ترانسترومر المعجزة وسيد الكلمة.. هكذا وصفه النقاد والشعراء

ظل اسم الشاعر السويدى توماس ترانسترومر، مرشحا دائما لنيل جائزة نوبل للآداب بشهادة شعراء ونقاد أوروبا والسويد، ولكنه لم يحصل عليها سوى فى عام 2011، وفى العام الماضى تساءل النقاد هل سيظل السويدى توماس ترانسترومر على قيد الحياة ليدخل المنافسة مرة أخرى لنيل جائزة نوبل للآداب، بعد أن منحت مؤسسة نوبل الجائزة إلى الروائى البيروفى ماريو بارجاس يوسا؟، واعتقد الجميع أن الشعر سيأتى دوره فى الجائزة التى تنافس عليها هذا العام ترانسترومر مع الشعراء السورى "أدونيس" والدنماركى "أنجر كريستنسن" الذى توفى العام الماضى قبل موعد الجائزة.
الناقد إياد نصار يقول فى مدونته "ترانسترومر فرض حضوره على مشهد الشعر السويدى منذ خمسينيات القرن الماضى، وهو أشهر شاعر الآن يمثل إسكندنافيا فى شمال أوروبا، بينما ترجم الشاعر العراقى نجم محسن تقريرا عن آثار ترانسترومر فى الشعر قال فيه "ظهرت المجموعة الثالثة لتوماس "سماء مفتوحة على النصف" 1962، ووصفها أحد الصحفيين بأنها "معجزة" مدافعا عن مكانته الشعرية، بالرغم من هذا وجد الشاعر فى فترة من الوقت أن النقاشات والمعانى حول شعره انقسمت فى السويد بينما تنامت شهرته خارج الحدود حتى صار شاعراً عالمياً مهماً.
الشاعر الإنجليزى روبرت بلى كتب فى سنة 1970 فى أنطلوجيا (عشرين قصيدة): يبدو لى أن الشاعر توماس ترانسترومر أفضل شاعر ظهر فى السويد فى السنوات القليلة الماضية، على ظهر الكتاب كُتب بتأكيد قوى على أن الشاعر توماس ترانسترومر ليس فقط واحدا من شعراء القرن فى السويد "بعد كونار إيكليوف وهارى مارتنسون" بل واحد من أهم الشعراء فى جيله فى كل أوربا.
وقال الناقد السويدى إيريك همر عن مجموعة ترانسترومر "اللغز الكبير" إنها نظفت اللغة السويدية من شوائبها، مضيفا "من المؤكد أن ترانسترومر بعد إصابته بالجلطة الدماغية قبل أكثر من عقد من السنين، قد توصل إلى هذا الشكل من التعبير الشعرى الذى يناسبه تماما، فإصابته بالشلل النصفى قد جعلته لا يستطيع الكلام أو الكتابة بيده، لذا اختار هذا الشكل لتأليف ملاحمه الشعرية، لكن هذا الشكل هو بالدرجة الأولى ناتج عن تطور طبيعى لسيد الكلمة المركزة، الرجل الذى ينحت الكلمة نحتاً لأشهر عديدة قبل أن يستقر رأيه على الكلمة التى ترضيه.
فى مجموعته (اللغز الكبير) تجد كثيرا من الأمثلة على مثل هذه الكلمات الترانسترومية الفريدة التى يلتقطها من مفردات الحياة اليومية ويعيد صياغتها وينظف المفردة من شوائب اللغة الدارجة.