العمل الحر علي الانترنت

سأكتب قليلا عن تجربتي في العمل Freelancer كمبرمج ومطور، وما رافق هذه التجربة من نجاحات، إخفاقات، صعوبات، مشاكل، وفرص ثمينة لم أغتنمها، وأيضا الأخطاء التي – لو رجعت للوراء – لكنت تفاديتها. المدونات الأجنبية غنية بهذه المواضع، وفكرت أن أكتب عن تجربتي أنا أيضا. وهذه هي التدوينة الأولى في هذا الموضوع، وهي تجربة شخصية حقيقية.
أنا وحدي أتحمل نتائج قراري:

قبل أن تتخذ هذا القرار وترفض أي فرصة عمل تأتيك من شركة، يجب أن تعي أنه ينطوي على بعض المخاطر، وأنه مغامرة، فقد تبقى شهورا بدون دخل، وقد تفشل سريعا وتنتقل للبحث عن عمل full time، النتائج ستختلف من شخص لآخر، حسب البيئة والظروف كمصادر الدخل الأخرى، وما إن كنت تعيل أشخاصا آخرين بهذا العمل، أم أنه لمجرد المتعة.

أنت حر في أن تعمل في أي وقت تشاء، ومن أي مكان تشاء، فقط يجب أن يكون لديك تصور واضح عن ساعات العمل، ضع في ذهنك أن هناك ساعات محددة يجب العمل فيها، سواء 3 أو 4 أو حتى 10 ساعات، ولتكن أمرا أساسيا في يومك – هذا ما تركز عليه المدونات الأجنبية الموجهة ل Freelancer - وإلا فلن تشعر أن هناك إنجاز وشيئا فشيئا ربما تنسى أنك Freelancer، وستتحول إلى مستخدم أنترنت عادي يقضي يومه في التصفح ومتابعة RSS.

لو رجعت – فقط إلى بداية السنة الحالية – لما رفضت عرض العمل في شركة محلية وبراتب شهري مجزي يبدأ ب 1000 دولار، بالتأكيد كانت أموري ستكون أفضل من الان، لكن كنت أناذاك لا أزال افكر بمثالية في التطوير وكنت شخصا حالما أنتظر فريقا يأتي من شركة twitter أو google لأعمل معه.
الوقت مصدر دخلي الوحيد:

فكر باحترافية وبجدية كبيرة في عملك، تصور أنك تعمل في شركة رسمية ولديك عدد ساعات محدد أو tasks معينة، حضر قائمة مسبقة بما ستنجزه هذا اليوم، استعن بالورقة والقلم بدل خدمات web – في حال انقطع الاتصال قد لا تعرف ما هي مهام اليوم – كما أن هذه الطريقة مشجعة ومحفزة أكثر، بشكل عام استعمل الطريقة الأفضل والمناسبة لك، مهما بدت تطبيقات الويب To Do List و Tasks مغرية. I’m a ToDo list addict لكن لم أجد أفضل من الورقة والقلم، العمل Freelancer لا يعني الفوضى وعدم الجدية.

افتح بريد Gmail مرتين أو 3 مرات في اليوم، أوجد حلولا أخرى للتواصل مع العملاء، جرب خدمة basecamp حيث تستطيع ان تطلع على العميل بآخر التحديثات مباشرة على بريده، يمكنك استعمال رقم هاتف للطوارئ، كي يتمكن العملاء من التواصل معك. الاستمرار في فتح البريد كل 5 دقائق يسبب – عدا تضييع كل وقتك – صداعا وتشويشا في الرأس، وقد يتحول إلى إدمان وسلوك لا إرادي تقوم به على مدار اليوم.

إن كنت تستعمل خدمة دردشة للتواصل مع العملاء مثل Skype أو Gtalk اجعل حالتك Offline أو حتى امتنع عن استعمالها طول اليوم، إن كنت تستعمل حسابا واحدا للتواصل مع العملاء ومع العائلة والاصدقاء، ففكر جديا في فتح حساب جديد تنقل إليه أصدقاءك وتفصل عملاءك مهما كانت درجة القرب بينك وبين هؤلاء (العملاء).

twitter قد يتحول إلى إدمان، وكل من يستعمل أداة أو إضافة سيجد نفسه تلقائيا يضيف تحديثات كل بضعة دقائق أو تتبع مئات التحديثات التي يكتبها آخرون، استعمل الخدمة مباشرة من الموقع، وان كنت تستعمل TwitterFox فاغلقها لساعات معينة. أو حتى امتنع عن استعمال twitter خلال الساعات المحددة للعمل، يجب أن أوضح هنا أن ساعات العمل يقصد بها كتابة أكواد وبناء التطبيق، اما التصفح وإضافة مواضيع للمدونة فهي أنشطة أخرى لا علاقة لها بالعمل.

لا تنتظر أن يكون يومك مثاليا – بدءا من فطور صباح مثالي – وشعور كبير بالحماس، وشوق لما ستنجزه اليوم، فمن أسباب تأجيل عمل اليوم للغذ، هو انتظار أن أشعر بالشوق لما سأعمل عليه، تذكر أن كل ساعة تضيع منك تعادل مزيدا من الضغوطات والمشاكل المادية لاحقا، قد لا ترى أنك ترتكب خطأ الان، لكن ستظهر النتائج لاحقا، لذا فالنصيحة الذهبية التي يجب أن تعمل بها هي: أنجز عملك حتى وأنت كاره له – سردال.