسئلة، اتركوا أرواحهم ترفرف فى ظلال عرش الله، واسألوا عقولكم هذه المرة: كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟

كيف ستقتص لشهدائنا من مبارك وتستعيد ما نهبه حكومة يرأسها صديق حميم لمبارك يعترف بفضله ويقر بمحبته؟ نحن لا نشكك فى وطنيته ولا نزاهته أبداً، لكننا فقط نريد أن نطبق ذلك المبدأ القضائى الرائع الذى يوجب على القاضى أن يتنحى عن نظر القضية إذا كانت هناك علاقة شخصية مباشرة تربطه بأحد أطراف القضية، هل فى طلب ضمانات العدالة جريمة؟

ولماذا لا يطلب الدكتور شفيق إن حَسُنت نواياه لنا وله العدل وراحة البال، فيتنحى بإرادته ويأخذ معه وزراء ظلمه وقمعه وتضليله، ويترك أجهزة العدالة التى نثق فيها لكى تمارس عملها وتقتص لدماء الشهداء وتستعيد للمصريين أموالهم التى لا يعلم إلا الله متى وكيف ستعود؟

إذا كانت العواطف مرهقة لكم فدعونا نُنَحِّها جانباً، ونسأل أنفسنا بالعقل والمنطق: كيف نثق فى رجل قام بتحطيم كل الأرقام القياسية التى قدمتها مصر فى صناعة المستبدين؟

أمامنا رجل لم يحكم مصر أكثر من شهر على بعضه فإذا به يتدخل لدى قناة «دريم» لكى يقطع على الهواء إعادة برنامج (واحد من الناس) لمجرد أن الأستاذ إبراهيم عيسى ضيف البرنامج قال كلاما لم يعجبه، ولم يقل له أحد يا ولداه إن هناك اختراعا اسمه الإنترنت يعرض البرنامج بعد دقائق من بثه لكى تشاهده الملايين المملينة، أليست هذه نفس العقلية النبيهة التى منعت الإنترنت وقطعت الموبايلات لكى يجلس الغضب فى البيت فانفجر فى كل شوارع مصر؟

أليس هو الرجل الذى نسى بعدها بيوم أنه يشغل أرفع منصب فى بلد رفيعة القدر والمقام، ليفكر فقط فى أن يثأر لنفسه من المذيع الحر محمود سعد لأنه أعلن رفض استضافته على الهواء تضامنا مع مطالب الثوار، ويا ليت دولته استخدم للثأر من ذلك المذيع أحد مستشاريه أو مساعديه، لكنه قرر أن يكشف عن طريقته فى التفكير، فدخل بنفسه على الهواء إلى برنامج (العاشرة مساءً) لكى يتحدث إلى شعب مصر الذى كان ينتظر منه تصريحا خطيرا أو قرارا مبهجا أو بشرى سارة، فإذا به يقول للناس إن «هذا المذيع رفض استضافتى لأننا قررنا أن نخفض أجره من تسعة ملايين إلى مليون ونصف»، الله، يا بختك يا مصر بهذا المستوى المبهر من رؤساء الوزارات!

هل هذا الرجل الذى ستأتمنينه على مستقبل أولادك؟ ألا يذكرك بطريقة أستاذه وصديق عمره وولى نعمته الحاصل على الدكتوراة فى «العند» وتشويه الخصوم وضربهم تحت الحزام؟

هل ظن سيادته أن شعبك أبله لكى يستجيب لكلامه فيكره مذيعا رفض كل هذه الملايين من قبل لكى لا يساهم فى ضرب الثورة بالادعاءات التى رددها زملاؤه الذين اشتروا رضا تلميذ الهانم؟

ألم يتخيل رئيس الوزراء بذكائه الباهر أن الناس ستقول لنفسها لماذا ينشغل ناظر النظار بملايين مذيع يكسبها بفضل جلبه لأضعافها من ملايين الإعلانات التى تدخل خزانة الدولة، بدلا من أن يحدثنا سيادته عن مليارات صديقه وولى نعمته المكدسة فى بلاد الفرنجة؟

ألم يتوقع دولته أن الناس ستنصرف عن كل هذه التفاصيل البلهاء لكى تسأل: كيف سيحل هذا الرجل مشاكلنا المعقدة إذا كان يمتلك هذه الطريقة السطحية فى التفكير والحوار والاختلاف؟ وماذا سيفعل بخصومه إذا ظل فى الحكم لأسابيع قادمة؟

ثم أما بعد، فنحن لن نسأل أنفسنا ولا شهداءنا ولا عقولنا، بل سنسأل جيشنا العظيم: إذا كنت قد انحزت إلى شعبك وارتضيت بشرعية هذه الثورة بديلا عن كل الشرعيات المزيفة والمغتصبة، إذا كنت قد دخلت قلوب المصريين من وَسَع لأنك «عَظّمت» لدماء الشهداء وحقنت دماء كان الفاسدون يريدون لها أن تسيل من أجل أن تبقى ملياراتهم فى البنوك وجتتهم على الكراسى لتحسم هذه الثورة وتكون شريكا أصيلا فيها فى دور مبهر سيكتشفه الشعب عما قريب،

إذا كنت قد أعلنت أنك تتعهد بتحقيق جميع مطالب الشعب وبدأت تبهرنا بأدائك السياسى الراقى وقدرتك على الحوار ورغبتك فى الإصلاح واعتذارك الراقى التاريخى عن خطأ بعض من أفرادك برغم أن عناصر أمن الدولة التى تتجسس حتى عليك كانت يقينا وراء حدوث ذلك الخطأ المؤسف، إذا كنت قد رأيت كيف يؤدى التأخر فى الدواء إلى استفحال المرض، فلماذا إذن يا جيشنا العظيم تتركنا نسأل كل هذه الأسئلة، وأنت تمتلك القدرة على الإجابة الحاسمة القاطعة.

يا جيشنا العظيم: أليست مصر أكبر من الجميع؟،

أليس دم الشهداء أغلى من حسنى مبارك وأولاده وأصدقاء عمره؟،

أليس الوقت كالسيف؟

ألا تفرق الثانية فى حسم المعارك وتغيير المصائر؟

ألا يستحق الشعب المصرى أن يفرح مرة من «نِفْسه» فرحة كاملة غير مقطوشة، لكى نطلب منه بعدها أن ينتج ويعمل ويتطلع إلى مستقبل ليس فيه وزراء فشلة ولا عدالة منقوصة ولا كرامة مهدرة ولا ثروات منهوبة؟

سننتظر إجابتك يا جيشنا العظيم غداً فى كل ميادين مصر، لكى نهتف من أعماق قلوبنا «الجيش والشعب إيد واحدة».

ثم أما قبل، وأما بعد: تحيا مصر.
sose
sose
شمسولوجي ذهبي
شمسولوجي ذهبي

عدد المشاركات : 1211
البلد : ..
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Tired
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Notinm10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الأربعاء مارس 09, 2011 7:38 am

لماذا أنت منفعل؟

بقلم بلال فضل ٩/ ٣/ ٢٠١١

عندك حق، المسألة كلها لا تستحق الانفعال، يجب أن ننسى الماضى ولا نفكر فى القصاص لأن لدينا ما هو أهم بكثير، نعم يا افندم؟ تريدنا أن نسمو ونتعالى ونبعث بباقات ورود إلى حسنى مبارك فى شرم الشيخ لنقول له آسفين يا ريس، وننسى رغبتنا فى محاكمته هو وأفراد أسرته على مسؤوليتهم السياسية فى قتل المصريين وتعذيبهم وترويعهم، تريدنا أن نتسامح مع كل من كان جزءاً من نظام مبارك وظل يدافع عنه حتى آخر لحظة وينفذ سياساته ويسكت على جرائمه وينافقه ويوالس عليه ويطعن فى كرامة المعارضين له ووطنيتهم؟ فعلا عندك حق، المسامح كريم ولازم نبص لقدام وننسى الماضى، والله كلامك حكيم ونبرة صوتك الهادئة تبعث فى نفسى الطمأنينة، وأنا آسف أننى أصبحت أنفعل كلما سألتنى «هو إنت ليه منفعل؟».

لن أطلب منك أن تكون منفعلاً أبداً، فبالتأكيد ليس لديك ابن فى عمر الزهور ضربته رصاصة غادرة فى رأسه فتناثر مخه على الرصيف لمجرد أنه خرج فى مظاهرة سلمية تطالب بغد أفضل لبلاده، أظن أنك لا تملك أخاً دهسته سيارة مصفحة فأصبح مشلولاً يرقد بين الحياة والموت، وما شاء الله أرى عينيك سليمتين ولم تطيرا بفعل رصاصة مطاطية وجهها لك ضابط تلقى أوامر بأن يضرب فى المليان، لا أظن أنك كدت تختنق بفعل القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية، أو أن شظية أو رصاصة استقرت فى رجلك، أو أنك ستحمل على جلدك إلى الأبد آثار جرح نلته وأنت تدافع عن رغبتك فى أن تكون بنى آدم، لا أظنهم سحلوك على الأسفلت وضربوك على قفاك وانهالوا عليك بالهراوات والعصىّ الكهربائية لأنك هتفت أنك تريد إسقاط نظام نشر الفساد وأذل العباد ومرمط البلاد.

ما أوضح منطقك يا سيدى عندما تقول لى ببساطة: «إذا كنت لم أر كل هذا ولم أشهده ولم أعشه ومادام بعيداً عن بيتى وأسرتى ودارى فلماذا أنفعل؟ لماذا أخرج لكى أطالب بمصر جديدة ومختلفة تعيش قطيعة كاملة مع الماضى الذى كان يحدث فيها، كل هذا لغيرى، أنا رجل عشت فى عهد مبارك أحسن عيشة، كنت آمناً معافى قادراً على تلبية كل احتياجاتى وتأمين مستقبل أولادى، أنا لم أر من هذا الرجل حاجة وحشة فلماذا تنفعل عندما أسألك: وهو مبارك عمل لكو إيه؟ وليه ماصبرتوش على شفيق؟ وإيه اللى مخليكو قارفيّنا كل شوية بمطالبكو؟ وهى مطالبكو دى مش هتخلص أساساً؟».

لماذا أتجاوز فى حقك وأطلب منك أن تنفعل؟، هل لديك بنت أو أخت أو زوجة تم انتهاك عرضها فى مقر من مقرات أمن الدولة؟ هل علّقوك على الشواية كأنك كلب ضال؟ هل عصبوا عينيك و«كلبشوك خلفى» ثم رموك فى زنزانة انقطعت فيها عن العالم حتى كدت تفقد عقلك؟ هل وضعوا عصا فى مؤخرتك وجعلوك تصرخ طلباً للرحمة؟ هل قاموا بتعريتك من ملابسك وأخذوا يسبون لك الدين ويشتمون أمك بأحط الألفاظ؟ هل ظللت محتجزا فى سجن سرى فى مقر من مقرات أمن الدولة فى نفس الوقت الذى يقسم فيه رئيس الوزراء ووزير الداخلية أن مصر لا يوجد فيها معتقلون سياسيون؟ هل تعرضت للتنصت على هاتفك وانتهاك خصوصياتك؟ هل حاربوك فى رزقك وحرموك من حقك لأنك لم تكن عبداً لهم؟ هل شعرت بالقهر وأنت ترى من هو أحط منك قدرا وأقل كفاءة وهو يحصل على مكانة كنت تستحقها لمجرد أنه مخبر أو واطى أو لحَّاس أعتاب؟ هل شعرت بالإهانة وأنت ترى حرامى آثار أو تاجر مخدرات أو لص أراض يمثلك فى البرلمان لمجرد أنه واصل ومسنود من فوق؟

هل غرق عزيز عليك فى عَبّارة متهالكة مسنودة من فوق، أو احترق لك صديق فى مسرح ضيق أو قطار حقير أو شَحَت قريب لك لكى يتعالج؟ هل حرموك يوماً من وظيفة تستحقها لأنك غير لائق اجتماعياً أو لأن قريباً لك من الدرجة الرابعة لديه انتماء معارض؟ هل أهينت كرامتك وأنت ترى رئيس بلدك يفخر بصداقة الإسرائيليين بينما يسحل أبناء وطنه فى السجون والشوارع؟ هل غرق لك أقارب فقراء فى البحر وهم يحاولون الهروب من بلاد يُكَدِّس حاكمها المليارات هو وأسرته وأصدقاؤه؟ هل شعرت بالقهر وأنت ترى حقك فى العدالة يذهب لغيرك بمكالمة تليفون؟ هل اقتحموا بيتك فى الفجر ليأخذوك من وسط أولادك فيما زوجتك تحاول أن تستر نفسها وتهدئ أطفالك؟ هل كادت عينا أمك تعميان من البكاء لأنها فقط تريد أن تراك قبل أن تموت؟ هل تمنى أهلك الموت كل يوم لكى يرتاحوا من عذاب عدم معرفتهم هل أنت حى أم ميت؟ هل مات طفلك بين يديك لأنه لم يجد علاجا آدميا فى مستشفى حكومى؟

نعم، أنا أنفعل لأننى رأيت كل هذا وعرفته وشاهدت ضحاياه بأم عينىّ، أنفعل حتى لو لم يحدث لى مباشرة، فأنا أؤمن بأن الله سيحاسبنى إذا سكتُّ على الظلم والفساد والتعذيب والقمع والتزوير، وإذا لم أختر من اليوم فصاعدا لرئاسة بلادى ومجالسها النيابية والمحلية شخصا لم يتلوث بفساد أو ظلم أو تزوير أو تواطؤ مع الماضى المباركى، صدقنى أنا رجل واقعى على عكس ما قد تظن، ولذلك أؤمن بأن الحياة سلف ودين، وأننى ذات يوم سأدفع الثمن غاليا إذا تخيلت أن أمنى الشخصى أهم من حرية الوطن، أو تصورت أن مصلحتى أبدى من مصلحة المستضعفين والمقموعين، عندها قد أموت فى تفجير داخل مول يقوم به شاب تعرض لهتك عرضه فى مقر أمنى وخرج يائساً من كل شىء، ربما تُغتصب قريبة لى على أيدى أوغاد انشغل عنهم ضابط شرطة مشغول بجمع الإتاوات وتأمين الكبار، سيتعرض بيتى للنهب والسرقة بفعل ثورة الجياع، سيُصاب ابنى بمرض عضال بسبب تلوث كل شىء يأكله ويشربه ويتنفسه بفعل الفساد والإهمال، ستتعرض حريتى الشخصية للترويع على أيدى المتطرفين الذين أنتجهم نظام تعليمى فاشل وثقافة مشوشة، سينفجر وطنى بفعل فتنة طائفية يذكيها نظام فاسد يستغلها لإلهاء الشعب عن فساده، سيدمن ابنى المخدرات لأن المسؤول عن مكافحتها ليس حريصاً على أداء واجبه لأن بقاءه فى منصبه ليس متوقفاً على صوتى الانتخابى بل على رضا مسؤوليه عنه، باختصار هناك ألف طريقة للبلاء ستصيبنى إذا لم أدرك أننى يجب أن أكون منفعلا من أجل أن تعيش بلادى قطيعة كاملة مع الماضى المباركى اللعين.

هل فهمت الآن لماذا أريدك أن تنفعل؟ هل فهمت لماذا يحبطنى دفاعك عن شخص ونسيانك لآلام شعب بأكمله؟، هل فهمت لماذا أنفعل عندما أراك رخواً ليناً وأنا أُذكّرك بدماء الشهداء والجرحى وآلام المسجونين ولوعة أهالى المفقودين وحرقة قلوب المظلومين؟ أنا والله لا أريدك أن تنفعل من أجل كل هؤلاء، بل من أجل ألا تعيش يوماً ما مصيرهم؟.

الآن يتملكنى أمل أنك بعد أن شاهدت كيف تتنزل عدالة السماء على الظلمة والفاسدين وأعوانهم، وقريباً على الذين سكتوا على ما كان حولهم من ظلم وفساد وطغيان ـ ربما بعد كل ذلك تفكر ملياً فى حالك ومواقفك فتدرك أن السكوت عار، والصمت تواطؤ، وتمشية الحال خيانة، وتقتنع أن الانفعال واجب وطنى لن نبنى بلدنا بغيره، وأن بناء البلاد لا يعنى أبدا التوقف عن هدم ماضيها المخزى، وأن التفكير فى المستقبل لا يعنى التسامح مع جرائم الماضى، وأننا إذا كنا ندعم حكومة عصام شرف ونجدد ثقتنا فى الجيش فإننا نفعل ذلك لأننا ننتظر تنفيذ تعهداتهم بالاستجابة لمطالبنا بسرعة القصاص لدماء الشهداء ومواصلة محاكمات الفاسدين والإسراع فى استرداد ثروات مصر المنهوبة والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وأننا لن نشهد مستقبلا مشرقا أبدا بغير كل ذلك، لأن الله لا يرضى لعباده الظلم.

من حقك ألا تنفعل، لكننى سأظل منفعلا حتى أرى مصر وقد طالت أيدى العدالة فيها مبارك وأسرته وأذنابه، سأظل منفعلا حتى تنعم مصر برئيس منتخب مقيَّد السلطات، ودستور عصرى ومجالس نيابية غير مزوّرة وقضاء مستقل، وإعلام حر، وأمن يستمد هيبته من القانون لا من شخطة الضابط، وتعليم ديمقراطى، وتأمين صحى للجميع، عندها فقط سأُعَلِّق انفعالى مؤقتا، وسأستعير هدوءك المستفز لأسأل أول منفعل أقابله: «أنا نفسى أفهم إنت منفعل ليه؟».
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Admin الأحد مارس 13, 2011 2:40 pm



وماذا عن الفساد السياسى يا قوم؟

بقلم بلال فضل ١٣/ ٣/ ٢٠١١

هل الدكتور جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات فوق المحاسبة؟، سؤال أتمنى أن يجيب عنه الدكتور عصام شرف، رئيس حكومة الثورة، الذى أتوجه إليه برجاء حار أن يتأنى ويفكر ألف مرة قبل أن يتخذ خطوة كالتى فعلها بالاعتذار للدكتور جودت الملط فى مداخلة تليفونية على الهواء فى برنامج (الحياة اليوم)، بعد أن ظل الدكتور الملط يتحدث بشكل عاطفى ردا على انتقادات أغلبها موضوعى عن أدائه طيلة الاثنى عشر عاما التى قضاها كرئيس لأكبر جهاز لمحاربة الفساد فى مصر.

كل الاحترام والتقدير لتاريخ الدكتور جودت الملط ولكونه مازال يسكن فى شقة بالإيجار، لكن ما علاقة كل ذلك بالسؤال الأبرز الذى وجهه له منتقدوه: إذا كنت قد ظللت تحارب الفساد لمدة اثنى عشر عاما واكتشفت أن ما تقوم به ليس له أى قيمة فلماذا بقيت فى منصبك كل هذه السنوات؟، ولماذا صمتَّ على بقاء تقاريرك الرقابية فى الأدراج لسنوات؟، ولماذا لم تخرج إلى الناس بعد ثلاث سنوات أو ست أو تسع أو عشر أو حتى إحدى عشرة سنة لكى تعلن عليهم استقالتك وتضع كل الحقائق أمامهم؟، ولماذا تستنكف الرد على كل ما يوجه إليك من انتقادات بهدوء وحسم؟

أعترف بأننى كنت فى البداية أظن أن الاحتجاجات التى قام بها بعض أعضاء الجهاز المركزى للمحاسبات تدخل تحت بند الاعتصامات الفئوية التى أصبحت وباء يجب مكافحته على كل مصرى شريف، فقيرا كان أو غنيا، خصوصا بعد تعيين حكومة شرف التى تجاوبت مع المطالب المشروعة لتلك الاحتجاجات وقامت بتفعيل ديوان المظالم التابع للحكومة لكى يتلقى تلك المطالب ويتفاعل معها، وهو ما يلقى علامات استفهام على أى اعتصامات لا تتعاطى إيجابيا مع هذه الخطوة أو تحرص على الاستمرار فى تصعيدات منفلتة، لكننى اكتشفت أن المعارضين للملط فى جهاز المحاسبات شكلوا تجمعا اسمه (رقابيون ضد الفساد) وقاموا بوضع انتقاداتهم على جروب فى الفيس بوك، وعندما قرأتها وجدت أننا بصدد أناس يحبون بلادهم ولا يطالبون بأشياء شخصية بل يتحدثون عن ملاحظات وانتقادات كان يجب على الدكتور عصام شرف أن يقرأها جيدا ويحقق فيها، بدلا من أن يسارع بالانتصار للدكتور الملط على الهواء فيرسل إشارات سلبية ليس إلى هؤلاء الرقابيين الرافضين الفساد، بل لكل من يفكر فى فتح ملفات الفساد فى الجهة التى يعمل بها.

أعلم أن الدكتور شرف سارع إلى اتصاله بسبب حرصه على أن يظل للجهاز المركزى للمحاسبات هيبته ومكانته كجهاز مهم من أجهزة الدولة، وأنه رجل صادق وعاطفى ويتصرف من منطلق حرصه على مصلحة مصر فى هذه الفترة الحرجة التى نعيشها، لكننى أعتقد أنه كان من الأفضل أن يتصل بالدكتور الملط بشكل شخصى لكى يهدئ من ثائرته، ثم يطلب على الفور اللقاء بمعارضيه ويسمع منهم ثم يواجه الدكتور الملط بما سمعه، ويقوم بتقييم الأمر ويتشاور مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ليتخذ قرارا من اثنين: إما رد الاعتبار للدكتور الملط وإثبات أنه حقا قام بما عليه وأن خطأه السياسى ينحصر فى كونه لم يستقل من منصبه احتجاجا على استمرار الفساد، وهو قرار تقديرى يخضع لضمير كل إنسان وقدراته الشخصية على المواجهة، أو إثبات أنه قصّر فى أداء واجبه فعلا وقام - كما يقول معارضوه - بوضع بعض التقارير فى الأدراج وإرسال تقارير أخرى مخففة وهو أمر لو صح يوجب تعرضه للمساءلة فورا.

لا يعيب الدكتور الملط ولا يقلل من شأنه أن يكون عرضة للانتقاد والمحاسبة، ولو ظللنا نرفع لغة العاطفة أمام كل طلب حساب أو تحقيق فعلينا إذن أن نستجيب لكل من يطالب بإقفال ملفات الفساد والقمع بدعوى أن نلتفت لمستقبلنا ونبنى بكره، مع أنه لم يثبت فى تاريخ الإنسانية أن هناك بناءً سليمًا قويًا راسخًا لم يشيّد على «نضافة» ولم يهدم بناته أولا الأساسات الخربة المتراخية لكى «يرموا» أساسات قوية تصمد لنوائب الدهر.

يجب أن نسجل أن الشهادة التى أدلى بها الدكتور جودت الملط فى برنامج (الحياة اليوم) كانت مشابهة لما قاله قبل الثورة بأشهر فى مكالمته الشهيرة مع برنامج (العاشرة مساء)، وهى مكالمة تُحسب فى تاريخه لأنها كانت إعلان براءة له من الكثير من ممارسات عهد مبارك، ومع أنها جاءت متأخرة سنوات، وكان يجب أن تكون مشفوعة باستقالة مسببة كان يمكن أن تغير الكثير فى مصر، إلا أنها تظل محسوبة له لا عليه، وتقديرنا لها يدفعنا لأن نناشد الدكتور جودت أن يرد على الانتقادات التى وجهها له معارضوه، بشكل تفصيلى وليس بشكل عاطفى، فكيف يمكن لمن يحاسب الدولة أن ينأى بنفسه عن المحاسبة؟.

أكثر ما يهمنا فى شهادة الدكتور الملط أنها تثير سؤالا مهما سأله الكثيرون ولم يجب عنه المجلس العسكرى حتى الآن: صحيح أنكم تحاكمون كبار المسؤولين بتهم الفساد المالى والإدارى، وصحيح أن ملف محاكمة قتلة الشهداء تحرك بقوة بعد تولى شرف منصبه بعد أن ظل متراخياً ومتعثراً بشكل غير مفهوم طيلة حكم شفيق ووجدى، لم نفهم يعنى ما هى الصعوبة فى القبض على متهمين بالقتل والتحقيق معهم بشكل عادل؟، كل ذلك رائع، لكن ماذا عن الفساد السياسى الذى يجب أن يحاكم بسببه كل من مبارك ونجله جمال ورجاله فتحى سرور وزكريا عزمى وصفوت الشريف؟ أليس ذلك الفساد السياسى أخطر ألف مرة من الاستيلاء على كام مليون أو كام قطعة أرض؟،

وكيف سيكون الحال لو اكتشفنا أن القضايا المرفوعة بها مشاكل قانونية تضمن تشريكها سواء كان ذلك بقصد أو عن دون قصد؟، هل ستتحمل البلاد أثر ذلك على الرأى العام الملتهب؟، وهل من المقبول أن نحاكِم مدنيًا محاكمة عسكرية لأنه خرق حظر التجول بينما نسكت على من خرق كل القوانين وتحدى أحكام القضاء وأهان التقارير الرقابية والمحاسبية بأن أدار لها ظهره ووضعها فى الأدراج؟، وهل يستحق ناشط سياسى أن يحاكم عسكريا ويتم تعذيبه، لأنه قام بممارسة حقه القانونى فى الاعتصام بينما يسجن الفاسدون والقتلة فى سجون خمسة نجوم ويعاملون معاملة البهوات ويتم منعهم من التصوير ولا يجرؤ أحد على أن يدوس لهم على طرف داخل السجون؟!

بصراحة لا أدرى ماذا يؤخر مثلا محاسبة فتحى سرور بعد شهادة الدكتور الملط فى نفس البرنامج على تجاهل سرور تقاريره طيلة فترة تخليله فى منصب رئيس مجلس الشعب؟، ولا أدرى لماذا تم تجاهل الشهادة الخطيرة التى نشرتها صحيفة الشروق للمستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق يوم الخميس الماضى وذكر فيها معلومات مفزعة حول تطاول مبارك على القضاء وتدخله فى شؤون العدالة وانصياع فتحى سرور لذلك وتعاونه معه؟، ولا أدرى لماذا تم تجاهل قلق الرأى العام بعد ما قاله زكريا عزمى من أنه مازال مكلفا بمتابعة شؤون الرئاسة بتكليف من المشير طنطاوى؟، ولا أدرى لماذا يتم تجاهل التراث العتيد لصفوت الشريف فى الإفساد السياسى والذى ظل يمارسه حتى آخر لحظة، وأحسب أنه يمارسه حتى الآن، طالما لم يظهر على الناس لكى يتطهر ويصارحهم بأخطائه ويطلب منهم العفو والصفح؟

للأسف يخطئ من يظن أن مصر ستتقدم إلى الأمام طالما لم تتم محاسبة مبارك ورجاله بشكل عادل وشفاف وسريع، ويخطئ من يظن أن التفريط فى حق الشعب يمكن أن يصنع مستقبلا آمنا، ويخطئ من ينسى أننا لا نتحدث عن أناس انتهت سلطاتهم وأصبحوا غلابة يستحقون العفو والسماح، بل نتحدث عن «تايكونات» بنت إمبراطوريات مالية وسياسية ولها خدم وحشم وأعيان وأغوات ومازالت قادرة على البطش والإيذاء وإشعال الفتن فى البلاد. نعم، أعلم أن كلمة (التطهير) أصبحت تمتلك سمعة سيئة بسبب استخدامها المتعسف عقب ثورة يوليو حيث استخدمت لضرب القوى التى يمكن أن تشكل خطرا على انفراد العسكر بالحكم، لكننا الآن أمام فرصة تاريخية لإعادة الاعتبار لمعنى التطهير لكى يمارس بشكل مدنى وعادل وحاسم بحق الذين حكموا البلاد فأكثروا فيها الفساد، وليس من العدالة ألا نصب عليهم سوط عذاب.. بالقانون.

تحيا مصر.

Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الأربعاء مارس 16, 2011 11:23 am

تَتويتات

بقلم بلال فضل ١٤/ ٣/ ٢٠١١

والتتويتات جمع تتويتة أو جمع تويتة عند بعضهم، وتعنى ما «يُتَوِّتُه» الإنسان أثناء استخدامه «تويتر»، والتويتر، هداك الله، موقع اخترعه الفرنجة لكى يتبادل عليه الناس آخر الأخبار والأفكار والتشنيعات والاتهامات بما لا يتجاوز المائة والأربعين حرفا فى كل تتويتة، وقد اشتق منشئه الخواجة اسم موقعه هذا من زقزقة العصافير إلا أنه لم يحظر نعيق الغربان فيه، وقد باتت شعبية الموقع تزداد لدى أبناء العروبة باطراد قد يهدد عرش موقع «فيس بوك» بعد أن ثبت أنه يشكل مصدرا رائعا لإدارة حوارات من طرف واحد، وهو النوع المفضل لدينا من الحوارات فى واقعنا المعاش والافتراضى معا، كما أنه يعتبر أرخص مكان لتفريغ الطاقة السلبية واكتسابها فى الوقت نفسه.

أعترف لك بأننى لم أكن أحب الدخول على تويتر رغم أننى أملك فيه «أكاونتا» منذ سبعة أشهر، بالمناسبة لا تستغرب أننى جعلت الأكاونت منصوبا ولم أمنعه من الصرف بوصفه اسما أجنبيا، لا تنس أن كلمة (الأكاونت) تعنى «حساب» والحساب لا يصح أن يكون ممنوعا من الصرف إلا بقرار من النائب العام (هاهااى، صوت ضحكات عارمة) إذا لم يعجبك الإفيه ووجدته حمضانا، غادر المقال فورا واقرأ الصديقين الرائعين جلال عامر وعمر طاهر ثم عد إلىّ وأعدك بأننى لن أهزر ثانية حتى نهاية المقال.

كنا بنقول إيه؟، أيوه، لم أكن أحب استخدام التويتر كثيرا مكتفيا بتصفحه، لأنه من الصعب على من يكتب الصفحات الشاسعة مثلى أن يلتزم بكتابة ١٤٠ حرفاً فى التتويتة الواحدة، لكننى اكتشفت مع الوقت أننى أقرأ للبعض تتويتات تهاجمنى بسبب أشياء لم أكتبها أصلا بل أقرؤها منسوبة إلىّ، فضلا عن وجود من يقتطع جُمَلا من مقالاتى بحسن نية لكنه بسبب ضغط عدد الكلمات يشوه معناها وصياغتها، لذلك قررت أن أقوم بتفعيل «أكاونتى»، لأساهم بنفسى فى كتابة تتويتات لأستحق ما يثور عليها من جدل أو ترحيب أو غضب ويكون ذلك بيدى لا بيد زيد أو عمرو. ومع أن التواصل عبر تويتر يتطلب تفرغا للأخذ والعطاء مع ساكنيه، ولا تستغرب التعبير فبعضهم صدقنى يسكنه فعلا لا مجازا، لدرجة أنهم يشاهدون البرامج مثلا وأيديهم ملتصقة بلوحة المفاتيح تسجل آراء وتهاجم أخرى فى نفس لحظة قولها دون منح العقل فرصة للتفكير فيها، وبالتالى يتحول تويتر على أيديهم من أداة لنشر الأخبار والتعليقات الذكية وإشاعة روح الحوار إلى أداة لتكريس العدائية والضبابية والتشوش والجلافة.

يتضايق بعض بنى تويتر منى لأننى أكتب تتويتاتى وأنصرف سريعا، فظروفى الصحية والعملية تجبرنى أن أطوف لماما بجمع المواقع لكى لا أنقرض كما انقرض الذين من قبلى، لذلك أكتفى على تويتر بقراءة تعليقات يكتبها نخبة من أخف خلق الله دما، وبعضهم لو وجد سبيلا إلى النشر الصحفى لأعاد أمجاد الساخر العظيم محمد عفيفى رحمه الله، (هناك على سطح التويتر أيضا للأمانة من ينافسون عبدالمنعم سعيد فى خفة الدم)، ثم بعدها ألقى نظرة على أحدث التحيات المزجاة إلىّ فأشكر الله عليها داعيا إياه أن يوصل امتنانى ومحبتى إلى قلوبهم جميعا، فهو وحده القادر على ذلك، ثم أقرأ ما يتيسر من الأسئلة الموجهة إلىّ لاستيضاح بعض مواقفى، فأحاول الرد على ما تيسر منها بـ«تويتات» يزيد بعضها موقفى غموضا وتعقيدا، فلست من الذين يكتبون لكى يفهمهم الناس أو يتفقوا معهم، بل أكتب لكى يختلفوا معى ويفكروا فيما أقوله. ولتوضيح ما أقول أعيد هنا نشر مجموعة من تتويتاتى خلال الأيام الماضية لعلها تكون بمثابة رؤوس اصطباحات للتفكير والحوار وتبادل الاتهامات أيضا، فهى إحدى هواياتى المفضلة كما تعلم إذا كنت زبونا مستديما لهذه الاصطباحة:

ـ كلما شعرت برغبتك فى تسخيف رأى الآخر واتهامه والطعن فى نيته تذكر أن مبارك ورجاله كانوا يفعلون معك ذلك وللأسف كلنا ننسى ذلك وأنا أولكم.

ـ مثلما رفضنا رئيسا مستبدا يبرر استبداده بأنه شارك فى حرب أكتوبر، سنرفض أى ثائر يجعل من اشتراكه فى الثورة مبررا لتخوين غيره.

ـ هناك أشياء لا أعتقد أن عاقلا يمكن أن يختلف عليها هى رفض التعذيب ورفض المحاكمات العسكرية للمدنيين ورفض القمع، والباقى كله يمكن أن نختلف عليه، ولا إيه؟

ـ لكل من يقول لى أنا تايه ومش فاهم أقول له الحرية خُلِقت لكى نحتار وليس لكى نشعر باليقين، وتذكر عمنا نجيب محفوظ عندما يقول: «الحقيقة بحث وليست وصولا».

ـ حتى الآن فشلت فى تكوين رأى حول طبيعة الفترة الانتقالية والموقف من الاستفتاء، لازم كلنا نفكر كثيرا ونجمع معلومات كثيرة قبل أن نأخذ القرار.

ـ خلافنا مع بعض على التويتر صحى ومهم ولو كان عنيفا، لكن أرجو ألا ينسينا أن المعركة الحقيقية خارج التويتر.

ـ الذى يقر بالتعذيب فى حق البلطجية أرجوه أن يسأل نفسه سؤالا واحدا لماذا شرع الله القضاء والعدل؟

ـ علينا أن نطالب بشىء من اثنين: إما محاكمات مدنية للكل من أول مبارك لأصغر بلطجى، أو محاكمات عسكرية لمبارك ورجاله زى البلطجية بالضبط، مش خيار وفاقوس.

ـ تجربتى فى الحياة علمتنى أن من يبرر التعذيب بأى مبرر سيقع تحت طائلته يوما ما والحياة سلف ودين.

ـ الشاب الذى يعتصم فى التحرير حتى لو اختلفنا معه لم يعتصم من أجل مطلب شخصى بل من أجل وطنه ولابد أن نحفظ كرامته وأمنه وحقه فى التعبير عن رأيه.

ـ ثقتنا فى الجيش وتقديرنا لدوره فى تتويج الثورة لا يعنى ألا نرفض ولو واقعة تعذيب لمواطن واحد أيا كانت ملابساتها ويجب أن نطالب بمحاكمة مرتكبيها.

ـ التعذيب خط أحمر، ولا أتصور أن أحدا مهما كان عاقلا أو نصف عاقل أو خائفاً على مصر يمكن أن يوافق على التعذيب ولو جاء من الجيش، ولو جاء من نبى أو قديس.

ـ طاقة الرفض هى اللى نجّحت الثورة وللأسف لو ما اتوجهتش فى المكان الصح هى اللى ممكن تفشل ثورتنا.

ـ لسه إيدى ما أخدتش على التوترة.. لقيت نفسى باكتب كلمة باختصار وده شبه إن واحد يقول كلمة بصراحة وهو قاعد على جهاز كشف الكذب.

ـ يعلم المستشار هشام البسطويسى أننى أحبه وأقدره، لكننى أحلم بأن أرى حملة شعبية لترشيح البرادعى رئيسا والبسطويسى نائبا، ومن حقنا نحلم. (بالمناسبة ليس لدىّ مانع أن يدعو البعض إلى العكس فكل ما أبغيه أن نكسب هذين الرجلين العظيمين معا).

ـ أكثر ما سندفع ثمنه خلال السنوات المقبلة هو أخطاء نظام التعليم المباركى الذى أنتج أجيالا لا تؤمن بالآراء المركبة، وعلينا أن نواجه ذلك بشجاعة ووعى.

ـ حكمة اليوم وكل يوم: عندما يكون الواقع موحلا، إياك أن تشكو من الطرطشة.
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الأربعاء مارس 16, 2011 11:24 am

«لَعَم» للتعديلات الدستورية

بقلم بلال فضل ١٥/ ٣/ ٢٠١١

إذن فقد أصبحنا الآن نعرف أن الحرية مربكة. جميلة لكنها مربكة، ومحيرة، ومرهقة. هل تذكر كيف كانت تمر علينا الانتخابات والاستفتاءات والانتختاءات يُنسى بعضها بعضا؟، انتخابات لم تكن تحتاج إلى صحفيين لتغطيتها بل إلى نقاد مسرحيين، واستفتاءات كان يليق بها أن تسمى استفساءات، لم نكن نستفتى بل كان يُستفتى بنا، لم نكن ننتخب بل كان يُنتخب لنا، ولذلك لم نكن نشعر أبدا بالحيرة والتوتر والإرباك الذى نشعر به الآن، لأننا نعرف أن صوت كل منا يمكن أن يفرق فى مستقبل هذه البلاد ومستقبله هو وأولاده ومن يحب ومن يكره.

كلنا محتارون، حتى أكثرنا تماسكا وإظهارا لقدرته على التوصل إلى رأى قاطع يعلم أنه محتار بداخله، ومع ذلك فهى حيرة يجب أن نفرح بها، فلا ننسى وسط مناقشاتنا ومداولاتنا وخناقاتنا أننا لأول مرة فى تاريخنا أصبح من حقنا أن نختار، نحن الآن فقط أصبحنا بشراً، ولم نعد سوائم تسير حسب رغبة قائد القطيع، حتى فى أيام العصر الليبرالى الذهبى فى الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضى كان اختيار الشعب مرهونا برغبة الملك فى بقاء الوزارة أو رحيلها، أما الآن فلن يكون بمقدور أى سلطة مهما كانت أن تفرض علينا اختيارا لا نرغب فيه، فقد دفعنا ثمنا باهظا لحريتنا فى الاختيار ولن نفرط فيها أبدا بإذن الله. لم نعد مجبرين على أن «نلبس» إلى الأبد قائدا ضرورة لو رحل سنضيع من بعده، لدينا مرشحون رئاسيون محترمون سيبذل كل منهم مجهودا ضخما لإقناع الغالبية العظمى من الأصوات بنفسه، لن نعود ثانية ذلك البلد الذى ينجح فيه رئيس بثلاث تسعات فى المائة من أصوات الناخبين، بل إننى أظن أنه لن تعرف بلادنا فى الانتخابات الرئاسية القادمة رئيسا ينجح بأغلبية ساحقة، ربما ينجح بأغلبية مريحة، لكنه سيجد أمامه معارضة قوية تجبره على المشى فوق عجين السلطات دون لخبطة.

حتى فى دوائرنا النيابية لن يكون الأمر سهلا على كل من تعوّد أن ينجح بالتزوير والتقفيل والتسويد، لأننا سنسود عيشته وسنقفلها فى وجهه وسنَطْبق فى زوره، مثلما تعرضنا للموت فى ميادين التحرير سنواجهه أمام أبواب اللجان الانتخابية وداخلها لكى نضمن انتخابات نزيهة يحصل فيها الناس على ما يستحقونه، فإن أحسنوا الاختيار فهنيئا لهم، وإن أساؤوا فكان الله فى عونهم حتى موعد الانتخابات المقبلة، لا تحدثنى هنا عن سيطرة المال فحتى الذين تعودوا على الوصول إلى مقعد الانتخابات بالمال سيدفعون هذه المرة للناخبين فقط، ولن يكونوا مضطرين لأن يرش الرشة الجريئة التى تبدأ من رئيس الجمهورية وإنت نازل، أرجوك لا تضيع وقتك بالحديث عن عيوب شعبك ومشاكله وتخوفاتك منها، بل اشغل نفسك بالنزول إلى الشارع لتوعية شعبك وإزالة ما ران على قلبه وعقله من فساد العهد المباركى، وإذا كنتُ قد رجوتك قبل رحيل مبارك إذا أردت أن تيأس أن تيأس قدام باب بيتك، فهذه المرة أرجوك أن تيأس بداخل بيتك، وأن تترك الشارع للعاملين الآملين الحالمين المقاتلين الذين خرجوا يواجهون تنين الباطل بأرواحهم فأسقطوه، ومازالوا مصممين على مواجهته وهو يترنح ويضرب بذيوله الغشيمة فى كل اتجاه.

هذا عن الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية، فماذا عن الاستفتاء على تعديلات الدستور؟، هل توصلت بشأنها إلى قرار قاطع، أم أنك مازلت محتارا مثلى؟. أغلب الظن أنك مازلت محتارا تتأرجح بين نعم ولا، ليس هذا مهما، المهم ألا تكون أخذت قرارك بنعم أو لا بناءً على ارتياحك لمن أشاروا عليك بأن تقول نعم أو لا، أو لأن من تكرهه وتختلف معه سياسيا قال لا فقررت أنت أن تقول نعم، المهم أن تأتى الإجابة من داخلك أنت حتى لو جاءت ولادتها متعسرة ومرهقة، المهم ألا تحرم نفسك من جلال اللحظة التى ستتخذ فيها قرارا مصيريا للمرة الأولى فى حياتك، لكى تفرح بها إن رأيت ثمارها، وتضرب نفسك بالبونية إن أدركت كم كانت متسرعة وخاطئة.

أنت تعلم أن التعديلات الدستورية ليست كافية ولا وافية ولا مثالية، لم يقل أحد إنها كذلك حتى الذين عدلوها، لكنك تريد أن تقول لها نعم، لأنك خائف من أن يتكرر فى مصر ما حدث من قبل عقب حركة يوليو ١٩٥٢، قبل أن تغضب من وصفى لها بحركة تذكر أن صانعيها كانوا يصفونها كذلك، قبل أن يقنعهم عميد الأدب العربى طه حسين بأنها ثورة وليست حركة.

أنت تريد أن تستغل هذه الفرصة التاريخية التى نرى فيها جيشا يصر على أن يترك مقعد الحكم ويعود إلى ثكناته، بينما يصر كثير من المدنيين عليه أن يبقى بصيغة أو بأخرى لكى يرتبوا أوراقهم السياسية ويأخذوا فرصة فى الوصول إلى الشارع الذى يعرفون جيدا أنه لم يكن معهم فى معركة التحرير، بل وقف أغلب أفراده ما بين «متفرج حذر أو متحفظ أو عدائى أو لا مبالى».

ربما تريد أن تقول لا، لأنك تخشى من قدرة أذناب نظام مبارك على التشكل من جديد وارتداء أقنعة الثورة وفتح مواسير الفلوس على آخرها، وماله، لكن هل يمكن لذلك التخوف أن ينتهى خلال سنة ونصف، فى شعب أفقروا موارده وإرادته، أم أنك لكى تأمن هذا الخوف تماما تحتاج إلى عشرات السنين تخلق فيها اقتصادا قويا وتعيد بناء الشخصية المصرية فتمحو منها معالم ثقافات المنح والسفلقة والتسول والأنامالية والبرشطة؟ تريد أن تقول لا، لأنك تخاف من سيطرة تيار منظم على الحياة السياسية فى مصر، يخيفك الإخوان؟!

حقك ولن ألومك، فلم نر من الإخوان الكثير الذى يدفعنا لكى نستريح إليهم تماما، كان أداؤهم فى الثورة مريحا ومشرفا، لكن معرفتنا بتاريخهم وبانعدام الديمقراطية داخل صفوفهم وبسيطرة العقليات القديمة داخلهم، كل ذلك يخيفنا منهم، لكن ألا تخشى أن نكرر عندها ما فعله قبلنا عقب يوليو ١٩٥٢ مثقفون وطنيون من أمثال فتحى رضوان وسليمان حافظ وعبدالرازق السنهورى، حينما كتبت الأقدار لهم أن يلتقوا بقادة يوليو ويلتفوا حولهم، ولأنهم كانوا ينتمون إلى أحزاب سياسية معادية لحزب الوفد صاحب الأغلبية الكاسحة (كان السنهورى ينتمى إلى الهيئة السعدية،

بينما كان رضوان وحافظ ينتميان إلى الحزب الوطنى اللى بجد)، فقد دفعهم الخوف من عودة الوفد للسيطرة على الحياة السياسية إلى إقناع الجيش بإسقاط دستور ١٩٢٣ وحل الأحزاب، وساعدهم فى ذلك أساتذة قانون بارزون أشهرهم الدكتور سيد صبرى صاحب براءة اختراع مصطلح (الفقه الثورى)، وباركهم فى ذلك الإخوان المسلمون الذين رأوا فى التخلص من الوفد فرصة عمرهم للتحالف مع الجيش والسيطرة على البلاد، وهكذا تحالف هؤلاء جميعاً لإسقاط الحياة السياسية النيابية، ليس عن خسة أو دناءة، بل سعيا وراء أهداف نبيلة ورغبة فى تطهير الحياة السياسية، فكانت النتيجة فى نهاية المطاف أن مصر شهدت عهودا من الاستبداد لم تتخلص منها إلا بفضل ثورة يناير، ومازال يلزمها الكثير من الثورات فى شتى المجالات لكى تتخلص من تبعات تلك العهود اللعينة.

ألا يذكرك الخوف من الوفد وقتها بالخوف من الإخوان الآن، ألا يذكرك الحديث عن التخلص من بقايا الحزب الوطنى الآن بالحديث عن التخلص من بقايا الإقطاع وقتها، ألا تلمح نغمة بدأت تتردد فى كتابات البعض تسعى لشخصنة الجيش بدلا من الحديث عنه كمعنى وكقيمة وكضامن لنجاح الثورة، مع أن دعم الجيش لا يصح أن يكون على بياض بل يجب أن يأتى كما قلت من قبل على أرضية وحيدة هى تعهده بتنفيذ المطالب المشروعة للثورة، ألا تخشى أن يواصل هؤلاء المثقفون، سواءً عن قناعة أو عن نطاعة، عزف تلك النغمة لتتحول شيئا فشيئا إلى سيمفونية تخلق مستبدا عادلا جديدا يحن الناس إليه بفعل الخوف من الفوضى والرغبة فى الاستقرار، فيخرج الناس إلى الشارع كما خرج أسلافهم فى مارس ١٩٥٤ لكى يضربوا كل من يطالب بالديمقراطية والحريات ولو كان قيمة وقامة، ألا تخشى أن ينقلب السحر على الساحر كما انقلب على السنهورى وسليمان حافظ والإخوان من قبل؟

من حقك أن ترى أن المقارنة التى نعقدها بين ما أعقب ثورة يوليو وما نحن فيه الآن، مقارنة متعسفة وغير منصفة، فالزمن غير الزمن، والواقع الدولى وقتها غيره الآن، والفارق كبير بين حركة قام بها ضباط جيش للإطاحة بملك فاسد ثم تحولت إلى ثورة بعدها، وبين ثورة قام بها مئات الآلاف من الأحرار تحولوا إلى ملايين فى أعظم ثورة شعبية فى التاريخ المعاصر.

من حقك أن تقول هل سقطت دماء الشهداء لكى نقبل بأرباع الحلول، هل ضحينا بأرواحنا لكى نحصل على دستور مرقع، وأنت تعرف أن الترقيع أمر لا يليق بمن ينوى دخول حياة جديدة على نضافة، ألم تكن الثورة حلما بمصر جديدة، فلماذا نأتى إلى أهم دعائم مصر الجديدة فنكون واقعيين ونرضى بالقليل، لماذا لا نصر على إسقاط هذا الدستور سيئ السمعة الذى لا يمكن مقارنته أبدا بدستور ١٩٢٣، لماذا لا نصر على أن يقوم الجيش بعمل لجنة دستورية موسعة من كبار الخبراء الدستوريين والقانونيين لصياغة إعلان دستورى نسير فى الفترة الانتقالية على هداه، إعلان دستورى يبتعد عن المواد المثيرة للجدل والفتن ويكتفى بالتركيز على المواد التى لا تخلق رئيسا بصلاحيات متغولة تشيطن حتى الملائكة، لماذا لا نستغل فرصة وجود حكومة يرضى عنها الشعب ويأنس إليها ويأمل منها خيرا، فنقوم بتشكيل مجلس رئاسى مكون من اثنين من المدنيين ورجل عسكرى،

وإذا كنا سنجد صعوبة فى الاتفاق على أسماء المدنيين فلماذا لا نشكل هذا المجلس من رئيس المحكمة الدستورية ورئيس محكمة النقض والقائد العام للقوات المسلحة ونعلن استمرار المجلس لمدة عام تُطلق فيه حرية إطلاق وتشكيل الأحزاب والنقابات والصحف ويتم فى العام نفسه وضع ضوابط قضائية صارمة على عمل جميع الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز أمن الدولة وتأخذ أجهزة الشرطة فرصة لإعادة هيكلتها وبنائها وبناء علاقتها بالشارع، ثم تجرى فى نهاية ذلك العام الانتخابات البرلمانية وتعقبها الانتخابات الرئاسية التى سيأتى فيها رئيس بسلطات مقيدة لا تصنع منه فرعونا جديدا، ثم تتم بعدها الدعوة لانتخاب مجلس تأسيسى للدستور تمثل فيه كل الطوائف والمهن والأعراق والخبرات، فنبنى مصر الجديدة على رواق وبما يرضى الله، بدلا من التعجل واللهوجة والكروتة التى لم ننل منها خيرا طيلة عمرنا؟

إذا كنت ترى أن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله فعليك أن تقول نعم، أما إذا كنت ترى أن عهد الحلول الوسط قد انتهى وأننا يجب ألا نخاف من أى سلطة بعد أن امتلكنا القدرة على الثورة فعليك أن تقول لا، وفى الحالتين عليك أن تفرح لأنك أصبحت تملك الاختيار فى أن تقول لا أو نعم، من المهم أن تفرح بحلاوة الحيرة، شريطة ألا تدفعك الحيرة إلى أن تجلس فى بيتك يوم السبت وتقول «لعم» للتعديلات الدستورية.
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الأربعاء مارس 16, 2011 11:25 am

مَن هو الرئيس القادم؟

بقلم بلال فضل ١٦/ ٣/ ٢٠١١

حتى لو كنت لاتزال تفكر فى قرارك الذى ستتخذه بخصوص التعديلات الدستورية لا تقل لى إن هذا السؤال لم يخطر على بالك، خاصة وأنت ترى أسماء المرشحين تتوالى فى إعلان رغبتها بالترشح لمنصب أول رئيس ديمقراطى منتخب فى تاريخ مصر.

إذا كانت قد أعجبتك طريقتى بالأمس فى الحديث عن الموقف من التعديلات الدستورية فأعتقد أنك ستُعجب أكثر بهذه الإجابة العبقرية على هذا السؤال المصيرى، التى كتبها مؤخراً أحد كُتَّابى المفضلين الدكتور سامر سليمان فى مقال له بصحيفة «الشروق» حمل عنوان (دليل المواطن الذكى لتأييد المرشح الرئاسى الأفضل)، وأعيد نشره هنا ليكون الإجابة النموذجية التى أقدمها لمئات الأسئلة التى سألتنى: من هو الرئيس القادم الذى ستنتخبه؟

«الشهر الماضى تجرع المصريون من السياسة ما لم يتجرعوه طوال عصر مبارك. الشعب كان جوعان سياسة، وها هو يأكل من السياسة حتى التخمة. ولكى لا تتحول هذه التخمة إلى عسر هضم يجب أن ننشط قدرتنا على هضم السياسة بواسطة تنظيم الصفوف وتكثيف الحوار حول قضايا مفصلية خاصة بمستقبل مصر وعلى رأسها انتخاب رئيس جديد للبلاد. لقد بات من شبه المؤكد أننا سندخل فى انتخابات الرئاسة بعد عدة شهور وأصبح من الواضح أن هناك العديد من الشخصيات التى تعد نفسها للترشح.

هذه الشخصيات تحتاج الآن وفوراً لتأييد ودعم مجموعات من الشعب لكى تتولى إعداد وإدارة برامجها الانتخابية والإعلامية وجمع التوقيعات إذا لزم الأمر، إلى آخر استعدادات الترشح. ومن هنا فإن قطاعاً مهماً من الشعب المصرى عليه أن يحسم الآن اختياره لصالح مرشح رئاسى لكى يسانده فى حملته، بينما سيفضل قطاع آخر تأجيل عملية الاختيار عدة شهور عندما تبدأ الانتخابات الرئاسية ويكتفى بالمشاركة بالتصويت، إلى هؤلاء الذين عليهم ترجيح كفة مرشح الآن أكتب هذه المقالة فتحاً للنقاش حول المؤهلات التى يجب أن يتحلى بها الرئيس القادم لكى ينجح فى قيادة مرحلة انتقالية تتم فيها تصفية نظام مبارك ووضع الدعائم الأساسية لقيام نظام ديمقراطى. هذه هى من وجهة نظرى مواصفات المرشح الجدير بدعمنا: كفء.. متعلم.. ومجيد للغة العصر: لم تكن ثورة مصر الديمقراطية لتنجح بدون مهارات التنظيم والتعبئة والحشد التى أعدت ليوم ٢٥ يناير والتى واكبت نمو الثورة واتساعها، لاشك أن قطاعاً مهماً من شباب مصر المتعلم والمجيد لمهارات التواصل على الإنترنت كان قوة ضاربة فى معركة التغيير، لقد هزمنا نظام مبارك بالعلم كما هزمناه بدم الشهداء والجرحى. ومن هنا فإن رئيس مصر القادم لابد أن يكون شخصية ذات علم رفيع وذات كفاءات إدارية. فلنبحث فى سجل كل مرشح عن أدائه فى المؤسسات التى عمل بها، ولنسأل زملاءه عن إنجازاته فى قيادة فريق عمل فى هذه المؤسسات، ولنقيّم قدراته على التواصل من خلال أدوات الاتصال الحديثة وخاصة الإنترنت.

عارف لمصر وقائد لفريق من العارفين بها: مصر فيها طاقات هائلة معطلة وفيها مشاكل كثيرة معقدة. نحتاج رئيساً عارفاً بخريطة إمكانات مصر كما بمشاكلها. لكننا نعيش فى عصر مؤسسات، عصر يقوم على التخصص وتقسيم العمل، لا يمكن لشخص فيه أن يفهم فى كل شىء.

لذلك لابد أن يكون للمرشح كتيبة من المتخصصين فى الشؤون المختلفة لكى يشوروا عليه ويساعدوه فى اتخاذ القرارات. فليكن شعارنا هنا فى تقييم المرشحين: قل لى من هم معاونوك أقل لك من أنت.

برىء من جرائم النظام السابق ومؤمن بحقوق الإنسان: لا يكفى أن يكون رئيس مصر القادم كفئاً، فالكفاءة إذا لم تكن مصحوبة بالشرف والخلق لن تكون مُسخرة لخدمة الشعب. لابد وأن يكون سجل المرشح ناصعاً فى مجال النزاهة، ولابد ألا يكون قد عمل فى خدمة النظام القديم أو تواطأ معه.. لابد أن يكون سجله فيه إدانة لجرائم نظام مبارك ضد الشعب، من تعذيب للناس وإهانتهم ومن سرقة أموال الشعب وتزييف إرادته، ولابد أن يكون إيمانه بحقوق الإنسان راسخاً، بكل ما تعنيه (حقوق إنسان) من حقوق متنوعة، على رأسها حق الإنسان فى اختيار دينه أو عقيدته والتعبير عن آرائه بحرية كما حقه فى العلاج والتعليم والسكن. ديمقراطى توافقى: رئيس مصر لن يكون ممثلا لتيار سياسى أو فكرى واحد. فالثورة صنعتها جماعات وقوى متنوعة منها ما يمكن تصنيفه مثل الليبراليين والإخوان المسلمين واليسار ومنها

ــ وهذا هو الجزء الأعظم ــ صعب تصنيفه بالمواصفات التقليدية. لذلك لابد أن يكون الرئيس القادم قادراً على التعاون مع كل هذا الطيف السياسى، كما يكون قادراً على حشد تأييد جديد للثورة وأهدافها فى أوساط بعض قطاعات الشعب المصرى التى لاتزال مترددة تجاه التغيير الحادث فى مصر الآن.

صاحب رؤية استراتيجية لإصلاح الدولة المصرية: لقد ترك مبارك تركة ثقيلة لمن يأتى بعده. وأكبر مصيبة خلفها وراءه هى مؤسسات دولة ضعيفة ينخر فيها الفساد. الرئيس القادم سيكون بحكم منصبه القائد الأعلى للمسؤولين والموظفين فى جهاز الدولة. من هنا نجاحه فى إصلاح الدولة يتطلب برنامجاً محدداً وجدولاً زمنياً لإصلاحات الأزمة، كما يتطلب حصوله على مساندة قوية من خارج جهاز الدولة للقيام بذلك.

يأتى على رأس المؤسسات الواجب إصلاحها جذرياً مؤسسات الأمن الداخلى المحتاجة لإعادة بناء لتطهيرها من العناصر الإجرامية والمستبدة التى تتعامل مع الشعب من منطلق السيادة عليه لا الخدمة له.

قادر على استدعاء المصريين بالخارج وعلى بناء تحالفات خارجية لصالح تقدم مصر: لقد أدت أوضاع مصر السيئة فى العقود الماضية إلى هجرة الملايين من المصريين الشرفاء من ذوى الكفاءات التى يمكن أن تعمل لصالح مصر. لابد أن يكون للمرشح الرئاسى القدرة على التواصل مع جماعات المصريين فى الخارج من أجل حشد تأييدهم ودعمهم لإعادة بناء مصر، كما يجب أن يتوافر للمرشح رؤية لبناء تحالف عربى تحررى وإنسانى قادر على تحرير منطقتنا من الاستعمار والتخلف والتعصب، كما يجب أن يكون لديه علاقات فى منطقتنا العربية وفى العالم تستطيع أن تعبئ الدعم لصالح تحرر مصر وازدهارها.

لا أعتقد أن هذه المؤهلات تتوافر مائة بالمائة فى أى من الموجودين على الخريطة العامة فى مصر اليوم. فمبارك عمل بدأب طوال ثلاثين عاماً على تجفيف منابع نمو القيادات السياسية. وعليه فاختيارنا للمرشح الرئاسى الأفضل لابد أن يقوم على الوصول إلى أكثر مرشح يحصل على نقاط وفق معايير محددة. لقد حاولت فى هذه المقالة طرح بعض من هذه المعايير، علّ النقاش يضيف إليها وينقح فيها، فلتعمل بهمة ونشاط لكى نحصل على أفضل رئيس ممكن لمصر فى المرحلة المقبلة. والمجد لمن سيقود مسيرة الثورة من مقعد رئيس الجمهورية، فالمهمة شديدة الصعوبة».

انتهى مقال الدكتور سامر سليمان، وأتمنى أن تكون قد عرفت الآن مَنْ هو مرشحك الرئاسى القادم؟
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Admin الإثنين مارس 21, 2011 11:54 am



رؤوس اصطباحات

بقلم بلال فضل ٢١/ ٣/ ٢٠١١

ـ تشرفت باستقبال اتصال من الدكتور عصام شرف، رئيس حكومة الثورة، الذى انزعج بشدة مما نشرته بالأمس، وقال لى إنه لم يتلق رسالتى التليفونية بخصوص وقائع تعذيب بعض الناشطين السياسيين على أيدى بعض أفراد الجيش،

ثم طلب منى أن أرسل إليه الملف الكامل لما حدث والذى أعده العديد من المنظمات الحقوقية، على رأسها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومركز النديم، سيكون الملف اليوم بين يدى الدكتور عصام بإذن الله، كما قمت بإرسال نسخة من الملف بالأمس إلى جهات سيادية رفيعة اهتمت بشدة بالموضوع، ونحن واثقون فى أن ما حدث لن يمر مرور الكرام، وأن الجيش المصرى العظيم سيفتح تحقيقا فى كل ما حدث ليأخذ كل ذى حق حقه، وما ضاع حق وراءه مُطالب.

ـ من بلاوى العهد البائد التى لاتزال باقية بيننا أنك كلما قلت رأيك طلع عليك من يقول بعصبية: «بلاش تفرض رأيك علينا»، مع أنك لم تفعل شيئا سوى أنك أعلنت رأيك، كأن مجرد دخول رأيك إلى أذنيه أو ملامسة عينيه لرأيك يعنيان أنك تفرض رأيك عليه، ولو فكر صاحب هذه العقلية قليلا لوجد أنه هو الذى فرض نفسه على رأيك عندما سمح لنفسه بالاطلاع على رأى مختلف، ولذلك أرد عليه عادة بهدوء: «بلاش تفرض نفسك على رأيى».

ـ البعض يظن أن هناك اختيارين فقط فى الحياة، أن تكون متهورا أو أن تكون جبانا، لكن الحياة تمنح اختيارات كثيرة من بينها الشجاعة الذكية. وليس هناك ما هو أخطر على القضايا النبيلة من شجعان أغبياء.

ـ عبود الزمر اقترح أن التكفير يتم من خلال لجنة رسمية من العلماء، هل اللجنة دى هتبقى ببدلات ولا بكشوف إنتاج ولا ستمنح مكافأة على كل رأس يتم تكفيره؟

ـ حوارات عبود الزمر وطارق الزمر التليفزيونية أكبر شهادة لصالح إدارة التغذية فى مصلحة السجون.

ـ بالمناسبة لا يخيفنى عبود الزمر ولا غيره، بقدر ما يخيفنى أن تسيطر علينا من جديد عقلية الإقصاء التى لابد ألا نسمح بعودتها ثانية حتى مع أعدى أعدائنا.

وأتمنى على المختلفين مع نموذج عبود الزمر وأنا منهم أن يجعلوا من حواراته دافعا إيجابيا للحركة والعمل والنزول وسط الناس بدلا أن تكون دافعا للخوف والانكفاء. لقد نال النظام الفاسد شرعيته لدى بعض المثقفين بقمعه لمن يختلفون معهم، مقابل أن يسكتوا على فساده، وهذا يجب ألا يتكرر أبدا، لابد أن نواجه المختلفين معنا بأنفسهم دون أن تقوم السلطة بتكتيفهم لنا، وهنا إرهاق الحرية والتباسها.

ـ عندما وصل الدكتور السيد البدوى إلى منصب رئيس حزب الوفد تعهد بأن يعيد «الوفد» إلى صدارة المشهد السياسى فى خلال تسعة أشهر، وحتى الآن الصدارة الوحيدة التى تحققت هى ظهور الدكتور كل شوية فى مؤتمر صحفى، بينما يقف وراءه خمسون شخصا يبرّقون للكاميرات أو يشبون على طراطيف صوابعهم لكى يظهروا فى الكادر، وأمامهم يقف البدوى متصدرا المشهد.. ونعم الصدارة.

ـ لو كان مبارك لسه موجود كان زمانه اشترى لنا عن طريق واحد من الحرامية كل الأكل المشع بتاع اليابان.. (تويتة أعجبتنى لهدير صبرى).

ـ استفتاء ١٩ مارس حصل فى شهر مارس.. أغنية حمادة هلال الجديدة.. (تويتة قرأتها لأحمد علاء).

ـ عندما تضع لى قائمة فيها أن فلاناً سيقول «نعم» وعلاناً سيقول «لا» فأنت تفترض فىّ التفاهة، لأننى سأجرى وراء الشخص وليس وراء الموقف والفكرة.

للأسف كل هذه القوائم والإعلانات أتت برد فعل عكسى وقرأها الناس خطأ، وأتمنى أن نتجنبها فى المستقبل، فلدينا القدر الكافى من داء الشخصنة.

ـ أحتج بشدة على محاولة عمرو أديب تضليل الناس فى تعليقه على ما حدث للدكتور محمد البرادعى من بلطجة فى المقطم، وقوله بانحياز فج إن البرادعى كلما نزل إلى الشارع رفضه الناس، مع أن الفيديو كان يعرض للناس على الشاشة كيف التف الكثيرون حول البرادعى وكيف حموه من الهجمة الغادرة عليه، أعتقد أن عمرو يعرف جيدا كيف استقبل الناس البرادعى فى الشارع أيام الثورة، وكيف استقبلوا عمرو أيضا، واليوتيوب موجود للتذكير.

ـ اللى فيه داء مابيبطلوش.. عيب أن تقول «الأهرام» فى تغطيتها لما حدث إن أهالى المقطم هم الذين طردوا البرادعى، أهل المقطم جدعان ويعرفون الأصول وليسوا بلطجية لكى يعبروا عن رأيهم فى أحد بالاعتداء عليه، وأعتقد أنه حتى من يختلف مع البرادعى كان لابد أن يدين ما حدث بشدة، لأنه لم يشكل إساءة للبرادعى بل إساءة لمصر كلها.

ـ للأسف أخطأ كثيرون باستخدام الدين فى صراع الاستفتاء، الإخوان والسلفيون والكنيسة، بدأت الحكاية بشعار «نعم مع الله»، وغدا ستستمر بشعارات «انتخب فلاناً من أجل نصرة دينك»، ولذلك لابد من حظر الدعاية الدينية مع كل الاحترام لمن يختار الانطلاق من المرجعية الدينية، فهناك فرق بين الانطلاق من المرجعية الدينية كرؤية للكون والحياة وهذا حق لمن أراد وموجود فى العديد من دول العالم، وبين تصدير الشعارات الدينية للبسطاء واستخدامها كسلاح دعائى رخيص. أعتقد أن الدرس المستفاد الأهم هو خطورة اللعب بالدين فى المعارك السياسية، وهو أمر لابد من التحرك لوضع حدود قاطعة وعقوبات صارمة له فى أى انتخابات قادمة.

ـ أعلم أن كثيرا من الذين صوتوا بنعم لم يكونوا من أنصار التيارات الدينية، بل كان أغلبهم من الذين صوتوا تأثرا بالدعاية الانتخابية التى خوفتهم من الفوضى ووقف الحال وأحيانا من إلغاء المادة الثانية، ولذلك أتمنى ألا ينساق البعض خصوصا فى جماعة الإخوان إلى قراءة خاطئة للمشهد السياسى، أتمنى أن يدركوا أنهم أخطأوا لأنهم «بصوا تحت رجليهم» ونظروا إلى المكاسب الانتخابية العاجلة وحاولوا تبرير موقفهم بالخوف من بقاء الجيش طويلا، مع أنهم يعلمون أن ذلك لن يحدث كما حدث فى ١٩٥٤ لاختلاف الظروف المحلية والدولية، والنتيجة أنهم خسروا كثيرا بخروجهم من حالة توافق وطنى مع كثير من التيارات السياسية التى كانت تختلف معهم بشدة، وهى حالة كان الوطن يحتاجها، وكانت ستكون ضمانا فى مواجهة أى رغبة للإطاحة بالديمقراطية، وللأسف لا أظن أن هذه الحالة التى شاهدناها فى التحرير ستتكرر بسهولة.

ـ أحترم اختيار الناس بقوة، لكننى لن أحترم من يفرح بأنه ضحك على الناس وتاجر بالدين وأوهمهم بالجنة وقام بتخويفهم من الفوضى بعد أن ربطها بكلمة «لا» كذبا وعدوانا.

ـ أيا كانت النتيجة سيظل يوم الاستفتاء واحدا من أسعد الأيام فى تاريخ مصر المعاصر، وإعلانا ببدء نضال طويل ضد الإرهاب الفكرى باسم الدين أو باسم العلمانية أو بأى اسم كان.

ـ الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن فرحة، مبروك لمصر وسحقا لحسنى مبارك ملك التزوير وحرامى إرادة المصريين.

Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف sose الخميس مارس 24, 2011 9:17 am

خطط إجهاد الثورة: إذا نجا البرادعى .. هل يتم اغتيال البسطويسى وصباحى؟

بقلم بلال فضل ٢٤/ ٣/ ٢٠١١
أجب عن السؤال الآتى: لماذا صمت المئات من أمناء الشرطة سنين طويلة على القهر والتمييز فى رواتبهم وإهدار حقوقهم المشروعة، ثم قرروا أن يصرخوا الآن فى مواجهة وزير جديد لم يكمل ثلاثة أسابيع فى منصبه، ومع ذلك فقد بدأ يعيد جهاز الشرطة إلى خدمة الشعب فعلا لا شعارا، ويصالح الشرطة على ملايين المصريين، ويخطو خطوات مهمة من أجل محو ميراث سنين طويلة من القهر والفساد والظلم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الإجابة: الخطط الإجهادية.

صدقنى، كنت أتمنى مثلك بالضبط، أن يكون كل ما نشرته أمس عن (الخطط الإجهادية) وقوائم الاغتيالات مجرد تخرصات اجتهادية أو حتى سيناريوهات كابوسية نبعت من عقول أجهدها التشاؤم، رغم أنها وردتنى من مصادر أثق بها كما أثق فى أن مستقبل مصر سيكون أفضل ألف مرة بإذن الله، لكن لعلك الآن متأكد أن كل ما نشرته كان حقيقيا للأسف الشديد، بدليل التطورات المؤسفة التى أدت إلى احتراق طوابق من مقر وزارة الداخلية بلاظوغلى، وكلها جرت عقب ساعات من تسليم مقالى للنشر.

أعلم أنك متشوق إلى استكمال ما ذكرته أمس عن قوائم الاغتيالات التى تستهدف عددا من الشخصيات العامة على رأسها الدكتور محمد البرادعى، لذلك سأرجئ الحديث عن ملابسات حريق وزارة الداخلية الذى يحاول البعض إلصاقه بأمناء الشرطة المتظاهرين وهو ما ستقرره تحقيقات النيابة، لكن لأن الشىء بالشىء يُذكر، ولكى أقضى على كل تصورات لديك بأننى أبالغ معتمدا على ثقتك المفترضة فىّ، دعنى أحيلك ابتداءً إلى التغطية التى قامت بها زميلتنا منى سلمان فى قناة (الجزيرة مباشر) لحريق الداخلية عصر الثلاثاء، حيث أجرت مكالمة تليفونية مع المقدم محمد عبدالرحمن عضو حركة (ضباط ولكن شرفاء) التى أصبحت حديث المصريين فى الفترة الماضية بسبب التصريحات الجريئة لبعض ضباطها ومطالبتهم بإحداث إصلاح جذرى فى الوزارة وهيكلة عملها بالكامل، أتمنى أن يسارع سيادة النائب العام إلى طلب شهادة المقدم محمد عبدالرحمن فى محضر رسمى بعد أن قالها أمام الملايين فى مكالمته، لكى يعرف الرأى العام هل تم حريق «الداخلية» بفعل فاعل للتغطية على ملفات بعض الفاسدين من ضباط أمن الدولة والمباحث الجنائية؟،

ومن الذى استغل أمناء الشرطة وقام بتسخينهم لكى يخرجوا بهذا الشكل غير المسبوق الذى قام بتحويل مطالب مشروعة إلى وقود يشعل نار العداء للشرطة بأكملها فى الشارع المنكوب بغياب الشرطة أصلا؟، لقد كشف المقدم عبدالرحمن فى حديثه عن وجود مصادر أمنية أبلغت زملاءه بأن هناك قائمة اغتيالات يتم الإعداد لها لعدة أسماء، ذكر من بينها الدكتور البرادعى والدكتور علاء الأسوانى والمناضل جورج إسحاق وآخرون لم يذكرهم، بل قال إنه وزملاءه أبلغوا الأسوانى بذلك طالبا منه أن يغير طريقة تحركاته لكى لا يتم استهدافه، وأنهم حاولوا الوصول إلى جورج إسحاق لتحذيره ولم ينجحوا فى ذلك!، واتضح أنه لم يكن يقول ذلك الكلام لأول مرة، بل قاله من قبل خلال لقاء تليفزيونى على الهواء فى نفس القناة، وتعرض لمحاولة اغتيال بعد خروجه من استديو البرنامج، وبعد نجاته أرسل تلغرافا إلى النائب العام يطلب فيه حمايته ولم يتم الرد عليه. أعلم أن سيادة النائب العام لديه الكثير مما يشغله وكان الله فى عونه، لكننى أتمنى أن يتم التفاعل سريعا من خلال مساعدى النائب العام مع أقوال خطيرة كهذه انتشرت كالنار فى الهشيم على شبكة الإنترنت منذ إذاعتها على الهواء.

أعود بعد هذا إلى وثيقة (الخطط الإجهادية) التى وقعت فى أيدى أجهزة سيادية منذ أيام، لأؤكد أن المصدر المطلع قال لى إن هناك فقرة كاملة خصصت فيها للدكتور البرادعى، صحيح أنها لم تتحدث عن تصفيته جسديا، لكنها تحدثت بالتفصيل عن مواصلة تصفيته معنويا، واللافت أنها تطلب فعل ذلك بالتزامن مع عشرات التحركات على جميع الأصعدة لإحداث حالة من الإجهاد للثورة تؤدى إلى إجهاضها، أى أن الوثيقة ترى أن تصفية البرادعى شعبيا للقضاء على فرصه فى التأثير على الناس، أمر لا يقل أهمية عن نشر البلبلة وتوسيع دائرة الاحتجاجات الفئوية لإفشال مهمة حكومة عصام شرف وإثارة الفتنة الطائفية وإحداث الوقيعة بين الجيش والثورة، واللافت أن واضعى الخطط لم يجدوا مداخل جديدة للتعامل مع البرادعى، فاكتفوا بالتركيز على المداخل القديمة مثل حكاية الاستمرار فى نشر دور البرادعى المزعوم فى تدمير العراق وفكرة عمالته لأمريكا، فهم يعلمون أن رجل الشارع العادى ليس لديه من الوقت أو الدأب ما يجعله يدخل على شبكة الإنترنت ليعرف الدور الحقيقى للبرادعى وكيف أنه أصر على عدم وجود أسلحة نووية فى العراق ووقف فى وجه أمريكا طويلا التى كانت تحلم بنيل شرعية من وكالة الطاقة الذرية لضرب العراق،

يعلم واضعو الوثيقة أيضا أن رجل الشارع لن يفكر فى البحث على الإنترنت عن حيثيات نيل البرادعى لجائزة نوبل للسلام التى نالها لوقوفه ضد أمريكا وليس لأنها هى التى منحتها له، كما طلبت الوثيقة مواصلة التركيز على ذلك، فضلا عن طلبها مواصلة الاتهامات المكررة بأنه يريد إلغاء المادة الثانية من الدستور وأنه كافر وملحد، وما إلى ذلك من الاتهامات التى نسفها البرادعى من خلال المنبر الوحيد الذى أتيح له أن يظهر فيه، وهو برنامج «آخر كلام» مع المذيع اللامع يسرى فودة، وهو ما حاول أذناب النظام تحويله إلى مأخذ عليه، لأنه ظهر فى قناة نجيب ساويرس، رابطين بين ذلك وبين الاتهامات السابقة، مع أن كل المرشحين الرئاسيين تقريبا ظهروا فى نفس البرنامج، ولم يقل أحد منهم شيئا يختلف كثيرا عما قاله البرادعى من أفكار للفترة المقبلة.

عندما سألت المصدر المطلع حول ما إذا كانت هناك أسماء سياسية أخرى طلبت الوثيقة التركيز على محاربتها فى الفترة المقبلة، أجابنى بالنفى، ولم أستغرب ذلك ليس لأن البرادعى هو الشريف الوحيد الذى يُخشى جانبه بين المرشحين الرئاسيين، على العكس ها نحن نشهد للمرة الأولى وفرة فى المرشحين الرئاسيين المحترمين، بعد سنوات من الترويج لأكذوبة «مافيش غيره» التى كانت تشكل أكبر إهانة فى تاريخ المصريين، تواطأ أهل النخبة السياسية على قبولها راضين صاغرين بل ساهموا فى ترويجها بين البسطاء حتى صارت حقيقة لا تقبل الشك لدى كثيرين منهم، وهى الأكذوبة التى تم نسفها عندما ظهر الدكتور البرادعى على الساحة السياسية ليتوج كفاح سنوات من نضال الناشطين السياسيين والمثقفين والأحرار الذين تجمعوا حوله فى مشهد تاريخى بعد أن أعلن عن عودته إلى مصر لكى يقدم نفسه بديلاً سياسياً عن النظام القائم، ذلك التجمع الذى كان بمثابة شرارة تفجير بركان الغضب الذى اختمر عبر سنوات طويلة، ليهتز عرش مبارك وتتحول أحلام ابنه فى الرئاسة إلى كوابيس، وتبدأ محاولات شرسة لتمزيق تلك الصورة المشرقة على أيدى ضباط أمن الدولة، ثم تنجح التناقضات الداخلية التى ابتليت بها المعارضة المصرية طيلة عمرها فى إفساد تلك الصورة قليلا، ثم تبدأ حملة شرسة تستخدم أحقر وأوطى الأساليب فى تشويه الرجل عبر جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمشمومة، وبعد أن نجح الرجل فى الظهور فى أكثر من برنامج تليفزيونى ليكتسب بحديثه منطقا لدى الكثير من البسطاء صدرت على الفور فرمانات منعه من الظهور الإعلامى، بل تم السعى لإغلاق صحيفة «الدستور» الأصلية التى كانت منبرا أمينا لنقل أفكاره وتم ذلك بمساعدة من رئيس حزب الوفد السيد البدوى، لم يتم حسابها عليها حتى الآن.

فى تلك الفترة التى سطع فيها نجم البرادعى، وعندما وجه البعض وأنا منهم انتقادات لفكرة المخلص التى بدأت تروج بين الناس، والتى يمكن أن تخلق لنا مستبدا جديدا، كان الرجل واضحا فى محاربته لتلك الفكرة بإعلانه دائما أنه لا يستطيع عمل شىء لوحده من غير حشد شعبى، لتظهر فكرة التوكيلات الشعبية لدعم مطالب الجمعية الوطنية للتغيير التى بدأت على يد شاب سكندرى غير مُسيّس اسمه صفوان محمد ثم اجتاحت مصر كلها وأرعبت النظام، ليبدأ بعدها التركيز على فكرة بُعد البرادعى عن حياة المصريين، لكن الشباب المؤيدين له بدأوا يحولون تلك التهمة إلى ميزة تجعله قادرا على صنع خيال جديد تحتاجه مصر التى قتل مبارك قدرتها على الخيال، لينتقل العزف الأمنى إلى نغمة سفر الرجل المتكرر للخارج، وهى ملاحظة أشارك الكثيرين فيها، لكننى اعتبرت أنها مرحلة انتهت مع عودته السريعة للمشاركة فى مظاهرات جمعة الغضب التى فجرت الثورة الشعبية الكاسحة فى مصر بعد أن بدأت فى يوم الخامس والعشرين من يناير بدعوة من ثلاثة كيانات على الإنترنت، أغلب رموزها قريبون من البرادعى بشكل أو بآخر، يكفى أن من بينها الحملة الشعبية لدعم البرادعى، ثم بعد تفجُّر الثورة استجاب الرجل لكل النصائح التى وجهت له بألا ينزل كثيرا إلى التحرير خوفا على حياته، ولعله استمع من على البعد لنصائح آخرين رأوا أن ظهوره اليومى فى التحرير سيكون عبئا على الثورة فى ظل حملات الحرب الإعلامية الشرسة التى جعلت من مصلحة الثوار أن يظهر البرادعى بوصفه طيفا من أطياف الثورة، وليس أبا راعيا لها.

ورغم أن الساحة السياسية بعد خلع مبارك وبدء سباق الانتخابات الرئاسية نظريا بدأت تشهد ظهور منافسين أقوياء للبرادعى على منصب الرئاسة مثل الأستاذ عمرو موسى والمستشار هشام البسطويسى والأستاذ حمدين صباحى، بالإضافة إلى منافسين أصحاب تجارب سياسية أمثال الدكتور أيمن نور والأستاذ طلعت السادات والدكتور عبدالله الأشعل، وكل منهم يستطيع أن ينافس البرادعى بقوة، بل إن تحالفات بعضهم يمكن أن تقلل من فرص نجاحه خاصة مع استمرار الحرب الإعلامية ضده فى كل المواقع، ومع ذلك فإن واضعى ومنفذى الخطط الإجهادية لم يكتفوا بجعل ذلك يحدث بفعل تفاعلات الواقع، بل شغلتهم فكرة الانتقام من الرجل، لكى لا يتم ترك أى شىء للصدفة كما حدث من قبل، أو ربما لأن تصفية دور البرادعى تشكل انتقاما من الثورة التى كان أحد قادتها، وتؤدى لإحباط مؤيديه من مفجرى الثورة لتكتمل صورة المسخرة السياسية التى يُراد لها أن تجعل من ثوار يناير أول ثوار فى التاريخ بدلت ثورتهم وطنهم لكنها لم تبدل مواقعهم فى صفوف المعارضة.

من هذا كله تستطيع أن تفهم ما حدث للبرادعى فى المقطم على أيدى من يُجمع شهود العيان الذين رصدوا تحركاتهم على أنهم كانوا يؤدون دورا محددا سلفا، ويشهد الكثيرون من سكان المقطم أنهم غرباء عن المنطقة، لينتقل الدور بعدها إلى اللاعبين فى الصحف الحكومية وبرامج التوك شو، فتأتى على سبيل المثال لا الحصر زوجة رئيس تحرير صحيفة حكومية صفراء ينفق عليها المواطن من ضرائبه لكى تكتب أن البرادعى وابنته ذهبا لكى يقدما رشاوى للناخبين فقذفهما الناس بالحجارة، بينما تردد صحيفة كانت عريقة كلاما يدعو للخجل عن محاولة البرادعى تخطى الطابور، وتتحدث صحيفة أخرى عن أن المواطنين (بالألف واللام) هم الذين رشقوا البرادعى بالحجارة، وما إلى ذلك من ترّهات كشفها الملايين عندما شاهدوا الصور والفيديوهات التى وثّقت الاعتداءات، كل ذلك يحدث فى الصحف الحكومية بينما يكتفى أستاذنا الدكتور يحيى الجمل بالخروج من مكلمة إلى مكلمة ناسياً الآمال التى علقناها عليه فى ملفى الصحافة والحوار الوطنى، ومكتفيا بإشعال الحرائق كلما فتح فمه ليتكلم، للعلم فقط سألت أحد المسؤولين العسكريين قبل أيام عن ملف التغييرات فى الصحافة والإعلام فقال لى إن الأمر فيه متروك للدكتور يحيى بالكامل، وعندما قلت له: لكن الناس تحملكم مسؤولية البطء فى حل هذا الملف المهم، عاد ليكرر أن المجلس يثق فى الدكتور يحيى، وأن رئيس الوزراء بارك هذه الثقة وترك للدكتور يحيى مسؤولية التصرف فى هذا الملف، وهو ما يجعلنا نسأل بصراحة مع محبتنا للدكتور الجمل: هل بات سيادته عبئا على الثورة وآن له أن يستريح ويُريح؟!

هل أقول لك كل هذا الكلام لأننى معنىّ بوصول الدكتور البرادعى إلى مقعد الرئاسة؟، لا والله، فلعلك تذكر أننى كتبت يوم الثلاثاء الماضى قائلا إن كل المرشحين الرئاسيين بمن فيهم البرادعى أثبتوا أن لديهم أزمة حقيقية مع الشارع بعد نتائج الاستفتاء، وأنهم إذا لم يبدأوا بعمل تحالفات سريعة سيخسرون جميعا، كما تعلم كنت قد طرحت فى الأسبوع الماضى فكرة عمل تحالف بين البرادعى والبسطويسى ليكون أحدهما رئيسا والآخر نائبا، وقد أوصلت الاقتراح إلى مقربين من البسطويسى الذين رفضوا الفكرة تماما قبل أن يعلن هو بنفسه رفضها إعلاميا، فأبلغتهم تخوفاتى مجددا من عدم وجود أرضية جماهيرية كاسحة للبسطويسى الذى أحبه وأقدره، على الأقل كما أرى، واقترحت عليهم أن يحدث ذلك التحالف بين البسطويسى وحمدين صباحى بدلا من أن ينزل كل منهما بمفرده، قلت ذلك وأنا من مؤيدى البرادعى وسأظل أؤيده طالما لم يقرر الانسحاب، فالانحياز لهذا الرجل فى رأيى انحياز لقيمته ودوره وإمكانياته وليس لشخصه،

على أى حال أسعدنى معرفة أن صباحى والبسطويسى سيعقدان اجتماعا سويا خلال أيام لبحث الفكرة، وأنا أناشد كل من يحبون الرجلين أن يباركا هذا التحالف وأن يقدّر الجميع خطورة الفترة الراهنة وحساسيتها، وأن يتذكروا أنها لن تكون آخر انتخابات فى تاريخ المصريين، كما أتمنى على الدكتور البرادعى الذى لم أتشرف بلقائه من قبل أن يغير من خطابه الإعلامى سريعا وأن يفكر فى التحالف مع شخصية تحظى بقبول جماهيرى واسع، اعتبرنى مخرفا لكننى أتمنى أن يكون مثلا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذى يشكل وجها مقبولا للتيار الإسلامى ليس لأنه تعرض لاضطهاد طويل داخل جماعة الإخوان، بل لأنه رجل يقر بمدنية الدولة بمفهومها الإسلامى ويؤمن بعدم إدخال الدين فى الصراعات الانتخابية الرخيصة.

على أى حال، الأهم من هذه التخريفة الانتخابية أن يأخذ الدكتور البرادعى مأخذ الجد كل الأخطار التى يمكن أن تتعرض لها حياته، وأعتقد أنه يجب أن يطالب النائب العام بفتح تحقيق رسمى حول كل ما أثير حول استهداف حياته من العقيد عمر عفيفى والمقدم محمد عبدالرحمن، وأن يطلب رسميا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة تشكيل قوة حماية رسمية محترفة له من أكفأ ضباط وزارة الداخلية، ولو أننى سمعت أن اللواء هشام أبوغيدة آخر رئيس لجهاز أمن الدولة المنحل قد تولى منصب رئيس إدارة الحراسات الخاصة، وربما سيكون من مفارقات القدر أن يوكل إليه مستقبلا مهمة حماية البرادعى الذى كان موكلا إليه مهمة محاصرته من قبل، ولعل ذلك يجعله الأنسب لتحقيق هذه المهمة إذا لم تعتبر ذلك تخريفة جديدة من تخاريفى.

المهم ألا تؤخذ مأخذ التخريف دعوتى للجميع أن يطلبوا من الجيش وبشكل رسمى حماية كل مرشحى الرئاسة المعارضين للنظام السابق والذين يشكل نجاحهم خطرا عليه، أعتقد أن قوى نظام مبارك لا تستهدف البرادعى لشخصه بل لمعارضته لمبارك، ولذلك لن تكون سعيدة أيضا إذا شعرت بأن هشام البسطويسى وحمدين صباحى مثلا يمكن أن يصلا إلى كرسى الحكم، ليفتحا ملفات مبارك كاملة، ولكى ينهيا إلى الأبد فكرة تحالف السلطة ورأس المال لحكم مصر، ولذلك يمكن أن يكونا هما أيضا هدفا للتصفية سواء نزلا الانتخابات فرادى أو معا، وكذلك الحال مع كل وجه ستفرزه الأيام القادمة وتثبت وجود شعبية كاسحة له فى الشارع سواء كان ذلك فى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، ومن المهم التأكيد على أن حماية جميع هذه الشخصيات ليست ترفا ولا رفاهية، بل هى ضرورة يجب أن تتحملها الأجهزة الأمنية السيادية التى تتمتع بثقة الناس، بإشراف كامل من القوات المسلحة، لكى لا نشاهد كوابيس قوائم الاغتيالات التى شهدتها دول أخرى، وقد تحولت إلى واقع مفزع يدخل البلاد فى دوامة خطيرة والعياذ بالله، حمى الله مصر من كل سوء، وألهم شعبها وثوارها التوفيق والحكمة.

هذا ولاتزال لدىّ فى هذا الملف أوراق شائكة كثيرة، لا أدرى هل سيكون الوقت مناسبا لطرحها فى الأيام المقبلة، أتمنى ذلك إذا عشنا وكان لنا نشر.
sose
sose
شمسولوجي ذهبي
شمسولوجي ذهبي

عدد المشاركات : 1211
البلد : ..
تاريخ التسجيل : 02/12/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Tired
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Notinm10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Admin الأحد مارس 27, 2011 1:22 pm

ملاحظات ليست عابرة

بقلم بلال فضل ٢٧/ ٣/ ٢٠١١

■ كيف يمكن أن يعبر عن حكومة ننتظر منها الصدق والإنجاز نفس الوجه الذى كان يعبر عن حكومة اعتادت الأكاذيب والفشل؟ هل راودك هذا السؤال وأنت ترى كيف احتفظ السيد مجدى راضى بمنصب المتحدث الإعلامى لمجلس الوزراء فى وقت تغير فيه المجلس بقضه وقضيضه وحاله ومحتاليه؟! قبل أن يتهمنى أحد بأننى من هواة التغيير عمال على بطال الذين لا يحبون منح فرص جديدة للوجوه القديمة، دعونى أضرب لكم مثلا بالغضب الذى أثاره مشروع قرار حظر التجمهر الذى أصدره مجلس الوزراء وأرسل به إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذى جاء بسبب سوء تقديم القرار للناس إعلامياً، وقد علمت أن رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف غضب من الطريقة التى تم تقديم المشروع بها لوسائل الإعلام، وأنه طلب من سيادة وزير العدل أن يظهر فى أكثر من وسيلة إعلامية ليؤكد أن القانون لا يمنع حق التظاهر السلمى، وأنه مختص فقط بالمظاهرات التى تقوم بتخريب المنشآت وتعطيل الإنتاج عمدا.

لا يا سيدى، أنا لست مع المظاهرات الفئوية، لعلك تذكر أننى كتبت ضدها أكثر من مرة كان آخرها خلال حديثى عن (الخطط الإجهادية)، لكننى أيضا قلت أكثر من مرة إن ملفها المزعج يمكن ضبطه بسهولة من خلال وضع آلية لتلقى الشكاوى العادلة للنظر فيها، وهو ما كان سيصعب مهمة من يريد التخريب تحت غطاء التظاهر، وقد اقترح الدكتور علاء الأسوانى صيغة (اللجان القضائية) لتلقى هذه الشكاوى ووضع جدول زمنى للنظر فيها، بينما اقترحت على المجلس الأعلى قبل شهر ونصف إنشاء لجنة مشتركة من هيئة الرقابة الإدارية والنيابة الإدارية لتلقى هذه الشكاوى وفحصها ورفع تقارير عنها لاتخاذ القرار فيها طبقا للأولوية والجدية، وتحدث كتاب آخرون عن ضرورة تفعيل دور ديوان المظالم الملحق بمجلس الوزراء لكى يكون له حضور ملموس يزيل ما ران عليه من سمعة سلبية، وأعتقد أنه لو كان قد تم تفعيل أى صيغة من هذه الصيغ قبل إصدار القرار لاختلفت طريقة استقباله بشدة، ولأدرك الناس أن من يستمر فى التظاهر بعد وجود آلية لبحث مظلمته، هو إما سيئ النية أو سيئ التدبير، ولما تعاطفوا مع أى قرار يُتخذ ضده ولو كان صارما.

أعتقد أن صياغة القرار لاتزال فضفاضة أكثر من اللازم رغم كل ما قيل من تطمينات، لأنه يمكن أن يُستخدم حسب نوايا بعض المسؤولين الفاسدين لقمع من يحتجون على فسادهم ويفضحونه، ومع ذلك فقد كان تأثيره السلبى سيخف لو كان هناك متحدث إعلامى كفء يطرحه للناس بشكل أفضل، موضحا آليات محددة لتحقيق نواياه الطيبة، ومشددا على فصله عن حق التظاهر السلمى الذى لا يقوم بالتخريب أو تعطيل العمل.

طيب، بما أن الدولة ألغت مشكورة منصب وزير الإعلام الكريه، وبما أنها أيضا لا تريد إصلاح حال الإعلام التابع لها بجميع فروعه، لذلك على الدكتور شرف أن يتخذ قرارا بتعيين متحدث إعلامى صاحب كفاءة وخبرة فى التعامل مع الشائعات والآراء المتضاربة، تكون لديه صلاحيات واسعة من المجلس الأعلى ومجلس الوزراء للتعامل الفورى مع أى شائعة تنتشر فى الشارع حتى ولو كانت عن أمر يخص القوات المسلحة لدحض تلك الشائعات التى تروج بكثافة على الإنترنت ويمكن دحضها بسهولة لو توفرت النية، وفى مصر كفاءات صاحبة خبرة أكثر من أن يحصيها مقال واحد، إلا إذا كان الدكتور شرف يعشق أن يجيب لحكومته وجع القلب، ولا أظنه كذلك.

ما سمعته عن اتخاذ قرار بنقل ملف التغييرات الصحفية والإعلامية بعيدا عن عهدة الدكتور يحيى الجمل. أعتقد أن مشكلة أستاذنا الكبير مع هذا الملف الشائك تكمن فى كونه مرتبطا بعلاقات وطيدة وممتدة مع أجيال مختلفة من الصحفيين والإعلاميين، ولذلك فقد كان حذرا جدا ومتحسبا لأى مشاكل يمكن أن تحدث بسبب قراراته، مع أن الأمر لم يكن يتطلب سوى إقرار مبدأ الانتخابات فى المؤسسات الصحفية والإعلامية، ليتحمل الجميع فى كل مؤسسة مسؤولية اختيارهم، خصوصا أن جميع المؤسسات عامرة بالكفاءات المبدعة التى تعرضت للتطفيش والتهميش والتهشيم على أيدى موالسى الحزب الوطنى المبارك. للأسف، لا يبدو أولو الأمر حتى الآن مقتنعين بأن الإعلاميين والصحفيين أهل للديمقراطية، ولذلك فهم مصرون على الاستمرار فى سياسة التعيينات الفوقية القديمة. يُقال والله أعلم إن الملف انتقل إلى مسؤولية الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، على أن يتفرغ الدكتور يحيى لملف الحوار الوطنى الذى سيبدأ متأخرا للأسف، فى وقت كرهت الناس فيه كلمة الحوار من فرط ما رأوه من حوارات على شاشات الفضائيات، يخرج الناس منها أقل رضا وأكثر قلقا، بينما هم فى حاجة إلى قرارات ملموسة تنتشلهم من حالة الغموض السلبى الذى تعيشه البلاد فى ملفات كثيرة. الناس يا سادة يريدون إجابات قاطعة تجعلهم لا يجرون وراء الشائعات التى احتلت دور السحابة السوداء فى سماء مصر.

يعلم الدكتور يحيى الجمل تقديرى لشخصه الكريم، ولكن إيمانى بديمقراطيته يجعلنى أرجوه أن يسمح لى بمصارحته بأن هناك كثيرين، خصوصا بين أوساط الشباب الذين تابعوا حواراته الأخيرة فى الصحف والفضائيات المختلفة، يعتقدون أن مستقبل الحوار الوطنى لن يكون مشرقا على يديه، لذلك أتمنى أن يتنحى عنه بترفع سيحسب له، ثم يأخذ المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء قرارا بإسناد ملف الحوار إلى شخصية مرنة ذات فكر غير تقليدى تستطيع توجيه الحوار نحو مسارات جديدة وخلاقة تحتاجها مصر الآن، على أن يتم تكليف الدكتور يحيى بملف مهم جدا، هو ملف الحوار مع الشيخ محمد حسين يعقوب.

■ شكرا لكل الزملاء والأصدقاء الذين أشاروا فى صحفهم ووسائلهم الإعلامية إلى ما نشرته يومى الأربعاء والخميس الماضيين عن وثيقة الخطط الإجهادية (بالدال وليس بالضاد والله العظيم.. هى مكتوبة كده يا كل أصدقائى الذين ظنوا أن العبد النحيل لا يعرف الفرق بين الإجهاد والإجهاض)، شكرا أيضا لكل القراء الكرام الذين تفاعلوا معها إيجابيا وبدأوا بالإبلاغ عن تحركات مريبة شعروا أنها مرتبطة بهذه الخطط إما بشكل مباشر أو غير مباشر، جاءتنى رسالة من قارئ كريم قام بإبلاغ القوات المسلحة بقيام بعض التجار بتهريب الأرز بكميات كبيرة إلى ليبيا وبأسعار خرافية، جاءتنى رسائل أخرى لا أحبذ الإشارة إليها، وقد نصحت أصحابها بالاتصال بأرقام الشكاوى التابعة للقوات المسلحة، وقمت بإبلاغ بعضها بنفسى لمن يهمه الأمر لإدراكى خطورتها، وأتمنى أن يتفاعل جميع القراء إيجابيا مع كل الشكوك التى تراودهم حول وجود تحركات مريبة لفلول النظام السابق، خصوصا ما يسعى منها لمحاولة خلق أزمات اقتصادية تمس المواطن البسيط، وأن يتذكروا أن من يفكر بعقلية موقعة الجحش يمكن أن تنتظر منه أى رفسة غبية. وأتمنى على وزير الداخلية اللواء منصور العيسوى أن يقوم بتفعيل خطوط النجدة والشكاوى التابعة لوزارته للمساعدة فى التفاعل مع شكاوى المواطنين من أى محاولة لإجهاد الثورة طمعاً فى إجهاضها، وأن يختار لهذه المهمة شخصية مشهودا لها بالوطنية والكفاءة، لأن تصحيح صورة الشرطة لدى الناس لن يكون بالإعلانات، بل سيكون بشعور الناس بسرعتها لنجدتهم.

الشكر واجب أيضا لبعض القراء الذين سخروا مما كتبته واعتبروه «مجرد خيال مريض»، ويبدو أنهم اعتمدوا فى ذلك الحكم على بعض أفلامى الهزلية التى يكرهونها، وكنت أتمنى أن يتذكروا أننى أجدت كتابة الحبكة على ما أظن فى بعض أعمالى، وبالتأكيد لو كنت سأقوم بتأليف حكاية كهذه فلن ألجأ إلى حكاية اللاب توب الذى تم اكتشافه بالصدفة، سأتعب قليلا فى الحبكة، ليست صعبة يعنى. سخريتهم على رأسى من فوق، وأعذرهم والله، خصوصاً فى هذا المناخ الملىء بالشكوك والذى يظن البعض فيه أن أى تحذير للناس هو سعى لإفزاعهم، بدلا من أن يتعاملوا معه بوصفه وسيلة لتنبيه الكل إلى أننا مطالبون بالتكاتف لمواجهة التحديات الخطيرة التى تهدد وطننا وثورتنا. على أى حال أريد أن أنبه إلى أنه لحسن الحظ يكون الواقع أحيانا أقل اهتماما بالحبكة، ولذلك تسقط شبكات تجسس فى العالم كله بسبب أخطاء فردية، بعضها شديد البلاهة، وأعتقد أن مبدع أدب الجاسوسية الدكتور نبيل فاروق يمكن أن يفيدنا كثيرا فى هذه النقطة. من المفيد التنبيه أيضا إلى أن (المصرى اليوم) ليست صحيفة تصدر تحت بير السلم، ولم يكن رئيس تحريرها سيسمح لى بنشر موضوع بهذه الخطورة إلا بعد أن يسألنى على الأقل عن مصدرى من باب الاطمئنان إلى مصداقية صحيفته، أنبه أخيرا إلى أن الذين شاهدوا حلقة برنامج (آخر كلام) التى خصصها المذيع اللامع الصديق يسرى فودة لمناقشة ما كتبته بحضورى وحضور الدكتور علاء الأسوانى كانت قد شهدت مداخلة طويلة على الهواء مع أحد قادة القوات المسلحة الذى اكتفى فقط بتكذيب ما قاله العقيد عمر عفيفى فى الجزء الأول من الحلقة حول دخول كميات كبيرة من الأسلحة إلى مصر، ورغم أنه ناقشنى أنا والدكتور علاء بصدر رحب فى قضايا مهمة كثيرة لا يتسع المقام لسردها، فإنه لم ينف كلمة واحدة مما نشرته على مدى يومين، لأن سيادته بالتأكيد يعرف أن تلك الوثيقة موجودة تحت تصرف الجهات السيادية، وأنه يجرى التعامل مع كل ما نشرته بجدية شديدة، وقد أسعدنى أن أعلم أن هناك تحركات تمت لبحث مسألة حماية المرشحين الرئاسيين فور بدء جولاتهم الانتخابية رسميا، فضلا عن استمرار التحركات التى قادها وزير الداخلية للسيطرة على عدد من العناصر التخريبية التى أساءت إلى جهاز الأمن، وأعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد إعلان تطورات عديدة فى هذا الصدد.

أحب هنا أن أختم بتحية الروح الإيجابية التى أبداها بعض ضباط الشرطة الذين لم يكتفوا بالوقوف فى خانة المتفرجين أو الساخطين، بل بدأوا فى أخذ مبادرات لتنقية ساحة الوزارة من كل ما يوجه إليها من اتهامات، وأعدهم بأن أنشر بعض ما أرسلوه إلىّ من اتهامات بخصوص بعض الضباط الذين يهاجمون أداء الوزارة، ولكن بعد أن يستكملوا إرسال الوثائق التى تثبت صحة كلامهم لكى يتضح الأمر للرأى العام، وأتمنى عليهم جميعا أيا كانت ملاحظاتهم على اللواء منصور العيسوى خصوصا ما يتعلق ببعده عن الخدمة وتواضعه مع الناس، أن يدركوا أن هذا الرجل بروحه المصرية الأصيلة، وبسبب تلك الملاحظات تحديدا، يمكن أن يكون فرصة تاريخية لتحقيق مصالحة حقيقية بين الشرطة والشعب، تبدأ فيها مرحلة تكون فيها الهيبة لروح القانون وليس لشخطة الضابط وتكشيرته.

والله من وراء القصد، أو هكذا أزعم.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الخميس مارس 31, 2011 1:11 pm

سرور مفجر ثورة يناير

بقلم بلال فضل ٢٨/ ٣/ ٢٠١١

أحمد الله ثم أشكر عبده الزميل العزيز محمود مسلم على ما أسداه من صنيع تاريخى إلى ثورة الخامس والعشرين من يناير بإجرائه حواراً ذا قوة قتل ثلاثية مع الدكتور أحمد فتحى سرور الشهير بسيد قراره رئيس مجلس التزوير والتضبيط الشهير بمجلس الشعب، فبفضله لن تظل معلقة فى رقبة الثوار تلك الاتهامات التى تدعى أنهم قاموا بالثورة استجابة لتحريضات أجنبية، فقد ثبت بالحوار القاطع أن أول من بشر بالثورة هو الدكتور السرور، وليس بعيداً أن يزداد كرم الله علينا فى حوارات قادمة مع الصفوت الشريف والزكريا العزمى، فنكتشف أن الثورة كانت أصلا حلماً نبيلاً اشترك فيه الثلاثة سويا، ثم قرروا تنفيذه بعد أن ظلوا عشرات السنين فى بطحاء مبارك يكتمون إيمانهم بالحرية والعدل ويخفون كفرهم بالفساد والتزوير.

طيب والله بجد بجد، أنا مستغرب جدا من مظاهر السخط التى أبداها البعض على نشر «المصرى اليوم» لحوارات المبشر سرور، فلو كنت ضليعاً فى القانون لقدمت الحوارات الثلاثة إلى النيابة العامة متهماً الرئيس المخلوع مبارك برفض نصائح سرور التى كان يمكن أن تنقذ البلاد والعباد، ولطلبت من حضرة القاضى أن ننتقل إلى إذاعة خارجية من شرم الشيخ لبث مواجهة علنية بينهما على موجات شبكة صوت الاستقرار، لكى نعرف هل حقاً وصدقاً سأل مبارك «سرور» بصوت مرهق «نعمل إيه؟»، فطار حرف النون من إجابة سرور الناشفة التى قال فيها طبقا لنص حواره «غَيّر الحكومة وشيل بعض الوزراء المكروهين وعدل الدستور وشوف الناس عايزه إيه؟»، وعندما يطلب القاضى منى أن أوجه سؤالاً إلى مبارك سأسأله سؤالا واحدا «يا ريس بحكم ما كان..

هل كان الدكتور سرور يستجرى يقولك جملة واحدة حاف من غير أن يسبقها بكلمة أفندم ويلحقها بكلمة سيادتك ويحشيها بما تيسر من كلمات التفخيم والتعظيم؟»، وعندما أسمع من مبارك إجابة من نوعية «هىّ حصلت يا فتحى؟»، سأنهى مرافعتى وأطلب من المحكمة أن تجعل الدكتور سرور يطير فورا إلى شرم الشيخ لكى يقرأ الحوارات الثلاثة فى حضور مبارك بصحبة وفود من اللجان الشعبية فى السيدة زينب وضواحيها، ثم يتم استدعاء الدكتور على لطفى لكى يقرأ معلقته الشهيرة «فتحى سرور يا ويكا بنحبك حب الفرخة للديكا»، ثم سأطلب من المحكمة أن تتعامل مع الدكتور سرور بوصفه شاهد ملك مقابل أن يُرشد عن المكان الذى أخفى فيه آراءه المعارضة، مع منحه ترابيزة دائمة شاملة العيش والسلطات الثلاثة فى كبابجى الرفاعى تقديراً لخدماته الجليلة فى تقصير التعليم وتسريع التشريع، وهى الخدمات التى يمكن استخراجها بسهولة من جثمان أى مواطن مصرى يسير داخل بهو أى محكمة.

بصوا بقى، لا أظن أنكم توقعتم منى أن أنضم إلى مسيرات «آسفين يا ريس» التى افتقدها ميدان مصطفى محمود مؤخرا، لكن دعونى أفاجئكم بأننى فكرت أكثر من مرة أن أنضم إليها بمنتهى الإخلاص، كان على رأسها المرة التى سمعت فيها الفريق أحمد شفيق صديق عمر مبارك وهو يقول فى حوار على الهواء مباشرة إن مبارك أخذ منه إنجازاته فى الضربة الجوية ونسبها إلى نفسه دون أن يقول لنا أين كانت شجاعته فى إعلان ذلك طيلة سنوات صداقته بمبارك، ولماذا لم يبادر إلى استرداد ثروة مبارك فور خلعه لكى لا تضيع على المصريين كما ضاعت إنجازات شفيق التى أصبحت ملكاً لمبارك بوضع اليد، هذا إذا افترضنا حسن النية فى التباطؤ فى هذا الملف الذى أضاع ثروات المصريين فى بلدين هما بريطانيا وألمانيا حتى الآن فضلا عن فضيحة ثروات مبارك فى البورصة التى كشفتها «المصرى اليوم» أمس الأول؟. المرة الثانية التى صعب علىّ مبارك فيها كانت عندما رأيت الثائر تامر أمين وهو يكاد يخرّ من على كرسيه من فرط نشوته بالملايين التى خرجت فى جمعة النصر بعد رحيل مبارك، وأعتقد أنه إذا كان هناك سبب لرحيل تامر عن التليفزيون فورا فيجب أن يكون بسبب تلك الحلقة القميئة تحديدا، أما المرة الثالثة فقد كانت وأنا أكتشف مع كل جملة حوار تخرج من فم الدكتور سرور أننى كنت مقصرا فى معارضتى لعهد مبارك، وأن ما كابده الثوار من قنص وسحل وقمع كان نزهة لطيفة، مقارنة بالحرب الضروس التى كان يخوضها سرور فى الوضع «سايلنت» فى وجوه مبارك وابنه وأتباعهما. بالطبع لم تضع إلى الأبد فرصة انضمامى إلى جروبات «آسفين ياريس» خاصة إذا أتحفتنا «المصرى اليوم» قريبا بفتوحات صحفية مع أشرس المعارضين لعهد مبارك من أمثال حبيب العادلى وأحمد عز وزكريا عزمى وصفوت الشريف وأحمد نظيف.

عارفين، حكى لى صديق أن رجلا متنفذا فى السلطة التشريعية كان يلجأ إلى طبيب تجميل شهير لكى يقوم بحقن وجهه بالبوتوكس لعله يبرم ما نقضته محكمة الزمن، وكنت أعتقد أن الدكتور سرور سيحتذى بذلك الرجل بدلا من أن يلجأ إلى الحوارات الصحفية كوسيلة للتجميل، فقد صدمت حواراته الذين كانوا يظنون أنه صاحب مبدأ فى انحيازه إلى تزوير الانتخابات وتفصيل القوانين وسلق التشريعات وتحلية الاستبداد، ثم اكتشفوا أنه لم يكن مقتنعا بكل ما بَصَم عليه بكلتا يديه، وأنه كان فى أحسن الأحوال ساكتا على الباطل، وإذا كان الساكت على الحق شيطاناً أخرس فالساكت على الباطل يبقى إيه يا ولاد؟ برجاء إرسال الإجابة إلى الأستاذ عبداللطيف المناوى قاهر الفتنة الطائفية ورئيس انقطاع الأخبار، وفى حالة كونه خارج التغطية يمكن ترك الإجابة طرف (تامر بتاع غمرة) القاطن بمبنى التليفزيون.


snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الخميس مارس 31, 2011 1:12 pm

انطباعات مُستَفَزّة

بقلم بلال فضل ٢٩/ ٣/ ٢٠١١

ـ لم أستغرب أبداً انحياز الدكتور حسام كامل، رئيس جامعة القاهرة، لعميد كلية الإعلام «المذكور» سامى عبدالعزيز، ولم أندهش من إصراره على تحدى إرادة طلبة وأساتذة كلية الإعلام والرأى العام الذى تعاطف مع موقفهم بضرورة رحيل عميد كان مستشاراً إعلامياً لملك الفساد أحمد عز، ومساهماً أصيلاً فى غرفة عمليات خداع ونهب الشعب، المسماة زوراً بالحزب الوطنى، وهو ما لا يجعله جديراً بالبقاء على رأس كلية تنتظر منها مصر تخريج جيل إعلامى يليق بثورة يناير وتضحيات شهدائها. إذا كنتم قد استغربتم موقف الدكتور حسام فلا تنسوا أنه مشارك بقوة فى مشروع الإفساد السياسى لجامعة القاهرة العريقة، والذى كان من أردأ حلقاته وأكثرها بشاعة منحه الدكتوراة الفخرية للسيدة سوزان مبارك، وقيامه بتعطيل الدراسة يوما كاملا فى الجامعة لكى يتمكن الأمن من تحويل الجامعة إلى ثكنة أمنية من أجل خاطر عيون الهانم، أفخر بأننى نشرت فى ذلك اليوم الكئيب نص البيان الذى أصدره نخبة من شرفاء أساتذة الجامعات المصرية سيسجل لهم التاريخ موقفهم المشرف ذلك، كما سيسجل لطلاب جامعة القاهرة أنهم لن يقبلوا برحيل الدكتور سامى عبدالعزيز قبل أن يأخذ فى يده الدكتور حسام كامل، لكى يتولى رئاسة جامعة القاهرة رجل يعيد لها شرفها واستقلاليتها ويمنع استغلال مقامها الرفيع من أجل إدخال السرور على قلوب الهوانم القادمات، كما حدث مع الهانمين السابقتين.

ـ بما أننا كما يقولون سنُحرم قريبا من الطلة البهية للأخوين الحلوين خيرى رمضان وتامر أمين، أقترح على المجلس العسكرى أن يقوم بالإفراج الفورى عن الوزير المعكوش أنس الفقى وتحديد إقامته مدى الحياة فى ديكور برنامج «مصر النهارده» بصحبة كل من خيرى وتامر، وهذه أقل عقوبة يستحقها الفقى.

ـ أعجبتنى جدا حكاية مبادرة جماعة الإخوان المسلمين بفتح حوار مع شباب الأقباط، وأتمنى أن يشجعها ذلك على فتح حوار لاحق مع شباب الإخوان. شاهدت عددا من شباب الإخوان فى أكثر من برنامج تليفزيونى وهم يتحدثون عن مؤتمرهم الذى عقدوه قبل أيام وقاطعه قادة الإخوان فى موقف متعنت واستعلائى، آلمنى أن أرى أولئك الشباب مجبرين على التمترس فى موقع الدفاع عن أنفسهم مستخدمين تعبيرات من نوعية الالتفاف حول القيادة وعدم شق صف الجماعة، وكأنهم ارتكبوا جريمة بممارستهم حق الاختلاف والنأى عن عقلية القطيع. كنت أظن أن الإخوان تعلموا شيئاً من مشاركتهم الفعالة فى ثورة يناير، وأنهم بعد أن سقطت عنهم عصا القمع الغليظة يمكن أن يفكروا فى أن جماعة الإخوان كانت وسيلة وليست غاية، وأنها ليست ثابتا معلوما من الدين بالضرورة، وأن حضن الوطن أبرك بكثير من حضن التنظيم، وأنه ربما كانت مصلحة مصر تقتضى الآن أن يُخرج الإخوان جماعتهم من العمل السياسى لتلعب دورا اجتماعيا وتثقيفيا وروحيا وتنمويا، على أن يتركوا الراغبين فى العمل السياسى من بينهم لينشئوا حزبا أو عدة أحزاب تستلهم المرجعية الإسلامية دون أن تقوم بتصديرها للعامة لتقحم الدين الحنيف فى صراعات سياسية تعرضه للاختبار فى امتحانات دنيوية معقدة تصيب وتخيب. للأسف إذا كان الإخوان يجعلون شبابهم يتلقى مكالمات تليفونية غاضبة من أعضاء الجماعة تنهال عليهم بهراوات السمع والطاعة، فليس عندى أدنى أمل أن يستجيب الإخوان لمناقشة أفكار كهذه تأتى من خارجهم، فهم مازالوا مهووسين على ما يبدو بأفكار السمع والطاعة والتنظيم الحديدى وتعويض ما فات فى السجون والمعتقلات التى دخلوها عدواناً فأكسبتهم شرعية المظلومين، ومع ذلك فهم يغضون الطرف عن مبادئ ليست فى صالحهم الآن، فبينما كان بعض المثقفين المعارضين للإخوان وأنا منهم مثلا يعلنون رفضهم للمحاكمات العسكرية التى أقيمت لهم، لم نسمع قيادياً إخوانياً واحداً يدين المحاكمات العسكرية التى تقام للمدنيين اليوم أو يحتج على التعذيب الذى وقع على الناشطين السياسيين، كل ذلك لأن الإخوان يعيشون حالة انتشاء بسبب اعتراف المجلس العسكرى بهم ومنحه لهم دورا تمييزيا عن غيرهم من القوى. لذلك عندما أسمع الدعوات التى يوجهها بعض قادة الإخوان للقوى السياسية من أجل الحوار، أسأل نفسى: إذا كانت الجماعة عاجزة عن الحوار مع شبابها الذين أكسبوها وجها مشرقا كان غائبا عنها منذ اشتراكها فى حرب ١٩٤٨ عندما خرجت من عباءة القصر وتحالفت مع القوى الوطنية فى وجه المحتل، فكيف ستكون طريقة حوارها مع المعارضين أو المختلفين أو حتى مع الذين ينتظرون بشغف عرض الجزء الثانى من مسلسل الجماعة؟

ـ بالمناسبة هل أنا وحدى الذى يتذكر صفوت الشريف كلما شاهد لقاء تليفزيونيا للدكتور عصام العريان، خصوصا عندما يتحدث عن عطايا جماعته التى ستسبغها على باقى القوى السياسية فى الانتخابات المقبلة؟

ـ أبارك للزميل الكبير سليمان جودة أنه مازال يحظى بثقة زكريا عزمى، رئيس ديوان المخلوع، بدليل أنه رد عليه فور أن قرر سؤاله عن حقيقة ميزانية رئاسة الجمهورية، ألف مبروك يا أستاذ سليمان، كلنا فرحنا لك لنيلك هذا الشرف الرفيع، وإن كنت أتمنى أن تستغل الفرصة لتسأل لنا زكريا عزمى لماذا لم يرفع قضايا فورية على الذين اتهموه علنا بالفساد المالى سواء ما كان منه شديد الضخامة، أو ما كان منه شديد الدناءة مثل بيع صور الرئيس مع رجال الأعمال أو البرشطة على الهدايا التى تأتى إلى الرئيس من الخارج، وكلها اتهامات نشرتها الصحف وأذاعتها البرامج، وكانت أولى بالسؤال. ربما كان الأستاذ سليمان لا يحب الحديث عن اتهامات مالية لم يفصل فيها القضاء، ولذلك كنت أتمنى بوصفه رئيسا لتحرير صحيفة الوفد، أقوى الأحزاب المعارضة أو هكذا ينبغى أن يكون، فقد كنت أتمنى أن يوجه لزكريا عزمى سؤالا وحيدا هو «متى ستسلم نفسك للعدالة بتهمة الإفساد السياسى؟».

ـ بالمناسبة كنت من أشد المعجبين بمسلسل (الملك فاروق) للمؤلفة د. لميس جابر والمخرج المبدع حاتم على، وقد كتبت بعد عرضه أن من أهم حسناته إحياء روح الفترة الليبرالية النسبية فى ذاكرة المصريين وتسليط الضوء على بعض رموزها العظام، وإظهار أن جريمة فاروق العظمى كانت تلاعبه بالدستور وحربه التى شنها على إرادة الأمة التى دافع عنها حزب الوفد أيام كان يعبر عن إرادة الأمة، ومع كل ذلك الإعجاب لم أشارك الأستاذ سليمان فى اعتقاده أن مسلسل (فاروق) يمكن أن يمحو من ذاكرة التاريخ الفضائح الأخلاقية المشينة لفاروق لمجرد أن الناس وقعت فى غرام الممثل تيم الحسن. لحسن الحظ تصلح المسلسلات التليفزيونية لتنشيط الذاكرة التاريخية لكنها لا تصلح أن تكون وثائق تاريخية نستنبط منها أحكامنا على التاريخ وشخصياته، ولو ذهب الأستاذ سليمان إلى مكتبة صحيفة الوفد واستعار السفر التاريخى الجليل (فاروق من الميلاد إلى الرحيل) الذى كتبته الدكتورة لطيفة سالم، ثم قرأ فصل (الحياة الخاصة لفاروق)، لهالته الفظائع الأخلاقية التى ارتكبها فاروق من عبث أخلاقى وشراهة وإدمان للقمار بل وسطو مسلح على مقتنيات الآخرين التى تحلو فى عينيه، وكل ذلك مستند على مصادر أجنبية وعربية خضعت لأرفع أدوات البحث التاريخى. طبعا ليس معنى ذلك أن كل ما قيل عن فضائح فاروق ولياليه فى كتب أخرى كثيرة كان كله صحيحا، فبعضه تم اختلاقه نفاقاً لعسكر يوليو، لكن ذلك الاختلاق لا يعنى أن فاروق كان ملاكا بجناحين، ولا يمكن أن يُسقط من ذاكرة التاريخ فضائحه الأخلاقية المشينة والموثقة، وهذا ما سيفعله التاريخ بالتأكيد مع مبارك، طبعا ستزول المبالغات والتهويلات والفبركات، لكن ستظل فى الذاكرة الوقائع الموثقة لفساده وفساد أسرته ورجاله، والأخطر من ذلك ستبقى فى ذاكرة المصريين فضائح الفساد الاقتصادى التى وقعت بمباركته ووثقها فى ظل سطوة حكمه خبراء وطنيون كأحمد السيد النجار وعبدالخالق فاروق، وطالت بآثارها أجساد المصريين وعقولهم وأرواحهم.

نعم، جميل أن نبدو موضوعيين فنشغل أنفسنا بالسؤال عما سيقوله التاريخ عن مبارك، ولكن من المهم أن نشغل أنفسنا بالسؤال أيضا عما سيقوله التاريخ عن أولئك الذين يتطوعون لغسيل سمعة الفاسدين، ويعشقون الإمساك بعصا المبادئ من الطرف الآمن، ويختارون التواجد على موائد الحكومة والمعارضة فى بروجرام واحد.

ـ إذا استفزتك هذه الانطباعات، سواء استفزتك معها أو منها، فاقرأ الفاتحة للكاتب العبقرى أستاذنا يوسف إدريس الذى سك تعبير (انطباعات مستفزة) واختاره عنوانا لواحد من كتبه الجميلة التى تعلمت منها أن الاستفزاز فريضة يمارسها الكاتب ويتقرب بها إلى وطنه لعله يساهم فى إيقاظه الدائم، فلا يروح فى النوم ويغرق فى بئر التناحة السحيقة. رحم الله يوسف إدريس وألحقنا به فى المستفزين.
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الخميس مارس 31, 2011 1:13 pm

أنا وفخامة السفَّاح

بقلم بلال فضل ٣٠/ ٣/ ٢٠١١

أقرأ عواصف الهجوم التى تنهال منذ أسابيع على السفاح معمر القذافى فى كل وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمسموعة والمرئية والمشمومة، فأضرب كفاً بكف وأقول «سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال»، ثم أتذكر كيف ذهبت فى مطلع عام ٢٠٠٧ على ملا وجهى لكى أمثل أمام النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، للتحقيق معى فى بلاغ قدمه العقيد معمر القذافى ضدى وضد الأستاذ إبراهيم عيسى، بسبب مقال كتبته فى صحيفة (الدستور) المأسوف على جمالها.

يومها كانت العلاقة بين مبارك والقذافى فى أزهى حالاتها، بعد أن قام مبارك بزيارة لليبيا لحل مشكلة كانت تتعرض لها العمالة المصرية هناك. كنت قد شاهدتهما ليلة التحقيق فى برنامج إخبارى ما وهما يتبادلان الأحضان والقبلات وكأنهما توأمان تجمعا بعد طول شتات. تذكرت بنود جريمة إهانة رئيس دولة شقيقة وأنا أرى كيف ارتج جسدا الرئيس والعقيد من قوة الارتطام، قلت فى عقل بالى «بالميت فيها تلات سنين يا معلم.. إن ماكانش عشان خاطر طولة قلمى فعشان إثبات حسن النوايا وضمان مصالح العمال المصريين».

نظرت إلى زوجتى فوجدتها تتمعن فى وجهى وكأنها تترقب تقديرى لحجم المصيبة، قلت لها «ماتخافيش كل ده مالوش دعوة بقضيتى خالص.. وبعدين ده مقال ساخر يعنى.. وممكن آخد شهر مع وقف التنفيذ عشان مصلحة العمال الغلابة.. وده أقل تمن يدفعه الواحد»، ثم قضيت طيلة الليل أقرأ مقالى كلمة كلمة وأفكر فى تخريجة قانونية لها، وأبحث عن مراجع وكتب يمكن أن أستعين بها فى دفاعى عن نفسى، خاصة أن الدور الأكبر فى تحقيقات النيابة لا يقع على عاتق المحامى بقدر ما يتحمله المتهم، الذى هو حضرتى.فى الصباح صليت صلاة مودع واستأمنت زوجتى على الحال والعيال، واستنهضت جدعنتها لو حدث ما لا يحمد عقباه قبل أن نتناقش فى عدد الغيارات التى ينبغى تحضيرها فى الشنطة، لو لم يتم الإفراج عنى من سراى النيابة.

أمام دار القضاء العالى أخذت مدداً من التفاؤل برؤية وجه صديقى المحامى البارع عصام سلطان الذى لا تفارقه الابتسامة، ونحن نتجه إلى مكتب مساعد النائب العام التقينا المحامى الشهير نبيه الوحش، الذى أخذنا بالحضن ثم قال لى «أنا منضم لهيئة الدفاع عنك» قبل أن يسألنى «هو إنت متهم بإيه؟».. شكرته بحرارة، وقلت له إننا أتينا لزيارة صديق فى المكان وليس عندنا أى قضايا والحمد لله. عندما دخلنا إلى مكتب مساعد النائب العام سألنى سيادته مستغربا «خير يعنى مافيش فضائيات ولا صحافة؟!»، وأنا بغبائى قلت له «أصل القضية مش مستاهلة يا فندم»، زغر لى عصام ثم طلب الاطلاع على أوراق القضية التى كانت تحمل رقم «واحد» لعام ٢٠٠٧، ولك أن تعلم مدى تشوشى العقلى وقتها إذا قلت لك إننى شعرت بالسعادة، لأننى كنت أول متهم فى مصر فى ذلك العام، وأنا أفتح ملف القضية شهدت فى صدارة أوراقه ما قضى على كل مدد التفاؤل الذى اكتسبته من وجه عصام الباسم.

كانت أول ورقة فى الملف خطاباً من رئاسة الجمهورية إلى وزير العدل، يذكّر النائب العام بمتانة العلاقات بين مصر والجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، وأهمية الحفاظ على هذه العلاقات التاريخية، يعقبه خطاب وصل الرئاسة من تشكيل سياسى ليبى لم أقو على حفظ اسمه، الذى تكون من ٢١ كلمة على الأقل، لكننى فهمت أنه يماثل رئاسة الجمهورية لدينا.. قرأت الخطاب الرئاسى الليبى الموجه إلى مبارك ومنظر الحضن التاريخى الأخوى يتراقص بين سطوره، كان الخطاب يقتطع كل جملة من مقالى الساخر ثم يرفقها بتوصيف لمدى تأثير هذه الجملة على العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين.

قلت لنفسى بعد أن قرأت: سأكون محظوظا لو أخذت ثلاث سنوات من السجن المشدد ودمى فداء عمالنا فى ليبيا، ثم بدأ الشيطان يوسوس إلىّ لكى أدعى أن الأستاذ إبراهيم عيسى هو الذى كتب المقال ووضع اسمى عليه، فقد اختصمه القذافى فى القضية نفسها، مع أن هناك حكما من المحكمة الدستورية العليا يعفى أى رئيس تحرير من المسؤولية عن مقالات الرأى، ومع ذلك فقد ذهب الأستاذ إبراهيم عيسى لكى يدلى بأقواله ودافع عنى دفاعا مستميتا، ولعل ذلك هو الذى جعلنى أمتنع عن إلصاق التهمة به، مع أن ذلك المقال اللعين كان بطلب منه، عندما قال لى ذات يوم فى أيام من عام ٢٠٠٥ وهو فى قمة السعادة: «إيه رأيك لو عملنا صفحة كوميدية عن القذافى؟»، ثم ضحك ضحكته التى تعقب كل فكرة يقترحها وتكون عادة سببا فى شحططة من يستجيب لها فى النيابات والمحاكم أو على أيدى مباحث الصحافة والإنترنت.

وأنا لم أتأخر كعادتى وكتبت المقال، وكنت سعيدا وأنا أسمع ضحكات إبراهيم عيسى وهو يقرأه لمن حوله سعيدا به، وكاد الأمر يمر بسلام إلى الأبد، لولا أننى بعد عامين غضبت من عمنا أحمد فؤاد نجم، عندما أجرى حوارا مع القذافى نشرته الدستور، وقررت أن أضرب كرسيا فى كلوب لقائهما الأخوى فأعيد نشر المقال الذى قرأه القذافى، لأنه ربما أصبح يتابع الدستور بعد حواره مع عم أحمد، وهكذا وجدت نفسى متهما بإهانة رئيس دولة صديقة.

تذكرت وأنا أقرأ الملف كيف كانت المعارضة الليبية سعيدة بمقالى، لدرجة أن بعض صحفييها ومذيعيها اتصل بى لكى يجرى معى مقابلات صحفية وإذاعية، لكن بعض أساتذتى نصحونى بألا أتمادى فى تلك الاتصالات مع المعارضة، لكى لا ألقى مصير عبدالحميد البكوش ومنصور الكيخيا، فضلا عن تأثير ذلك على مسار القضية، لذلك اعتذرت لهم بلباقة لأن القضية منظورة أمام القضاء، وطلبت منهم الاكتفاء بنشر المقال إذا أرادوا، وقد نشر بالفعل فى مواقع معارضة عديدة مختلفة الانتماءات.

سلمت ملف القضية بعد أن قرأته إلى عصام وبدأت أفكر فى مخرج من هذه الورطة بعد أن استعذت بالله من الشيطان الذى أراد أن يوقع بينى وبين أستاذى وصديق عمرى، جاءتنى فكرة شريرة هى أن أقول مع بدء التحقيق إن القضية باطلة من أساسها لأن القذافى ليس رئيسا وإنما هو فرد من الشعب، لأن الشعب يحكم نفسه بنفسه واللجان فى كل مكان، لكننى شعرت بأن ذلك سيكون فيه استفزاز لذكاء العدالة، فقررت أن أفكر فى مدخل آخر للحديث.

خرجت من غرقى فى أفكارى على صوت مشادة قانونية بين عصام ومساعد النائب العام، لأن عصام طلب تأجيل التحقيق للاطلاع، ولا أذكر نص ما قاله له مساعد النائب العام، لكننى توقفت عند جملة قال فيها إن الموضوع لا يحتمل التأجيل لخطورته، وإننى سأحصل على فرصتى كاملة فى الدفاع عن نفسى. قطع حديث سيادة المستشار رنين تليفون. بدأت أفكر فيما يمكن أن أبدأ دفاعى عن نفسى به، سمعته يقول للمتصل بهدوء «لا يا فندم النمرة غلط.. لا مش هنا.. مش مهم هنا فين.. المهم إن النمرة غلط»، ثم أقفل السماعة بكل أدب، بدأ فى إملاء ديباجة التحقيق على الكاتب..

رن جرس التليفون ثانية فرد عليه، قبل أن نسمعه، يقول بصوت أكثر انفعالا من المرة السابقة «يا فندم قلت لحضرتك النمرة غلط.. أيوه مش دى نمرته.. برضه مش مهم حضرتك تعرف مين هنا.. لو سمحت اتأكد من النمرة»، ثم أقفل السماعة وعاد إلى إملاء الديباجة، وأنا كنت أعانى بشدة من آثار كتمى للضحك، لأننى وجدت أنه قد يؤدى إلى المزيد من التوتر فى جو التحقيق، خاصة أن عصام عندما ينفعل تظن أنه لم يضحك فى حياته من قبل.. بعد لحظات عاد التليفون إلى الرنين فحبك الإفيه وقلت لسيادة المستشار: «ما تجرب يا فندم تقول للى بيتصل إن ده مكتب النائب العام.. صدقنى مش هيتصل تانى»، نظر إلىّ سيادته نظرة فهمت منها أننى غبى لأنه فى هذه الحالة سيكشف للمتصل رقم النائب العام، كان المتصل هذه المرة هو النائب العام نفسه الذى استدعى مساعده لمقابلته، وفور خروجه من المكتب قمت بتفريغ حمولتى من الضحك، وقلت لعصام إنها بداية تليق بتحقيق حول مقال مكتوب عن القذافى، لكن عصام لم يضحك، وقال لى إنه ليس سعيدا بما حدث، وإنه يشعر بأن هناك نية مبيتة لمجاملة القذافى على حسابى، وعلى الفور تجمدت الضحكات على فمى، الذى ظل مفتوحا، وأنا أغمغم: «ربنا يطمنك يا شيخ».

عاد مساعد النائب العام، وبدأ التحقيق الذى استمر أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات، والله ما انا فاكر، وقد كنت فيه متسلحا بكتابات عن القذافى، كتبها أبونا وسيدنا محمود السعدنى، وعمنا الكبير وأستاذنا أحمد رجب، بالإضافة إلى كتاب للدكتور عبداللطيف حمزة عن فن الكتابة الساخرة، طالبا من النيابة أن تتيح لى فرصة للإتيان برسوم الفنان الكبير مصطفى حسين عن القذافى، والتى كانت تنشر فى صحيفة الأخبار فى عهدى السادات ومبارك، وكان يكتب أفكارها عمنا أحمد رجب، وبدا أن كل ما ينقصنى هو أن أعطى لسيادة المستشار أرقام تليفونات الأستاذين الكبيرين، لكى يتم ضمهما إلى قائمة الاتهام فى القضية، ثم طلبت أن أحصل على فرصة لمراجعة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، للبحث عما إذا كانت هناك دراسات جامعية حول فن الكتابة الساخرة وأدبياته، وما إذا كانت هناك أحكام قضائية بخصوص الكتّاب الساخرين، وطيلة التحقيق حاولت بكل ما قدرنى عليه الله أن أكون واضحا وقاطعا فى الإجابة عن أسئلة سيادة المستشار حول مقالى، الذى ستدرك بعد أن تقرأه أن لدينا نائبا عاما محترما لم يقم أدنى اعتبار للخطاب الذى أتاه من رئاسة الجمهورية، والذى كان يمكن ببساطة شديدة أن يجعله يصدر قرارا بسجنى أو حتى إحالتى الفورية إلى محكمة الجنايات، والشهادة لله أننى بعد أن انتهى التحقيق لم أصدق نفسى، عندما وجدت مساعد النائب العام وهو يأمر بالإفراج عنى بضمان محل إقامتى، خاصة أن القراءة السياسية للعلاقة بين البلدين وقتها جعلت الجميع متشائما ومتأكدا من أننى سأكون كبش فداء لتهدئة الأوضاع.

اليوم وأنا أتابع المجازر التى يقوم بها القذافى بحق شعبه أجد نفسى فخورا بكل كلمة كتبتها عنه فى مقالى، وأعيد نشره غدا، تحية لأرواح الشهداء الليبيين، وتضامنا مع ثوار ليبيا، الذين نسأل الله أن ويقرّ أعينهم برؤية ليبيا وقد تخلصت من كابوس حكم هذا الطاغية هو وأولاده وأسرته وأعوانه.
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الخميس مارس 31, 2011 1:14 pm

الرجل الأخضر

بقلم بلال فضل ٣١/ ٣/ ٢٠١١

«كلما قدم الأخ العقيد معمر القذافى فاصلاً فكاهياً جديداً من فواصله التى يتفوق فيها على كبار كوميديانات العرب والعجم، شعرت بالأسى والشفقة من أجل شيخ المجاهدين عمر المختار، وأخذت أتخيل روح جزار فزّان الكولونيل الإيطالى جراتسيانى وهى تصرخ ضاحكة من قاع الجحيم: (هل هذا هو ما كنت تحارب من أجله يا عمر؟

هل تذكر عندما قلت لى نحن معكم إلى نهايتكم أو نهايتنا؟.. ما رأيك فى هذه النهاية التى انتهى إليها شعبك؟.. ألم نكن ألطف بذمتك؟..

على الأقل كنا نقتل واحداً من كل عشرة.. بينما يقتل غيرنا عشرة فى كل واحد). أتخيل عندها عمر المختار وهو يبكى فى أسى، تماماً كما يبكى إلى جواره رفاقه أحمد عرابى ويوسف العظمة وعبدالقادر الجزائرى وعبدالمنعم رياض وعزالدين القسام وعبدالقادر الحسينى وغيرهم من الذين ضحّوا بأرواحهم الغالية من أجل طرد المستعمر الأجنبى واستبداله بمستخرب محلى يعيش ويستمر ويتوغل وينتشر.

هل من المناسب أن تأتى سيرة البكاء ونحن نتحدث عن العقيد القذافى؟ بالطبع لا، فنحن نتحدث عن رجل يمتلك حساً كوميدياً فريداً من نوعه، فهو كوميديان استثنائى ليست لديه أى رغبة فى إضحاك الجمهور، على العكس يتحدث بجدية شديدة وبملامح متجهمة ليقول ما لا يمكن أن يتفتق عنه ذهن العُصبة أولى خفة الدم من الرجال، هو ينتمى إلى مدرسة نجيب الريحانى وعادل إمام وبيتر سيلرز وجاك ليمون وبن ستيلر وغيرهم من الكوميديانات العظام الذين يُوقِعُونك على قفاك من الضحك وهم فى منتهى الجدية والصرامة، لكن الفرق بينهم وبين القذافى أنهم سيسعدون لو شاهدوك تضحك، أما القذافى وأجهزته الأمنية لو اكتشفوا أنك تضحك على كلامه فسيُوقِعُونك على قفاك من الضرب وستأخذ بالصرمة على دماغك بمنتهى الصرامة.

بالطبع كان يمكن أن يكون للرئيس القذافى منافسون شرسون فى مجال الترفيه السياسى من بين الحكام العرب، فمعظمهم كوميديانات بالفطرة، وسر تميزهم الكوميدى جميعاً أنهم يعتقدون أنهم يتكلمون بجد، وأن الآراء التى يطلقونها يتحرق التاريخ شوقاً إلى تسجيلها بأحرف من نور، لكن ما يمنع موهبة هؤلاء من الوصول إلى (أعزائهم المشاهدين) هو وجود مستشارين يكبتون هذه الموهبة ويقمعونها ويقومون بفلترة تصريحات رؤسائهم ظناً منهم أن تعُّرف الشعب على موهبة حكامه الكوميدية من شأنه أن يقلل احترام الشعب لرئيسه القائد المعلم، وأن من الأفضل أن يظن الشعب أن رئيسه رجل جاد أفضل من أن يعرفه على حقيقته كرجل دمه بينقّط عسل وسكر، عملاً بقول القائل (يا بخت من حكمنى وبكَّى الناس عليا ولا إنه يضحّكنى ويضحّك الناس عليا).

لكن الرئيس القذافى، ولحسن حظنا، ليس لديه مستشارون فهو مستشار نفسه، وليس لديه مُفَلْتِرون لأن الذى فى قلبه على لسانه ولذلك فكوميدياه تأتينا دون فلترة أو تقطير أو ترشيح كاملة العبث ومليئة بالكوليسترول وخالية من المواد الحافظة.

ربما كان أول ما يدعو للتأمل فى الرجل هو اسمه اللافت للنظر، الذى لا يستطيع أى منا أن ينكر دوره فى الشهرة العريضة التى حققها الرجل. كنت قد قرأت منذ فترة أن الاسم الذى يطلقه الأب على ابنه يسهم إلى حد بعيد فى تحديد معالم شخصيته، ولا أعتقد أن هذه القاعدة يمكن أن تنطبق على أحد مثلما يمكن أن تنطبق على الرئيس معمر القذافى، فهو حقاً اسم على مسمى، (معمر) فى الحكم إلى ما شاء الله، و(قذاف) بكل ما لا يخطر على البال من آراء وأفكار،

ذهبت إلى القاموس المحيط للفيروز آبادى محاولاً أن أقرأ اسم الرجل قراءة لغوية تقربنى منه، وجدت الفيروز آبادى يقول إن القذِّيفى فى اللغة العربية هو السبَّاب الذى يقوم بالرمى بالحجارة، وأن القُذُف هو الموضع الذى يزل عنه الشخص ويهوى، وأن الناقة القاذف هى التى تتقدم من سرعتها وترمى بنفسها أمام الإبل، وأن القذافة هى المنجنيق. وجدت كل التصريفات الممكنة لكلمة (قذف)، لكننى لم أجد تصريف كلمة (قذافى) نفسها، فقررت أن أصرف النظر عن محاولة تأمل الرجل لغوياً وأكتفى بتأمله سياسياً ثم لونياً.

وربما كان أبرز ما توصلت إليه أنه يُحسب للرئيس القذافى أنه كان أسبق الرؤساء العرب إلى عمل أكثر من نيولوك فكرى وسياسى، خصوصاً خلال السنوات الماضية التى تحول فيها من الإيمان بالاتحاد العربى إلى الإيمان بالاتحاد الأفريقى، ومن يدرى لعله يتحول قريباً إلى الإيمان بالاتحاد السكندرى، خاصة بعد نجاة الأخير من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية.

وقد قام القذافى بهذه المراجعة الفكرية دون الاستعانة بسلاح التلميذ أو دليل المراجعة النهائية التى لا يستغنى عنها أى طالب نبيه، بل قام بها من تلقاء نفسه خبط لزق، مدركاً أهمية النيو لوك فى وقت لم تكن حتى شيرين وجدى قد تنبهت إلى أهميته. والملاحظ أن الرجل على كثرة ما تبدّل وتعدّل من أفكاره ونظرياته لم يتخل يوماً عن عشقه للون الأخضر الذى اتخذه رمزاً لكتابه المكدس الحاوى لعصارة أفكاره، وهى عصارة أشد نفعاً وتأثيراً من عصارة المعدة ذات نفسها.

قام القذافى بتغيير توجهه السياسى والفكرى كثيراً لكنه لم يفكر حتى فى إدخال درجات جديدة على لون الكتاب الأخضر، بالمناسبة لم يقل لنا مرة ما هى درجة لون الكتاب الأخضر، هل هو أخضر زرعى أم أخضر بوستاج كرنبى أم أخضر (فانتوش الفاشيا) كالذى استخدمته الفنانة سميحة توفيق فى مسرحية ريا وسكينة.

عموما لو استعنا بالتفسير التآمرى نستطيع أن نتفهم سر التمسك باللون الأخضر فى ظل الغزل اللاعفيف الذى يتبادله القذافى مع الأمريكان، لنرى أن هذا اللون هو الأنسب فى ظل هيمنة الدولار الأخضر سياسياً على العالم حتى لو لم يكن مهيمناً اقتصادياً، وهو أمر أعتقد أنه من الممكن أن يكون مفيداً لتجار العملة فى ليبيا الذين يمكن أن تسأل أياً منهم (معاك أخضر؟) دون أن تتعرض للقبض عليك، لأن ذلك لو حدث بإمكانك أن تقول مدافعا عن نفسك (أنا قصدى الكتاب الأخضر مش الدولار الأخضر).

على أى حال لست أدرى ما الذى أوحى للرئيس القذافى أن يختار للكتاب الذى يحمل خلاصة فكره فى الحياة اسم (الكتاب الأخضر)، خاصة وليبيا بلد صحراوى فى أغلبه، ربما كان الرجل متأثراً بأسطورة الرجل الأخضر الذى حوّله ضغط الآخرين عليه واضطهادهم له إلى سوبر هيرو تنهار أمامه أعتى القوى، ولو كان هذا التفسير صحيحاً لحقَّ لليبيين أن يحمدوا الله أنه لم ينجذب إلى أسطورة الرجل الوطواط (باتمان)، إذ لكان اللون الأسود وقتها هو اللون الرسمى للدولة، ولأصبح الوطواط الحيوان القومى لليبيا، صحيح أن السواد موجود فى كل الأحوال، لكن عدم رؤيته وجهاً لوجه طيلة العمر أمر صعب، ولذلك تظل العشرة مع الأخضر أفضل حالاً.

ربما يبدو هذا التحليل لعشق القذافى للون الأخضر تحليلاً هازلاً، ولكن من قال إن هناك ما يدعو للجدية ونحن نتكلم عن الرئيس القذافى، هل رأى أحدكم الرجل وهو يقوم بتغمية عينى الرئيس الجزائرى بوتفليقة عند أخذ الصور الرسمية للقمة، لقد حمدت الله أن روح الطفولة البريئة لم تتملكه أكثر من ذلك، ليقوم مثلا بعمل قرون لأقرب رئيس يقف إلى جواره، إذ لربما اندلعت حرب عربية أكثر ضراوة من داحس والغبراء.

عندما شاهد صديق لى الصورة قال لى منفعلا: نفسى أفهم على ماذا يضحك باقى الزعماء، كان له تحليلات غير قابلة للنشر، لسفالتها وهزلها فى نفس الوقت، لكنها فى رأيى تحليلات بعيدة عن الصواب تماماً، ففى رأيى المتواضع أن الزعماء يضحكون فرحاً بوجود القذافى وسطهم، فهو بكل ما يفعله ويقوله مصدر من مصادر شرعيتهم واستمراريتهم فى مناصبهم.

ولكى أوضح لك أكثر دعنى أقل لك إن مشكلة القذافى أنه لم يعد عبئاً على شعب ليبيا فقط، بل صار عبئاً على باقى الشعوب العربية التى كلما ضاقت صدورها بحكامها وظلمهم ومهازلهم وجدوا لدى أبواق الحكام نغمة مستحيلة المقاومة تقول (احمدوا ربنا أن رئيسكم ليس كالقذافى)، وبالطبع لا يستطيع أحد حينها أن يمنع نفسه من أن يقول (ألف حمد وشكر.. تستاهل الحمد يا رب).

قال لى صديقى: طيب ممكن تختم كلامك هذا بأن تقول لى ما الفرق بين الرئيس القذافى وباقى الزعماء العرب، قلت له: الزعماء العرب يشتغلون لشعوبهم فى الأزرق.. وحده الرئيس القذافى يشتغل لشعبه فى الأخضر».

(نشرت هذا المقال لأول مرة فى عام ٢٠٠٥، ثم نشرته فى عام ٢٠٠٧، وأعيد نشره اليوم على وعد بإعادة نشره فى الذكرى الأولى لتحرير ليبيا من القذافى بإذن الله).
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أبريل 04, 2011 11:58 am

إنت حوار يا حوار

بقلم بلال فضل ٤/ ٤/ ٢٠١١

كنا نظن أن المضحكات المبكيات فى مصر قد ذهبت إلى غير رجعة، لكنها بدأت تطل برأسها من جديد، ففى يوم واحد توقفت أعمال لجنة الحوار الوطنى ليتم إسنادها إلى الدكتور عبدالعزيز حجازى بدلا من الدكتور يحيى الجمل ولا عزاء للدكتور على لطفى، وهو مشهد لا يفوقه فى العبثية والأسى إلا إنشاء جروب على الـ«فيس بوك» للراجل «أبوجلابية» الذى نزل ليمارس الحوار «ضد» أشقائنا التوانسة فى قلب استاد القاهرة، وإلى أن يحدث تحقيق سريع وعلنى يكشف أبعاد تلك المؤامرة الحقيرة التى لا تخفى أهدافها على أحد، أضم صوتى إلى صوت الصديق محمد صلاح العزب فى مطالبته بمحاكمة الترزى الذى فَصّل تلك الجلابية المريعة التى أساءت إلى سمعة كل ترزية مصر.

فيما يخص ملف الحوار، سألنى صحفى: هل غضبت لأنك لم تتلق دعوة لحضور سرادق الحوار «المنصوب» فى مجلس الوزراء؟، فقلت: بالعكس كنت سأغضب لو تلقيت الدعوة بل كنت سأرفضها دون إبطاء، ليس لأن لدى موقفا من طريقة إدارة الدكتور الجمل للحوار، بل لأننى لست أهلا لحضور هذا الحوار من بابه، لعلك تعلم أن التواضع والعياذ بالله ليس من أخلاقى، كل ما فى الأمر أننى أؤمن بأن كونك تكتب عمودا فى صحيفة لا يؤهلك للاشتراك فى الحوار حول مستقبل أمة، وللأسف هذا هو الخطأ الحيوى الذى وقع فيه منظمو جلسات الحوار، فقد أعدوا للجلسات قائمة بها حاصل جمع ضيوف برامج التوك شو، كأن هؤلاء، وفيهم أساتذة وأصدقاء وأحباب، يمكن أن يكون لديهم جديد يقولونه غير الذى يقولونه كل يوم فى البرامج أو يكتبونه فى الصحف.

منذ أيام سمعت فكرة رائعة قالها الشاعر الجميل الأستاذ إبراهيم داود فى برنامج تليفزيونى، مفادها أن وسائل الإعلام المرئية روجت فكرة خاطئة لدى الملايين هى أن الصحفيين والكتاب أناس يفهمون فى كل شىء، ولذلك يمكن أن تستضيفهم البرامج ليتحدثوا فى كل شىء، فجنت على الناس وعلى الصحفيين أيضا. أتفق مع الأستاذ إبراهيم لكننى أقول إنه إذا كان ذلك المنهج مقبولا فى البرامج التى يُشترط فى ضيوفها الجاذبية والقبول والقدرة على التواصل مع الجماهير، لكنه لا يمكن أن يكون مقبولا عندما نتحدث عن جلسات حوار يُفترض فيها أن تصوغ مستقبل أمة،

لذلك كنت أتمنى ألا تكون الشهرة أو الخلفية السياسية معيارا لاختيار المشاركين بل أن يكون المعيار الأهم وجود مشروعات علمية وأوراق بحثية فى جميع المجالات يتقدم بها الراغبون فى الاشتراك فى الحوار، ويتم اختيار أكثر تلك المشروعات عملية وقابلية للتنفيذ لتتم مناقشتها واتخاذ قرارات فورية لترجمتها على أرض الواقع.

لكى لا تتصور أننى أهرف بما لا أعرف، دعنى أحدثك عن تجربتى فى برنامج (عصير الكتب) الذى استضفت فيه خلال العام الماضى نخبة من أهم باحثى مصر ومفكريها فى جميع المجالات، كان يجمع بين أغلبهم قاسم مشترك أعظم هو أنهم كانوا يظهرون على شاشة التليفزيون للمرة الأولى، مع أن لديهم أفكارا مبدعة يمكن أن تحل مشاكل مصر فى كل المجالات، بالأمس فقط استضفت عالما فى المركز القومى للبحوث اسمه الدكتور صبرى البادى لديه تصور مثير للاهتمام لممر تنمية شرقى غربى يعتمد على البنية الأساسية الموجودة بالفعل، ويمكن أن يحقق، فى حال تبنيه الفورى،

نتائج مذهلة دون تكاليف مادية كبيرة كالتى يحتاجها ممر التنمية الشمالى الغربى الذى يدعو إليه العالم الجليل د. فاروق الباز ويمكن أن يكون مقدمة لتنفيذ مشروع الدكتور الباز فى المستقبل، تعرفت على هذا العالم بالمصادفة من خلال بريد إلكترونى أرسله إلىّ ولو كان الزهق قد استبد به كما استبد بمئات مثله لما كنت قد سمعت عنه، يشهد الله أنه لا يمر أسبوع إلا وتلقيت فكرة مبهرة أو تصورا واعدا من أحد علماء مصر البعيدين عن الأضواء،

مثلا أكتب لك هذه السطور بعد أن قرأت ورقة رائعة جاءتنى على البريد الإلكترونى وحملت عنوان (الطريق إلى دولة البحث العلمى) كتبها الدكتور مجدى زعبل، أستاذ المناعة الوراثية بالمركز القومى للبحوث، كان يمكن فى رأيى أن تكون أساسا للنقاش فى جلسات الحوار الوطنى، لأنها تنظر إلى أزمة البحث العلمى فى إطارها السياسى الاجتماعى المتكامل.

كل هذا للأسف ستُحرم منه مصر الثورة لأن بعض قادتها لم تتملكهم روح الثورة بالقدر الكافى، فهم مصممون على أن يختاروا لملف الحوار الوطنى أناسا كبار المقام، عريضى التجربة، لكنها تجارب قديمة تعتبر أن السياسة شأن ينبغى أن يُترك لمحترفى السياسة ورجال الأحزاب.

، وأن الحوار يعنى أن تجمع فى قاعة واحدة أضدادا مشهورين ليقولوا للناس كلاما كادوا يتكرعونه من فرط ما سمعوه، وكأن مجرد حشد تلك الأسماء سيثبت أننا خلاص دخلنا مرحلة جديدة فى حياتنا، مع أن ميدان التحرير تجاوز هذه المرحلة منذ أول يوم حاشد رأى فيه الناس كيف يتجاور الأضداد عند توحد الهدف، وبالتأكيد كان الناس سيسعدون لو انتقلوا إلى مرحلة جديدة يرون فيها وجوها غير مستهلكة وأفكارا طازجة وأصواتا بكرا، على أن يواصل نجوم السياسة أداء مهامهم فى توعية البسطاء سياسيا فى السرادقات والمحافل العامة وبرامج التوك شو، والاستعداد لمعركة الانتخابات التى يبدو أغلبهم غافلين عنها كأنها ليست على الأبواب.


والله العظيم تلاثة، هذه ليست دعوة لإقصاء أحد من ساحة الحوار، فإذا كنت لا أرى نفسى أهلا للاشتراك فى هذا الحوار، فلست بالتأكيد أهلا لاقتراح أجندته وآلياته، إنها فقط دعوة للانسياق وراء خيال جديد يمنح الفرصة لأسماء لم تلعب السياسة فى عداداتها، ولذلك السبب تحديدا ربما يكون حل مشاكلنا على أياديهم. صدقونى لا يفرح الإنسان بغضب من يحبهم لكننى سأكون سعيدا إذا أغضب كلامى كثيرا من المدعوين إلى جلسات الحوار الوطنى وشجعهم على الاعتذار عن عدم حضور أى جلسات حوار مقبلة، لكى ينزلوا إلى الشارع الذى يحتاجهم أكثر من جلسات المكلمة، ولكم فى «غزوة الصناديق» عبرة يا أولى الأشداق.

Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الأربعاء أبريل 06, 2011 10:19 pm

إلى «حليم» بعلم الوصول

بقلم بلال فضل ٦/ ٤/ ٢٠١١

فى أبريل عام ٢٠٠٩، وقبل يومين من إضراب ستة أبريل الذى كانت قد دعت إليه للعام الثانى على التوالى حركة شباب ستة أبريل، والذى شهد استنفاراً سياسياً وأمنياً وإعلامياً غير مسبوق لمنع تكرار التحام الشارع بحركة الشباب، كما حدث فى أبريل ٢٠٠٨، يومها كتبت رسالة افتراضية من شاب مصرى إلى صوت مصر العظيم عبدالحليم حافظ، هنا أعيد نشرها تحية لشباب حركة ستة أبريل الذين يحتفلون اليوم بعام جديد على عُمر حركتهم، كما أهديه لكل شباب الفصائل السياسية والجمعيات الأهلية والاتحادات الطلابية الذين لم أكن أتصور يومها أنهم سيكتبون لهذه الاصطباحة نهاية جديدة سعيدة.

(«هذه الرسالة وجدتها قوات الأمن على قبر المطرب الأسطورة عبدالحليم حافظ بعد بلاغ من مجهول، وتم ضمها لأوراق التحقيق مع مَنْ أُلقى القبض عليهم من شباب ستة أبريل».

صديقى العزيز عبدالحليم حافظ.. لا تتصور مدى سعادتى عندما سمعت من زملائى عن قرارك التاريخى بأن تشاركنا فى إضراب ستة أبريل هذا العام، الذى تأخرت فى زيارتك هذا العام بسبب انشغالى فى التحضير له؟ يا الله يا حليم.

قرارك يا صديقى جاء فى الوقت المناسب بعد أن كدنا نختنق من حصار الأمن وخذلان النخبة وطناش الناس ورعب الأهل وتشرذم الأصدقاء وتنظيرات الذين ظلوا سنين يلوموننا لأننا ننصرف عن قضايا بلدنا وها هم الآن يركبون على أكتافنا لكى ينظروا ويحللوا ويصادروا علينا حقنا فى الخطأ والتعلم من الخطأ، وفى وسط كل هذا كنا نحتاج إليك يا حليم، لكى تقف معنا،

كما وقفت معنا فى كل معركة حب كسبناها أو خسرناها دون أن نخسر أنفسنا وقدرتنا على الحب والأمل، الآن يا صديقى نعلم أننا سنكون أقوياء بك، وأنهم عندما يعتقلوننا ويوجهون لنا تهمة زعزعة الاستقرار سنصدرك فى وجوههم وسنغنى معك بأعلى حسِّنا: «مش سهل على الشبان.. يسهوا عن الأوطان.. قالوا الحياة غالية.. قلنا الشرف أغلى.. بلادى يا بلادى.. يا عيون قمر الربيع.. اندهى يا بلادى يجاوبك الجميع».

عارف يا حليم.. لنا صديق نضيق أحياناً بتنظيراته الجوفاء يدّعى أنك قررت أن تشارك معنا فى الإضراب لأن ضميرك مثقل بوزر الغناء للحكام، وأصدقاءنا اندفعوا معه فى نقاش حامى الوطيس دفاعاً عنك، وقالوا له إنك لو كنت موجوداً بيننا الآن لما غنيت لأى جمال أياً كان، حتى لو كان جمال عبدالناصر،

وعندما طلبوا رأيى بعد أن لاحظوا صمتى، ولأننى أعرف صديقى حق المعرفة، اكتفيت بأن أغنى بأعلى صوتى: «إن مت يا أمى ماتبكيش.. راح أموت علشان بلدى تعيش.. وإن طالت يا أمَّه السنين.. خلّى إخواتى الصغيرين.. يموتوا زيى فدائيين.. وأموت أعيش.. مايهمنيش.. وكفاية أشوف علم العروبة باقى»، وكنت تجىء لتشوف صديقنا وصوته يعلو بالبكاء والغناء معنا، فقد حكى لى كثيراً كيف كان أبوه بطل حرب أكتوبر يغنى هذه الأغنية لهم دائماً فى طفولتهم قبل أن يكبروا ويصبحوا عاطلين عن العمل ولا يطيقون سماعها،

وقبل أن يموت أبوهم نفسه من الإهمال فى مستشفى حكومى، ويغرق ابنه الأكبر فى عبَّارة متهالكة فى البحر الأحمر، ويغرق ابنه الأوسط فى مركب هجرة غير شرعية فى البحر الأبيض، ويغرق ابنه الأصغر صديقنا فى بحر أحزانه وهو يرى الأرض التى حررها أبوه وقد صار محرماً عليه أن يسير فيها بحرية ما لم يكن يمتلك ثروة أو نفوذاً.

أعترف لك يا صديقى بأننى كنت أيضاً أضيق بأغانيك الوطنية، بل بكل الأغانى الوطنية، فأنا ابن مرحلة أصبحت فيها الوطنية سخفاً وطنطنة ومزايدة، بعد أن اختطفت لتكون ستاراً لكل صاحب منفعة واقترنت باسم الحزب الذى أفقر المصريين وأمرضهم وأغرقهم فى الجهل، فأصبح الناس يفضلون أن يسخروا من الوطن على أن يغنوا له،

ويستسهلون نعيه ورثاءه بدلاً من أن ينفخوا فيه الروح لكى ينهض وينهضوا معه بدلاً من أن يموتوا مختنقين تحت جثمانه، لكنك من حيث لا تدرى فتحت لى ولجيلى أبواب الأمل يا صديقى عندما فتحنا أرواحنا لك وللأبنودى ولبليغ وأنتم تغنون لموال النهار: «والليل يلف ورا السواقى زى ما يلف الزمان وعلى النغم.. تحلم بلدنا بالسنابل.. تحلم ببكرة واللى هيجيبه معاه.. تنده عليه فى الضلمة وبتسمع نداه.. تصحى له من قبل الأدان.. كل الدروب واخدة بلدنا للنهار.. وإحنا بلدنا للنهار.. بتحب موال النهار.. لما يعدى فى الدروب.. ويغنى قدام كل دار»،

فحلفنا يا صديقى ألا نسلم أنفسنا ليأس الهزيمة وألا نترك أحداً ينتفع من يأسنا ويستقوى بضعفنا ويزداد ثراء بفقر أرواحنا، وقررنا أن نسير ولو وحدنا فى طريق العبور الجديد لنصنع مستقبلنا بأيدينا ونحلم بنصر جديد على الفساد والظلم والجهل والتطرف، يصحبنا صوتك وأنت تغنى مع محسن الخياط وبليغ لمصر التى لم ولن تكون أبداً ملكاً لحاكم أو منتفع: «لفى البلاد يا صبية.. لفى البلاد يا صبية.. بلد بلد.. باركى الولاد يا صبية.. ولد ولد.. ده المهر غالى وهيجيبوه.. لو نجم عالى.. فى السما راح يقطفوه.. يا فرحتك ساعة ماييجوا يقدموه.. ويغنوا للفجر اللى فى عينيكى اتولد.. ده النصر مهرك.. والعريس ابن البلد».

ويا صديقى عبدالحليم حافظ.. حتى لو لم يأت هذا النصر فى حياتنا.. سنكون سعداء ونحن نرى الأجيال المقبلة تحتفل به معك. طبت حياً وميتاً يا حليم).
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Admin الأحد أبريل 10, 2011 9:17 pm



بلال فضل يكتب محاولاً فهم ما حدث والتحذير مما قد يحدث: لكى لا نخرب بيوتنا بأيدينا!

١٠/ ٤/ ٢٠١١

عادتنا ولن نشتريها، دائما لدينا مشكلة فى التقفيل، وكنا نتمنى ولانزال أن تفلت ثورتنا المجيدة من تلك المشكلة، ففى الثورات كما فى غيرها بالضبط «الركة على الفينيش». «كل ده كان ليه؟!» سؤال سيتوقف عنده المؤرخون طويلا وهم يحللون ما حدث، ولا أعتقد أنهم سيجدون إجابة شافية بسهولة، هذه ثورة حققت خلال شهرين فقط أهدافاً مذهلة بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية فى التاريخ، ومع ذلك لم يتمكن بعض المشتركين فيها من حساب المكاسب والخسائر جيدا، واندفعوا وراء مزايدات غير محسوبة قد تؤدى إلى خسارة الكثير مما حققوه.

ثم هذا جيش انحاز إلى ثورة شعبه ورفض أوامر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين فى ظروف كان يمكن أن يبررها بأنه ينحاز إلى الشرعية الدستورية، ثم قام بالاستجابة للكثير من مطالب الثورة، وارتكب أخطاء على الأرض اعتذر عن بعضها ووعد بالتحقيق فى البعض الآخر، ثم فجأة قرر أن يتعامل بشكل غير مسبوق وغير مقبول مع حدث كان يمكن أن يتم حله بالتفاوض وطولة البال بدلا من صب الزيت على نار مشتعلة لا يعلم إلا الله متى يمكن أن تخمد تماما.

إذا كنا نريد أن نتأمل حقيقة ما حدث لكى نخرج بنتائج توصلنا إلى بر الأمان، فعلينا أن نتذكر أن القصة الحزينة لم تبدأ فجر السبت فى ميدان التحرير، بل بدأت قبلها بأيام عندما نشر ضابطان سابقان فى الجيش فجأة على الإنترنت فيديوهات تهاجم المجلس العسكرى بكل ضراوة فتعددت فى حقهما التفسيرات والاجتهادات، وقلت أنا على سبيل المثال ما نصه: «لا أريد أن أظلم أحدا، فقد تكون هناك مشاعر غضب وطنية لدى هؤلاء، لكن من قال إن أجهزة المخابرات لا يمكن أن تقوم بتوظيف أصحاب النوايا الحسنة لمصالحها؟!»،

ثم اتضح طبقا لما نشرته الزميلة نشوى الحوفى يوم الجمعة أن لدى هذين الضابطين مشاعر غضب، لكنها ليست وطنية بل هى شخصية ورخيصة أيضا، ومع ذلك مازال بعض الأصدقاء غاضبين منى بسبب ما نشرته عنهما، كأن المفروض لكى أحصل على شهادة حسن سلوك ثورى أن أمشى وراء كلام الضابطين بحذافيره لمجرد أننى أختلف مع الجيش فى تأخر تحقيق بعض مطالب الثورة، فأكون كمن يشكو من تنميل يده فيقرر أن يقطعها.

الآن وبعد كل ما نشرته الصحف لم يعد سرا أن الضابط حاتم محمود عبادى تم طرده من الخدمة فى أول ديسمبر ٢٠٠٤، لأنه تزوج سرا من سيدة نرويجية بالمخالفة لقانون الجيش الذى يطلب من منتسبيه الاستقالة إذا قرروا الزواج من أجنبيات، يعنى لم تكن هناك مبررات سياسية تدفعه لأن يظهر بالمظهر النضالى الذى ظهر عليه فى الفيديو كليب. أما الضابط الثانى نقيب شريف محمد عثمان فقد تم طرده من الخدمة فى ٢٠ سبتمبر ٢٠٠٦ لأنه رفض العودة إلى الخدمة بعد أن أنهى بعثة دراسية كلفت القوات المسلحة أكثر من مائة وخمسين ألف دولار، يعنى البيه استولى على أموال المصريين ثم قرر أن يناضل باسمهم لكى يدعوهم إلى فتنة تأكل الأخضر واليابس.

عقب نشر مقالى يوم الخميس الماضى، جاءتنى رسائل عديدة من قراء أعزاء عرفوا الضابطين عن قرب، الأستاذ إسلام محمد يسكن فى نفس منطقة من تم وصفه بالبطل حاتم عبادى ويصفه - والعهدة على الراوى - بأنه «مريض نفسيا ومولع بحب الظهور واتفصل من القوات المسلحة بعد ما اتجوز نرويجية تعرف عليها على الشات ولم يبلغ عن زيجته لكى لا يستقيل من الجيش طبقا للقانون».

المقدم محمد الوكيل أرسل يقول لى: «كنت زميلا للضابط شريف عثمان والتقيت به فى ولاية تكساس فى مدينة سان أنتونيو عام ٢٠٠٧ عندما ذهبت لبعثة تدريبية، وهو ليس وطنيا كما يدعى بل خائن للأمانة لأنه سافر إلى الولايات المتحدة ليأخذ دورة تدريبية لمعلمى اللغة الإنجليزية ثم انتهى من الدورة ولم يعد إلى الوطن بل تزوج من ضابطة صف أمريكية كانت تعمل بقاعدة لاكيلاند الجوية، حيث معهد اللغات الذى كنا ندرس به حتى يتسنى له الحصول على الجنسية، وقد تعاملت معه وأرى أنه ليس وطنيا بالمرة ولا يمت للوطنية بصلة، وللعلم فإن السيدة والدته عميد طبيب بالقوات المسلحة، يعنى كان المفروض أن يكون رجلا يعرف الصح من الغلط لكنه خيب آمال أسرته فيه من أجل نزوات شخصية»،

نفس معلومة هروب شريف من الخدمة يؤكدها الأستاذ وائل فودة، ويؤكدها أيضا الأستاذ محمد عمر نقلا عن أصدقاء له كانوا زملاء لشريف ويعرفون سمعته السيئة التى أكدتها صور نشرها زملاء له على الفيس بوك، يمكن لحضرتك أن تشاهدها بسهولة على الإنترنت، والأستاذ محمد يناشد القوات المسلحة أن تتبع شفافية كاملة فى كل ما يخص ضباطها لأن ترك أى نقاط صغيرة دون مكاشفة يساعد على استمرار حالة البلبلة التى يخلقها البعض أحيانا بحسن نية وأحيانا بسوء نية.

من ناحية أخرى، الأستاذ جمال فؤاد أحد المشاركين فى الثورة يقسم بأنه رأى بعينيه الجمعة قبل الماضى أشخاصا من أعوان وبلطجية الحزب الوطنى يتطاولون بالسباب على أفراد وضباط الجيش بالمنطقة العسكرية بمصطفى كامل بقصد استفزازهم، وقد أنهى رسالته نهاية طريفة يقول فيها: «للعلم، أنا أصبت خلال الثورة بأكثر من ١٧ طلقة رش فى جميع أنحاء الجسم وكنت أفتخر بذلك إلى وقت قريب إلى أن عرفت بطريق الصدفة أن هذا الرش يستخدم لصيد الكلاب الضالة ومن ساعتها أصبحت مثار سخرية أطفالى الأعزاء».

جاءتنى أيضا رسالة من أحد ضباط القوات المسلحة تقول إن هناك ضابطا جديدا مفصولا سينضم إلى الاثنين السابقين، وإن كان قد بدأ مشاركته كتابة هذه الأيام، وهو نقيب ذهب إلى بعثة دراسية لمدة أربع سنوات فى الكلية البحرية فى أمريكا، وأصيب بقطع فى الرباط الصليبى، وغضب لأنه حصل على قرار بالخروج من الخدمة لأسباب طبية.

أخيرا، جاءتنى رسالة مجهلة من ضابط فى الدفاع الجوى يقسم بالله أن الضابط حاتم عبادى كان فعلا أول دفعته لمدة خمس سنوات لكنه خالف القانون العسكرى بزواجه من نرويجية وذهب معها إلى النرويج وهو ما يجعل شهادته مجروحة، ويقول فى شهادته المهمة إن ضباط الجيش خصوصا من الرتب الصغيرة لديهم شكاوى فعلا لكنه يضيف: «لا أنكر أننا نشعر ببعض الضيق والغصة لأننا لم نجن ثمار التغيير الذى طال البلد كافة، إلا أننى وقطاعاً عريضاً من الضباط الذين أحسبهم وطنيين نرفض هذه المهاترات من بعض الضباط السابقين وقلة قليلة من أصاغر الضباط الذين لا يستطيعون تغليب المصلحة العامة، نحن صابرون حتى يطولنا التغيير ولن نرهن خدمتنا للوطن به أبدا».

لا أريد أن أتسرع فى اتهام الضابطين المفصولين بالعمل لحساب أجهزة مخابرات، لمجرد أنهما فُصلا لسوء سلوكهما أو لأنهما يقيمان بالخارج وتزوجا من أجنبيات، فقد يكون وراء موقفيهما رعونة وطيش ورغبة فى الانتقام، لكن ما قاما به يخدم فى نهاية الأمر كل من يرغب داخليا وخارجيا فى إجهاض الثورة وإدخال مصر فى حالة سيولة كاملة تنتج عنها فوضى لا يعلم مداها إلا الله.

وهو ما ينطبق أيضا على الإخوة الذين نزلوا مرتدين الملابس العسكرية إلى ميدان التحرير يوم الجمعة دون أن يتأكد أحد هل هم مفصولون من الجيش أم أنهم مازالوا فى الخدمة، لكن أيا كان موقفهم من الخدمة فهم بالطبع أكثر شجاعة لأنهم أعلنوا موقفهم من داخل مصر وعرّضوا أنفسهم للخطر، مع أنهم كانوا من المفروض أن يخلعوا ملابسهم العسكرية وينضموا كمدنيين للتعبير عن رأيهم لكى لا يورطوا الثورة فى تحمل مواقفهم الشخصية.

قد تكون لديهم اعتراضات أو تحفظات على المؤسسة العسكرية التى يعرفونها من الداخل، لكننى شخصيا لا يمكن أن أتضامن مع ما فعلوه لسبب بسيط هو أننى أعتقد الآن أن مصر فى حالة حرب، وليس من مصلحة أحد أن يسمح بحدوث أى تفكك فى المؤسسة العسكرية أيا كانت دوافعه أو أهدافه نبيلة، فنحن نشكو من تباطؤ فى تحقيق المطالب، ولم نر خيانة لأهداف الثورة تبرر مثل هذا الخروج السافر على المؤسسة العسكرية.

أرجو من كل من يجد نفسه راغبا فى لعنى الآن أن يهدأ قليلا ويأخذ نفسا عميقا ثم يفكر فى إجابات لهذه الأسئلة: من المستفيد من نشر حوار ينسب للمشير طنطاوى مع مجلة «دير شبيجل» يتحدث عن وقوع انقلابات فى الجيش، ثم يتضح أن الحوار مفبرك جملة وتفصيلا، بعد أن فتح الباب لكم مهول من الأقاويل حول وضع الجيش وأظهره كأنه يعانى من اضطرابات داخلية؟

من المستفيد من وجود صفحة على الإنترنت تدعى أنها تساند ضباط الجيش المنشقين وتنشر يوم الجمعة خبرا يقول إن الضابط أحمد شومان تعرض لحكم بالسجن لمدة ٣٧ سنة، قبلها بيوم يقوم شخص يتخذ لنفسه على موقع «تويتر» اسم (ضابط جيش) بنشر تويتة يقول فيها إن شومان محتجز فى مستشفى للقوات المسلحة، قسم الأمراض النفسية، ويتعرض لحقن هلوسة، ثم ترد نفس المعلومة فى فيديو لضابط مفصول بشكل غير مباشر ودون الإشارة إلى اسم شومان، قبل أن يقولها الضباط المنضمون للتحرير ويتناقلها عنهم أناس على الـ«فيس بوك» و«تويتر»؟

كل ذلك يقال قبل أن تكشف الكاتبة دعاء سلطان بحكم صداقتها بزوجة الرائد شومان أنه حر طليق ويذهب إلى عمله كل يوم، الأدهى من ذلك أن الفنان هشام عبدالله قال لى إن الرائد شومان اتصل هاتفيا بالضباط الذين نزلوا إلى التحرير وكلم الشباب هاتفيا بعد أن تم وضعه على الميكروفون وقال لهم: «إحنا بنّظم نفسنا دلوقتى عشان ننزل معاكم»، بعدها فوجئت برسالة تأتى على هاتفى المحمول مكتوب فيها الآتى «لازم نتفق نبقى ضد أى فتنة أو انشقاق فى صفوف الجيش فى الوقت الصعب ده، مهما اختلفنا معهم فى أسلوب وشكل وطريقة قيادتهم للوطن، الفتنة قد تؤدى لظهور ميليشيات ملونة تعود بالوطن للمجهول.

أحمد شومان»، بعدها فورا اتصلت بى الأستاذة دعاء سلطان لتقول لى: «الرائد أحمد شومان حاول يكلمك ودى نمرته.. ياريت تكلمه»، سارعت بالاتصال به فوجدته فى غاية القلق على ما يحدث، وأنكر كل ما قيل عنه أو نسب إليه من أقوال، واستأذنته فى نشر نص رسالته التى يبدى فيها اعتراضه على كل ما حدث يوم الجمعة الماضى، لكى يدرك الناس أن هناك لعبة خطيرة تحدث، ويتم جرنا إليها جميعا للأسف الشديد لكى تدخل البلاد فى نفق مظلم.

لقد كتبت من قبل أن طاقة الرفض هى التى أنجحت الثورة، وهى - للأسف الشديد - التى يمكن أن تدفع بها إلى الفشل، ولذلك سألت بعض الذين وجدتهم يهتفون ضد الجيش عن طبيعة ما يريدونه لكى أفهم موقفهم، فوجدت آراء مختلفة متنافرة، بعضهم يهتف ضد المشير مطالبا بإسقاطه، والآخر يطالب بإسقاط المشير والفريق سامى عنان، والبعض الثالث يطالب بإسقاط المجلس العسكرى كله، بل إننى وجدت من يطالب بتنحية كل من يحمل رتبة اللواء، وكل الذين يقولون هذه الآراء يتحدثون بصفتهم وطنيين وثوريين وحريصين على مصر، لكن هل ما يطالبون به فى مصلحة مصر فعلا؟

أعتقد أن أى عاقل سيجيب بلا، قبل أن يسأل ما هى الآلية التى يمكن بها تنفيذ هذه الطلبات، ومن سينفذها، ومن الذى سيمنح صك الوطنية لهذا القائد ويستثنى ذلك؟ وكيف سيكون الحال لو تمرد الجنود التابعون لهذا القائد رافضين تنحيته لأنهم يحبونه ويدركون وطنيته ودخلوا فى مواجهات مسلحة مع الذين يرفضونه؟

وإذا كنا قد اتفقنا على أن نقد المجلس العسكرى لا يعنى نقد الجيش فمن أين أتى هؤلاء بمعلومات تؤكد لهم أن المطالبة بإسقاط المجلس العسكرى لن تعتبر موجهة ضد الجيش بأكمله، ألا يفترض أن يكون لدىَّ معلومات أبنى عليها موقفى قبل أن أتخذه؟

وهل مصر التى تعانى من الفراغ الأمنى يمكن أن تتحمل فراغا عسكريا واستراتيجيا لو فتحنا الباب لكل من هب ودب لكى يبدى رأيا فى قيادته العسكرية؟

وهل يعرف أى من هؤلاء شيئا عن تقاليد العسكرية المصرية قبل أن يفترضوا أنها ستسلم لمطالبهم بمنتهى السهولة؟

وأين هى الدولة الديمقراطية التى يُسمح لأفراد جيشها بأن يخرجوا فى مظاهرات لكى يُبدوا رأيا فى قياداتهم؟

وأين تكمن بالضبط مشكلتنا مع المؤسسة العسكرية، هل فى أدائها السياسى أم فى شخوص قادتها؟ وهل سيسعد الشهداء فى قبورهم إذا وجدوا أننا أشعلنا حربا أهلية مسلحة فى البلاد؟

أزعم أن من حقى كمدنى أن أقف فى أى ميدان يعجبنى لكى أنتقد الأداء السياسى للمؤسسة العسكرية بأعلى صوت، أنا فعلت ذلك فى هذه الصحيفة، وأفخر بأننى كنت أول من فتح ملف التعذيب الذى قام به أفراد من الجيش للناشطين العسكريين، انتقدت على الهواء مباشرة اقتحام الشرطة العسكرية للحرم الجامعى، ودخلت خلال برنامج الزميل يسرى فودة فى نقاش طويل مع أحد قادة الجيش حول بطء المجلس الأعلى فى تنفيذ مطالب الثورة،

وانتقدت هنا تصريحات اللواء ممدوح شاهين فى برنامج «آخر كلام»، ونشرت رده على انتقادى بكل احترام لشجاعته فى مراجعة ما قاله، ثم أنا أعلن الآن رفضى للطريقة التى تمت بها مهاجمة الاعتصام فى ميدان التحرير للقبض على الضباط المعتصمين، فهى طريقة أفسدت ولم تصلح، والبيان الذى صدر لتبريرها لا أظنه موفقا، خاصة أن الذين تم ضربهم كانوا مدنيين عزلاً لم يقوموا بالتكسير أو التخريب بل مارسوا حقهم فى التعبير عن رأيهم الذى يمكن أن نختلف معه لكن لا يمكن أبدا أن نقر قمعه بهذا الشكل الذى أفزعنا ونحن نتابعه على شاشة «الجزيرة مباشر» فما بالك بمن شاهدوه رأى العين؟!

وحتى يحدث إصلاح جذرى لهذا الموقف المفزع، سأظل أنتقد كل من أراه خاطئا فى طريقة إدارة المجلس الأعلى للفترة الانتقالية، لكننى سأرفض أيضا كل محاولات تفكيك وحدة المؤسسة العسكرية، وسأرفض ترديد اتهامات عن فساد المؤسسة العسكرية دون دليل، فأنا لا أؤمن بالكلام الذى لا جمرك عليه، ولم أعد أثق فى كل من يناضل خلف اسم مستعار أو يظن أن الشجاعة أن تكون رجلا فقط فى الفضاء الافتراضى، ولن أصدق أى شائعات حقيرة تتحدث عن وجود ملفات فساد كان يحملها الضباط المعتصمون،

بينما لم أر أحدا شاهد هذه الملفات بنفسه حتى الآن، لذلك موقفى بسيط وواضح، من كان يحب هذا الوطن فليقل خيرا أو ليصمت، إذا كانت لديك أدلة على فساد سين أو صاد فى المؤسسة العسكرية فكن رجلا وتقدم بها إلى القضاء أو تحمل مسؤوليتها وانشرها باسمك فى أى موقع على الإنترنت، لكن أن ترددها بشكل مرسل وأنت تستخدم اسما مستعارا فأنا لن أثق فى نواياك أبدا.

أقول كل ذلك لأن هناك مدوناً يدعى أنه ضابط جيش ويختبئ خلف اسم مستعار هو أحمد سعيد، يتصور أنه يضربنى ضربة قاصمة عندما يتهمنى بأننى أصبحت متحدثا رسميا للجيش، وهو أمر لا أظن أنه يعيبنى، فلم أسمع من قبل أن دفاع الإنسان عن جيش بلاده سُبّة (جديدة حكاية العمالة لجيش بلادك دى؟)، طبعا بإمكانى الآن أن أزايد على هذا الأخ وأمثاله فأقول مثلا إن عمل الإنسان لمصلحة بلاده وجيشها خير من عمله لمصلحة خطط جيش الدفاع الإسرائيلى الذى يلعن سنسفيل هذه الثورة كل يوم، واقرأوا ترجمات الصحف العبرية التى تنشرها صحيفة «القدس العربى» لتتأكدوا من ذلك، مع ذلك لن أزايد على وطنية أخينا الضابط المختبئ،

بل فقط سأسأله: لماذا أصلا يجب أن أصدق كلامك وأنت جبان تختبئ خلف اسم مستعار لكى تنشر أحقادك التى تعلم أنها يمكن أن تجد رواجا فى ظل طاقة الرفض التى ستظل فائرة حتى تتم محاكمة مبارك وأسرته؟ يا سيدى، إذا كانت حكاية الدفاع عن الجيش المصرى تهمة، فيسعدنى أن تشاركنى فيها أسماء محترمة مثل: عمرو الشوبكى وطارق البشرى ووحيد عبدالمجيد ومحمد المخزنجى وجمال الغيطانى ونوارة نجم وفهمى هويدى والمعتزبالله عبدالفتاح الذى كتب مقالا بديعا فى «الشروق» يتحدث فيه عن اتهامه هو أيضا بأنه بات متحدثا رسميا للجيش.

فى الوقت نفسه يسعدنى أن يكون هناك أكثر من خمسة جروبات على الـ«فيس بوك» تحمل أسماء من نوعية (كارهى بلال فضل) و(حملة ضد بلال فضل وكل منافق) و(الصفحة الرسمية للقواد بلال فضل) وكلها مليئة بشتائم، بعضها قبيح يتهمنى بتعكير صفو العلاقة بين الشعب والجيش والتشكيك فى الجيش، وربما كان الشىء الوحيد الذى يحزننى فى هذه الجروبات أن أعداد المشتركين فيها ليست كبيرة مما يقلل من حسناتى، وأظن أننى أديت لأصحابها واجب الدعاية وليست لهم حجة الآن.

عموما، يا أيها المختبئ خلف اسم مستعار، إذا كنت غاضبا لأننى لم أجبك عن سؤالك حول ما الذى تحقق من أهداف الثورة حتى الآن، فأعتقد أننى مازلت أحفظ مطالب الثورة التى كانت مكتوبة على لافتة قماشية ضخمة معلقة على عمارة كنت أقف تحتها كل يوم فى ميدان التحرير، وقد تحقق منها الآتى: خلع الرئيس الفاسد وأسرته وإنهاء مشروع التوريث إلى الأبد، إسقاط الدستور الفاسد، حل المجالس النيابية المزورة، تشكيل حكومة كفاءات وطنية على رأسها رئيس وزراء تفتخر به مصر وبها وزراء داخلية وخارجية وعدل وثقافة ومالية وعمل، أشعر بالفخر لأننى عشت حتى أرى وزراء مثلهم، فهل أنسى أن كل ذلك قد تحقق لكى أجرى وراء رغبتك الغامضة فى إشعال الحرائق فى وطن تركه الفاسدون على شفا الخراب.

نعم، مازلت أطالب بمحاكمة مبارك وأسرته واسترداد الأموال المنهوبة والقصاص لدماء الشهداء وتطهير البلاد من رموز النظام الفاسد فى كل المجالات، لكننى سأفعل ذلك وأنا أبنى مصر التى أصبح وضعها الاقتصادى مرعبا بعد أن تركها مبارك قاعا صفصفا، سأفعله وأنا أساعد الجيش على أن يعود إلى ثكناته بعد أن أنتخب نوابا ورئيسا وآتى بحكومة تواصل تحقيق مطالب الثورة التى جاءت لكى تصبح مصر دولة عصرية متمدنة، وليس لكى تصبح خرابة ينعق فيها البوم.

ختاما، هناك حقيقة مُرّة نتعلمها من التاريخ تقول لنا إن كل الفتن الكبرى التى حدثت فيه جاءت فقط فى الأوقات التى يعتقد الجميع أنهم كانوا على حق، دون أن يقوم أحدهم بمراجعة مواقفهم ولو قليلا. فهل ندرك ذلك أم نصر على إكمال السير فى النفق المظلم الذى دخلناه فجر السبت للأسف الشديد؟! هذا، «وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر، ولو شاء لهداكم أجمعين».

Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف snow_white الأربعاء أبريل 13, 2011 5:32 pm

إشارات وتنبيهات

بقلم بلال فضل ١٣/ ٤/ ٢٠١١

شعرت بخيبة أمل وأنا أستمع إلى حديث اللواء إسماعيل عتمان، مدير الشؤون المعنوية، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مع صديقنا يسرى فودة فى برنامج (آخر كلام)، سواء بسبب ما قاله حول ملف التعذيب الذى وقع قبل أسابيع لعدد من الناشطين السياسيين وكانت فيه تفاصيل مؤلمة ومخجلة، أو ما قاله حول مداهمات الشرطة العسكرية لاعتصامات ميدان التحرير وكلية الإعلام، أثق فى وطنية اللواء إسماعيل لكننى أخشى أن الطريقة التى يتعامل بها مع هذه الملفات لا تصلح للتعامل مع الحياة المدنية وتعقيداتها. هنا أسأل: أين ذهبت الروح التى كُتب بها بيان الجيش الشهير بعد فض اعتصام مجلس الشعب، والتى استخدمت تعبير (نعتذر ورصيدنا لديكم يسمح)، الذى نزل بردا وسلاما على قلوب المصريين جميعا؟ ولماذا يعتقد سيادة اللواء أن إنكار وجود حالات تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان يمكن أن يكون حلا؟ للأسف هذه الحالات وقعت بالفعل وتم توثيقها من أبرز منظمات حقوق الإنسان فى مصر، وقد كتبت عنها بدل المرة ثلاث مرات وسط صمت صحفى مطبق، وفرحت عندما اهتم الدكتور عصام شرف بما كتبته،

وفرحت أكثر عندما طلبت جهات فى الجيش ملف تلك التجاوزات، وقمت بأخذ ملف كامل موثق من منظمات حقوق الإنسان وقمت بتسليمه للجهتين، ووعدت بأنه سيتم تحقيق جاد فى الأمر، وقال لى الدكتور عصام قبل أسبوع إن الموضوع تمت إحالته للجنة تقصى الحقائق، ووعدنى اللواء ممدوح شاهين بأن نتائج التحقيق ستعلن قريبا، وأنه ستكون هناك إجراءات للإفراج عن عدد من المعتقلين السياسيين الذين تم التعامل معهم بوصفهم بلطجية، وأنه تتم دراسة ملفاتهم الآن، وأعلم أن هناك حديثا مماثلا فى شأن التعذيب والمعتقلين السياسيين قام به الفنان هشام عبدالله مع اللواء حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية، وقاله الناشط تقادم الخطيب للواء حسن الروينى فى حضور جمع من الأفاضل والمخلصين، لذلك استغربت أن يأتى اللواء إسماعيل بعد ذلك لكى يتحدث عن تلك الانتهاكات كأنها ليست موجودة من أصله،

لذلك أطالب اللواء إسماعيل بإعادة النظر فى موقفه، وليسمح لى بأن أقول له إن الشفافية هى الحل الوحيد فى ملفات حساسة وشائكة كهذه، خاصة أن دفن الرؤوس فى الرمال لن يجعلها تهدأ لا فى الداخل ولا فى الخارج. وكما قلت مرارا وتكرارا نحن نثق فى الجيش وندرك أنه خط دفاعنا الأخير، أو على رأى الدكتور المعتز بالله عبدالفتاح «الجيش آخر عمود فى البيت» لكن الحفاظ على ذلك العمود وتقويته لابد ألا ينسيانا رفض أى انتهاكات لحقوق الإنسان ولو ظن مرتكبوها أن لها ما يبررها، وكنت أُفضّل أن يقول اللواء إسماعيل إن التحقيق جار فى تلك الانتهاكات بدلا من أن يتطوع بنفيها جملة وتفصيلا.

أعتقد أيضا أن حديث اللواء عتمان عن فض الاعتصام الأخير فى ميدان التحرير كان سيكون أكثر توفيقا لو تبنى الدعوة التى أعلنها الدكتور عصام شرف بأن وزير العدل سيفتح تحقيقا قضائيا فى الموضوع، وأعتقد هنا أن التحقيق القضائى سيكون أفضل للجميع خاصة أن القوات المسلحة ليس لديها ما تخفيه، إذا كان الشاب الذى استشهد قد قتل فعلا برصاصة من الأعلى فلماذا لا يتم إعلان ذلك بتقرير من الطب الشرعى يطمئن الناس كلها، ولماذا نترك الباب لإشاعات تتضخم يوما بعد يوم وتتحدث عن أشلاء وجثث وإعدامات.

يمكن للتحقيق القضائى أيضا أن يخرجنا من أزمة حدثت بسبب التسرع فى وصف المعتصمين فى التحرير بأنهم بلطجية وفلول حزب وطنى، مع أن بينهم كثيرين ليسوا كذلك بل هم ناس متحمسون وصادقون أرفض موقفهم لكننى أرفض تخوينهم والحكم عليهم بالباطل، لأن ذلك يزيدهم تصلبا ويزيد الموقف تعقيدا، والثورة هى التى ستدفع الثمن فى النهاية. أشير هنا إلى التعقيد الذى تسببه بعض التفاصيل المتسرعة مثل تفصيلة اتهام الناشط وائل أبوالليل بأنه قام بالتآمر ضد الجيش مع رجل الأعمال إبراهيم كامل صديق جمال مبارك، بينما أقسم لى العديد من الناشطين السياسيين الذين أثق فيهم، وعلى رأسهم شادى الغزالى حرب، أن ذلك ليس صحيحا، وأن وائل برىء وربما ظلمه اسمه الموحى بالغموض، وأن هناك خلافات سياسية مع إحدى الفصائل هى التى ورطته فى هذا الاتهام، واستغربت أن أعرف أن وائل حاول الاتصال بأكثر من وسيلة إعلامية للدفاع عن نفسه ولم يجد سبيلا لذلك سوى فى قناة «الجزيرة مباشر مصر»، وقد أرسل إلىَّ إيميلا يدافع به عن نفسه وينفى أن يكون مديرا لمكتب إبراهيم كامل بل قدم نفسه بوصفه مديرا لشركة سياحة بالغردقة، وشرح موقفه فى الإيميل الذى أضعه تحت تصرف اللجنة القضائية التى سيشكلها وزير العدل للتحقيق فى كل ما حدث والتى ستعفى القوات المسلحة من حرج تبرير العنف المفرط الذى حدث لفض اعتصام لم يوافق عليه الكثيرون وأنا منهم، كما أنهم يعتقدون كما كتبت أمس الأول أنه كان يمكن أن يتم حله باللجوء إلى طولة البال بدلا من صب الزيت على نار مشتعلة.

ختاماً، أُصدق ما قاله اللواء إسماعيل عن الضابطين المعتصمين اللذين نزلا إلى الميدان رغم علاقاتهما المشبوهة، لكننى كنت أظن أن الصورة كانت ستكتمل لو تحدث عن الضباط الآخرين الذين نزلوا إلى الميدان بدافع وطنى بعد أن غلبت عليهم حماسة بريئة أضرت الجميع للأسف، لقد تألمت عندما علمت من الأستاذة بثينة كامل أن بعض هؤلاء الضباط الهاربين يفكرون فى تسليم أنفسهم بعد أن شعروا بالندم على قرارهم المتسرع وبعد أن فوجئوا بالكثيرين يلومونهم عليه فى قلب الميدان، وشعرت بأن هؤلاء أصبح عليهم الآن عبء إثبات حماسهم الوطنى وإثبات شرفهم ونزاهتهم أيضا، وقد سبق أن قلت إنهم على كل حال أشرف وأشجع من أولئك الذين يديرون نضالا ضد وطنهم من الخارج لا يعلم نواياه إلا الله، وأتمنى من الله أن يعينهم على تحمل تبعات قرارهم، ويعيننا أيضا على تحمل تبعاته التى تدفع الثورة ثمنها غاليا الآن.

بمناسبة أولئك المناضلين عبر البحار أقول إننى شاهدت الفيديو الذى خصصه الضابط الهارب شريف عثمان لمهاجمتى وسبى بأقذع الألفاظ انتقاما منى لأننى ساهمت فى فضح حقيقته، ومع أننى حرصت فى كلامى على أن أحسن الظن فيه وأبرئه من تهم التجسس أو العمل لحساب مصالح أجنبية، إلا أنه بما سجله أثبت سوء نيته عندما حاول بطريقة مخابراتية الغلوشة على ما كتبته، لأنه يعلم أن الفيديو ربما شاهده أناس كثيرون لم يقرأوا ما كتبته، ولذلك اختار أن يظهرنى بمظهر من خاض فى عرضه عندما تكلمت عن زوجته ووالدته، وبالفعل جاءتنى رسائل تلومنى على ذلك، بينما لو قرأ الجميع ما كتبته لاكتشفوا كذب الرجل ومغالطته، فأنا لم أذكر زوجته بسوء ولم أتطرق لديانتها من قريب ولا من بعيد، بل ذكرت جنسيتها فقط لكى أقول إنه خالف قانون الجيش بالزواج من أجنبية، وهذه ليست نقطة شخصية بل هى داخلة فى صلب قرار فصله من الجيش، كما أننى حاشا لله أن أكون قد ذكرت والدته الفاضلة بسوء، وكل ما هناك أننى نشرت رسالة من زميل له فى القوات المسلحة يكشف حقيقة هروب شريف من الخدمة بعد أن أنفق الجيش على بعثته مائة وخمسين ألف دولار، ثم تمنى فى رسالته لو كان شريف قد تذكر أن والدته ضابطة برتبة عميد فى القوات المسلحة وكان ينبغى أن يتعلم منها تقديس الخدمة العسكرية، فأين بالله عليكم الخوض فى الأعراض أو تجاوز الحدود فى ذلك، وهل لو قال لى أحد إن والدتى طبيبة مثلا ولذلك كان ينبغى أن آخذ بالى من صحتى يكون قد دخل فى الأعراض.

على أى حال بعد أن انتهى الهارب شريف من وصلة شتائمه بدأ يلقى المزيد من الأكاذيب ليظهر نفسه بمظهر البطل الذى هرب من الخدمة العسكرية لأنه رفض أن يشترك فى الحرب الأمريكية على العراق، مع أن أى أبله يدرك أن تلك الحرب كانت فى عام ٢٠٠٣، وأن هروبه من الخدمة وطرده منها كان فى عام ٢٠٠٦، ولم نسمع عن وجود حرب فى تلك السنة على العراق إلا إذا كانت حربا سرية تم تكليفه وحده بالاشتراك فيها، ولأنه وطنى أكثر من اللازم قرر أن يرفض التعاون مع الأمريكان فاختار أمريكا دون غيرها لكى يهرب إليها ويشرب من نيلها ويظل فيها صامتا لمدة سنين يكتم وطنيته عن الناس، حتى قرر أن يعلن هذه الوطنية فقط بعد فشل زيارة أكثر من مسؤول أمريكى إلى القاهرة حملوا فيها طلبات محددة كانت تطلبها إسرائيل وأمريكا فى أكثر من ملف سياسى وعسكرى وتم رفضها كما قرأنا فى الصحف الأمريكية التى تحظى للأسف بحرية فى نشر هذه الموضوعات أكثر منا، وبعد أن بدأ السيد نبيل العربى، وزير الخارجية المحترم، فى إعلان مواقف وطنية مشرفة حول علاقتنا بإيران ورفضنا لعربدة إسرائيل فى غزة، هنا وفى هذا التوقيت فجأة استيقظت وطنية الهارب شريف والهارب حازم وقرر كل منهما أن يخرج من مخبئه الوطنى فى بلاد الفرنجة لكى يدلى بفيديوهات يعرف أى متخصص من زاوية الكاميرا والإضاءة وطريقة الخطاب أنها ليست بريئة تماما، وحتى لو كانت بريئة جدا ألا يظل من حقنا أن نسأل عن التوقيت وعن سر صمتهما كل هذه السنين لكى تستيقظ وطنيتهما فجأة، إلا لو كانا لم يكتشفا اختراع اليوتيوب إلا فى هذا الأسبوع بالذات.

هنا أدعو الجميع لقراءة سلسلة من المقالات الرائعة التى ناقشت ما حدث فى التحرير يوم الجمعة الماضى من مخطط للوقيعة بين الجيش والشعب، بعضه بحسن نية والبعض الآخر بسوء نية، لعلكم قرأتم فى هذه الصحيفة مقالات رائعة فى هذا الخصوص للأساتذة حسن نافعة وعمرو الشوبكى وعلاء الغطريفى وياسر عبدالعزيز ويسرى فودة وعمر طاهر، أتمنى أن تضموا إليها مقالات رائعة ومهمة فى «الشروق» للأساتذة فهمى هويدى والمعتز بالله عبدالفتاح وعماد الدين حسين، وأربعة مقالات فى غاية الروعة والأهمية نشرها موقع البديل الجديد لكل من الأستاذ خالد البلشى والأستاذة هويدا طه والأستاذة إكرام يوسف والأستاذ أحمد سمير، وأعتقد أن من يقرأ كل هذه المقالات على تباين أساليبها وأطروحاتها سيخرج بنتائج أعتقد أن الغالبية باتت متفقة عليها، وهى رفض أى محاولة لإحداث انقسام فى المؤسسة العسكرية تحت أى مبرر ولو كان نبيل المقصد، ورفض توريط الثورة فى أى انقسام داخل الجيش تحت أى سبب أو مبرر، وضرورة التحقيق القضائى السريع فيما حدث فجر السبت الماضى لأن مجرد البدء فى التحقيق سيؤدى إلى حلحلة الأزمة التى لا نريد لها أن تتفاقم، وإدراك أن الوقيعة بين الجيش والشعب كارثة تهدد الكل حتى لو كان البعض غير راضين عن بعض قرارات المجلس العسكرى، والتفريق بين الدور السياسى للمجلس العسكرى الذى يستحق النقد والدور الوطنى للجيش الذى يضعه كل مصرى على رأسه من فوق.. ليس من مصلحة أحد أن يدخل ويُدخل الجيش فى معارك ليست بريئة ربما كان القصد منها تصفية حسابات بين مبارك وقادة الجيش، وأخيرا التأكيد على أن الديمقراطية هى الضمان الوحيد لتطهير ومحاسبة كل المؤسسات فى مصر بلا استثناء ومهمتنا جميعا أن نصل إليها بأقل الخسائر الممكنة قبل أن نخسر الجلد والسقط بفعل الغباء الثورى على حد تعبير هويدا طه.

أتمنى أن أكون قد لخصت هذه الرؤى التى حملتها هذه المقالات، وأعتقد أنها يمكن أن تشكل إلى جوار بيان القوى الوطنية أرضية لحوار سريع يتم فتحه مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة نحصل فيه على إجابات شافية حول كل ما يسهم فى إحداث وقيعة بين الثورة والجيش الذى أفخر بأننى قلت منذ شهر ونصف إنه الهدف القادم لأذناب نظام مبارك، وكنت بأتمنى أن أكون مخطئا ومبالغا، أما وقد حدث ما توقعته، فيبقى أن أقول إن الهدف الأخطر الذى تحدثت عنه هو تحويل الكتلة الصامتة الحيرانة حينا والمتعاطفة أحيانا إلى كتلة ساخطة فاعلة، وأخشى أن هذا ما يتم ترتيبه الآن لكى يجرى فى يوم ٢٥ أبريل المقبل وتُنفق فى سبيل ذلك أموال ضخمة تستغل كل ما يقوم به بعض الثوار من أخطاء، ولو لم تتحمل كل الجهات مسؤوليتها وتدرك أنه لابد من تقديم تنازلات لن يخسر فيها أحد بل سيكسب الوطن وحده، وما أحوج الوطن إلى مكاسب الآن وهو يئن تحت وطأة الخسائر الاقتصادية التى يظن البعض أن الحديث عنها الآن هو تكرار لمنهج مبارك وشفيق ورغبة فى تكسير مقاديفهم، ناسين أن الحكومة التى تحكم البلاد الآن هى حكومة الثورة، ولو فشلت فى أداء مهمتها الاقتصادية فإن فشلها ستتحمله الثورة لا قدر الله، وأن الميدان أثبت أنه قادر على حماية الثورة فى أى وقت يسعى فيه البعض لحرفها عن أهدافها، والمهم الآن - على حد تعبير صديقنا الروائى إيهاب عبدالحميد - أن تحمى الثورة نفسها من بعض أبنائها أما أعداؤها فهى كفيلة بهم.

هذا، «وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين».
snow_white
snow_white
مــراقــب قـسـم
مــراقــب قـسـم

عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Depressed
اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 4thyea10

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أبريل 26, 2011 9:30 am

إشارات وتنبيهات

بقلم بلال فضل ٢٦/ ٤/ ٢٠١١

- كل سنة وجميع المصريين طيبون وبألف خير وصحة وسلامة. وجعل الله كل أعيادكم القادمة دون طغاة ولا مستبدين، ودعونا نأمل فى الله خيرا فندعوه أن تكون أعيادنا القادمة بلا مفسدين ولا متطرفين، وليس ذلك على الشعب المصرى ببعيد.

- كنت فى قمة سعادتى بالأمس وبدأت يومى بضحكات مجلجلة من الأعماق، ليس لأن مصر استطاعت أخيرا أن تشم النسيم بنضافة، وإنما لأننى شاهدت على «ملا وشى» مذيعا فى نشرة أخبار التليفزيون المصرى وهو يحتجز مجموعة من المواطنين رهائن فى إحدى الحدائق الجميلة قبل أن يصوب نحوهم الميكروفون ويسألهم بجدية شديدة «خروجكم النهارده كان على أى أساس؟»، أحد المواطنين قال متلعثما «على أساس كل سنة وإنت طيب بقى»،

والإجابة لم تقنع المذيع الذى انحنى على طفلة صغيرة وسألها «مجيئك النهارده كان بناء على طلبك أم على طلب الأسرة؟»، وأنا لم أسمع إجابتها لأننى كدت أموت من الضحك. للأسف لا أعتقد أن أحدا لحق تلك اللحظة التاريخية وقام بتسجيلها على اليوتيوب، لذلك أتوسل إلى مسؤولى التليفزيون إعادة النشرة كاملة فى أقرب فرصة ممكنة لكى نحتفظ بها لتاريخ الكوميديا المعاصر.

- كنت أتوقع أن تلقى رسالة الصديق محمد فتحى عن البطل المنسى أيمن محمد حسن استجابة حافلة من القراء، لذلك أردت أن أنشر رقم موبايله فى اصطباحة الأمس لكى يتلقى هو مباشرة رغبة الناس فى تكريمه والاحتفاء به، لكن إدارة تحرير «المصرى اليوم» فضلت ألا تنشر الرقم فى المقال، ولذلك وجدت نفسى حتى الساعة الواحدة ظهراً موعد إرسال المقال أمام أكثر من مائة رسالة على البريد الإلكترونى تحمل فى عنوانها اسم (أيمن حسن)، لم يتح لى بالطبع أن أقرأ كل الرسائل أو أرد على أصحابها، لكننى توقعت أن يكون مرسلوها راغبين فى الوصول إلى البطل أيمن للاحتفاء به وتكريمه،

جاءتنى أيضا مكالمات ورسائل قصيرة من رجال أعمال وجمعيات أهلية وشخصيات عامة والجميع يطلبون تكريم أيمن والاحتفاء به، ولذلك قررت أن أستأذن البطل أيمن حسن عن طريق صديقى محمد فتحى أن أنشر رقم موبايله لكى يتلقى مباشرة كل ردود الفعل هذه، وقد وافق والحمد لله، رقم الموبايل هو ٠١٤٧٤٦٧٧١٨، حفظ الله مصر وحماها وأعانها على تكريم كل أبطالها المنسيين الذين دفنهم عهد مبارك.

- غريبة، لماذا لم نسمع تعليقاً رسمياً من المجلس العسكرى ووزير العدل والنائب العام على الحوار المهم الذى أجراه الصديق محمد رضوان فى هذه الصحيفة مع رئيس محكمة جنايات الإسكندرية المستشار فكرى خروب، والذى كشف فيه عن وجود مواد قانونية صريحة تحاكم رئيس الجمهورية والوزراء على الفساد السياسى.

نتمنى أن يكون المانع خيراً، وإلى أن يزول المانع أنشر هذه الرسالة المهمة التى جاءتنى من الأستاذ خالد الحديدى المحامى، والتى يقول فيها «إلى الذين يتصورون أن الفساد السياسى ليست له عقوبة، إلى رجال القانون الذين صدّعوا رؤوسنا بتصريحات غير مسؤولة عن عدم وجود نصوص قانونية، وكأنهم يريدون تأهيل الشعب ليسمع مصيبة عدم وجود جريمة لمبارك وأعوانه.

سأتناول موضوعاً واحداً كمثال أقدمه لكم كى يعلموا ويتوقفوا عن تلك التصريحات المستفزة. تنص المادة ١٥٩ من الدستور بحق رئيس الجمهورية ومجلس الشعب إحالة الوزير للمحاكمة عما يقع منه من جرائم أثناء تأديته عمله. وتنص المادة ٧٧ فقرة هـ من قانون العقوبات على أنه [يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة كل شخص كُلف بالمفاوضة مع حكومة أجنبية فى شأن من شؤون الدولة فتعمد إجراءها ضد مصلحتها].

ألا تنطبق هذه المادة على الوزير الذى تفاوض مع الجانب الإسرائيلى فباع لهم الغاز بسعر بخس إضراراً بمصالح مصر، وألا ينطبق ذلك على مبارك الذى قام بتعطيل حكم مجلس الدولة بوقف تصدير الغاز لإسرائيل، أليس هذا تعطيلاً للدستور بمنع مجلس الشعب عن أداء دوره لمحاسبة الوزير ولجنة التفاوض مع الجانب الإسرائيلى. علما بأن المادة ٨٦ من قانون العقوبات تتكلم عن الإرهاب والترويع وهو ما مارسه رئيس الجمهورية بصفته الرئيس الأعلى للشرطة، ووزير الداخلية لتعطيل تطبيق الدستور والقانون والأحكام».

- «خير إن شاء الله، لماذا لم نشهد استنكاراً بشعاً فى جميع الصحف والمجلات ووسائل الإعلام للجريمة البشعة التى حدثت لسيدة مسيحية أسلمت فتعرضت للقتل غدراً على أيدى إخوتها الثلاثة، بل وقتلوا طفلها وأصابوا زوجها وطفلتها؟ يا ترى لو كان ثلاثة من السلفيين قد قاموا بهذه الجريمة ضد أخت لهم تنصرت، هل كانت الصحف والمجلات ووسائل الإعلام ستسكت بهذا الشكل المريب؟ ألست ترى أن الكثير من الكتاب والصحفيين مازالوا حتى الآن يتعاملون مع قطع أذن مواطن مسيحى فى الصعيد بوصفه جزءاً من عقيدة سلفية سيتم تطبيقها على كل المسيحيين، مع أنك نشرت رسالة من الكاتب الروائى محمد شمروخ، ابن المنطقة التى جرت فيها الحادثة، الذى قال فى رسالته إنه يختلف مع السلفيين لكنه يبرئهم من أن يكون ما جرى له علاقة بهم بقدر ما له علاقة بأعراف وتعقيدات اجتماعية صعيدية، لماذا لم يعلن هؤلاء الكتاب كراهيتهم لهذا الحادث الطائفى البشع؟ لماذا لم نسمع استنكاراً رسمياً من الكنيسة لهذه الجريمة الشنيعة؟».

تستطيع أن تعتبر السطور السابقة ملخصاً هادئاً لعشرات الرسائل المنفعلة التى جاءتنى فى الأيام الماضية تعليقاً على جريمة الجيزة النكراء التى هزت قلوب المصريين مسلمين ومسيحيين، وأنا أضم صوتى إلى كل ما جاء فى السطور السابقة، لأننى أؤمن بأن أى كاتب أو إعلامى لن يستطيع أن يؤثر فى الواقع ولو قليلا إلا إذا تعامل معه بعدالة وشرف، أما إذا كان الكاتب يظن أن البطولة هى أن يقف طول الخط ضد فصيل من الناس لأنهم يختلفون معه فكرياً فهو يسىء إلى نفسه وإلى مهنة الكتابة ويزيد الواقع الملتبس التباساً وارتباكاً.

على قدر متابعتى لوسائل الإعلام لم أر تعليقاً رسمياً صدر من الكنيسة حيال تلك الجريمة البشعة، وأتمنى أن يكون ذلك بسبب الانشغال بالأعياد المسيحية التى نهنئ إخوتنا المسيحيين بها، ونسأل الله أن يكون هذا العيد آخر الأعياد التى يحتفلون بها فى ظل منغصات طائفية وحراسة أمنية، أرجو أن تنتبه الكنيسة إلى أهمية اتخاذ موقف رسمى من تلك الجريمة البشعة، فقد رأينا كيف استقبل شيخ الأزهر المواطن المسيحى الذى تعرضت أذنه للقطع مع أنه لم يكن مسؤولاً عن تلك الجريمة،

لكن شيخ الأزهر أراد أن يدين تلك الفعلة أمام مصر كلها ليؤكد أن الإسلام لا يمكن أن يرضى عنها أبدا، وكان أولى بقداسة البابا شنودة أو بأحد قادة الكنيسة أن يزور زوج القتيلة المسلم أو بعضاً من أقاربه لكى يقدم لهم تعازيه، ويؤكد لهم ما يعرفه الناس جميعاً عن أن المسيحية دين التسامح والرحمة، لكى لا يفسر بعض المتعصبين من الجانبين صمت الكنيسة خطأً، ولا نعطى الفرصة لمن يرغب فى صب النار على الزيت، وإذا كنا نظن أن الصمت فى أحوال مثل هذه يمكن أن يكون حكمة، فأعتقد أننا مخطئون، لأن من يدخل على الإنترنت أو يجلس فى منتديات الناس يدرك أنه لا سبيل لمداواة الجراح الطائفية إلا بتعريضها للنور وتطهيرها أياً كان الألم الذى يتطلبه ذلك التطهير، لذلك كنت أتمنى أن أرى فى أحد برامج التوك شو التى تبرع فى إثارة الإحباط واليأس لقاء مع قيادة كنسية تتحدث فيه عن إدانة الكنيسة والمسيحية لأفعال شنعاء مثل هذه، وأتمنى أن نتخذ من مثل هذا الحادث البشع مدخلاً للتأكيد على أن حرية العقيدة هى الحل الوحيد لإغلاق هذه الملفات الشائكة، وأن أى محاولة لإجبار مواطن مصرى على تغيير اختياره العقيدى والدينى يجب أن تقابل بمنتهى الحسم أيا كان من يقف خلفها.

لقد أنفقنا وقتا طويلا فى عهد مبارك البائد فى اللف والدوران حول الحقائق المرة، وسمحنا لأجهزة أمنية مريبة أن تنشر بيننا الفتن لكى تُكسب الاستبداد شرعيته فى البقاء، وآن لنا أن ندرك أن نهضة هذا الوطن وتطوره وازدهاره لن تتحقق إلا إذا آمنا جميعا بمبدأ المشاركة لا المغالبة، وأن التصدى العنيف القمعى للأفكار المتعصبة لا يزيدها إلا انتشاراً وتغولاً، وأن على كل منا أن يتحمل الآن مسؤوليته فى بناء دولة يحظى كل المواطنين فيها بحرية العقيدة والفكر ويقفون أمام القانون سواء، فلا تتحدث الكنيسة باسم المسيحى، ولا يتحدث المسجد نيابة عن المسلم، بل تتحدث أجهزة الدولة باسم الجميع. والله من وراء القصد، أو هكذا أزعم.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Empty رد: اصطباحة - بلال فضل

مُساهمة من طرف Admin الأحد مايو 01, 2011 2:34 pm

متى ينتصر العمال؟

بقلم بلال فضل ١/ ٥/ ٢٠١١

«هنجيب لهم فلوس منين؟.. ما البلد خربانة وحالها واقف؟.. هوّ فيه حد بيشتغل أساساً؟»، كل هذا الكلام سيقال اليوم مثلما قيل بالأمس وسيقال فى الغد كلما جأر عامل من عمال مصر بالشكوى من حاله الذى لا يعلم بيه إلا ربنا.

أى منصف يخجل على دمه من الحكم على الواقع الملتهب بينما يده فى الماء البارد، لابد أن يقر بأن العامل له حق عندما يشتكى من أوضاعه المعيشية المزرية، ولابد فى نفس الوقت أن يعترف بأن حكومة عصام شرف محقة عندما تقول للجميع «طيب بس اصبروا علينا شوية؟»، فقد ترك حسنى مبارك وأنجاله مصر على «الجنط»،

فضلا عن تركه لطبقات من الفساد تراكمت فوق بعضها البعض وكلما ظننت أنك تخلصت من طبقة فساد ظهرت لك طبقة فساد جديدة، لكن ومع ذلك فالحل لن يكون أبدا فى أن نقف بكروشنا المتخمة المنصفة، لكى نعظ العمال ونطالبهم بتدوير عجلة الإنتاج دون أن نفتح لهم أبواب الأمل المحسوب المرتبط بجداول زمنية مدروسة يتأكدون منها أن ثورة يناير التى كانوا وقودها منذ سنوات ستجعلهم ينتصرون قريبا مثلما انتصرت هى، لأن انتصارها أصلا لن يكتمل إلا إذا انتصر العمال والفلاحون أولاً وأخيراً.

نعم، ربما لا يكون فى مقدور الحكومة الحالية أن تلبى كل مطالب العمال الآن وفورا، لكنها يمكن أن تسرع من الخطى التى بدأت تتخذها فى مجال تطهير وإصلاح البنية الأساسية التشريعية والقانونية وصولا إلى قوانين ملزمة تتم صيانتها بآليات رقابية حاسمة لمنع استعباد العمال فى مصر، وإذا كنت ترى فى كلمة «الاستعباد» مبالغة انشائية فأعتقد أنك ستغير رأيك بعد وصولك إلى نهاية هذه المقالة التى أخصصها كاملة لمساهمة رائعة فى احتفال مصر الثورة بعيد العمال، قام بها جارى فى موقع تويتر الناشط والمدون البارز علاء سيف الإسلام، الذى قرر أن يجمع شهادات من بين سكان تويتر حول تجاربهم كعمال بعيدا عن منطق (المنحة يا ريس) الذى غار وغارت أيامه بإذن الله.

لفتت انتباهى الشهادات التى جمعها علاء لأنها جاءت ممن لا ينطبق عليهم المفهوم التقليدى لكلمة العامل، فاستأذنته فى تقديمها لقراء «المصرى اليوم» لعلها تشكل زاوية مختلفة للنظر إلى أوضاع العمال فى مصر، أعلم أن هذه الشهادات التى وقّعها أصحابها بأسماء حساباتهم فى موقع التويتر ستُقلّب المواجع على الكثير من القراء،

خصوصا أنها ستدفع الجميع لسؤال مهم: «إذا كان هذا يحدث للعمال المتعلمين تعليما جامعيا فما الذى يحدث إذن لمن هم دون ذلك فى التعليم؟»، لكن الهدف من هذه الشهادات ليس تقليب المواجع، فهى متقلبة جاهزة، ولكن الهدف أن تكون هذه الشهادات بمثابة أضواء كاشفة للدكتور عصام شرف وحكومته للمبادرة بإصدار قرارات سريعة تمنع كثيرا من ممارسات العبودية التى يتعرض لها عمال مصر، ممارسات لو تم تصحيحها فورا لن تشكل عبئا اقتصاديا ضخما على ميزانية الدولة، لكن مجرد تصحيحها سيوجه رسالة واضحة لأى مستثمر مصرى أو عربى أو أجنبى بأن وجوده فى مصر مهم جدا،

لكنه سيكون مطالبا فى ظل الثورة التى قامت لرد كرامة المواطن المصرى بأن يعامل موظفيه وعماله بنفس الطريقة التى يعامل بها أمثالهم فى أى دولة تحترم مواطنيها، لا أكثر ولا أقل، وأن مصر الجديدة يجب أن تؤكد للجميع أنه لا تعارض بين حاجة الدولة إلى الاستثمار وحاجة المستثمر إلى الربح، وحق العامل فى الحياة الآدمية الكريمة. دعونا نفعل ذلك أولاً لكى يستجيب الناس لمناشداتنا بإدارة عجلة الإنتاج بذمة وضمير.

أترككم الآن مع علاء سيف الإسلام الذى كتب مقدمة للشهادات التى جمعها قال فيها «مع أن الإضرابات العمالية ومظاهرات الموظفين فى تزايد من أيام ٢٠٠٦ ولم تتوقف، ومع أن العمال لعبوا دوراً مهماً فى إسقاط مبارك، لقينا كلمة (فئوية) بتتقال كأنها شتيمة وفجأة صورت لنا مطالب الأجر العادل وظروف العمل الكريمة وكأنها مطالب أنانية تخص فئات بعينها، أو أنها مطالب مشروعة بس مش وقتها لأن للثورة مطالب أهم، أو عشان البلد فى أزمة أو غيره، ووصل الأمر لتصوير إضرابات عمال وموظفى مصر على أنها جزء من الثورة المضادة ومؤامرة من الحزب الوطنى.

فى السياق ده تصورت وإحنا بنروّج لفكرة إن عيد العمال عيد لكل من يعمل بأجر فى مصر مش العامل أبو أفرول اللى ماسك مفتاح إنجليزى، إننا هنواجه ردود أفعال غاضبة ورافضة، بدأت التجربة على تويتر، وطبعا تويتر مش مرتع للعمال والفلاحين، الأغلبية خريجين جامعات وبيعرفوا إنجليزى كويس ومدمنين نت وكثير منهم يملك موبايلات غالية بتدخل النت، برجوازية زى الكاتالوج ما بيقول يعنى.

وكانت المفاجأة، عشرات الردود فى الدقيقة من أطباء ومهندسين ومدرسين وباحثين وظابط شرطة فوق البيعة يعملون فى القطاع الخاص والعام، والكل بيشكى نفس شكاوى العمال.

مرتبات وضيعة وفى نفس المؤسسة مديرين واستشاريين ونسايبهم وحبايبهم بيقبضوا عشرات ومئات الآلاف، ساعات عمل مجنونة، مفيش عقود، اللى ماضى على استقالة من أول يوم شغل واللى ماضى على وصولات أمانة، مفيش أجازات، مفيش رحمة مع من يمرض ولا مع من تلد، مفيش أسهل من الرفد والتسريح، مفيش طبعاً تأمين صحى ولا حتى من مخاطر العمل، اللى من غير عقد مفيش تأمينات ولا معاشات ولو فيه أساسى المرتب نسبة ضئيلة من الدخل الحقيقى، وفساد فساد فساد فساد. إزاى المطالب فئوية إذا كانت مطالب أغلب فئات المجتمع؟

يوم واحد مايو فرصة عشان نؤكد إن المطالب الاجتماعية مطالب الجميع وإنها فى قلب أهداف الثورة، إحنا داخلين على انتخابات وعايزين حقوقنا فى العمل الكريم والأجر العادل والتعليم والتدريب وتطوير المهارات والرعاية الصحية، والرعاية الصحية يبقى على أولويات الأحزاب والمرشحين ويضمنهم الدستور الجديد وتركز عليهم الميزانية الجديدة.

تذكرت يوم تنحى مبارك فى ميدان التحرير وفى وسط الاحتفال شاب واقف يتنطط ويقول هيييه هتجوز. إحنا أصلا شيلنا مبارك ونظامه لأنهم كانوا العائق الأساسى لتحقيق المطالب الفئوية. يا أستاذ بلال الشعب يريد إنه يبطل ياخد مصروف من أهله. دى عيّنة مما وصلنى على تويتر، انتقِ منها ما ترى وانشره، يمكن يلاقى صدى عند قرائك ويحتفلوا معانا بعيد كل العاملين فى مصر.

ـ إم إتش: أنا بشتغل مهندس كمبيوتر وشبكات ومرتبى ٧٥٠ جنيه ومازدتش غير ١٠٠ جنيه من ٣ سنين ومتأمن علىَّ بـ١٢٠ جنيه ومفيش إضافى.

ـ ريم حسن: مهندسة قد الدنيا ومعايا ماجستير وماضية على استقاله من أول يوم عمل.

ـ شريف ٦٥: أخويا مهندس إنشائى استشارى عنده ٤٥ سنة، اتأمن عليه فى آخر مكتب بعد ٦ سنين شغل، وكتبوا ربع مرتبه بس فى التأمينات.

ـ ألين زيرو: لما رُحت قدمت فى مدرسة سنة ٢٠٠٣ عشان أدّى حصص رسم، لقيت تمن الحصة بسبعة جنيه.

ـ هيثم مغربى: راتب المدرس بالأجر ٩٠ جنيه ورفع ١٥٠ جنيه يعنى ظلم ولا أيام العبودية.

ـ أ. م. صبرى: اللى يغيظ إنهم طلّعوا قانون إن المدرس يروح فى أجازة الصيف يقعد فى المدرسة خلال ساعات العمل، يعنى عبيد بمية وخمسين جنيه فى الشهر.

ـ شهادة أخرى: أنا أعرف مدرس رياضيات ثانوى، ١٨ سنة تدريس ومراته مدرسة إنجليزى ولسه سايق الفسبا ومن غير الدروس الخصوصية يموت من الجوع.

ـ شامبونجو: دكاترة الجامعة دكتور زى الفل بيرجع من بره معاه البى إتش دى وبيقبض١٧٠٠ جنيه مطلوب منه يكون برنس قدام جيرانه والطلبة والمجتمع والناس.

ـ منى سوش: طيب وأنا محسوبتك باحث تحت الإنشاء، ماضية عقد يشترط التفرغ ومرتبى - اللى هو قليل - بيتأخر بالشهور. وبشتغل متوسط ٩ ساعات فى اليوم!

ـ شهادة أخرى: المعيد فى الجامعة مرتبه ٩٥٠ جنيه، المدرس المساعد١٣٠٠جنيه، المدرس ١٧٠٠جنيه، الأستاذ المساعد ٢١٠٠ جنيه والأستاذ ٢٥٠٠ جنيه.. والجامعات الخاصة بتتعاقد مع المعيدين والدكاترة البارت تايم، كل تيرم بتيرمه عشان مايبقاش فيه علاوات أو زيادة المرتب السنوية.

ـ أسامة عبدالله: أنا مهندس معمارى ومعندناش حاجة اسمها حقوق. إحنا زى أى أجير، بنعمل شغل بمقابل بنتفق عليه وخلاص.

ـ هيثم مغربى: وأنا مهندس مدنى وطفشت لأنى كنت بشتغل ١٥ ساعة فى اليوم سبعة أيام فى الأسبوع دون تهويل أو كذب.

ـ إيجيبشان إيراكى: أنا خالى مهندس ميكانيكا سيارات بيشتغل سبعة أيام من سبعة صباحا لحداشر مساء ربنا يديله الصحة.

ـ صدفة بعضشى: أنا داخلة فى سنة ونص من غير تأمين.

ـ ريرى فان هلسنج: أنا اتأمن علىّ بعد ٥ سنين شغل وبالخناق. والعمال بتشتغل ١٢ ساعة متواصل ومفيش تأمين، ومعاملة زى الزفت، وطرد فى أى لحظة، وورق مضروب. أنا من يوم ما اشتغلت ماخدتش أجازة سنوية واللى ياخد أجازة فى الصيف بالخصم ده غير صاحب الشركة لما يجبر العامل على تخليص مصالحه الشخصية ولو مش عاجبه يمشى.

ـ دينوكراسى: تلات سنين وأكتر دلوقتى ومفيش تعيين ولا تأمين وبيقولك جامعة خاصة.

ـ صعيدى راجل: أنا أخويا مدير مساعد فى فرع كنتاكى من ٩ الصبح لحد ١٠ بالليل، بقى ده عدل؟ أما بنته تعبت ماكانش موجود جمبها بيرجع بالليل يبوسها وينام. وفى شركات خاصة أول مابتمضى عقد شغل بتمضى استقالة، لو بقّك بس اتفتح تكون استقالتك مقبولة.

ـ كريم عمر: مكتب هندسى ضخم بيدّى المهندسين أجازة موحدة أسبوعين سنوياً فى نفس الميعاد ويقفل المكتب ومالهمش أجازات تانى.

ـ بيرموفت: شغال دون أى عقود، وماضى على وصل أمانة بـ٣٠ ألف جنيه، مع إنى مش بامسك أى فلوس للشركه فى إيدى، أهلا بك فى صناعة الميديكال ريب فى مصر.

ـ هيثم مغربى: جميع شركات المحمول بتعمل التعاقد كل ٦ شهور بحيث تمشّى أى حد دون تكاليف فى حالة تعرضها للخسارة.

ـ هام فاروق: فى شركة (ش.. ) البترولية بتمضى على شيكات على بياض ووصولات أمانة علشان لو حصلت مخالفة وحد اتكلم يتهدد بيها على طول.

محمد طنطاوى: وفى مجال الطيران بتدفع تمن أى تدريب أخدته على حساب الشركة مع إنك نفعتها بيه بشغلك وبتمضى على شيك بـ١٢٥ ألف جنيه.

ـ حوكة: تخيلوا شركة بترول وييجى مديرك راكب عربية الشركة بنص مليون جنيه ويقولك مفيش أرباح إحنا خسرانين، ده أنا كنت هتشل لما قال مفيش أرباح ولسه شاريين عربية ليه بنص مليون ومرتبه ٢٠٠ ألف جنيه شهريا.

ـ آرش تيفا: والدتى مراجع حسابات درجة ثانية برئاسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون مرتبها بعد الزيادة بتاعة شهر أبريل ٦٠٠ وكسور وبقالها ١٥ سنة شغالة!! أما أنا فشغال علاقات عامة ودعاية وإعلان ومهندس كمبيوتر فى شركة إنتاج موسيقى وباقبض ٥٠٠ جنيه و٦ ساعات زى ١٢ ساعة ولا بيفرقوا!!

ـ هام خلوف: إنت تعرف إن فيه مطاعم كتير فى بلدنا مابتدّيش الجرسونات مرتبات خالص ويعتمدوا على البقشيش فقط وبواقى الطعام!! آآه والله.. واللى مش عاجبه.

ـ عفيفى: أنا أبويا كان طبيب فى وزارة الصحة لأكتر من ٣٠ سنة وكان مدير مركز طبى ولما مات خدنا مكافأة نهاية الخدمة ٥ آلاف ومعاشه ٩٠٠ جنيه وبس.

ـ خالد غيطاس: هما بيدّونا فلوس! طب تصدق بإيه كنا بنشترى ورق لجهاز رسم القلب من جيبنا عشان نمشّى العيانين، بعدين يطلعوا سارقين ١٠ مليون فى تجديد المطعم.

ـ منار خولى: لأ وإذا قلت مفيش تبقى بتعطل العمل وإذا قلت للعيان اشترى تتحول للتحقيق.

ـ أسور: الأطباء هم أكتر ناس بتدرس وتتعب وتصرف وبهدلة وسهر ونبطشيات والمرتب أقل من ٢٠٠ وأقل من ألف بعد ١٥ سنة شغل.

ـ شيتيجى: وأنا صيدلى.. بافكر أطفش عشان بقالى سنتين مخدتش يومين على بعض أجازة.

شهادة: الراتب الشهرى للطبيب حديث التخرج ٢٥٩.٤٥ جنيه، يطلب منه حوالى ٢٠٠٠ جنيه رسوم تسجيل درجة الماجستير.

ـ د. سيهو: وكمان الستات اللى بيولدوا، بياخدوا تلات شهور بس وبعد كده يضربوا دماغهم فى الحيط.. ومش كل الشركات فيها حضانات لأبناء العاملين.

ـ د. جوجو: على فكرة أنا إخصائى ومتجوز وعندى عيال وبشتغل ٩٠ ساعة فى اليوم ولسه برضه باخد مصروف من بابى.

ـ منار خولى: مش بس طبيب الامتياز اللى بياخد مصروف من أبوه: لحد مدرس يعنى معاه دكتوراه وفى الجامعة بيعمل كده.

ـ م. شريف: يا جماعة فى مصر... إنت بتاخد مصروفك من باباك حتى يثبت العكس.

ـ محمد طنطاوى: المطالبة بحقوقك تجاه الحاكم أسهل منها لو طلبتها من صاحب رأس المال الأول هيحبسك، التانى هيخرب بيتك.

ـ محمد الشناوى: كلنا لازم ننزل يوم ١ مايو... وكفاية ظلم بقى.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : اصطباحة - بلال فضل  - صفحة 5 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 5 من اصل 6 الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى