فضل يوم عرفة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فضل يوم عرفة
فضل يوم عرفــــــــــة
خطبة مسموعة و مكتوبة
لفضيلة الشيخ : أيمن سامي
للاستماع للخطبة :
http://alfeqh.com/sotiat/sotiat_details.php?fileid=97&categoryid=2&seriesid=0
الخطبة مفرغة :
لم تراجع الخطبة من قبل الشيخ
الخطبة الأولى :
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران [102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء [1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب [70-71]
إنها التقوى عباد الله،
فقد أزفت الآزفة
ليس لها من دون الله كاشفة
،وفي كل يوم يرسل الموت واعظا
، فاعتبروا عباد الله
، واتقوا الله،
"ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"
أيها المسلمون،
روي الإمام مسلم في صحيحه
من حديث أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- وعن أبيها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما من يوم، أكثر من أي يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة
هذا اليوم العظيم
يوم التاسع من ذي الحجة
، يوم يفد ضيوف الله على أرض عرفات
هذا اليوم عظيم الذي هو أفضل أيام العام على الإطلاق،
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
وهو يشرح هذا الحديث المتقدم ويبين أن للسادة الشافعية في المسألة قولان:
أولهما: أن يوم الجمعة هو أفضل الأيام لورود النص على ذلك صراحة،
والقول الثاني: وهو الأقوى والأرجح أن خير أيام السنة على الإطلاق هو يوم عرفة،
وأما الحديث الوارد في فضل يوم الجمعة فيحمل على أن يوم الجمعة هو خير أيام الأسبوع،
هذا اليوم العظيم يوم عرفة الذي هو خير أيام السنة على الإطلاق،
فيه تسكب العبرات
في هذا اليوم تغفر الزلات،
في هذا اليوم يتجاوز الله عن التبعات،
في هذا اليوم يباهي الله عز وجل ملائكة السماء بأهل الموقف
يقول الله تبارك وتعالى لعباده ما أراد هؤلاء .. ما أراد هؤلاء،
يعني تعظيم لمسألة أهل عرفة
،وقد أرادوا عتق رقابهم من النار
، فيمتنَ الله جل وعلا
يمتنَ الله الجواد الأكرم سبحانه وبحمده على أهل الموقف عشية عرفة، بمغفرة ذنوبهم،
عباد الله
خير من وطأ الثرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
لقد حج صلى الله عليه وسلم حجة واحدة لم يحج غيرها صلوات ربي وسلامه علي
ه، وهو من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
مشى صلى الله عليه وسلم يوم التاسع إلى أرض عرفة، متخشعا متذللا لله جل في علاه،
حتى أتى الموقف صلوات ربي وسلامه عليه، بعد أن صلى الظهر والعصر جمعا وقصرا،
ثم أتى الموقف، فجعل بطن ناقة القصواء
، جعل بطن الناقة إلى صخرات الجبل،
أي أن وجهه صلى الله عليه وسلم كان إلى القبلة،
فانظروا يا رحمكم الله، انظروا إلى موقف بني الأمة صلى الله عليه وسلم بعرفة،
من وقت صلاة الظهر، بعد أن صلى الظهر جمعا وقصرا،
وقف صلى الله عليه وسلم،مستقبلا القبلة ماداً يده لله جل في علاه
كم واقفا مادا يديه إلى الله جل في علاه؟!!
، فكم وقف صلى الله عليه وسلم ؟؟!!
لقد وقف صلوات ربي وسلامه عليه، حتى غابت الشمس وهو ماد يديه إلى الله جل وعلا
، يتضرع إلى الله
، يدعو الله
، رافعا يديه
، حتى إذا سقط خطام الناقة
، سقط الخطام
فلم يشأ أن ينزل يديه
، فأنزل يدا واحدة
، وبقيت الأخرى مرفوعة،
إنه موقف الذل بين يدي الله عز وجل،
و إنها حجة الوداع لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم،
كيف لا ..
كيف لا،
وقد بقي على رحيله عن الدنيا قرابة الثمانين يوما،
كيف لا .. وهو بعد قليل سيقول لهم
لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا أبدا"
فعلم الأمة صلواته ربي وسلامه عليه
علم الأمة الوقوف بين خالقها
،والتضرع لله
قبل أن يفارقها
هذا اليوم العظيم الذي يعتق الله عزوجل فيه من النارعباداً كثير
هذا اليوم العظيم، الذي يأتي فيه الإنسان إلى عرفة محملا بالذنوب والخطايا
، ثم يفيض عنها من الذنوب فقد غفرت،
وأما العيوب فقد سترت
تجاوز عنها أرحم الرحماء
، وأكرم الكرماء
سبحان ربي وبحمده.
أيها الأحبة
لقد وقف صلى الله عليه وسلم خاشعا في موقف عرفة
وهكذا وقف الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعون ومن بعدهم، و
لقد حملت كتبا السير
كتب نبلاء الإسلام
حفلت بالمواقف المشرفة
، وحملت إلينا من أخبار هؤلاء العلماء
، وهؤلاء الفضلاء
فهذا أبو بكر المزني
أبو بكر المزني من أئمة التابعين يقف في هذا الموقف الجليل
،فيرى خشوع العباد لله جل في علاه
، يرى تضرع والبكاء
فيقول لولا أني فيهم لقلت قد غفر الله لهم،
يحتقر نفسه وهو من أئمة التابعين، يقول لولا أني فيهم لقلت قد غفرالله لهم،
وهذا فضيل بن العياض رحمه الله تعالى
يفيض من عرفة خاشعا لله، خائفا من ذنوبه يقول :
واسوأتاه واسوأتاه، وإن عفوت
فهو يرجو عفو الله، وفي نفس الوقت يخاف تلك الذنوب التي تراكمت، واسوأتاه وإن عفوت
وهذا أحد الملوك وأحد الأمراء :
يتسابق في خدمة الحجيج يقدم لهم، ومع تقديمه لهم، يعتق في كل سنة مئة عبد من العبيد، ملك عنده مال يرجو عتق رقبته من الكبير المتعال فيعتق في كل سنة مئة من العبيد، رجاء أن يعتق الله رقبته من النار، ثم أن هذا الملك .. ثم أن هذا الملك رق في سنة من السنوات، أصابته الرقة وأخذته الرقة لله عز وجل، رق في سنة من السنوات فأنفق بلا حصر، أنفق بلا حصر، حتى حسبوا ما أنفق فوجده قد أبلغ 100000 ألف مليون، أنفق مليون في يوم واحد، حتى يعتق هذه الرقبة، وحتى يشري نفسه من الله عز وجل
أنه أفضل يوم
،وخير يوم
، وفيه في هذا اليوم خير الدعاء
ثبت في سنن الترمذي بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير
" فهذا خير الدعاء
إفراد الله عز وجل بالتوحيد
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له
، هذا اليوم العظيم، خير يوم وفيه خير الدعاء،
يقف العباد فيه لله جل وعلا
، خاشعين
تائبين
داعيين
ملبين،
مستجيبين لأمر الله
حتى إذا غابت الشمس، تساقطت ذنوبه
م، غفر لهم أرحم الرحماء
، وباهى بجمعهم أهل السماء
، فهل يا ترى يشقون بعد تلك النظرة ؟؟
" فلا إله إلا الله"، كم من حاج يفيض من عرفة، وقد غفرت ذنوبه، وعاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه،
نسأل الله من فضله، وأقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية :
الحمدلله حمدا كثيرا طيباً مباركا فيه كما يحب ربي ويرضى،
وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير، رحمة الله العالمين
نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تعبد.
أحبتي
هذا اليوم العظيم الذي يطلع الله عز وجل فيه على أهل عرفة، فيغفر لهم ذنوبهم ويستر عليهم عيوبهم، هذا اليوم تكرم ربي جل وعلا وهو الكريم الأكرم تكرم على من لم يحضر الموقف بمغفرة شئ كبير من الذنوب مغفرة ذنوب سنتين،
فقد روي مسلم في صحيحه في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، سنة ماضية وسنة باقية
صوم يوم عرفة لغير الحاج
، فالحاج لا يشرع له الصيام، حتى يتقوى على الطاعة و العبادة وعلى الدعاء،
وأما غير الحاج من لم يكتب له عز وجل الحج في تلك السنة،
فإنهم يبقون في ديارهم يشاركون الحجيج،
يشاركونهم بالصيام، وبالتقرب إلى الكريم المنان سبحان وبحمده،
صيام هذا اليوم، يوم التاسع من ذي الحجة .. صيام هذا اليوم" يكفر ذنوب سنتين"
سنة ماضية والعام الماضي .. وسنة باقية
، وهذا العام الذي أوشك أن ينتهي
صيام يوم واحد بإذن الله، وبكرم الله يكفِر الله ذنوب سنتين،
فاحرصوا يا بارك الله فيكم
، فاحرصوا إلى الصيام هذا اليوم،
واحرصوا على التقرب إلى الله عز وجل في سائر الأيام،
اللهم إنا ندعوك وأنت أحق من ندعيك، ونرجوك وأنت أحق من نرجيك، اللهم اغفر ذنوبها كلها دقها وجلها، اللهم أرزقنا توبة نصوحة، اللهم ارزقنا توبة ترضيك عنا، اللهم ارزقنا توبة ترضيك عنا، اللهم لنا من الذنوب والعيوب مالا يحصيه إلا أنت، فمن علينا برحمتك، ومن علينا بمغفرة ذنوبنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك اللهم من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ربي آتي نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، ربي فرج هم المهمومين من المسلمين، ربي فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، وفك أسرى المأسورين، واشف جميع مرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك بكل من عاد الدين، اللهم رد كيد الظالمين في نحورهم، وادفع عنا شرورهم، اللهم إكفناهم بما شئت وكيف شئت، اللهم إكفناهم بما شئت وكيف شئت، اللهم إنا نسألك أن تجعل بلدنا هذه أمنا أمانا، وسلم سلاما، اللهم أصلح من وليته أمرنا، وولى علينا خيارنا، واكفنا شرارنا، اللهم وفق رئيس الدولة لما تحبه وترضى، وأصلحه يا رب وولي عهده ووفقهما لما يرضيك عنهما يا ذا الجلال والإكرام، إلهنا ما نسألك من خير فأعطنا، وما لم نسألك فأنت أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين إبتدئنا يا ربنا، سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
لم تراجع الخطبة من قبل الشيخ
منقووول
خطبة مسموعة و مكتوبة
لفضيلة الشيخ : أيمن سامي
للاستماع للخطبة :
http://alfeqh.com/sotiat/sotiat_details.php?fileid=97&categoryid=2&seriesid=0
الخطبة مفرغة :
لم تراجع الخطبة من قبل الشيخ
الخطبة الأولى :
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران [102]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء [1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب [70-71]
إنها التقوى عباد الله،
فقد أزفت الآزفة
ليس لها من دون الله كاشفة
،وفي كل يوم يرسل الموت واعظا
، فاعتبروا عباد الله
، واتقوا الله،
"ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون"
أيها المسلمون،
روي الإمام مسلم في صحيحه
من حديث أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها- وعن أبيها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما من يوم، أكثر من أي يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة
هذا اليوم العظيم
يوم التاسع من ذي الحجة
، يوم يفد ضيوف الله على أرض عرفات
هذا اليوم عظيم الذي هو أفضل أيام العام على الإطلاق،
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
وهو يشرح هذا الحديث المتقدم ويبين أن للسادة الشافعية في المسألة قولان:
أولهما: أن يوم الجمعة هو أفضل الأيام لورود النص على ذلك صراحة،
والقول الثاني: وهو الأقوى والأرجح أن خير أيام السنة على الإطلاق هو يوم عرفة،
وأما الحديث الوارد في فضل يوم الجمعة فيحمل على أن يوم الجمعة هو خير أيام الأسبوع،
هذا اليوم العظيم يوم عرفة الذي هو خير أيام السنة على الإطلاق،
فيه تسكب العبرات
في هذا اليوم تغفر الزلات،
في هذا اليوم يتجاوز الله عن التبعات،
في هذا اليوم يباهي الله عز وجل ملائكة السماء بأهل الموقف
يقول الله تبارك وتعالى لعباده ما أراد هؤلاء .. ما أراد هؤلاء،
يعني تعظيم لمسألة أهل عرفة
،وقد أرادوا عتق رقابهم من النار
، فيمتنَ الله جل وعلا
يمتنَ الله الجواد الأكرم سبحانه وبحمده على أهل الموقف عشية عرفة، بمغفرة ذنوبهم،
عباد الله
خير من وطأ الثرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
لقد حج صلى الله عليه وسلم حجة واحدة لم يحج غيرها صلوات ربي وسلامه علي
ه، وهو من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
مشى صلى الله عليه وسلم يوم التاسع إلى أرض عرفة، متخشعا متذللا لله جل في علاه،
حتى أتى الموقف صلوات ربي وسلامه عليه، بعد أن صلى الظهر والعصر جمعا وقصرا،
ثم أتى الموقف، فجعل بطن ناقة القصواء
، جعل بطن الناقة إلى صخرات الجبل،
أي أن وجهه صلى الله عليه وسلم كان إلى القبلة،
فانظروا يا رحمكم الله، انظروا إلى موقف بني الأمة صلى الله عليه وسلم بعرفة،
من وقت صلاة الظهر، بعد أن صلى الظهر جمعا وقصرا،
وقف صلى الله عليه وسلم،مستقبلا القبلة ماداً يده لله جل في علاه
كم واقفا مادا يديه إلى الله جل في علاه؟!!
، فكم وقف صلى الله عليه وسلم ؟؟!!
لقد وقف صلوات ربي وسلامه عليه، حتى غابت الشمس وهو ماد يديه إلى الله جل وعلا
، يتضرع إلى الله
، يدعو الله
، رافعا يديه
، حتى إذا سقط خطام الناقة
، سقط الخطام
فلم يشأ أن ينزل يديه
، فأنزل يدا واحدة
، وبقيت الأخرى مرفوعة،
إنه موقف الذل بين يدي الله عز وجل،
و إنها حجة الوداع لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم،
كيف لا ..
كيف لا،
وقد بقي على رحيله عن الدنيا قرابة الثمانين يوما،
كيف لا .. وهو بعد قليل سيقول لهم
لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا أبدا"
فعلم الأمة صلواته ربي وسلامه عليه
علم الأمة الوقوف بين خالقها
،والتضرع لله
قبل أن يفارقها
هذا اليوم العظيم الذي يعتق الله عزوجل فيه من النارعباداً كثير
هذا اليوم العظيم، الذي يأتي فيه الإنسان إلى عرفة محملا بالذنوب والخطايا
، ثم يفيض عنها من الذنوب فقد غفرت،
وأما العيوب فقد سترت
تجاوز عنها أرحم الرحماء
، وأكرم الكرماء
سبحان ربي وبحمده.
أيها الأحبة
لقد وقف صلى الله عليه وسلم خاشعا في موقف عرفة
وهكذا وقف الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعون ومن بعدهم، و
لقد حملت كتبا السير
كتب نبلاء الإسلام
حفلت بالمواقف المشرفة
، وحملت إلينا من أخبار هؤلاء العلماء
، وهؤلاء الفضلاء
فهذا أبو بكر المزني
أبو بكر المزني من أئمة التابعين يقف في هذا الموقف الجليل
،فيرى خشوع العباد لله جل في علاه
، يرى تضرع والبكاء
فيقول لولا أني فيهم لقلت قد غفر الله لهم،
يحتقر نفسه وهو من أئمة التابعين، يقول لولا أني فيهم لقلت قد غفرالله لهم،
وهذا فضيل بن العياض رحمه الله تعالى
يفيض من عرفة خاشعا لله، خائفا من ذنوبه يقول :
واسوأتاه واسوأتاه، وإن عفوت
فهو يرجو عفو الله، وفي نفس الوقت يخاف تلك الذنوب التي تراكمت، واسوأتاه وإن عفوت
وهذا أحد الملوك وأحد الأمراء :
يتسابق في خدمة الحجيج يقدم لهم، ومع تقديمه لهم، يعتق في كل سنة مئة عبد من العبيد، ملك عنده مال يرجو عتق رقبته من الكبير المتعال فيعتق في كل سنة مئة من العبيد، رجاء أن يعتق الله رقبته من النار، ثم أن هذا الملك .. ثم أن هذا الملك رق في سنة من السنوات، أصابته الرقة وأخذته الرقة لله عز وجل، رق في سنة من السنوات فأنفق بلا حصر، أنفق بلا حصر، حتى حسبوا ما أنفق فوجده قد أبلغ 100000 ألف مليون، أنفق مليون في يوم واحد، حتى يعتق هذه الرقبة، وحتى يشري نفسه من الله عز وجل
أنه أفضل يوم
،وخير يوم
، وفيه في هذا اليوم خير الدعاء
ثبت في سنن الترمذي بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير
" فهذا خير الدعاء
إفراد الله عز وجل بالتوحيد
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له
، هذا اليوم العظيم، خير يوم وفيه خير الدعاء،
يقف العباد فيه لله جل وعلا
، خاشعين
تائبين
داعيين
ملبين،
مستجيبين لأمر الله
حتى إذا غابت الشمس، تساقطت ذنوبه
م، غفر لهم أرحم الرحماء
، وباهى بجمعهم أهل السماء
، فهل يا ترى يشقون بعد تلك النظرة ؟؟
" فلا إله إلا الله"، كم من حاج يفيض من عرفة، وقد غفرت ذنوبه، وعاد من ذنوبه كيوم ولدته أمه،
نسأل الله من فضله، وأقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية :
الحمدلله حمدا كثيرا طيباً مباركا فيه كما يحب ربي ويرضى،
وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير، رحمة الله العالمين
نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تعبد.
أحبتي
هذا اليوم العظيم الذي يطلع الله عز وجل فيه على أهل عرفة، فيغفر لهم ذنوبهم ويستر عليهم عيوبهم، هذا اليوم تكرم ربي جل وعلا وهو الكريم الأكرم تكرم على من لم يحضر الموقف بمغفرة شئ كبير من الذنوب مغفرة ذنوب سنتين،
فقد روي مسلم في صحيحه في حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، سنة ماضية وسنة باقية
صوم يوم عرفة لغير الحاج
، فالحاج لا يشرع له الصيام، حتى يتقوى على الطاعة و العبادة وعلى الدعاء،
وأما غير الحاج من لم يكتب له عز وجل الحج في تلك السنة،
فإنهم يبقون في ديارهم يشاركون الحجيج،
يشاركونهم بالصيام، وبالتقرب إلى الكريم المنان سبحان وبحمده،
صيام هذا اليوم، يوم التاسع من ذي الحجة .. صيام هذا اليوم" يكفر ذنوب سنتين"
سنة ماضية والعام الماضي .. وسنة باقية
، وهذا العام الذي أوشك أن ينتهي
صيام يوم واحد بإذن الله، وبكرم الله يكفِر الله ذنوب سنتين،
فاحرصوا يا بارك الله فيكم
، فاحرصوا إلى الصيام هذا اليوم،
واحرصوا على التقرب إلى الله عز وجل في سائر الأيام،
اللهم إنا ندعوك وأنت أحق من ندعيك، ونرجوك وأنت أحق من نرجيك، اللهم اغفر ذنوبها كلها دقها وجلها، اللهم أرزقنا توبة نصوحة، اللهم ارزقنا توبة ترضيك عنا، اللهم ارزقنا توبة ترضيك عنا، اللهم لنا من الذنوب والعيوب مالا يحصيه إلا أنت، فمن علينا برحمتك، ومن علينا بمغفرة ذنوبنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك اللهم من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ربي آتي نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، ربي فرج هم المهمومين من المسلمين، ربي فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، وفك أسرى المأسورين، واشف جميع مرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك بكل من عاد الدين، اللهم رد كيد الظالمين في نحورهم، وادفع عنا شرورهم، اللهم إكفناهم بما شئت وكيف شئت، اللهم إكفناهم بما شئت وكيف شئت، اللهم إنا نسألك أن تجعل بلدنا هذه أمنا أمانا، وسلم سلاما، اللهم أصلح من وليته أمرنا، وولى علينا خيارنا، واكفنا شرارنا، اللهم وفق رئيس الدولة لما تحبه وترضى، وأصلحه يا رب وولي عهده ووفقهما لما يرضيك عنهما يا ذا الجلال والإكرام، إلهنا ما نسألك من خير فأعطنا، وما لم نسألك فأنت أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين إبتدئنا يا ربنا، سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
لم تراجع الخطبة من قبل الشيخ
منقووول
dr shms- شمسولوجي ذهبي
- عدد المشاركات : 1264
تاريخ التسجيل : 08/07/2010
المود :
رد: فضل يوم عرفة
تسلم
7oda- Admin
- عدد المشاركات : 7833
البلد : بص جنبك كدا ..
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى