قائد فريق البحث عن «القرش»: هجمات شرم الشيخ أغرب ما شاهدته فى حياتى

بعد يومين من وصوله إلى شرم الشيخ، وانطلاق أبحاثه وتحقيقاته حول الهجمات الخمس التى تعرضت لها شواطئ شرم الشيخ، من نوعين من أسماك القرش، حاورت «المصري اليوم» الدكتور جورج بورجس، مدير برنامج فلوريدا لأبحاث أسماك القرش، ومدير ملف القرش الدولى، الذي يرى أن الهجمات التى تعرضت لها شرم الشيخ «غير طبيعية جدا» وأنها واحدة من أغرب القضايا التى تعرض لها خلال سنوات حياته العملية التى استمرت لـ30 عاما، ويكشف «بورجس» فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم» أن محافظة جنوب سيناء، تنتظر منه تقديم تقرير يوم السبت، وأن هجمات القرش فى مصر، تشبه إلى حد كبير جدا هجمات تعرضت لها البرازيل سابقا، وتم الوصول لسببها الحقيقى بعد 10 سنوات من حدوثها.

■ دكتور بورجس، ما مهمتك بالتحديد فى شرم الشيخ؟

- وصلت إلى «شرم الشيخ» يوم الأحد الماضى، بعد أن تواصل معى أفراد تابعون للحكومة المصرية، للتحقيق فى هجمات القروش المتكررة على شواطئ شرم الشيخ، ومهمتنا هى بحث سلوك أسماك القرش فى البحر الأحمر، والوصول لتفسير لتكرار هذه الهجمات على الشواطئ المصرية.

■ كيف تسير تحقيقاتك حتى الآن؟ وهل تعاون معك المسؤولون المصريون بشكل مرضٍ؟

- حتى الآن نفذت لنا الحكومة المصرية كل ما طلبنا، وقدموا لنا كل المطلوب بسرعة، ويبدو أنهم حريصون على التوصل إلى حل مع هذا الموضوع فى أسرع وقت ممكن. الشىء الوحيد الذى أود لو كان موجوداً، هو صور ضحايا الهجمات، التى لم تكن أفضل ما يمكن فعله، لأن الإصابات لم تكن واضحة بشكل كامل من كل الزوايا، وبالطرق التى أرغب فيها، باختصار، الصور والسجلات الطبية لم تساعدنى بشكل كبير.

■ وما تقييمك المبدئى للخمس هجمات التى تعرضت لها شواطئ شرم من نوعين مختلفين من سمكات القرش «ماكو» و«المحيطى ذى طرف الزعنفة البيضاء»؟

- إنه حادثة غير طبيعية بالمرة، لقد شاركت فى دراسة أسماك القرش وهجماتها لمدة طويلة من حياتى، وخلال 30 سنة عاما من الخبرة، يجب أن أقول: هذا هو الوضع الأكثر غرابة الذى رأيته، فعدد الهجمات الكبير فى الفترة الزمنية القصيرة لم أره من قبل.

■ وما أفكارك الأولية أو شكوكك بخصوص سبب هذه الهجمات؟

- انظر، العلم ليس أبيض وأسود. إنها ليست مثل حالات أخرى فى الحياة، حيث يمكنك تتبع جذورها بسهولة لتصل إلى حل، لأن فى مثل هذه الحالات يوجد الكثير من العوامل المتعلقة بما يحدث مثل السلوك البشرى، والسلوك الحيوانى، والظروف البيئية، وهناك الكثير من الأشياء التى تتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى، ولكننا سنحتاج إلى الكثير من الوقت قبل أن نصل إلى أى استنتاجات.

■ كم من الوقت سيستغرق بحثكم حتى تخرجوا بنتائج مجددة؟

- يمكن أن يستغرق وقتا طويلا لمعرفة ما حدث فعلا. ومع ذلك، قدمت لنا الحكومة المصرية فترة قصيرة لتقديم تقرير مبدئى، لفهم ما يحدث للبدء فى اتخاذ تدابير لحماية السياح، وأكثر الحالات تشابها مع ما تعرضت له مصر من هجمات كانت هجمات حدثت فى البرازيل، واستغرق الأمر منا عشر سنوات لمعرفة السبب الحقيقى والنهائى وراء وقوع الهجمات.. حادثة البرازيل مماثلة لمصر فى العدد والتوقيت، وتتشابه أيضا في عدم وجود أبحاث سابقة.

■ هل تعتقد أن هذه الحالة غير الطبيعية دليل على وجود خلل فى الطبيعة أو تدخل بشرى، مما أدى لوقوع الهجمات؟

- عندما يكون لديك العديد من هذه الهجمات فى هذه الفترة القصيرة من الزمن، يجب أن يكون هناك شىء ما حدث حرض الأسماك على القيام بهذه الهجمات، وكما قلت هذه قضية غير عادية للغاية، وسلوك غير عادى من أسماك القرش.

■ ما العوامل التى تعتقد أنها قد حرضت أسماك القرش للقيام بهذه الهجمات؟

- من منظور الطبيعة فقط، ومما وصلنى من معلومات حتى الآن، تعرضت شرم الشيخ، لموجة غير طبيعية من الحر هذا الصيف، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على سلوك وحركة أسماك القرش بشكل عام، كما يؤثر بشكل فعّال على الحياة البحرية وملوحة المياه، كما وصلتنى معلومات عن قيام إحدى شركات الشحن بإلقاء مجموعة من الحيوانات النافقة فى البحر أمام شواطئ شرم الشيخ منذ شهور معدودة، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير جدا على سلوك أسماك القرش، ويغير العادات الغذائية الخاصة بهذه الأسماك.

■ ما كان العائق الرئيسى الخاص بك فى إجراء التحقيقات الخاصة بك حتى الآن؟

- هناك القليل جدا من المعلومات البيولوجية المتوفرة حاليا حول حركة القرش فى البحر الأحمر، وقد أجريت بحوثاً كافية حول هذا الموضوع، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً، لأنه من الصعب تحليل حيوانات مثل القروش وأنت لا تملك خريطة بنمط حركة هذه الحيوانات فى المنطقة التى تعيش فيها، ويمكن خلال الفترة المقبلة أن نضع أجهزة على ظهر أسماك قرش، لرسم خريطة بنمط تحركات الأسماك المختلفة فى البحر.

■ هل تعاملت مع خبراء مصريين من أعضاء اللجنة؟

- نعم لقد عملت بشكل وثيق مع العلماء المصريين القلائل، وكانوا سخيين فى المعرفة وحسن الضيافة. وآمل أن أواصل العمل معهم فى المستقبل.

■ هل ترغب بعد تسليم التقرير الخاص بك يوم السبت فى مواصلة إجراء البحوث الخاصة حتى تصل إلى شىء حاسم؟

- آمل جدا فى السماح لى بذلك