**فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
صفحة 1 من اصل 1
**فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
لعل فن السعادة هو اهم فنون الحياة على الاطلاق , فهو بمثابة الهدف الذى نبغيه من جميع فنونها الاخرى ..فنحن حين نسعى مثلا الى اتقان فن العمل , وفن الحب , وفن الصداقة ...الخ ..انما نبغى من وراء ذلك كله ان نكون سعداء ..فالسعادة هى غاية كل منا و قبلته الاولى
لكن السعادة بدورها ((فن )) يحتاج الى دراسة و فهم لانها فى الواقع ليست هدفا محددا , واذا بلغناه قنعنا ورضينا ... وانما هى حالة نفسية قد تتوفر و نحن ابعد ما نكون عن امالنا , وقد تتبخر حين نبلغ هذه الامال و نمسك
بها بين ايدينا !!
او - كما قال ( جوتة ) بحق : السعادة كرة نجرى وراءها ما دامت تجرى , وندفعها بعيدا عن اقدامنا حين تقف !
فلنحاول ان نتعلم من المفكر العالمى (( اندريه موروا )) كيف نلحق بهذه الكرة حين تجرى , وكيف نستأثر بها حين تقف
وسأحاول باذن الله وضع تلخيص الكتاب بصورة دورية حتى نهايته
اجزاء الكتاب :
السعادة ...سراب !
شقوة الاوهام اقسى من شقوة الحقائق
من الناس من لا يقتع الا بالهموم
السعادة اشعاع ينبعث من اعماقنا
الفقر والمرض اول اسباب الشقاء
شقاء الاوهام
دع الماضى والمستقبل وتدبر الحاضر !
بالعزم ينال المرء ما يريد
المع يقود الى التعاسة
اعرف نفسك ان شئت ان ترضى عنها
استباق الحوادث اسوأ من الواقع
لماذا نزيد الحياة شجونا ومتاعب ؟
ضجر الاغنياء مبعث تعاستهم
التعب الجسمانى خير دواء للكأبة
القراءة لا تجدى !
لا سعادة بغير عمل يشغلك
استمتع بالحاضر... ودع المستقبل لله !
السعادة والحب
الحب يولد القناعة
السذج اسعد الناس
لا سعادة يغير تفاؤل
اربع وصفات للسعادة ....!
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
السعادة سراب
وصف (( فونتينل )) السعادة بانها الحال التى نود لو نبقى فيها دون ما تتغير او تتبدل ...وليس من شك فى اننا نكون سعداء حقا اذا اتيح لنا ان نبلغ حالا يرتاح اليها بالنا وبدننا , فلا يتمالك المرء منا عندها ان يقول : لكم اود ان يبقى كل شئ على حاله هكذا ..الى الابد !!
ولكن كيف تبقى حال من الاحوال دون تغير , فى حين ان العناصر التى تتألف منها هذه السعادة الكاملة لا يمكن ان تستقر ؟...فلو ان السعادة تمثلت فى وجود شخص فلن يلبث الموت ان يتدخل ليخطف هذا الشخص , ولو انها واتتنا فى قطعة موسيقية فان اللحن لابد صائر للنهاية ...اوفى كتاب فلن نلبث ان نفرغ من صفحاته ..وهكذا قد نتمنى بقاء حال ما دون تغير , ولكننا ندرك ان بقاءها مستحيل
وانه لو قدر لنا ان نوقف مسرى الزمن عند لحظة فان السعادة التى تحملها لنا اية لحظة فى اطوائها لا تلبث ان تتضاءل على اى الاحوال حين تذهب جدتها وطرافتها ...!
شقوة الاوهام اقسى من شقوة الحقائق
ويمكن ان يكون من سوء حظ الانسان ان يولد فى ظروف عصيبة , ولكن قسوة الزمن لايجب ان تحرمنا السعادة فهى فى الواقع لا تتوقف على الظروف الخارجية وانما هى من نتاج قوة الارادة
واكاد اسمعك معترضا وانت تقول : من نتاج قوة الارادة ؟ او ليست السعادة والمرض والاضطهاد والحرب بخلق ان تجعل السعادة مستحيلة ؟
هذا جائز ولكن يجب ان لاننسى امرين :
اما الامر الاول , فهو ان الناس تعانى من الشرور الموهومة اكثر مما تعانى من الشرور الحقيقية ...وقد اخبرنى طبيب مشهور ذات مرة ان ثمانية من كل عشرة من المرضى الذين يقصدونه خالين من كل
اثار الامراض البدنية ولكنهم يعتقدون انهم مرضى ...لان المرض الموهوم يسبب من الاوجاع ما يسببه المرض الحقيقى بل اكثر فى بعض الاحيان ..!!
وروى لى جندى انجليزى شاب , انه حين اشتدت الغارات الجوية على الجيش البريطانى اثناء انسحابه من ((دنكرك )) فى سنة 1940 , اوى الجندى الى حفرة من الرمال احس فيها انه امن الى حد ما
لولا ان وسوس له فكرة ان يدير مذياعا صغيرا كان يحمله , فسمع مذيع محطة الاذاعة البريطانية يصف المأزق الذى كان الجنود البريطانيون يعانوه فى نفس البقعةالتى كان فيها الشاب على ساحل دنكرك
واستطرد الشاب قائلا : كان وصفه رهيبا يشيع اليأس والقنوط حتى انى هلعت وكدت انطلق هاربا ..ولم اتمالك روعى الاحين اسكت المذياع , وأملت الموقف الحقيقى على ضوء الواقع الذى ألمسه
هذه القصة مثال رائع لما يصيب معظم الناس ....انهم يعانون من المخاوف الوهمية اكثر مما يعانون من الامور الحقيقية التى تبرر الخوف
وقد يقضون اللليالى الطويلة مسهدين , قلقين , من جراء امور قد يحتمل ان تقع ولكنها لم تقع , وقد لا تقع قط !!
وصف (( فونتينل )) السعادة بانها الحال التى نود لو نبقى فيها دون ما تتغير او تتبدل ...وليس من شك فى اننا نكون سعداء حقا اذا اتيح لنا ان نبلغ حالا يرتاح اليها بالنا وبدننا , فلا يتمالك المرء منا عندها ان يقول : لكم اود ان يبقى كل شئ على حاله هكذا ..الى الابد !!
ولكن كيف تبقى حال من الاحوال دون تغير , فى حين ان العناصر التى تتألف منها هذه السعادة الكاملة لا يمكن ان تستقر ؟...فلو ان السعادة تمثلت فى وجود شخص فلن يلبث الموت ان يتدخل ليخطف هذا الشخص , ولو انها واتتنا فى قطعة موسيقية فان اللحن لابد صائر للنهاية ...اوفى كتاب فلن نلبث ان نفرغ من صفحاته ..وهكذا قد نتمنى بقاء حال ما دون تغير , ولكننا ندرك ان بقاءها مستحيل
وانه لو قدر لنا ان نوقف مسرى الزمن عند لحظة فان السعادة التى تحملها لنا اية لحظة فى اطوائها لا تلبث ان تتضاءل على اى الاحوال حين تذهب جدتها وطرافتها ...!
شقوة الاوهام اقسى من شقوة الحقائق
ويمكن ان يكون من سوء حظ الانسان ان يولد فى ظروف عصيبة , ولكن قسوة الزمن لايجب ان تحرمنا السعادة فهى فى الواقع لا تتوقف على الظروف الخارجية وانما هى من نتاج قوة الارادة
واكاد اسمعك معترضا وانت تقول : من نتاج قوة الارادة ؟ او ليست السعادة والمرض والاضطهاد والحرب بخلق ان تجعل السعادة مستحيلة ؟
هذا جائز ولكن يجب ان لاننسى امرين :
اما الامر الاول , فهو ان الناس تعانى من الشرور الموهومة اكثر مما تعانى من الشرور الحقيقية ...وقد اخبرنى طبيب مشهور ذات مرة ان ثمانية من كل عشرة من المرضى الذين يقصدونه خالين من كل
اثار الامراض البدنية ولكنهم يعتقدون انهم مرضى ...لان المرض الموهوم يسبب من الاوجاع ما يسببه المرض الحقيقى بل اكثر فى بعض الاحيان ..!!
وروى لى جندى انجليزى شاب , انه حين اشتدت الغارات الجوية على الجيش البريطانى اثناء انسحابه من ((دنكرك )) فى سنة 1940 , اوى الجندى الى حفرة من الرمال احس فيها انه امن الى حد ما
لولا ان وسوس له فكرة ان يدير مذياعا صغيرا كان يحمله , فسمع مذيع محطة الاذاعة البريطانية يصف المأزق الذى كان الجنود البريطانيون يعانوه فى نفس البقعةالتى كان فيها الشاب على ساحل دنكرك
واستطرد الشاب قائلا : كان وصفه رهيبا يشيع اليأس والقنوط حتى انى هلعت وكدت انطلق هاربا ..ولم اتمالك روعى الاحين اسكت المذياع , وأملت الموقف الحقيقى على ضوء الواقع الذى ألمسه
هذه القصة مثال رائع لما يصيب معظم الناس ....انهم يعانون من المخاوف الوهمية اكثر مما يعانون من الامور الحقيقية التى تبرر الخوف
وقد يقضون اللليالى الطويلة مسهدين , قلقين , من جراء امور قد يحتمل ان تقع ولكنها لم تقع , وقد لا تقع قط !!
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
من الناس من لا يقنع الا بالهموم
اما الامر الثانى فهو ان سوء الحظ - مهما كان حقيقيا - يمكن تحويله بفضل قوة الخلق والشخصية الى فرص للسعادة
فالمريض اذا كان قوى العزيمة يستطيع ان يفيد كثيرا من اوجاعه , اذ
تتيح له الامه فرصة اكتساب الصبر والجلد كما ان اعتكافه يفسح له الوقت للقراءة والتفكير
بل ان اقتراب الموت لا يحرم الرجل الشجاع حقا من السعادة الداخلية ...وكان سقراط فى سجنه يبدى كثيرا من الانفة والابتهاج - رغم علمه بأنه مسوق للموت - حتى لقد شجع كل اصدقائه الذين جاءوا ليشجعوه
فالظروف الخارجية اذن تستطيع ان تجعل السعادة متعذرة ولكنها لا تجعلها مستحيلة كما انها من ناحية اخرى لا تجعلها مؤكدة , فأن الذى يصر على اثقال نفسه بالهموم يجد دائما من الهموم معين لا ينضب !!
والرجل الطموح لا يقنع ابدا بما أصاب ...فلو ان هتلر عرف كيف يقف عند حده فى الوقت المناسب بسعد ووفق للأحتفاظ بانتصاراته ....ولكنه لم يفعل !!
وهناك محظوظون اوتى المرء منهم ثراء وصحة وزوجة صالحة واطفال لطاف ...فهل تراهم يركنون الى الراحة ويستمتعون بحظهم ؟
الواقع ان معظمهم يظل مشغول البال مثلا بأن هذه الناحية من نواحى استغلال المال غير مأمونة او بان الاطفال قد يمرضون او بان الوطن قد يتعرض الى الغزو ....الخ
ذلك ان ثمة صنفا من الناس لا يقوى شئ على اسعادهم ...
ومن هنا نستطيع ان نقول ان الظروف الخارجية لا يمكن ان تضمن السعادة انما هى فى واقع الامر (( حالة نفسية ))
السعادة اشعاع ينبعث من الاعماق
ومن ثم لزاما ان نميز فى العناصر العديدة التى يتم تبادلها دون ان يقلل ذلك من هنائنا , وتلك التى لاغنى عنها لتوفر الهناء
والذين قرأوا قصة تولستوى (( انا كارنينا )) يذكرون كيف انطلق بطلها ( ليفن ) يهيم فى الطرقات عقب فوزه بيد فتاته وهو لا يكف عن الاعجاب بكل شئ ...اذ بدت له السماء اكثر زرقة , والطيور اشجى تغريدا مما ألفها ...حتى نظرة حارس الباب بدت له افعم عطفا مما اعتادها .....على ان سعادة ليفن ما كانت لتقل لو كان فى مدينة اخرى فان اى مدينة خليقة با تبدو له افتن مما اعتاد ان يراها ...وذلك لانه يرى كل شئ تحت ضوء يشع من اعماقه ...وهذا الضوء الكامن هو ...روح سعادته !!!
وليست الاحداث والاشياء التى يستطيبها المرء هى مبعث السعادة ...بل تنشأ السعادة عن حالة ذهنية تخلع على الاحداث صفة خاصة ...ومن ثم فعلينا ان نتمنى بقاء تلك الحالة , لا تكرر الاحداث السارة بالذات !
اما الامر الثانى فهو ان سوء الحظ - مهما كان حقيقيا - يمكن تحويله بفضل قوة الخلق والشخصية الى فرص للسعادة
فالمريض اذا كان قوى العزيمة يستطيع ان يفيد كثيرا من اوجاعه , اذ
تتيح له الامه فرصة اكتساب الصبر والجلد كما ان اعتكافه يفسح له الوقت للقراءة والتفكير
بل ان اقتراب الموت لا يحرم الرجل الشجاع حقا من السعادة الداخلية ...وكان سقراط فى سجنه يبدى كثيرا من الانفة والابتهاج - رغم علمه بأنه مسوق للموت - حتى لقد شجع كل اصدقائه الذين جاءوا ليشجعوه
فالظروف الخارجية اذن تستطيع ان تجعل السعادة متعذرة ولكنها لا تجعلها مستحيلة كما انها من ناحية اخرى لا تجعلها مؤكدة , فأن الذى يصر على اثقال نفسه بالهموم يجد دائما من الهموم معين لا ينضب !!
والرجل الطموح لا يقنع ابدا بما أصاب ...فلو ان هتلر عرف كيف يقف عند حده فى الوقت المناسب بسعد ووفق للأحتفاظ بانتصاراته ....ولكنه لم يفعل !!
وهناك محظوظون اوتى المرء منهم ثراء وصحة وزوجة صالحة واطفال لطاف ...فهل تراهم يركنون الى الراحة ويستمتعون بحظهم ؟
الواقع ان معظمهم يظل مشغول البال مثلا بأن هذه الناحية من نواحى استغلال المال غير مأمونة او بان الاطفال قد يمرضون او بان الوطن قد يتعرض الى الغزو ....الخ
ذلك ان ثمة صنفا من الناس لا يقوى شئ على اسعادهم ...
ومن هنا نستطيع ان نقول ان الظروف الخارجية لا يمكن ان تضمن السعادة انما هى فى واقع الامر (( حالة نفسية ))
السعادة اشعاع ينبعث من الاعماق
ومن ثم لزاما ان نميز فى العناصر العديدة التى يتم تبادلها دون ان يقلل ذلك من هنائنا , وتلك التى لاغنى عنها لتوفر الهناء
والذين قرأوا قصة تولستوى (( انا كارنينا )) يذكرون كيف انطلق بطلها ( ليفن ) يهيم فى الطرقات عقب فوزه بيد فتاته وهو لا يكف عن الاعجاب بكل شئ ...اذ بدت له السماء اكثر زرقة , والطيور اشجى تغريدا مما ألفها ...حتى نظرة حارس الباب بدت له افعم عطفا مما اعتادها .....على ان سعادة ليفن ما كانت لتقل لو كان فى مدينة اخرى فان اى مدينة خليقة با تبدو له افتن مما اعتاد ان يراها ...وذلك لانه يرى كل شئ تحت ضوء يشع من اعماقه ...وهذا الضوء الكامن هو ...روح سعادته !!!
وليست الاحداث والاشياء التى يستطيبها المرء هى مبعث السعادة ...بل تنشأ السعادة عن حالة ذهنية تخلع على الاحداث صفة خاصة ...ومن ثم فعلينا ان نتمنى بقاء تلك الحالة , لا تكرر الاحداث السارة بالذات !
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
الفقر والمرض اول اسباب الشقاء
وقد يكون من الاسهل كى نهتدى الى طريق السعادة ان نحصى العقبات التى تعترض سبيلها ...فلنفض السدادة عن القمقم السحرى الذى يحبس تعاسات البشرية , و لندعها تنطلق لنتأمل اكثرها شيوعا :
ان الفقر والمرض هما أول سحابتين معتمتين تنطلقان من القمقم فتنعقدان فى الجو ...وهما ابغض اسباب التعاسة جميعا , فاذا ما تكرر حلولهما فى اوقات متقاربة , قلت اسباب العلاج التى تؤثر فيهما ....ومن السهل ان تزعم - كما زعم الفلاسفة الرواقيون - ان المعاناة ليست سوى كلمة وان (( معاناة الام الماضى قد انقضت ولم يعد لها وجود ...ومعاناة متاعب الحاضر غير ملموسة ولا منظورة ...ومعاناة المستقبل لم نكابدها بعد ))....من السهل ان تزعم هذا ولكن لن يجدى فتيلا , فليس الامر كما يصوره الرواقيون , فى الواقع لان الانسان لا يستطيع ان يفرق ويفصل بين مراحل وجوده ....بل ان تذكر الام الماضى يجعل من عناء الحاضر عبثا مطرد الثقل ....ولكن الانسان القوى يستطيع بلا ريب ان يكافح العناء ويحتفظ بجلده , ولقد تحمل ( مونتين ) فى شجاعة مرضا مقذع الالام , ولكن ....ماذا يفعل العاقل الحكيم بل القديس اذا كانت حياته لم تكن سوى انات متوجعة متتالية ؟
لقد استطاع ( ديوجين ) ان يستخف بالفقر , لانه عاش فى جو دافئ , ولانه كان يملك قوته ودلو مائه .....ثم لانه كان وحيدا فى الحياة ....ولكن ما الذى كان يفعله لو انه كان معتطلا يعول اربعة اطفال فى مدينة باردة الجو , لا سبيل الى طعام فيها او وقود الا بالنقود ؟.....انها لتكون تعاسة حقة , ومن المهين للمقرورين الجوعى ان تحاول التسرية عنهم بأقوال الفلاسفة
شقاوة الاوهام
ولا ينبغى ان نخلط بين هذه الحالات القصوى من المرض وا الفقر , وبين المأأزق الوقتية التى تعتبر رغم عنائها اقل احتمالا واقل خلقا للعوائق فى سبيل السعادة ...وقد كان الرواقيون على حق عندما فرقوا بين مطالبنا (( الطبيعية الضرورية )) كالغذاء والشراب ...ومطالبنا (( الطبيعية الغير ضرورية )) التى سنتحدث عنها فيما يلى ...فهناك فقير حقيقى ومرض حقيقى صحابهم يستحق الرثاء فعلا , غير ان المرضى بالوهم لايقلون عن المرضى فعلا ...اذ ان لاذهاننا سلطانا على اجسادنا لا تكاد تصدقه العقول , ومن ثم كانت معظم الامنا وهمية !
وكما ان هناك امراضا وهمية فى الدنيا هناك ايضا فقر وهمى ...والمقياس الذى تقيس به هذه الامور هو انك طالما هناك سقفا يظلك وطعاما تأكله ولباسا ترتديه , فأنت تهين الفقير حقا اذا رحت تلعن تعاستك من جراء ازمة عابرة اثرت على سواك كما اثرت عليك وانتقصت من دخلك !
ومن امثلة الشقاء الموهوم ما رواه صديق يوما لى عن امرأة قتلت نفسها اذ اضطرت الى الانتقال الى غرفة ضاقت بقطعة من اثاثها كانت تعتز بها !!!
وقد يكون من الاسهل كى نهتدى الى طريق السعادة ان نحصى العقبات التى تعترض سبيلها ...فلنفض السدادة عن القمقم السحرى الذى يحبس تعاسات البشرية , و لندعها تنطلق لنتأمل اكثرها شيوعا :
ان الفقر والمرض هما أول سحابتين معتمتين تنطلقان من القمقم فتنعقدان فى الجو ...وهما ابغض اسباب التعاسة جميعا , فاذا ما تكرر حلولهما فى اوقات متقاربة , قلت اسباب العلاج التى تؤثر فيهما ....ومن السهل ان تزعم - كما زعم الفلاسفة الرواقيون - ان المعاناة ليست سوى كلمة وان (( معاناة الام الماضى قد انقضت ولم يعد لها وجود ...ومعاناة متاعب الحاضر غير ملموسة ولا منظورة ...ومعاناة المستقبل لم نكابدها بعد ))....من السهل ان تزعم هذا ولكن لن يجدى فتيلا , فليس الامر كما يصوره الرواقيون , فى الواقع لان الانسان لا يستطيع ان يفرق ويفصل بين مراحل وجوده ....بل ان تذكر الام الماضى يجعل من عناء الحاضر عبثا مطرد الثقل ....ولكن الانسان القوى يستطيع بلا ريب ان يكافح العناء ويحتفظ بجلده , ولقد تحمل ( مونتين ) فى شجاعة مرضا مقذع الالام , ولكن ....ماذا يفعل العاقل الحكيم بل القديس اذا كانت حياته لم تكن سوى انات متوجعة متتالية ؟
لقد استطاع ( ديوجين ) ان يستخف بالفقر , لانه عاش فى جو دافئ , ولانه كان يملك قوته ودلو مائه .....ثم لانه كان وحيدا فى الحياة ....ولكن ما الذى كان يفعله لو انه كان معتطلا يعول اربعة اطفال فى مدينة باردة الجو , لا سبيل الى طعام فيها او وقود الا بالنقود ؟.....انها لتكون تعاسة حقة , ومن المهين للمقرورين الجوعى ان تحاول التسرية عنهم بأقوال الفلاسفة
شقاوة الاوهام
ولا ينبغى ان نخلط بين هذه الحالات القصوى من المرض وا الفقر , وبين المأأزق الوقتية التى تعتبر رغم عنائها اقل احتمالا واقل خلقا للعوائق فى سبيل السعادة ...وقد كان الرواقيون على حق عندما فرقوا بين مطالبنا (( الطبيعية الضرورية )) كالغذاء والشراب ...ومطالبنا (( الطبيعية الغير ضرورية )) التى سنتحدث عنها فيما يلى ...فهناك فقير حقيقى ومرض حقيقى صحابهم يستحق الرثاء فعلا , غير ان المرضى بالوهم لايقلون عن المرضى فعلا ...اذ ان لاذهاننا سلطانا على اجسادنا لا تكاد تصدقه العقول , ومن ثم كانت معظم الامنا وهمية !
وكما ان هناك امراضا وهمية فى الدنيا هناك ايضا فقر وهمى ...والمقياس الذى تقيس به هذه الامور هو انك طالما هناك سقفا يظلك وطعاما تأكله ولباسا ترتديه , فأنت تهين الفقير حقا اذا رحت تلعن تعاستك من جراء ازمة عابرة اثرت على سواك كما اثرت عليك وانتقصت من دخلك !
ومن امثلة الشقاء الموهوم ما رواه صديق يوما لى عن امرأة قتلت نفسها اذ اضطرت الى الانتقال الى غرفة ضاقت بقطعة من اثاثها كانت تعتز بها !!!
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
دع الماضى والمستقبل وتدبر الحاضر :
ويغقب الفقر والمرض من اسباب التعاسة او الفشل اى الاخفاق فى تحقيق مطمع او الخيبة فى الحب .....الخ - فنحن نرسم الخطط للمستقبل فاذا بها تحبط ا حيانا واذا امالنا تنهار ...ونحن نبغى ان نكون محبوبين فلا نظفر ببغيتنا , وتروح الغيرة تسمم ايامنا وليالينا , واحيانا نسعى الى عمل ونخفق فى الحصول عليه ....الخ
واغلب هذه التعاسات غير حقيقية , نخلقها فى تصورنا فقط ...وينبغى ان نسأل انفسنا : مالذى يشقى الانسان حين تكون اماله غير ميسورة التحقق ؟ اهو يشقى لانه يستشعر ألما جسديا ...ابدا ...وانما يشقى لانه يتذكر لتراخى والاهمال الذى ادى الى فشله فى الماضى , ويروح يفكر اذا كانت دسائس خصومه ستعرقل نجاحه فى المستقبل ؟!..بينما لو انه بذل جهدا فى ادراك الحاضر ادراكا دقيقا , بدلا من التفكير فيما كان ينتظر ان يصير اليه الماضى , او ما يحتمل ان يكون عليه المستقبل , لنجمت عن ذلك حال تبعث على الرضا التام ...وكم اود ان ارى الناس الذين يرزحون تحت مواهب موهومة , ويعلمون على تبين موضوع رغباتهم بجلاء ودون تحريف ..فمثلا انت قد تبغى ان تغدو حاكما او وزيرا , ولكنك تخفق ...فما الذى يترتب على ذلك ؟ ...يترتب ان لن تراهم ..ولن تحمل هم مئات المسائل التى يتسع وقتك لتنظرها بعناية ...ولن تتعرض الى خصوم يفتشون فى حياتك الخاصة عن نواح يستمدون منها مادة لاتهامك بما لاترتكب ! بل انك بالفشل تخلد الى حياة هادئة مطمئنة , وتتمكن من الاستمتاع بوقت فراغك , فتعيد قراءة ما تحب من كتب , ويتاح لك ان تجاذب اصدقائك الحديث ان كنت ممن يستمرئون الزمالة ...فهل تسمى هذه تعاسة ؟
ويغقب الفقر والمرض من اسباب التعاسة او الفشل اى الاخفاق فى تحقيق مطمع او الخيبة فى الحب .....الخ - فنحن نرسم الخطط للمستقبل فاذا بها تحبط ا حيانا واذا امالنا تنهار ...ونحن نبغى ان نكون محبوبين فلا نظفر ببغيتنا , وتروح الغيرة تسمم ايامنا وليالينا , واحيانا نسعى الى عمل ونخفق فى الحصول عليه ....الخ
واغلب هذه التعاسات غير حقيقية , نخلقها فى تصورنا فقط ...وينبغى ان نسأل انفسنا : مالذى يشقى الانسان حين تكون اماله غير ميسورة التحقق ؟ اهو يشقى لانه يستشعر ألما جسديا ...ابدا ...وانما يشقى لانه يتذكر لتراخى والاهمال الذى ادى الى فشله فى الماضى , ويروح يفكر اذا كانت دسائس خصومه ستعرقل نجاحه فى المستقبل ؟!..بينما لو انه بذل جهدا فى ادراك الحاضر ادراكا دقيقا , بدلا من التفكير فيما كان ينتظر ان يصير اليه الماضى , او ما يحتمل ان يكون عليه المستقبل , لنجمت عن ذلك حال تبعث على الرضا التام ...وكم اود ان ارى الناس الذين يرزحون تحت مواهب موهومة , ويعلمون على تبين موضوع رغباتهم بجلاء ودون تحريف ..فمثلا انت قد تبغى ان تغدو حاكما او وزيرا , ولكنك تخفق ...فما الذى يترتب على ذلك ؟ ...يترتب ان لن تراهم ..ولن تحمل هم مئات المسائل التى يتسع وقتك لتنظرها بعناية ...ولن تتعرض الى خصوم يفتشون فى حياتك الخاصة عن نواح يستمدون منها مادة لاتهامك بما لاترتكب ! بل انك بالفشل تخلد الى حياة هادئة مطمئنة , وتتمكن من الاستمتاع بوقت فراغك , فتعيد قراءة ما تحب من كتب , ويتاح لك ان تجاذب اصدقائك الحديث ان كنت ممن يستمرئون الزمالة ...فهل تسمى هذه تعاسة ؟
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
بالعزم ينال المرء ما يريد
وهكذا لو ندبر الناس احداث حياتهم بعقول اكثر تفتحا , لتبينوا فى كثير من الاحوال انهم لم يكونوا صادقى الرغبات فيما فشلوا فى نيله ...فما ابعد الفارق بين الرغبات التى نبديها وتلك التى تكون صادقة ملتهبة تتقد فى كل كياننا و تكشف نفسها بالأعمال لا بالأقوال ....وما لم
يكن المطلب مستحيلا او ممجوجا تماما كان نيله ميسورا فى اكثر الاحيان اذا ما استخدمنا العزم : فراغب المجد كفيل بأن يناله , وراغبة الاصحاب خليقة بان تنالهم , والساعية الى غزو القلوب لابد غازيتها ..بالعزم !و لقد تمنى نابليون فى شبابه السلطان وكانت العقبات التى تبدو انها تعترض طريقه اليه صعبة المنال و لكنه اجتازها وتغلب عليها !
ومن المسلم به ان هناك حالات كثيرة تبدو ان النجاح فيها مستحيلا بحكم الظروف , فليس من السهل ان تنال ما تشتهى او تزحزح الكون من مكانه ..ولكن كثيرا ما تكن الصعوبة فى خلق الانسان نفسه , اذ يظن انه راغب فى تحقيق نتيجة محدودة ولكن قوة كامنة فى اعماقه تدفعه لاتجاه معاكس !
الطمع يقود للتعاسة
وهذا حق ...فمن الناس مثلا من يقرر الزواج من امرأة معينة لما يرجوه من وراء ذلك من نفع اجتماعى او عملى او مالى وان كان يدرك انها زوجة ((من الدرجة الثانية))..وما ان ينقضى شهر او اثنين حتى يبدأفى الشكوى من حظه ونصيبه ...فى حين انه اختار نصيبه بنفسه
ولايحتاج المرء الى خبرة كبيرة كى يتبين ان السعى الجشع وراء المال او النجاح يؤدى بالناس فى الغالب الى الشقاء
وقد يضطرنا الطمع او الطموح الى الاصطدام بغيرنا من البشر ...ولكن الاسواء من هذا ان نكون فى صراع مع انفسنا ...لاننا لن نبلغ السعادة الا اذا استعرضنا اعمال يومنا , وقسناها بأعمالنا طوال حياتنا , ثم قال الواحد منا لنفسه لعلنى تصرفت فى غير حكمة , وقد
اكون اخطأت ...ولكنى بذلت ما فى وسعى ولم انحرف عن مبادئى و انى لاستطيع ثانيا ان اردد ما جهرت به او اصرح بلا استحياء - اذا كانت ارائى تغيرت - بأن لأخطائى اسباب قوية , فقد بنيت على الاصغاء لمعلومات غير صحيحة , او على خطأفى تفكيرى ))
وهذا لايتأتى الا اذا كان المرء على وئام مع نفسه , بحيث يشعر بالتحرر من القلق والانزعاج ..ومن ثم عليه ان يحدد لنفسه هدفا , وان يعرف ما يبغى معرفة دقيقة .فاذا اراد الحب وجب ان يحدد نوعه : أهو حب الله , ام حب امرأة
ام حب اطفال , ام حب الوطن , ام حب العمل ؟...الخ
وفى الحب نوع من الخلاص , لانه يضطرنا الى ان نفكر فى سوانا لا فى انفسنا ...فهو يخلق فى حياتنا (( وحدة الغاية )) التى تجعلنا نوقف هذه الحياة - حين نحب - على اسعاد من احببنا
وهكذا نرى مصدقا القول ان السعادة وليدة الارادة ...فهو قرار نصدره بمحض رغبتنا لنضع نهاية للندم غير المجدى و للامانى الضائعة , فنعيش لشئ اكبر من مجرد انفسنا !
اعرف نفسك ان شئت ان ترضى عنها
على ان اتفاق المرء مع نفسه على هذا النسق نادر فى الحقيقة ...ففى جوف كل مننا كائنان : احدهما عضو فى المجتمع , والاخر مخلوق ادمى مشبوب بالمشاعر !..او بعبارة اخرى : احدهما عاقل و الاخر حيوان ! ومما لايسر حقا اننا كثيرا ما انكون فرائس للتساهل مع النفس ومسايرتها
والواقع انه من الصعب على المرء ان يصل الى توافق منسجم مع نفسه , لان كثيرا من العواطف التى تخالجنا تختلف كثيرا عن التى نود ان تخالجنا ...وكما نزعم لانفسنا احيانا اننا نتكلم بتعقل , بينما نكون جادين فى اثارة حقد قديم عن طريق عتاب لحوح
أو قد نعادى جماعة بأسرها من الناس لان احد اعضائها اصابنا بضرر جسيم ...ونحن غالبا ن؟أبى ان نقر بنواحى الضعف هذه - وان راح ضميرنا ينبئنا عن وجودها - ومن ثم لا نلبث ان نفقد الرضى عن انفسنا , و ان نقسو ونعنف ونوغل فى الباطل ...وقد
نهين اصدقاءنا لاننا ندرك اننا لسنا كما كان ينبغى ان نكون ...وهنا تتجلى قيمة حكمة سقراط اذ قال اعرف نفسك )) !...فعلى الرجل الذكى اذا شاء ان يكون رصينا هادئا , ان يتبين اولا كل العواطف و الذكريات التى تشوه تفكيره , فيستأصلها او يبعدها عن افق حياته
وهكذا لو ندبر الناس احداث حياتهم بعقول اكثر تفتحا , لتبينوا فى كثير من الاحوال انهم لم يكونوا صادقى الرغبات فيما فشلوا فى نيله ...فما ابعد الفارق بين الرغبات التى نبديها وتلك التى تكون صادقة ملتهبة تتقد فى كل كياننا و تكشف نفسها بالأعمال لا بالأقوال ....وما لم
يكن المطلب مستحيلا او ممجوجا تماما كان نيله ميسورا فى اكثر الاحيان اذا ما استخدمنا العزم : فراغب المجد كفيل بأن يناله , وراغبة الاصحاب خليقة بان تنالهم , والساعية الى غزو القلوب لابد غازيتها ..بالعزم !و لقد تمنى نابليون فى شبابه السلطان وكانت العقبات التى تبدو انها تعترض طريقه اليه صعبة المنال و لكنه اجتازها وتغلب عليها !
ومن المسلم به ان هناك حالات كثيرة تبدو ان النجاح فيها مستحيلا بحكم الظروف , فليس من السهل ان تنال ما تشتهى او تزحزح الكون من مكانه ..ولكن كثيرا ما تكن الصعوبة فى خلق الانسان نفسه , اذ يظن انه راغب فى تحقيق نتيجة محدودة ولكن قوة كامنة فى اعماقه تدفعه لاتجاه معاكس !
الطمع يقود للتعاسة
وهذا حق ...فمن الناس مثلا من يقرر الزواج من امرأة معينة لما يرجوه من وراء ذلك من نفع اجتماعى او عملى او مالى وان كان يدرك انها زوجة ((من الدرجة الثانية))..وما ان ينقضى شهر او اثنين حتى يبدأفى الشكوى من حظه ونصيبه ...فى حين انه اختار نصيبه بنفسه
ولايحتاج المرء الى خبرة كبيرة كى يتبين ان السعى الجشع وراء المال او النجاح يؤدى بالناس فى الغالب الى الشقاء
وقد يضطرنا الطمع او الطموح الى الاصطدام بغيرنا من البشر ...ولكن الاسواء من هذا ان نكون فى صراع مع انفسنا ...لاننا لن نبلغ السعادة الا اذا استعرضنا اعمال يومنا , وقسناها بأعمالنا طوال حياتنا , ثم قال الواحد منا لنفسه لعلنى تصرفت فى غير حكمة , وقد
اكون اخطأت ...ولكنى بذلت ما فى وسعى ولم انحرف عن مبادئى و انى لاستطيع ثانيا ان اردد ما جهرت به او اصرح بلا استحياء - اذا كانت ارائى تغيرت - بأن لأخطائى اسباب قوية , فقد بنيت على الاصغاء لمعلومات غير صحيحة , او على خطأفى تفكيرى ))
وهذا لايتأتى الا اذا كان المرء على وئام مع نفسه , بحيث يشعر بالتحرر من القلق والانزعاج ..ومن ثم عليه ان يحدد لنفسه هدفا , وان يعرف ما يبغى معرفة دقيقة .فاذا اراد الحب وجب ان يحدد نوعه : أهو حب الله , ام حب امرأة
ام حب اطفال , ام حب الوطن , ام حب العمل ؟...الخ
وفى الحب نوع من الخلاص , لانه يضطرنا الى ان نفكر فى سوانا لا فى انفسنا ...فهو يخلق فى حياتنا (( وحدة الغاية )) التى تجعلنا نوقف هذه الحياة - حين نحب - على اسعاد من احببنا
وهكذا نرى مصدقا القول ان السعادة وليدة الارادة ...فهو قرار نصدره بمحض رغبتنا لنضع نهاية للندم غير المجدى و للامانى الضائعة , فنعيش لشئ اكبر من مجرد انفسنا !
اعرف نفسك ان شئت ان ترضى عنها
على ان اتفاق المرء مع نفسه على هذا النسق نادر فى الحقيقة ...ففى جوف كل مننا كائنان : احدهما عضو فى المجتمع , والاخر مخلوق ادمى مشبوب بالمشاعر !..او بعبارة اخرى : احدهما عاقل و الاخر حيوان ! ومما لايسر حقا اننا كثيرا ما انكون فرائس للتساهل مع النفس ومسايرتها
والواقع انه من الصعب على المرء ان يصل الى توافق منسجم مع نفسه , لان كثيرا من العواطف التى تخالجنا تختلف كثيرا عن التى نود ان تخالجنا ...وكما نزعم لانفسنا احيانا اننا نتكلم بتعقل , بينما نكون جادين فى اثارة حقد قديم عن طريق عتاب لحوح
أو قد نعادى جماعة بأسرها من الناس لان احد اعضائها اصابنا بضرر جسيم ...ونحن غالبا ن؟أبى ان نقر بنواحى الضعف هذه - وان راح ضميرنا ينبئنا عن وجودها - ومن ثم لا نلبث ان نفقد الرضى عن انفسنا , و ان نقسو ونعنف ونوغل فى الباطل ...وقد
نهين اصدقاءنا لاننا ندرك اننا لسنا كما كان ينبغى ان نكون ...وهنا تتجلى قيمة حكمة سقراط اذ قال اعرف نفسك )) !...فعلى الرجل الذكى اذا شاء ان يكون رصينا هادئا , ان يتبين اولا كل العواطف و الذكريات التى تشوه تفكيره , فيستأصلها او يبعدها عن افق حياته
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
استباق الحوادث اسوأ من الواقع
ومن اسباب التعاسة ايضا : الخوف من الخطر !..على ان بعض المخاوف تكون مشروعة , لها ما يبررها , بل انها قد تكون ضرورية ...فالرجل الذى لا يعنى بتجنب الاصطدام بسيارة مسرعة
يموت نتيجة قصر نظره او سوء تدبيره , والامة التى لا تخشى جاراتها حين تتسلح وتظهر لها العداء لا تلبث ان تغدو مستعبدة ...الخ
ولكن المخاوف لاتجدى فتيلا اذا هى نجمت عن اوهام لا وجود لها ..وكلنا نعرف رجالا تشتد بهم هواجس المرض حتى تقضى على حياتهم , والرجل الذى يخشى على ماله ان يضيع يقضى عمره فى التحوط من الاخطار
العديدة التى تقضى به الى الخراب وبذلك يحرم نفسه من السعادة الراهنة خوفا من الشقاء الذى يصيبه _اذا تحقق _ بأسوأمن الحال التى اوصلته اليها مخاوفه ...والرجل المشبوب العواطف
يسبق الزمن فيصور لنفسه مشادات خطيرة مع غيره من الرجال من اجل المرأة التى يحب ...فينتهى الامر به الى ان يقضى على حبه بالتهور الاحمق والمغالاة فى الغيرة والحذر , وبذلك يجلب على نفسه النكبة التى كان يخافها
والعذاب الذهنى الحاد الذى ينشأعن الخوف واستباق الحوادث يكون عادة اسوأمن الواقع ..فالمرض فظيع ولكنه اقل فظاعة مما يوحى به الينا منظر المرضى من بنى البشر ,لان الحمى واعراض المرض تخلق
من الجسد المريض جسدا اخر يختلف بتأثره واحساسه بالمرض عن الجسد السليم
وكثير منا يخافون الموت , ولكن كل ما نتصوره عن رهبة ساعات الاحتضار مثلا قد لا يصيبنا قط , لاننا قد نموت فجأة ...كما ان ظاهرة الموت الطبيعية تصحبها _فى الحالات العادية _ اعراض جسدية تخفف من وقعها
ومن وطأة الاحساس بها كثيرا ...وانى لاذكر بجلاء حادثا وقع لى وكاد يقضى على , ففقدت وقتئذ رشدى ..ومع ذلك فان ذكرى اللحظات التى تلت الحادث مباشرة لم تكن مؤلمة ...واعرف رجلا غرق ثم انقذ , فقال ان الموت _كما بدا له وقت غرقه _ لم يكن قاسيا
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
لماذا نزيد الحياة شجونا ومتاعب ؟
والواقع ان اغلب الافكار التى تخالجنا عن المستقبل زائفة , فنحن نتصور تعاسات مقبلة ونخافها قبل حدوثها , فنعيش من خوف الشقاء فى شقاء ...ومن خوف المرض فى مرض ...ومن خوف الفقر فى فقر ...فى حين اننا لو انصفنا لادركنا ان الحياة صعبة فى وضعها الراهن , فلماذا نضفى عليها عنصر الهواجس المحزنة ؟
اذكر من مشاهد مسرحية (( قافلة الزمان )) التى ألفها الفنان الانجليزى ((نويل كوارد)) مشهدا على سطح باخرة , نرى فيه زوجين شابين فى طريقهما لقضاء شهر العسل فى امريكا , وقد وقفا متكئين على سياج الباخرة , بينما تصاعدت الى اسماعنا انغام مسيقية ...ثم ابتعد الزوجان , فكشفا عن طوق للنجاة معلق على السياج وقد نقش عليه اسم الباخرة (( تيتانيك )) ..!
اذ ذاك بدا لنا _ معشر النظارة _ محزنا , لاننا نعرف ان تيتانيك قد غرقت فى تلك الرحلة ...رحلتها الاولى والاخيرة ...!
اما عن ذينك الزوجين فقد كانت امسيتهما تلك على ظهر السفينة جميلة جدا , ولو انهما خشيا ليلتئذ حادثا مؤلما , لكان ذلك كفيلا بأن يفسد عليهما لذة الساعة دون ما جدوى , اذ ليس فى وسع الانسان ان يطيل فى عمره مقدار لحظة واحدة ...وهكذا يفسد كثير من الناس حياتهم بتصور تعاسات يخالونها وشيكة الوقوع ولو انصفوا لذكروا انه يكفى اليوم ما شابه من شر ))!
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
ضجر الاغنياء مبعث تعاستهم
والسأم من اكثر اسباب الشقاء شيوعا بين الاغنياء الكسالى ...بينما قد يعانى اولئك الذين يلقون صعوبة فى كسب عيشهم اشد العناء , ولكنهم لا يستشعرون سأما على الاطلاق !
اما الاغنياء - من الرجال والنساء - فيصيبهم الضجر لانهم يعتمدون فى التماس المتعة على المسرح مثلا , بدلا من ان يجعلوا حياتهم ذاتها ممتعة ...والسرحيات قد تساهم فى سعادة اولئك الذين لحياتهم قيمة ( اذ يوقظ المسرح مواهب الابتكار والخلق فى نفوسهم : فالعاشق يستمتع بمسرحية غرامية هزلية ...والسياسى يحلم وهو يشهد مسرحية ((يوليوس قيصر )) بمجده الخالد ...الخ ) ...ولكن المتردد على المسرح لا يلبث ان يلقى الضجر فى ارتقابه اذا ما ظل دوره مقتصرا على المشاهدة ولم يشترك فى اداء مسرحية الحياة الواقعة ..اذ سرعان ما يغدو فريسة الهواجس الوهمية , ولا يكف عن فحص نفسه , وعن الندم على الماضى الذى ولى وانقضى , وعن الخوف من المستقبل المجهول ...الى اخر هذه القائمة من الشقاء الارضى !
ومن الغريب ان كثير من الناس يجدون لذة مريرة عليلة فى التشدق بأن لا علاج لتلك التعاسات , الحقيقية والخيالية ...
فهم يستمرئون متاعبهم , ويظهرون التجهم لكل من يسعى لمساعدتهم !..وليس من شك فى ان الالم كثيرا ما يجعل عن العزاء فى الايام الاولى للحزن على شخص اصابه شقاء عظيم ما كان ليستحقه ...ذلك لان الاصدقاء لا يستطيعون ان يقدموا اكثر من العطف الصامت الصابر !...ولكن , ما عذر النساء اللائى يتخذن العويل والنواح صناعة فيبذلن قصارهن ليتحفظن بالاحزان التى كان ينبغى ان تترك للزمن يمحوها ؟
ان المرء قد يغتفر الامر اولئك الذين يتشبثون بماض لا رجعة له , اذا كانت احزانهم لا تؤثر على احد سواهم ...لكننى لا اقرهم قط حين يرجون بما يشيعون من دعوة القنوط الى (( استدراج )) الشباب او ذوى الجلد مما يرتقبون من الحياة مستقبلا سعيدا ..فمثل هذا المسلك يجب قمعه كى لا يشوب هناء الغير
ولقد رأيت مرة شابة - كانت قد نكبت فى مأساة فظيعة - ترافق جماعة مرحة ...فكان صمتها وابتسامتها العزيزة الضنينة والشرود الذى لم تقو على تمالكه ..لا تنفك كلها تفضح اساها ,ولكنها ظلت مع ذلك تحتفظ بهدوء مصطنع مكن زملائها من الاستمتاع بمرحهم !
واذا كانت ذاكرتك لا تنشط لاحياء ذكرى اعزائك الراحلين الا بالعزلة غير الطبيعية والنواح اليومى , فلابد انها فقدت دقتها واتزانها ..اذ ليس افضل لتكريم من مات من الاصدقاء , من ايلاء الاحياء ما كنا نكنه لهم من ود .
والسأم من اكثر اسباب الشقاء شيوعا بين الاغنياء الكسالى ...بينما قد يعانى اولئك الذين يلقون صعوبة فى كسب عيشهم اشد العناء , ولكنهم لا يستشعرون سأما على الاطلاق !
اما الاغنياء - من الرجال والنساء - فيصيبهم الضجر لانهم يعتمدون فى التماس المتعة على المسرح مثلا , بدلا من ان يجعلوا حياتهم ذاتها ممتعة ...والسرحيات قد تساهم فى سعادة اولئك الذين لحياتهم قيمة ( اذ يوقظ المسرح مواهب الابتكار والخلق فى نفوسهم : فالعاشق يستمتع بمسرحية غرامية هزلية ...والسياسى يحلم وهو يشهد مسرحية ((يوليوس قيصر )) بمجده الخالد ...الخ ) ...ولكن المتردد على المسرح لا يلبث ان يلقى الضجر فى ارتقابه اذا ما ظل دوره مقتصرا على المشاهدة ولم يشترك فى اداء مسرحية الحياة الواقعة ..اذ سرعان ما يغدو فريسة الهواجس الوهمية , ولا يكف عن فحص نفسه , وعن الندم على الماضى الذى ولى وانقضى , وعن الخوف من المستقبل المجهول ...الى اخر هذه القائمة من الشقاء الارضى !
ومن الغريب ان كثير من الناس يجدون لذة مريرة عليلة فى التشدق بأن لا علاج لتلك التعاسات , الحقيقية والخيالية ...
فهم يستمرئون متاعبهم , ويظهرون التجهم لكل من يسعى لمساعدتهم !..وليس من شك فى ان الالم كثيرا ما يجعل عن العزاء فى الايام الاولى للحزن على شخص اصابه شقاء عظيم ما كان ليستحقه ...ذلك لان الاصدقاء لا يستطيعون ان يقدموا اكثر من العطف الصامت الصابر !...ولكن , ما عذر النساء اللائى يتخذن العويل والنواح صناعة فيبذلن قصارهن ليتحفظن بالاحزان التى كان ينبغى ان تترك للزمن يمحوها ؟
ان المرء قد يغتفر الامر اولئك الذين يتشبثون بماض لا رجعة له , اذا كانت احزانهم لا تؤثر على احد سواهم ...لكننى لا اقرهم قط حين يرجون بما يشيعون من دعوة القنوط الى (( استدراج )) الشباب او ذوى الجلد مما يرتقبون من الحياة مستقبلا سعيدا ..فمثل هذا المسلك يجب قمعه كى لا يشوب هناء الغير
ولقد رأيت مرة شابة - كانت قد نكبت فى مأساة فظيعة - ترافق جماعة مرحة ...فكان صمتها وابتسامتها العزيزة الضنينة والشرود الذى لم تقو على تمالكه ..لا تنفك كلها تفضح اساها ,ولكنها ظلت مع ذلك تحتفظ بهدوء مصطنع مكن زملائها من الاستمتاع بمرحهم !
واذا كانت ذاكرتك لا تنشط لاحياء ذكرى اعزائك الراحلين الا بالعزلة غير الطبيعية والنواح اليومى , فلابد انها فقدت دقتها واتزانها ..اذ ليس افضل لتكريم من مات من الاصدقاء , من ايلاء الاحياء ما كنا نكنه لهم من ود .
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
التعب الجسمانى خير دواء للكأبة
ولكن كيف ترى يعالج الاكتئاب والانطواء ؟...اية وقاية يمكن ان نحتمى بها من تلك الحالات الذهنية العنيدة التى تتملكنا حتى فى النوم ؟...الواقع ان الطبيعة تتيح لنا اكبر واسهل الاسباب للوقاية من الكأبة ...فللبحر والجبال والغابات تأثير مهدئ لاشك فيه , ويرجع الى مالها من جلال وشموخ بالقياس الى ما نحن عليه من ضألة الشأن ...وما اكثر ما نرتاح -فى اشد اللحظات كأبة - الى الاستلقاء على الاعشاب , فى ظلة من الاشجار , لائذين بهذه العزلة يوما كاملا ..؟؟
ان علينا فى غمرة أعمق أحزاننا التزامات اجتماعية , اذا ما انصرفنا عنها وقتا اضعفنا مناعتنا واوهنا صبرنا ..ومن هنا كان الترحال علاجا ناجحا للألام الذهنية .فان المرءاذا بقى فى الجو المشبع بتعاسته , تجدد اكتئابه باستمرار , وازدادت ذكرياته احتشادا وايلاما ...
والموسيقى عالم أخر يستطيع صاحب العناء ان يلجأ اليه ..اذ هى تسيطر على الروح تمام السيطرة . وهى احيانا تشبه السيل يندفع فى الذهن فيظهره ويجتاح الأمه ...
او فلنقل انها (( تستدعى )) الامنا , ثم لا تلبث ان تخلع على كل منها معناه الحقيقى . ذلك ان لكل عبارة تذكرنا بالألام عبارة مقابلة تخفف من هذه الألام ...وهذه العبارات المتقابلة الصامتة التى تقودنا الى القرار النهائى , ذات فعل كله عزاء و مواساة
ولكن كيف ترى يعالج الاكتئاب والانطواء ؟...اية وقاية يمكن ان نحتمى بها من تلك الحالات الذهنية العنيدة التى تتملكنا حتى فى النوم ؟...الواقع ان الطبيعة تتيح لنا اكبر واسهل الاسباب للوقاية من الكأبة ...فللبحر والجبال والغابات تأثير مهدئ لاشك فيه , ويرجع الى مالها من جلال وشموخ بالقياس الى ما نحن عليه من ضألة الشأن ...وما اكثر ما نرتاح -فى اشد اللحظات كأبة - الى الاستلقاء على الاعشاب , فى ظلة من الاشجار , لائذين بهذه العزلة يوما كاملا ..؟؟
ان علينا فى غمرة أعمق أحزاننا التزامات اجتماعية , اذا ما انصرفنا عنها وقتا اضعفنا مناعتنا واوهنا صبرنا ..ومن هنا كان الترحال علاجا ناجحا للألام الذهنية .فان المرءاذا بقى فى الجو المشبع بتعاسته , تجدد اكتئابه باستمرار , وازدادت ذكرياته احتشادا وايلاما ...
والموسيقى عالم أخر يستطيع صاحب العناء ان يلجأ اليه ..اذ هى تسيطر على الروح تمام السيطرة . وهى احيانا تشبه السيل يندفع فى الذهن فيظهره ويجتاح الأمه ...
او فلنقل انها (( تستدعى )) الامنا , ثم لا تلبث ان تخلع على كل منها معناه الحقيقى . ذلك ان لكل عبارة تذكرنا بالألام عبارة مقابلة تخفف من هذه الألام ...وهذه العبارات المتقابلة الصامتة التى تقودنا الى القرار النهائى , ذات فعل كله عزاء و مواساة
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
االقراءة لا تجدى
ومن الاخطاء الشائعة ان الاستغراق فى القراءة يكسر من شوكة الاسى ...لكن هذا فى رأيى زعم باطل , اذ اننى لم اقو مرة عن تسرية أساى بالقراءة , لانى لم اكن اقوى فى هذه الظروف تركيز انتباهى فى كتاب ...فالقراءة تتطلب عقلا لايشغل بسواها , و اعتقد انها قد تؤدى دورا جليلا فى فترات (( النقاهة الذهنية )) ...اما الكابة فلا سبيل الى الخلاص منها الا باستخدام وسائل اكثر وضوحا و تحددا , ولا مجال فيها لعدم الانتباه : كالكتابة , او ادارة الة دقيقة , او السير فى دروب خطرة ...وليس افضل للمرء فى هذه الاحوال من النعب البدنى , لانه يستجلب النوم !
ولكن المكتئب لا يلبث ان يقول فى انين لا جدوى لكل هذا ...ان طرق علاجك ضعيفة , عقيمة ...وما من شئ يقوى على ايقاظ اهتمامى بالحياة ...ولاشئ يقوى على ان يحملنى على نسيان اساى ))
ولكن , كيف عرفت ذلك ؟...هل جربت هذه الطرق فى العلاج ؟...خليق بك ان تجرب - على الاقل - قبل ات تتحدث عن النتائج ...فهناك وسائل قد لاتفضى الى سعادة ايجابية ولكنها تمهد السبيل اليها
ونصيحتى اليك فى هذا الصدد ان تتجنب قضاء وقت اكثر مما ينبغى فى تأمل الماضى !...ولست اعنى التأمل فى ذاته امر غير حكيم , فالواقع ان كل قرار هام لابد ان يسبقه تأمل , ومن ثم لا ضرر من الاستغراق فى التأمل اذا ما تعلق بهدف محدد واضح ...انما الضرر فى ان يظل الانسان يقلب فى رأسه - بلا نهاية - امورا تتعلق بخسارة او اهانة او اساءة او - بالاختصار - امورا لاسبيل الى علاجها !
والمثل الانجليزى يقول (( لاتبك على اللبن المسكوب )) ...كما ينصح (( دزرائيلى )) المرء بأن لايسهب فى الايضاح او يضج بالشكوى ابدا ...ويؤثر عن ديكارت قوله : (( لقد تعلمت ان اكبح رغباتى و الا اكافح ضد قوانين الدنيا الازلية , وان اؤمن بأن مالم يتسن لى ان اصيبه انما كان بالنسبة لى امرا مستحيلا ))
ومن الاخطاء الشائعة ان الاستغراق فى القراءة يكسر من شوكة الاسى ...لكن هذا فى رأيى زعم باطل , اذ اننى لم اقو مرة عن تسرية أساى بالقراءة , لانى لم اكن اقوى فى هذه الظروف تركيز انتباهى فى كتاب ...فالقراءة تتطلب عقلا لايشغل بسواها , و اعتقد انها قد تؤدى دورا جليلا فى فترات (( النقاهة الذهنية )) ...اما الكابة فلا سبيل الى الخلاص منها الا باستخدام وسائل اكثر وضوحا و تحددا , ولا مجال فيها لعدم الانتباه : كالكتابة , او ادارة الة دقيقة , او السير فى دروب خطرة ...وليس افضل للمرء فى هذه الاحوال من النعب البدنى , لانه يستجلب النوم !
ولكن المكتئب لا يلبث ان يقول فى انين لا جدوى لكل هذا ...ان طرق علاجك ضعيفة , عقيمة ...وما من شئ يقوى على ايقاظ اهتمامى بالحياة ...ولاشئ يقوى على ان يحملنى على نسيان اساى ))
ولكن , كيف عرفت ذلك ؟...هل جربت هذه الطرق فى العلاج ؟...خليق بك ان تجرب - على الاقل - قبل ات تتحدث عن النتائج ...فهناك وسائل قد لاتفضى الى سعادة ايجابية ولكنها تمهد السبيل اليها
ونصيحتى اليك فى هذا الصدد ان تتجنب قضاء وقت اكثر مما ينبغى فى تأمل الماضى !...ولست اعنى التأمل فى ذاته امر غير حكيم , فالواقع ان كل قرار هام لابد ان يسبقه تأمل , ومن ثم لا ضرر من الاستغراق فى التأمل اذا ما تعلق بهدف محدد واضح ...انما الضرر فى ان يظل الانسان يقلب فى رأسه - بلا نهاية - امورا تتعلق بخسارة او اهانة او اساءة او - بالاختصار - امورا لاسبيل الى علاجها !
والمثل الانجليزى يقول (( لاتبك على اللبن المسكوب )) ...كما ينصح (( دزرائيلى )) المرء بأن لايسهب فى الايضاح او يضج بالشكوى ابدا ...ويؤثر عن ديكارت قوله : (( لقد تعلمت ان اكبح رغباتى و الا اكافح ضد قوانين الدنيا الازلية , وان اؤمن بأن مالم يتسن لى ان اصيبه انما كان بالنسبة لى امرا مستحيلا ))
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
لا سعادة بغير عمل يشغلك
ولابد من تنظيف الذهن و تجديده من ان لاخر ...فلا سعادة بلا نسيان ! وما عرفت قط رجلا عاملا حقا يستشعر الشقاء فى العمل اذ انه ينسى نفسه فى العمل كما يفعل الطفل فى اللعب ...
لذلك يرى الاذكياء فى العمل مهربا من الفكر , وهو مهرب معقول حكيم , وحتى ليمكن للمرء ان يقول ان الذى يفكر ولا يعمل انما يزرع الفساد .. فلتفكير الذى لا يسوق الى عمل ينطوى على خطر ونحن نرى الرجل العامل ابعد الناس عن ان يشغل ذهنه بمتناقضات الكون , ومعقدات الحياة , وانما هو يتقبلها كما تواتيه ...
على ان العمل وحده لايكفى , بل يجب على المرء ان يراعى فى عمله التناسق مع المجتمع الذى يعتبر جزءا منه ذلك لان دوام التعارض والتنازع يوهن المرء , ويجعل العمل مسيرا , بل مستحيلا فى بعض الاحيان ..
لذلك كان عليك ان تختار لنفسك جماعة تتجه جهودها اتجاه جهودك , وتجد فى وسطها اهتماما بنواحى نشاطك ...
فاذا كنت نزاع مع اسرتك , لانها - فى رأيك - لاتفهمك , فابحث عن اصدقاء يجارونك فى التفكير , بدلا من ان تدمر سعادتك و سعادة سواك فى هذا النزاع ...واذا كنت متدينا فعش بين اتقياء ..او ثوريا فعش بين الثوريين امثالك ولن يمنعك هذا من ان تظل فى سعيك لاقناع من يناقضك بل انك ستجد فى هذا السعى ت؟أييد ممن يتفقون معك فى الافكار ...
ومن الاخطاء التى يؤمن بها كثيرون , ان لابد لللمرء من ان يظفر باعجاب واحترام عدد كثير جدا من الناس , كى يكون سعيدا ...لكن الواقع انه يكفى المرء تقدير الجماعة المحيطة به عن قرب , الاثيرة عنده , وهذا التقدير يكاد يكون ركنا ضروريا من اركان السعادة ...
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
استمتع بالحاضر ودع المستقبل لله
ولاتشقين نفسك بتوهم ماس بعيدة غير مؤكدة الحدوث ...وهذا يذكرنى برجل قابلته منذ ايام فى حدائق (( التويلرى )) وقد راح يسير تحت اشجارها وحيدا , كئيبا , لا يشعر بالاطفال المرحين و لا بالنافورات ولا بضوء الشمس , وانما استغرق فى التفكير فى نكبات مالية او عسكرية توقع انها ستحدث خلال عامين ! ...فقلت له :امجنون انت ؟ ومن ذا الذى يعرف مالذى سيحدث العام القادم حتى ؟ صحيح ان الحياة صعبة ولحظات الهدوء والطأنينة فيها قليلة ولكن المستقبل لن يكون - بالتاكيد - فى مثل ما يصوره تشاؤمك من اظلام ...فاستمتع بالحاضر واقتد بهؤلاء الاطفال الذين يمرحون ...او بعبارة اخرى : اد ما عليك ودع الباقى لله
ومن الجلى ان الانسان يجب ان يتدبر المستقبل , على ان يكون هذا التدبر فى حدود قدرة المرء على التأثير فى الاحداث ...ولرجل الذى خلق للعمل لا يجب ان يركن للقدر
فالمهندس المعمارى يجب ان يفكر فى مستقبل اى بيت يبنيه , والعامل يجب ان يعد العدة لطمانينة شيخوخته , والنائب يجب ان يقدر الاثار المحتملة للميزانية التى سيدلى بصوته بصددها ..ولكن راحة البال يجب ان تتوفر بمجرد فراغ المرء من اتخاذ قرار او تدبير ...فمن العبث ان يحاول احد ان يرى مافى اطواء الغيب من امور مادامت تعوزه اسباب ذلك !
وذا ما تحققت للانسان السعادة فمن اهم واجباته بعد ذلك ان لايفرط فى الفضائل والعوامل التى ولدت له هذه السعادة ...ذلك لان كثيرين من الرجال و النساء ينسون فى غمرة نجاحهم : الحكمة والاعتدال والرأفة والكرم - وهى الاسباب التى ادت بهم الى النجاح - فيتكبرون وينتفخون صلفا وغرورا و يمنعهم الاعتداد المتزايد بانفسهم من ان ينجزوا جلائل الاعمال فسرعان ما يصبحون غير اهل لما اصابهم من حظ حسن - وترهاهم يدهشون حين يتبدل سعدهم من طيب الى سئ ..!
وقد كانت عادة القدماء فى تقديم القرابين والتضحيات الى الالهة لقاء ما يصيبهم من هناء عادة حكيمة ..ولكن اعظم وسائل التضحية فى نظرى و ابسطها فى نفس الوقت هى : التواضع
ولاتشقين نفسك بتوهم ماس بعيدة غير مؤكدة الحدوث ...وهذا يذكرنى برجل قابلته منذ ايام فى حدائق (( التويلرى )) وقد راح يسير تحت اشجارها وحيدا , كئيبا , لا يشعر بالاطفال المرحين و لا بالنافورات ولا بضوء الشمس , وانما استغرق فى التفكير فى نكبات مالية او عسكرية توقع انها ستحدث خلال عامين ! ...فقلت له :امجنون انت ؟ ومن ذا الذى يعرف مالذى سيحدث العام القادم حتى ؟ صحيح ان الحياة صعبة ولحظات الهدوء والطأنينة فيها قليلة ولكن المستقبل لن يكون - بالتاكيد - فى مثل ما يصوره تشاؤمك من اظلام ...فاستمتع بالحاضر واقتد بهؤلاء الاطفال الذين يمرحون ...او بعبارة اخرى : اد ما عليك ودع الباقى لله
ومن الجلى ان الانسان يجب ان يتدبر المستقبل , على ان يكون هذا التدبر فى حدود قدرة المرء على التأثير فى الاحداث ...ولرجل الذى خلق للعمل لا يجب ان يركن للقدر
فالمهندس المعمارى يجب ان يفكر فى مستقبل اى بيت يبنيه , والعامل يجب ان يعد العدة لطمانينة شيخوخته , والنائب يجب ان يقدر الاثار المحتملة للميزانية التى سيدلى بصوته بصددها ..ولكن راحة البال يجب ان تتوفر بمجرد فراغ المرء من اتخاذ قرار او تدبير ...فمن العبث ان يحاول احد ان يرى مافى اطواء الغيب من امور مادامت تعوزه اسباب ذلك !
وذا ما تحققت للانسان السعادة فمن اهم واجباته بعد ذلك ان لايفرط فى الفضائل والعوامل التى ولدت له هذه السعادة ...ذلك لان كثيرين من الرجال و النساء ينسون فى غمرة نجاحهم : الحكمة والاعتدال والرأفة والكرم - وهى الاسباب التى ادت بهم الى النجاح - فيتكبرون وينتفخون صلفا وغرورا و يمنعهم الاعتداد المتزايد بانفسهم من ان ينجزوا جلائل الاعمال فسرعان ما يصبحون غير اهل لما اصابهم من حظ حسن - وترهاهم يدهشون حين يتبدل سعدهم من طيب الى سئ ..!
وقد كانت عادة القدماء فى تقديم القرابين والتضحيات الى الالهة لقاء ما يصيبهم من هناء عادة حكيمة ..ولكن اعظم وسائل التضحية فى نظرى و ابسطها فى نفس الوقت هى : التواضع
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
السعادة والحب
ولسنا مبتدعين فيما نذكر من ارشادات الى السعادة فهى كلها ارشادات معروفة , كانت تلقن مذ وجد الفلاسفة الذين يحسنون التأمل و التفكير فكان الغابرون منهم - من رواقيين و ابيقوريين - ينصحون بان يذعن المرء لقدره , وان يقتصد فى رغباته وان يعيش فى وئام مع نفسه هذه فلسفة الاقدمين وكثير من المحدثين
ولكن ثمة فلاسفة اخرين مثل نيتشة يقولون :ما هذا الاذعان لقدر تافه اهوج ؟ وما هذا السعادة الفاقدة المعنى والقيمة ؟ وما هذا العزوف عن حياة مليئة بالمخاطر ؟ وما هذا الاستسلام؟ اهذا كل ما تقدمونه لنا ؟ لا نحن لا نبغى السعادة و انما نبغى البطولة والعمل !
ولكن ما الذى يحول دون ان ينشد الانسان السعادة وهو يؤدى عمله ؟ ان السعادة ليست مجرد راحة ولاهى البحث عن مسرة او الكسل ...ان اكثر الفلاسفة تجهما يسعى كسواه الى السعادة ولكن باسلوبه الخاص : بالحكمة مثلا التى هى من اولى مقومات السعادة فهى تمهيد الطريق اليها بتخليص العقل من نزعاته العقيمة وهى تسكت الجدل غير المجدى بين اكثر المشاعر تفاهة فاذا تحقق ذلك امكن ان توجد السعادة ولكن ...ترى كيف تكون هذه السعادة ؟
اننى اعتقد انها خليط من الحب وانكار الذات وللحب اشكال شاسعة التباين تبدا عند الحب الذى يتبادله كائنان من البشر وتنتهى عند حب الانسانية الذى اجاد الشعراء وصفه
وليس فى وسع من لم يقض الساعات او الايام او الاعوام مع شخص يحبه ان يدرك معنى السعادة ...اذ لاقبل له بان يتصور معجزة طويلة الامد كهذه تخلق من المناظر والاحداث العادية جوا ساحرا
ولقد كان (( ستندال ))واحدا من اولئك الذين فهموا حق الفهم ما بين السعادة والحب من تفاهم ! تجلى ذلك فيما اورده فى قصة له وهو يصف سعادة (( فابريس )) - بطل القصة -فى سجن بارم : كان الشاب مهددا بالموت ولكن هذا الخطر هان عليه حين اخذت (( كيليا )) تزوره زيارات خاطفة فتشيع الضوء فى ايامه وتوشى لياليه بالاحلام السعيدة ...
ولسنا مبتدعين فيما نذكر من ارشادات الى السعادة فهى كلها ارشادات معروفة , كانت تلقن مذ وجد الفلاسفة الذين يحسنون التأمل و التفكير فكان الغابرون منهم - من رواقيين و ابيقوريين - ينصحون بان يذعن المرء لقدره , وان يقتصد فى رغباته وان يعيش فى وئام مع نفسه هذه فلسفة الاقدمين وكثير من المحدثين
ولكن ثمة فلاسفة اخرين مثل نيتشة يقولون :ما هذا الاذعان لقدر تافه اهوج ؟ وما هذا السعادة الفاقدة المعنى والقيمة ؟ وما هذا العزوف عن حياة مليئة بالمخاطر ؟ وما هذا الاستسلام؟ اهذا كل ما تقدمونه لنا ؟ لا نحن لا نبغى السعادة و انما نبغى البطولة والعمل !
ولكن ما الذى يحول دون ان ينشد الانسان السعادة وهو يؤدى عمله ؟ ان السعادة ليست مجرد راحة ولاهى البحث عن مسرة او الكسل ...ان اكثر الفلاسفة تجهما يسعى كسواه الى السعادة ولكن باسلوبه الخاص : بالحكمة مثلا التى هى من اولى مقومات السعادة فهى تمهيد الطريق اليها بتخليص العقل من نزعاته العقيمة وهى تسكت الجدل غير المجدى بين اكثر المشاعر تفاهة فاذا تحقق ذلك امكن ان توجد السعادة ولكن ...ترى كيف تكون هذه السعادة ؟
اننى اعتقد انها خليط من الحب وانكار الذات وللحب اشكال شاسعة التباين تبدا عند الحب الذى يتبادله كائنان من البشر وتنتهى عند حب الانسانية الذى اجاد الشعراء وصفه
وليس فى وسع من لم يقض الساعات او الايام او الاعوام مع شخص يحبه ان يدرك معنى السعادة ...اذ لاقبل له بان يتصور معجزة طويلة الامد كهذه تخلق من المناظر والاحداث العادية جوا ساحرا
ولقد كان (( ستندال ))واحدا من اولئك الذين فهموا حق الفهم ما بين السعادة والحب من تفاهم ! تجلى ذلك فيما اورده فى قصة له وهو يصف سعادة (( فابريس )) - بطل القصة -فى سجن بارم : كان الشاب مهددا بالموت ولكن هذا الخطر هان عليه حين اخذت (( كيليا )) تزوره زيارات خاطفة فتشيع الضوء فى ايامه وتوشى لياليه بالاحلام السعيدة ...
عدل سابقا من قبل snow_white في السبت ديسمبر 04, 2010 8:41 am عدل 1 مرات
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
الحب يولد القناعة
وشبيه بحب الرجل والمرأة فى جلب السعادة , عواطف حب اخرى منها : عاطفة الامومة لدى الام , وحب الزملاء بالنسبة للزعيم , وحب العمل لدى الفنان , وحب الله لدى القديس ...فاللحظة التى ننسى فيها انفسنا تماما ونندمج فيها فى وجود اخر - مدفوعين بباعث غامض لا يدركه العقل - هى اللحظة التى نبلغ فيها شاطئ السعادة فلا تغدو ثمة قيمة للاحداث التى لا تتعلق بهذا الوجود الاخر الذى نفنى فيه ...فالمرأة غير السعيدة لا تكف عن طلب الترف و الرفاهية , اما المرأة التى تحب رجلا فتقنع بالارض مرقدا ..!
وصحيح ان المرء اذا منح حبه لمخلوقات ضعيفة لا يلبث ان يغدو عرضة للشقاء مستعبدا لعاطفته ...فالذى يهيم بامرأة او باولاده او بوطنه انما يضع نفسه تحت رحمة الحظ ..فهو لا يلبث ان يعذب - وان بدا موفور الصحة ...وان يضعف و ان بدا قويا - وان يضطر الى التماس الرحمة مهما كان شجاعا , ذا صبر وجلد وقدرة على الاحتمال ...ذلك لانه يغدو فى قبضة الحظ , يرقب فى قلق مشبوب مرضى اولئك الذين يهيم بحبهم , اذا مرضوا , الامر الذى يسبب له عذابا يفوق عذاب اى مرض يصيبه هو
اذ انه بغم اكتمال قواه البدنية يتوق الى ان يمد يد المساعدة لعزيزه المريض , لكنه يشعر ان مساعدته عديمة القيمة اطلاقا .......وهو يتمنى ان يسلم نفسه للمرض بدلا من (( رهائنه )) الغالية , غير ان المرض - فى عتوه وطغيانه - يختار ضحاياه بملء حريته فى غير اشفاق فلا يلبث صاحبنا ان يشعر على الرغم من نفسه بانه جبان غادر لانه نجا من المرض ...وهذا اقسى ما يصيب الانسان من ألوان العذاب !!
وتلافيا لهذه الصدمات و الالام ينصح الفلاسفة الرواقيون بان لا يودع الانسان ذخيرته من الحب الاحيث يكون واثقا من الدوام والثبات والوفاء ...ومن هنا تنبعث السعادة الخالدة الخالصة التى يستشعرها الاتقياء الصادقون من المتدينين لله ولانبيائه
وشبيه بحب الرجل والمرأة فى جلب السعادة , عواطف حب اخرى منها : عاطفة الامومة لدى الام , وحب الزملاء بالنسبة للزعيم , وحب العمل لدى الفنان , وحب الله لدى القديس ...فاللحظة التى ننسى فيها انفسنا تماما ونندمج فيها فى وجود اخر - مدفوعين بباعث غامض لا يدركه العقل - هى اللحظة التى نبلغ فيها شاطئ السعادة فلا تغدو ثمة قيمة للاحداث التى لا تتعلق بهذا الوجود الاخر الذى نفنى فيه ...فالمرأة غير السعيدة لا تكف عن طلب الترف و الرفاهية , اما المرأة التى تحب رجلا فتقنع بالارض مرقدا ..!
وصحيح ان المرء اذا منح حبه لمخلوقات ضعيفة لا يلبث ان يغدو عرضة للشقاء مستعبدا لعاطفته ...فالذى يهيم بامرأة او باولاده او بوطنه انما يضع نفسه تحت رحمة الحظ ..فهو لا يلبث ان يعذب - وان بدا موفور الصحة ...وان يضعف و ان بدا قويا - وان يضطر الى التماس الرحمة مهما كان شجاعا , ذا صبر وجلد وقدرة على الاحتمال ...ذلك لانه يغدو فى قبضة الحظ , يرقب فى قلق مشبوب مرضى اولئك الذين يهيم بحبهم , اذا مرضوا , الامر الذى يسبب له عذابا يفوق عذاب اى مرض يصيبه هو
اذ انه بغم اكتمال قواه البدنية يتوق الى ان يمد يد المساعدة لعزيزه المريض , لكنه يشعر ان مساعدته عديمة القيمة اطلاقا .......وهو يتمنى ان يسلم نفسه للمرض بدلا من (( رهائنه )) الغالية , غير ان المرض - فى عتوه وطغيانه - يختار ضحاياه بملء حريته فى غير اشفاق فلا يلبث صاحبنا ان يشعر على الرغم من نفسه بانه جبان غادر لانه نجا من المرض ...وهذا اقسى ما يصيب الانسان من ألوان العذاب !!
وتلافيا لهذه الصدمات و الالام ينصح الفلاسفة الرواقيون بان لا يودع الانسان ذخيرته من الحب الاحيث يكون واثقا من الدوام والثبات والوفاء ...ومن هنا تنبعث السعادة الخالدة الخالصة التى يستشعرها الاتقياء الصادقون من المتدينين لله ولانبيائه
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
السذج اسعد الناس
ومن اخطر العقبات فى سبيل السعادة ما يلزم الانسان فى عصرنا من بلبلة حين يحاول - و هو ملئ الذهن بالمذاهب والنظريات الحيثة المبهمة - ان يحللل ويعللل الاحساسات الحقيقية التى تمر به ...فى حين ان الحيوان والسذج من الناس ينالون السعادة بطرق اكثر تمشيا مع الطبيعة لأن رغباتعم اكثر بساطة وصدقا من رغبات هذا الانسان الحديث
فما الانسان المتمدين الا ببغاء يعيش اسير ثرثرته ولا يكف عن الايحاء لنفسه بما لا يشعر به فعلا من عواطف الحب و الكراهية
وقد نشرت صحيفة التايمز الانجليزية منذ سنوات فى احد الاعمدة التى كانت تخصصها للشكايات هذا السؤال : هل ترغب فى ان تعرف سر السعادة ؟ .....فانهالت عليهم رسائل القراء الباحثين عن السعادة
واذ ذاك ارسلت الجريدة لكل واحد منهم خطابا تضمن هذه السطور من رسالة القديس متى : اسألوا تعطوا .....اطلبوا تجدوا ......اقرعوا يفتح لكم ....لان كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له !!!!!!!!!!
وهذا هو سر السعادة فى الواقع فلابد لمن ينشد الحب ان يجده ولمن يتفانى دون تحفظ فى الود ان يلقى الاصدقاء و لن يجد السعادة سوى ذاك الذى يرغب فيها بكل قلبه
وما السعادة - اذا حللناها الى عناصرها الرئيسية - الا الوان من الكفاح و الاسى , يتخللها ذلك الاكسير السحرى الذى يسكب فيها كل متعتها واعنى به : الامل
ومن اخطر العقبات فى سبيل السعادة ما يلزم الانسان فى عصرنا من بلبلة حين يحاول - و هو ملئ الذهن بالمذاهب والنظريات الحيثة المبهمة - ان يحللل ويعللل الاحساسات الحقيقية التى تمر به ...فى حين ان الحيوان والسذج من الناس ينالون السعادة بطرق اكثر تمشيا مع الطبيعة لأن رغباتعم اكثر بساطة وصدقا من رغبات هذا الانسان الحديث
فما الانسان المتمدين الا ببغاء يعيش اسير ثرثرته ولا يكف عن الايحاء لنفسه بما لا يشعر به فعلا من عواطف الحب و الكراهية
وقد نشرت صحيفة التايمز الانجليزية منذ سنوات فى احد الاعمدة التى كانت تخصصها للشكايات هذا السؤال : هل ترغب فى ان تعرف سر السعادة ؟ .....فانهالت عليهم رسائل القراء الباحثين عن السعادة
واذ ذاك ارسلت الجريدة لكل واحد منهم خطابا تضمن هذه السطور من رسالة القديس متى : اسألوا تعطوا .....اطلبوا تجدوا ......اقرعوا يفتح لكم ....لان كل من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له !!!!!!!!!!
وهذا هو سر السعادة فى الواقع فلابد لمن ينشد الحب ان يجده ولمن يتفانى دون تحفظ فى الود ان يلقى الاصدقاء و لن يجد السعادة سوى ذاك الذى يرغب فيها بكل قلبه
وما السعادة - اذا حللناها الى عناصرها الرئيسية - الا الوان من الكفاح و الاسى , يتخللها ذلك الاكسير السحرى الذى يسكب فيها كل متعتها واعنى به : الامل
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
لا سعادة بغير تفاؤل
من هذا كله نرى ان ليست هناك حياة سعيدة وحياة شقية ...وانما هناك شخصية او بالاحرى نفس سعيدة ونفس شقية ...فالمتشائم يقول اذا احس ببرودة فى الجو : اف ...اكاد اموت من هذا البرد الفظيع .
اما المتفائل فيقول : ما ألذ الجو البارد .
فهو ليس سعيدا لانه يستشعر دفئا و انما هو يستشعر الدفء لانه سعيد ...وهو يظل متفائلا حتى فى المرض . واذكر ان استاذا لى اصيب يوما بداء الصفراء وكان فيلسوفا كما كان اعقل متفائل رأيته فى حياتى و لكنه يقول : انى اعرف انى مصاب بالصفراء و هذا خليق بان يحزننى ...ولكننى لست حزينا حتى اجد بنفسى ميلا للحزن .
على اننا لم نخلق كلنا فلاسفة لسوء الحظ
والتفاؤل يقوم على عوامل عدة : اولها الوالدان والتربية فى مرحلة الطفولة , فالطفل الذى يولد لابوين على وئام يغمرانه بالعطف يظل محتفظا طيلة حياته بذلك الشعور الذى داخله منذ طفولته , الشعور بعالم من الحب ودفء المشاعر والتفاهم المتبادل
اما الاسرات المتصدعة المنقسمة على انفسها فتربى اناسا متشائمين ...والزوجة النكدة تستطيع ان تخلق من زوجها رجلا ينظر الى الحياة بمنظار اسود .
من هذا كله نرى ان ليست هناك حياة سعيدة وحياة شقية ...وانما هناك شخصية او بالاحرى نفس سعيدة ونفس شقية ...فالمتشائم يقول اذا احس ببرودة فى الجو : اف ...اكاد اموت من هذا البرد الفظيع .
اما المتفائل فيقول : ما ألذ الجو البارد .
فهو ليس سعيدا لانه يستشعر دفئا و انما هو يستشعر الدفء لانه سعيد ...وهو يظل متفائلا حتى فى المرض . واذكر ان استاذا لى اصيب يوما بداء الصفراء وكان فيلسوفا كما كان اعقل متفائل رأيته فى حياتى و لكنه يقول : انى اعرف انى مصاب بالصفراء و هذا خليق بان يحزننى ...ولكننى لست حزينا حتى اجد بنفسى ميلا للحزن .
على اننا لم نخلق كلنا فلاسفة لسوء الحظ
والتفاؤل يقوم على عوامل عدة : اولها الوالدان والتربية فى مرحلة الطفولة , فالطفل الذى يولد لابوين على وئام يغمرانه بالعطف يظل محتفظا طيلة حياته بذلك الشعور الذى داخله منذ طفولته , الشعور بعالم من الحب ودفء المشاعر والتفاهم المتبادل
اما الاسرات المتصدعة المنقسمة على انفسها فتربى اناسا متشائمين ...والزوجة النكدة تستطيع ان تخلق من زوجها رجلا ينظر الى الحياة بمنظار اسود .
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
رد: **فن السعادة ** للمفكر العالمى اندريه موروا
اربع وصفات للسعادة
على اننا قلنا ان السعادة مسألة ارادية ...ومن ثم فى وسعنا ان ننشئ نفوسنا و شخصياتنا من جديد حتى بعد طفولة تعسة او زواج غير موفق ...وعندى لذلك اربع (( وصفات )) ناجحة استخلصها من كل ما اسهبت من قبل فى شرحه :
1_ العمل :
او على حد قول (شيللى): ان سعادة التعس تكمن فى العمل
فالتفكير العقيم الذى لا يفضى الى عمل يقود دائما الى الشقاء , لانه يولد الشك والحيرة ...بينما العمل , اى عمل تصلح له , كفيل باسعادك .....وفى هذا يقول ( برتراند رسل ) : اننى حين اصغى الى مناقشات اصدقائى الاذكياء المثقفين اغدو متشائما . ولكنى حين اتحدث مع بستانى بسيط اشعر ان الحياة تستحق ان نعيشها ...
فحتى العمل الذى لا يؤدى الى نتائج ايجابية , كممارسة الفنون و الالعاب عظيم الفائدة ...فالفن يقود خيالنا خلال مسالك ممتعة
او لم يصدق اذن فى قوله ان سعادة النفس تكمن فى العمل ايا كان نوعه؟
والعلاقة بين العمل و السعادة وثيقة الى درجة تحتم على المرء ان لا يتقاعد تقاعدا كاملا يوما ما ...فاذا ترك العمل الذى قضى فيه حياته لانه بلغ سن التقاعد و جب عليه ان يبحث عن عمل اخر مهما قل شأنه ...او ان يتخذ لنفسه هواية , او يقبل على دراسة جديدة ...اى انه يجب ان يعمل شيئا على اى حال فهذه فرصته الوحيدة كى يبقى محتفظا بشبابه
وقد قال احد تلاميذ سقراط له : ولماذا تدرس الموسيقى وانت فى السجن و قد اوشكت ان تلقى حتفك ؟
فكان جوابه : لازداد بها معرفة قبل ان اموت ......فما اجمله من جواب و ما اعمق معناه !
2 - لا تفرط فى التاثر من اعماق قلبك :
لكل ما لا يتوقف امره عليك ...انك قد تقول : شد ما انا مستاء لما يجرى فى فلسطين , او ماذا يمكن ان نفعل اجلها , او ان حالتها تقلقنى وتسلبنى النعاس ...الخ
ولكنك لست وزيرا او عضوا فى مجلس الامن , فخير لك ان تدع شواغل البلدة لمن هم فى مراكز تتيح لهم ان يلموا بها و ان يعملوا من اجلها ...وليس معنى هذا ان لا تحيط علما بالامور بل يكفى ان تلم بها الماما بسيطا اما مهمتك الرئيسية فهى ان تكون مواطنا صالحا فى محيطك الخاص , فاذا اديت هذه المهمة على خير وجه واذا ( كنس كل مواطن الرصيف المواجه لبيته لصار الشارع كله نظيفا )
3- تذكر ان تنسى :
عش فى الحاضر اكثر مما تعيش فى الماضى فهناك كثير من الرجال والنساء يعيشون فى سعادة اذا لم تخالجهم ذكريات تعسة ...وكم من ازواج وزوجات يفسدون حياتهم المشتركة بتذكر الاحقاد القديمة وتجديدها عند كل مناسبة و ابسط عتاب , بينما يجدر بكل امرئ ان ينسى و يصفح فالذى يحسن الكراهية يكرهه الناس والذى لا يصفح انما يجمع حوله الاعداء و العاقل من يعيش فى اللحظة الحاضرة
4- لاتسرف فى استباق الحوادث :
فأن تكون بعيد النظر شئ محبب لكن لاتغالى فيه اكثر من اللازم سيما و انك لاتستطيع ان تتوقع كل شئ , وقد صدق شكسبير حين قال : ان ما لا نتوقعه هو الذى يقع دائما !
ونحن لا نجهل المستقبل فحسب بل حتى لو صدق حدسنا ووقع ما انتظرناه فان نفس الاشياء التى توقعناها قد يكون لها علينا تأثير مخالف للذى كنا نحسبه ! وهناك اشخاص يعيشون فى فزع من حادث سيارة او كارثة طائرة فى حين الحادث الذى يخشونه قد يقع لهم , لكن الوقت لن يتسع لهم يومئذ كي يحسوا بالخوف ...فالامر يبدوا لخيالهم من بعيد مرعبا لكنه عند حدوثه لن يكادوا يشعرون به
والان قد يقول بعضهم : من المتعذر ان يجد الانسان السعادة فى اعماق نفسه ومن المستحيل ان يجدها فى الظروف الخارجية
ولكن ...فلنحاول ان نجدها فى انفسنا فقد اثبتت تجارب كثير من الحكماء ان هذا امر ممكن
على اننا قلنا ان السعادة مسألة ارادية ...ومن ثم فى وسعنا ان ننشئ نفوسنا و شخصياتنا من جديد حتى بعد طفولة تعسة او زواج غير موفق ...وعندى لذلك اربع (( وصفات )) ناجحة استخلصها من كل ما اسهبت من قبل فى شرحه :
1_ العمل :
او على حد قول (شيللى): ان سعادة التعس تكمن فى العمل
فالتفكير العقيم الذى لا يفضى الى عمل يقود دائما الى الشقاء , لانه يولد الشك والحيرة ...بينما العمل , اى عمل تصلح له , كفيل باسعادك .....وفى هذا يقول ( برتراند رسل ) : اننى حين اصغى الى مناقشات اصدقائى الاذكياء المثقفين اغدو متشائما . ولكنى حين اتحدث مع بستانى بسيط اشعر ان الحياة تستحق ان نعيشها ...
فحتى العمل الذى لا يؤدى الى نتائج ايجابية , كممارسة الفنون و الالعاب عظيم الفائدة ...فالفن يقود خيالنا خلال مسالك ممتعة
او لم يصدق اذن فى قوله ان سعادة النفس تكمن فى العمل ايا كان نوعه؟
والعلاقة بين العمل و السعادة وثيقة الى درجة تحتم على المرء ان لا يتقاعد تقاعدا كاملا يوما ما ...فاذا ترك العمل الذى قضى فيه حياته لانه بلغ سن التقاعد و جب عليه ان يبحث عن عمل اخر مهما قل شأنه ...او ان يتخذ لنفسه هواية , او يقبل على دراسة جديدة ...اى انه يجب ان يعمل شيئا على اى حال فهذه فرصته الوحيدة كى يبقى محتفظا بشبابه
وقد قال احد تلاميذ سقراط له : ولماذا تدرس الموسيقى وانت فى السجن و قد اوشكت ان تلقى حتفك ؟
فكان جوابه : لازداد بها معرفة قبل ان اموت ......فما اجمله من جواب و ما اعمق معناه !
2 - لا تفرط فى التاثر من اعماق قلبك :
لكل ما لا يتوقف امره عليك ...انك قد تقول : شد ما انا مستاء لما يجرى فى فلسطين , او ماذا يمكن ان نفعل اجلها , او ان حالتها تقلقنى وتسلبنى النعاس ...الخ
ولكنك لست وزيرا او عضوا فى مجلس الامن , فخير لك ان تدع شواغل البلدة لمن هم فى مراكز تتيح لهم ان يلموا بها و ان يعملوا من اجلها ...وليس معنى هذا ان لا تحيط علما بالامور بل يكفى ان تلم بها الماما بسيطا اما مهمتك الرئيسية فهى ان تكون مواطنا صالحا فى محيطك الخاص , فاذا اديت هذه المهمة على خير وجه واذا ( كنس كل مواطن الرصيف المواجه لبيته لصار الشارع كله نظيفا )
3- تذكر ان تنسى :
عش فى الحاضر اكثر مما تعيش فى الماضى فهناك كثير من الرجال والنساء يعيشون فى سعادة اذا لم تخالجهم ذكريات تعسة ...وكم من ازواج وزوجات يفسدون حياتهم المشتركة بتذكر الاحقاد القديمة وتجديدها عند كل مناسبة و ابسط عتاب , بينما يجدر بكل امرئ ان ينسى و يصفح فالذى يحسن الكراهية يكرهه الناس والذى لا يصفح انما يجمع حوله الاعداء و العاقل من يعيش فى اللحظة الحاضرة
4- لاتسرف فى استباق الحوادث :
فأن تكون بعيد النظر شئ محبب لكن لاتغالى فيه اكثر من اللازم سيما و انك لاتستطيع ان تتوقع كل شئ , وقد صدق شكسبير حين قال : ان ما لا نتوقعه هو الذى يقع دائما !
ونحن لا نجهل المستقبل فحسب بل حتى لو صدق حدسنا ووقع ما انتظرناه فان نفس الاشياء التى توقعناها قد يكون لها علينا تأثير مخالف للذى كنا نحسبه ! وهناك اشخاص يعيشون فى فزع من حادث سيارة او كارثة طائرة فى حين الحادث الذى يخشونه قد يقع لهم , لكن الوقت لن يتسع لهم يومئذ كي يحسوا بالخوف ...فالامر يبدوا لخيالهم من بعيد مرعبا لكنه عند حدوثه لن يكادوا يشعرون به
والان قد يقول بعضهم : من المتعذر ان يجد الانسان السعادة فى اعماق نفسه ومن المستحيل ان يجدها فى الظروف الخارجية
ولكن ...فلنحاول ان نجدها فى انفسنا فقد اثبتت تجارب كثير من الحكماء ان هذا امر ممكن
snow_white- مــراقــب قـسـم
- عدد المشاركات : 3449
تاريخ التسجيل : 03/07/2010
المود :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى