جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب حين طلب زوجي حقيبة المبيت خارج المنزل
صفحة 1 من اصل 1
جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب حين طلب زوجي حقيبة المبيت خارج المنزل
جيهان السادات: عرفت بموعد الحرب
كشفت السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات عن أنها لم تكن تعرف بموعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 التي شنتها مصر لتحرير أرض سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، إلا حين طلب منها زوجها أن تجهز حقيبته الخاصة التي اعتاد أن يصطحبها معه حين يعتزم المبيت خارج المنزل.وأضافت أن أول كلمة قالها لها السادات بعد عبور الجيش المصري لقناة السويس وصولا لسيناء: «أولادي حققوا النصر»، موضحة أنها حين قالت للرئيس السادات إن الجنود مستاؤون مما حدث من اختراق الجيش الإسرائيلي لصفوف الجيش المصري فيما يعرف بالثغرة، هز الرئيس رأسه بما معناه أن هناك ما يبرر هذه الخطوة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها لم تكن في البداية متأكدة من قدرة الجيش المصري على تحقيق الانتصار في تلك الظروف.
وقالت: إن السادات هدد بنسف الإسرائيليين الذين اخترقوا الجبهة المصرية في «الثغرة»، من خلال محادثة هاتفية كانت تدور بينه وبين وزير الخارجية الأميركي في ذلك الوقت، هنري كيسنجر، مشيرة في ذكرياتها عن حرب أكتوبر إلى أنها كانت تلاحظ أثناء الإعداد للحرب ضباطا يدخلون ويخرجون في قصر الطاهرة، قائلة إن السادات كان يرتدي زيه الرسمي ويقول: «أنا سأحارب».
وأكدت جيهان السادات أن الرئيس الراحل لم يكن مهموما، لكنه كان مشغولا بشيء ما لدرجة كبيرة، وكان حريصا على ألا يخرج سر موعد الحرب حتى لأقرب الناس إليه، مشيرة إلى أن السادات كان طبعه هادئا في عز الأزمات. لم يكن يجعلك تنهار أو تنفعل وقت الأزمة، ويمنحك دائما إحساسا بأن كل شيء (تمام)، سواء قبل الحرب أو بعدها.
وقالت جيهان : "أنا كزوجة محبة لزوجها كنت قريبة منه جدا.. كنت معه لحظة بلحظة، ومطلعة على كل ما يحدث. كان إحساسي أن هناك حربا، لكن متى؟ لا أعرف.. مثلي مثل الشعب المصري كله، الذي كان يعرف أن السادات سيحارب".
وحول شعورها عن حرب أكتوبر قالت جيهان: "كنت خائفة وأصبت بـ«خضة» (فزع)؛ لأنني عشت حرب 1967، وكنت بين الضباط والجنود في المستشفيات، وبصراحة لم أكن أرى أن النصر سيكون مضمونا بنسبة 100%، لكن السادات كان مطمئنا".
وأضافت أن زوجها قال لها في أول لقاء لهما بعد الحرب، والفرحة ترتسم على وجهه: أولادي يا جيهان حققوا النصر.
وتابعت: "الجنود في المستشفيات كانوا ينادونني بـ«ماما جيهان». وذات يوم دخلت على أحد الجنود وقال لي: يدي هذه هي التي رفعت علم مصر على أرض سيناء. وقتها انحنيت وقبلت يده. ولم يصدق من كانوا معي أن زوجة الرئيس تقبل يد أحد الجنود، حتى وسائل الإعلام وقتها، لم تتحدث عن القصة خوفا من الحرج. وكان ردي عليهم: «هذا شرف لي أن أقبل يد هذا الجندي؛ لأنه بطل قومي، وأنا أفتخر به؛ لأنه رفع العلم».
وقالت جيهان أن قصة الثغرة تتلخص في أن أميركا أرادت تحسين وضع إسرائيل في مفاوضات إنهاء الحرب، فأمدتها بمعلومات عن أماكن الضعف في الجيش المصري بواسطة القمر الاصطناعي. وكانت عند الإسرائيليين معلومات كاملة عن كل ما يحدث في مصر، في الوقت الذي كانت فيه مصر لا تملك أي شيء عن إسرائيل، وبموجب المعلومات الأميركية تمكن الجيش الإسرائيلي من تطويق الجيش الثالث الميداني المصري من خلال ما عرف بثغرة الدفرسوار. كانت الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث الميداني على امتداد الضفة الشرقية لقناة السويس. أدى هذا التطويق إلى تدمير دبابات مصرية بكامل أطقمها، ناهيك عن الخسائر البشرية وخسائر المعدات، وهو ما تم اعتباره ضربة موجعة للمدرعات المصرية. وفي إحدى الليالي سمعت السادات يقول لوزير خارجية أميركا حينذاك، هنري كيسنجر: أنا ممكن أنسفها. ورد عليه كيسنجر: هدئ من روعك، ولا تتسرع، سوف نحلها بالمفاوضات.
وأكدت سيدة مصر الأولى سابقا أن كثيرون هاجموا السادات بعد حادث الثغرة وظهرت (نكت) كثيرة على السادات كان أشهرها «أن السادات راح للترزي، يحط له جيب، بدل الجيب اللي عنده، أي الثغرة». ولكن «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، فلقد جاءت الثغرة في صف مصر.
وأوضحت جيهان السادات أن حياتها الأسرية مع الرئيس الراحل كانت تسير في إطار من الاحترام والتفاهم والمودة، قائلة إنه منذ أول يوم زواج كان هناك اتفاق بينهما على أن كلا منهما له خصوصيته.
وتابعت مؤكدة: "كان يحبني بشدة، ولا يسمح لأحد مهما كان بالتطاول علي ولو بكلمة، وكانت رحلتي مع الرئيس جميلة مليئة بالحب والاحترام والتقدير، فكانت حياة رائعة بكل معنى الكلمة. ولا أنكر أنه كانت تحدث بيننا خلافات كتلك التي تحدث في كل بيت، لكنها أبدا لم تخرج عن إطارها المعتاد. فالسادات كان إنسانا وزوجا وأبا مثاليا في عز مجده، وكان لديه إحساس وشعور كبير تجاه بيته وأسرته على الرغم من مسؤولياته الكبيرة، وكان موعد عشائه كل يوم الساعة السابعة مساء وكان موعدا مقدسا مع أولاده، يجلس معهم ويتسامر ويعرف مشكلاتهم".
وأشارت جيهان السادات أنها تحرص على التواجد في مصر خلال هذه الفترة من كل عام لإحياء ذكرى زوجها الراحل، وتزور هي وعدد كبير من المواطنين قبر الرئيس السادات.
وأضافت: "على الرغم من مرور 29 عاما على رحيل أنور السادات فإنه دائما في قلبي وعقلي وفكري وأشعر أنه معي. فالسادات كان رجلا واحدا في كل ما قام به من أعمال، وكان هدفه الأول خدمة مصر، وكان عشقه الأول لها، ليس بالكلام ولكن بالفعل، انغمس في العمل السياسي، وقاسى كثيرا، ولم يكن أبدا يحسب المقابل أو المردود من أفعاله".
المصدر: صحيفة الشرق الاوسط.
7oda- Admin
- عدد المشاركات : 7833
البلد : بص جنبك كدا ..
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى