شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
السلام عليكم

نورتنا يا ....

لو هتتصفح المنتدي كزائر .. توجة للقسم اللي انت عايزة من المنتدي ...

للتسجيل .. اتفضل افعص علي زرار التسجيل ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
السلام عليكم

نورتنا يا ....

لو هتتصفح المنتدي كزائر .. توجة للقسم اللي انت عايزة من المنتدي ...

للتسجيل .. اتفضل افعص علي زرار التسجيل ..
شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شهادات علي صدق نبوته

اذهب الى الأسفل

شهادات علي صدق نبوته Empty شهادات علي صدق نبوته

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:36 am



شهادة رب العالمين على نبوة محمد

شَهِدَ الحقُّ تبارك وتعالى لنَبِيِّهِ محمد بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، فقال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40]. وكفى بشهادة ربِّ العالمين دليلاً على صدق رسول الله ، ولكننا آثرنا أن نُقَدِّمَ لأصحاب المذاهب العقليَّة شهاداتٍ أخرى لكل من عايش رسول الله من الصحابة الأجلاَّء، وزوجاته الفضليات، بل وأعدائه الألدَّاء، ومَنْ قرأ عنه وسمع سيرته من العلماء الغربيين؛ ليُدْرِكُوا جيِّدًا أن كُلَّ مَنْ عَرَف رسول الله قد اعترف بعُلُوِّ هِمَّته، وصفاء طبعه، وطهارة قلبه، ونُبْلِ خُلُقِه، ورجاحة عقله، فشهدوا في حَقِّه شهادةَ صدقٍ؛ فكانت هذه الشهادات دليلاً على صدق دعوته وعظمة رسالته.

شهادة رب العالمين على نبوة محمد

تَعَدَّدَتِ الأدِلَّة على نُبُوَّة محمد رسول الله ، ولكن تبقى شهادة ربِّ العالمين له بالرسالة أقوى دليل على صدقه فيما بَلَّغ عن ربِّ العزَّة I؛ وذلك لأسباب كثيرة، أهمها أن الحقَّ لن يُوَفِّقَ إنسانًا كذابًا مُدَّعِيًا عليه سبحانه، بل ويُؤَيِّده بالمعجزات الباهرات.

إضافةً إلى سبب آخر جوهري ألا وهو شهادة الواقع التاريخي للقرآن، التي تُثبت -بما لا يدع مجالاً للشكِّ- أنه أصدق وثيقة ظَلَّتْ حتى الآن بلا تحريف أو تبديل، تناقلتْ عبر الأجيال حفظًا متواترًا وكتابة محفوظة في مئات البلدان التي دخلها الإسلام، ممَّا يُعْطِي لها مزيَّة لا تتوافر في كل الوثائق التاريخية الأخرى.

شهادة الله لنبيه في القرآن

كتاب الله القران الكريمولننظر إلى الآيات القرآنية المختلفة، التي تحدَّثَتْ في أكثر من صورة عن شهادة الله جَلَّ وعلا لنبيِّه بالرسالة، فقال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]. وننظر إلى قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 79]. ويقول الطبري مُعَلِّقًا على هذه الآية: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولا}، إنما جَعَلْنَاك -يا محمد- رسولاً بيننا وبين الخلق، تُبَلِّغُهم ما أرسلناك به مِن رسالة إليهم، وليس عليك غيرُ البلاغ وأداءُ الرسالة إلى مَنْ أُرْسِلَتْ إليه، فإن قَبِلُوا ما أُرْسِلَتْ به فلأنفسهم، وإن رَدُّوا فعليها. {وَكَفَى بِاللَّهِ} عليك وعليهم، {شَهِيدًا} يقول: حَسْبُكَ اللهُ -تعالى ذِكْرُه- شاهدًا عليكَ في بلاغِكَ ما أُمِرْتَ ببلاغِه من رسالته ووحيه، وعلى مَنْ أُرْسِلْتَ إليه في قَبُولهم منك ما أُرْسِلْتَ به إليهم، فإنه لا يخفَى عليه أمرُك وأمرُهم، وهو مُجَازيك ببلاغك ما وَعَدَك، ومجازيهم ما عَمِلُوا من خيرٍ وشرٍّ، جزاءَ المُحْسِن بإحسانِه، والمُسِيء بإساءته"[1].

ويقول الحقُّ تبارك وتعالى في آيات أخرى: {وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 164-166].

ويُعَلِّقُ الأستاذ سيد قطب على هذه الآيات قائلاً: "فإذا أنكر أهل الكتاب هذه الرسالة الأخيرة، وهي جارية على سُنَّة الله في إرسال الرسل لعباده {مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165]؛ فأهل الكتاب يعترفون بالرسل قبل محمد ؛ اليهود يعترفون بمن قبل عيسى u، والنصارى يعترفون بهم وبعيسى... فإذا أنكروا رسالتَكَ -يا محمد- فلا عليك منهم، فليُنْكِروا {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [النساء: 166] وفي هذه الشهادة من الله، ثم من ملائكته ومنهم مَنْ حَمَلَهَا إلى رسوله، إسقاطٌ لكل ما يقوله أهل الكتاب، فمن هُمْ والله يشهد؟! والملائكة تشهد؟! وشهادة الله وحدها فيها الكفاية! وفي هذه الشهادة تسرية عن الرسول ، وما يَلْقَاهُ من كيد اليهود وعنتهم"[2].

وفي تحدٍّ عجيب يقول الحقُّ تبارك وتعالى للذين لا يؤمنون برسالة محمد : {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الرعد: 43]. يقول ابن عاشور تعليقًا على شهادة ربِّ العالمين على صدق نبيِّه محمد : "إن الله لا يُصَدِّقَ مَنْ كذب عليه، فلا يَتِمُّ له أَمْرٌ، وهو معنى قول أئمة أصول الدِّينِ: إن دلالة المعجزة على الصدق أنَّ تغيير الله العادةَ لأجْلِ تحدِّي الرسول ، قائمٌ مقام قوله: صَدَق عبدي فيما أخبر به عني"[3].

وآيات القرآن التي تشهد بصدق النبي محمد كثيرة، ولا نكون مبالغين إن قُلْنَا: إن كل القرآن يشهد بذلك تصريحًا أو تضمينًا. وما أجمل أن نختم هذا المقال بقوله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأنعام: 19]! أيُّ شاهدٍ في هذا الوجود كله هو أكبر شهادة؟ أيُّ شاهد تعلو شهادته كل شهادة؟ أيُّ شاهد تحسم شهادته في القضية فلا يبقى بعد شهادته شهادة؟... وكما يُؤْمَر رسول الله بالسؤال، فهو يُؤْمَر كذلك بالجواب؛ ذلك أنه لا جواب غيره باعتراف المخاطَبِينَ أنفسهم، ولا جواب غيره في حقيقة الأمر والواقع.

{قُلِ اللَّهُ} نعم! فالله I هو أكبر شهادة، هو الذي يَقُصُّ الحقَّ، وهو خير الفاصلين، هو الذي لا شهادة بعد شهادته، ولا قول بعد قوله؛ فإذا قال فقد انتهى القول، وقد قُضِيَ الأمر[4].

د. راغب السرجاني

[1] الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن 8/561.

[2] سيد قطب: في ظلال القرآن 2/291.

[3] ابن عاشور: التحرير والتنوير 25/21.

[4] سيد قطب: في ظلال القرآن 2/493.


Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : شهادات علي صدق نبوته Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شهادات علي صدق نبوته Empty رد: شهادات علي صدق نبوته

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:37 am

شهادة الصحابة على صدق نبوة الرسول

إن صحابة رسول الله هم الذين صَدَّقوا دعوة النبي محمد ، وآمنوا برسالته، وصحبوه في سلمه وحربه، لفترة زمنية طويلة، فعلموا فيها حقيقة محمد وخبيئته، فلو كان محمد فظًّا في تعامله، سيئًا في سريرته، لكانوا أوَّل الناس ابتعادًا عنه، وكُرْهًا له، لكن الأمر كان على النقيض تمامًا؛ إذ كانوا يزدادون يومًا بعد يوم، فبلغ عدد من شهد حَجَّة الوداع منهم مائة ألف صحابي أو يزيد.


شهادة أنس بن مالك

وقد شهد القريب والبعيد من صحابة رسول الله بحُسْنِ خُلق النبي ، فهذا أنس بن مالك t أحد الصحابة الذين عاشوا مع محمد بصورة شبه كاملة؛ في البيت، وفي المسجد، وفي الطريق، وفي السوق، وفي الحرب، يقول: "خَدَمْتُ النَّبِيَّ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا قَالَ لِي أُفٍّ، وَلا لِمَ صَنَعْتَ، وَلا ألاَّ صَنَعْتَ"[1].



وهذا مثال في غاية الروعة، ووصفٌ في غاية الجمال؛ فعشر سنين فترة زمنيَّة ليست بالهيِّنَة ولا القصيرة، ورغم ذلك لم يخرج من فم رسول الله أقل عُتب أو لوم لأنس t، ولو خرج في هذه المُدَّة من رسول الله ما يُغضب أنسًا لقاله، ولأخبر به بعد وفاة النبي ، لكن ذلك لم يحدث.


شهادة زيد بن الدثنة وحبه لرسول الله

لقد أقرَّ كُلُّ الصحابة -بلا استثناء- بِحُبِّ رسول الله ، وكان هذا الحُبُّ والإنصاف نابعًا من تصديقهم برسالته، ومعايشتهم لواقعه. وممَّا يُدَلِّل على هذا الحُبِّ والإنصاف موقف الصحابي زيد بن الدَّثِنَة t، الذي أسَرَه بعضُ الهُذَلِيِّينَ، وباعوه لصفوان بن أمية القرشي الذي كان والده أمية قُتل في غزوة بدر الكبرى، فأراد أن يثأر لوالده بقتله لزيد بن الدَّثِنَة، فأخذوه إلى الحرم ليقتلوه، فرأى أبو سفيان رباطة جأشه، وإقباله على الشهادة بحُبٍّ منقطع النظير، فقال له: أتحبُّ أنَّ محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنَّك في أهلك؟ قال: والله ما أُحِبُّ أنَّ محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تُصِيبه شوكةٌ تؤذيه وأنا جالسٌ في أهلي[2].



إن زيدًا t على مشارف الموت، وهذه اللحظة هي أصدق لحظة مع النفس؛ يُصَرِّح فيها الإنسان بالحقيقة التي لا جدال فيها، والتي تُؤَكِّدُ بكُلِّ ثقة واطمئنان أن محمدًا في وجدان أصحابه نبيٌ مرسل، فلو لم يكن كذلك، وكان دَعِيًّا كاذبًا، لما ضَحَّى زيدٌ t وغيره من الصحابة بأرواحهم وأموالهم في سبيلِ دَعِيٍّ كاذب.


شهادة وقصة إسلام سلمان الفارس

وممن شهد بصدق رسول الله ، سلمان الفارسي الذي ظَلَّ يبحث عن النبي الحقِّ الذي عَرَف صفاته ومناقبه من أحد الرهبان في عَمُّورِيَة، بعدما طلب منه سلمان أن يدلَّه على راهب من الرهبان يعيش في كنفه عابدًا لربه، ويقص علينا سلمان قصته مع الهداية قائلا: "قال راهب عمورية: أي بُنيّ... قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب مهاجرًا إلى أرض بين حرتين[3]، بينهما نخل به علامات لا تخفى، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعلْ. قال سلمان: ثم مات وغُيِّب، فمكثت بعمورية ما شاء الله إن أمكث، ثم مر بي نفر من كلب[4] تجارًا، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه؟ قالوا: نعم. فأعطيتهموها وحملوني، حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني مِنْ رجل مِن يهودَ عبدًا، فكنت عنده ورأيت النخل، ورجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق لي في نفسي.



فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي راهب عمورية، فأقمت بها وبعث الله رسوله فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر، مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عَذْقٍ[5] لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال فلانٌ: قاتل الله بني قيلة! والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم، يزعمون أنه نبي. قال: فلما سمعتها أخذتني العُرَوَاءُ[6] حتى ظننت سأسقط على سيدي. قال: ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ماذا تقول؟! ماذا تقول؟! قال: فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا؟! أقبلْ على عملك. قال: قلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبتَ عما قال.



وقد كان عندي شيءٌ قد جمعته، فلمَّا أمسيت أخذته، ثم ذهبتُ به إلى رسول الله وهو بقُبَاء، فدخلتُ عليه، فقلتُ له: إنَّه قد بلغني أنَّك رجلٌ صالحٌ، ومعك أصحابٌ لك غرباء ذوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ قد كان عندي للصَّدَقة، فرأيتكم أحقَّ به من غيركم. قال: فقَرَّبْتُه إليه. فقال رسول الله لأصحابه: "كُلُوا". وأمسك يده فلم يأكل. قال: فقلتُ في نفسي: هذه واحدةٌ. قال: ثم انصرفتُ عنه فجمعت شيئًا، وتحوَّل رسول الله إلى المدينة، ثم جئتُه به. فقلتُ له: إنِّي قد رأيتُكَ لا تأكل الصدقة، وهذه هديَّةٌ أكرمتُكَ بها. قال: فأكل رسول الله منها، وأمر أصحابه فأكلوا معه. قال: فقلتُ في نفسي: هاتان اثنتان. ثم جئتُ رسول الله وهو ببقيع الغرقد، قد تبع جنازة رجلٍ من أصحابه عليه شَمْلتان[7] له، وهو جالسٌ في أصحابه، فسلَّمْتُ عليه ثم استدرتُ أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي؛ فلمَّا رآني رسول الله استدبرتُه[8]، عرف أنِّي أستثبتُ في شيءٍ وُصِف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرتُ إلى الخاتم فعرفتُهُ، فأكببت عليه أُقَبِّله وأبكي. فقال لي رسول الله : "تَحَوَّلْ". فتحوَّلْتُ، فجلستُ بين يديه، فقصصت عليه حديثي..."[9].



وترجع أهمية قصَّة إسلام سلمان t إلى كونها دليلاً يشهد بصدق نُبُوَّة محمد ، بل إن بقاء سلمان t على إسلامه، وجهاده ودفاعه عن الدين، ونشره له حتى مماته في عام خمسة وثلاثين من الهجرة، دليلٌ على كون محمد صادقًا فيما أُرسل إليه، ولم يكن مُدَّعِيًا للنُبُوَّة، أو كاذبًا فيما جاء به، ولو رأى سلمان t خلاف ذلك لرجع إلى بحثه عن النبي الخاتم، الذي خرج من أجله منذ أعوام عديدة؛ إذ كان ذلك هو شغله الشاغل، لكن ذلك لم يحدث؛ لأن سلمان t وجد أن محمدًا نبيٌّ حقًّا، بل هو خاتم الأنبياء أجمعين.


شهادة وقصة إسلام عبد الله بن سلام

وقد تَكَرَّرَ نفس الأمر عند إسلام الحَبْر اليهودي عبد الله بن سَلاَم[10]، فيروي قصة إسلامه بنفسه قائلاً:



"قال: لمَّا سمعتُ برسول الله وعرفت صفته واسمه وهيئته وزمانه الذي كُنَّا نَتَوَكَّفُ[11] له، فكنتُ مُسِرًّا بذلك صامتًا عليه حتى قَدِمَ رسول الله المدينة، فلمَّا قَدِمَ نزل بقُبَاء في بني عمرو بن عوف، فأقبل رَجُلٌ حتى أخبر بقدومه، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها، وعَمَّتِي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلمَّا سَمِعْتُ الخبرَ بقدوم رسول الله كَبَّرْتُ، فقالت عَمَّتِي حين سمعتْ تكبيري: لو كنتَ سمعتَ بموسى بن عمران ما زدتَ. قلت لها: أي عَمَّة، هو والله أخو موسى بن عمران، وعلى دينه[12]، بُعِثَ بما بُعث به. فقالت له: يابن أخي، أهو النبي الذي كنا نُخْبَرُ به، أنه يبعث مع بعث الساعة؟ قال: قلتُ لها: نعم. قالت: فذاك إذن.



قال: ثم خرجتُ إلى رسول الله ، فلمَّا تَبَيَّنْتُ وجهه عرفت أنه ليس بوجهٍ كذاب. وفي رواية أخرى يقول عبد الله بن سلام: أتيتُ النبي فقلتُ له: إني سائِلُكَ عن خِلالٍ لا يعلمهُنَّ إلاَّ نبي: ما أوَّل أشراط الساعة؟ وما أوَّل طعام أهل الجنة؟ وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه؟ وما هذا السواد الذي في القمر؟ قال: "أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا". قلت: جبريل؟ قال: "نَعَمْ". قلت: عَدُوّ اليهود من الملائكة. ثم قرأ: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 97]، قال: "أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَخْرُجُ عَلَى النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ تَسُوقُهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ، وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ نَزَعَتِ الْوَلَدَ، وَأَمَّا السَّوَادُ الَّذِي فِي الْقَمَرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا شَمْسَيْنِ"، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ} [الإسراء: 12] "فالسَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتَ هُوَ الْمَحْوُ". فقال: أشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله.



ثم رجع إلى أهل بيته فأمرهم فأسلموا، وكتم إسلامه، ثم خرج إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، إن اليهود قد علمتْ أني سيدهم وابن سيدهم، وأَعْلَمَهُمْ وابن أعلمهم، وأنهم قوم بُهُت، وأنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عَنِّي بهتوني، وقالوا فِيَّ ما ليس فِيَّ، فأُحِبُّ أن تُدْخِلَنِي بعض بيوتك. فأدخله رسول الله بعض بيوته، وأرسل إلى اليهود، فدخلوا عليه فقال: "يا معشر يهود، يا ويلكم! اتقوا الله، فوالله الذي لا إله إلا هو! إنكم لتعلمون أني رسول الله، قد جئتكم بالحق فأسلموا". فقالوا: ما نعلمه. فقال: "أي رجل فيكم الحصين بن سلام؟" قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. فقال: "أرأيتم إن أسلم". قالوا: أعاذه الله من ذلك! فقال: "يابن سلام اخرجْ إليهم".



فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، يا معشر يهود، اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به، فوالله إنكم لتعلمون أنه لرسول الله حقًّا، تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة؛ اسمه وصفته، فإني أشهد أنه رسول الله، وأؤمن به، وأصدقه، وأعرفه. قالوا: كذبت، أنت شَرُّنَا وابن شَرِّنَا. وانتقصوه. قال: هذا الذي كنتُ أخاف يا رسول الله، ألم أُخْبِرْكَ أنهم قوم بُهُت، أهل غدر وكذب وفجور؟ قال: وأظهرتُ إسلامي وإسلام أهل بيتي، وأسلمتْ عمتي خالدة بنت الحارث وحَسُنَ إسلامها[13].


شهادة عمرو بن العاص

ولم تكن هذه الشهادات في حياة رسول الله فقط، ولكنها كانت -أيضًا- بعد مماته ، فها هو عمرو بن العاص يقول عن رسول الله بعد وفاته وهو يصفه: "مَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ ، وَلاَ أَجَلَّ فِي عَيْنِي مِنْهُ، وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ؛ إِجْلاَلاً لَهُ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ، لأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ"[14].



هذه بعض شهادات الصحابة على حُبِّهِمْ له ، وإيمانهم بدعوته، وتصديقهم برسالته، والتي لا تدع مجالاً للشكِّ أن محمدًا نبيٌّ مرسلٌ لهداية الناس إلى الحقِّ، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور.



د. راغب السرجاني

[1] البخاري: كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (5691)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب كان رسول الله أحسن الناس خلقًا (2309).

[2] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 2/172، وابن كثير: السيرة النبوية 3/128، والصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 6/42، 11/431.

[3] الحَرَّةُ: أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار. ويقصد بذلك المدينة المنورة؛ لأنها تقع بين حَرَّتَيْن عظيمتين. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حرر 4/177، ومادة لوب 1/745.

[4] قبيلة عربية.

[5] العَذْق بالفتح: النخلة بحَمْلها. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة عذق 10/238.

[6] العرواء: الرِّعدة من فزع أو حُمَّى. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة عرا 15/44.

[7] الشَّمْلة: كِساءٌ دون القَطِيفة يُشْتَمل به. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة شمل 11/364.

[8] اسْتَدْبَرَهُ: أَتاه من ورائه. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة 4/268.

[9] أحمد: (23788)، وقال الأرناءوط: إسناده حسن. وابن هشام: السيرة النبوية 1/220، 221، والألباني: صحيح السيرة ص68.

[10] عبد الله بن سلام: هو أبو يوسف عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، أسلم عند قدوم النبي المدينة، وكان اسمه "الحصين" فسماه رسول الله عبدَ الله. توفي بالمدينة سنة (43هـ/ 663م). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/921.

[11] يتوكَّف الخبر: أَي يتوقَّعه ويرتقبه وينتظره. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة وكف 9/362.

[12] أي على دين توحيد الله، وإفراده بالعبودية.

[13] البيهقي: دلائل النبوة 2/529-531، والصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 2/379، 380.

[14] أبو الفضل السيد أبو المعاطي النوري: المسند الجامع 32/498.


Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : شهادات علي صدق نبوته Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شهادات علي صدق نبوته Empty رد: شهادات علي صدق نبوته

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:37 am

شهادة زوجات الرسول على صدق نبوته

رسول الله وزوجاته

أمهات المؤمنين من المعلوم أن الزوجة هي أقرب الناس لزوجها؛ فهي تعلم سِرَّه قبل علنه، وتعلم حقيقة خُلُقه دون مواربة منه أو تَخَلُّق زائف، وهذا مع الزوجة الواحدة، فما بالُنا بزوجات كثيرات بلغْنَ التسع؟ فهل من المعقول أن تتواطأ تسعٌ من النساء الضرائر -وما يُعرف عنهن من الغيرة الشديدة- على تجميل وتحسين صورة زوجهن في حياته، وبعد مماته؟!



إن العقل ينقض هذا التصوُّر، فقد تحبُّ بعضهن زوجها، وقد تكرهه الأخريات؛ لسوء معاملته لهن، أو لتقريبه لبعضهنَّ دون الأخريات، فهل كان الأمر كذلك مع رسول الله ؟!



لقد كان الأمر مخالفًا لذلك تمام المخالفة بين رسول الله وزوجاته؛ فقد كُنَّ يتسابقن للقرب منه، كلُّهن يُحببنه حُبًّا شديدًا في حياته وبعد مماته، فقد كانت منهن الكبيرة العجوز، والصغيرة المتوقدة، ومنهن شديدة الغيرة، وسريعة الغضب، لكنهن قد اجتمعن على شيء واحد، ألا وهو حبُّهن للنبي محمد .


السيدة خديجة بنت خويلد

كانت أُولَى زوجات النبي السيدة خديجة بنت خويلد –رضي الله عنها- فقد عاش معها رسول الله خمسة وعشرين عامًا كاملة، لم تَرَ منه فيها إلاَّ كل جميل؛ لذلك فعندما نزل الوحي علي رسول الله ، وخاف خوفًا شديدًا ممَّا وجده من أثره في نفسه، وَقَفَتْ تُهَدِّئ من قلقه؛ فقالت له: "فوالله ما يخزيك الله أبدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ[1]، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ..."[2].



ولم يكن هذا التأييد من السيدة خديجة -رضي الله عنها- مجرد كلمات عابرة، بل كانت الحقيقة كاملة؛ فقد كانت هذه أخلاق رسول الله التي عَهِدَتْهُ عليها، فأضحت أخلاقه معها في بيته مطابقة لأخلاقه خارجه، وهذا دليل على صدق نُبُوَّتِه، وهو الأمر الذي جعل السيدة خديجة –رضي الله عنها- تشهد لرسول الله بطيب المعشر، وحُسْن الخُلق.


شهادة السيدة عائشة

وقد شهدت أصغر زوجات النبي السيدة عائشة -رضي الله عنها- بحُسن خُلقه وصدقه، وهي أعلم الناس به؛ فقد كان رسول الله يُحبُّها ويُجِلُّها، بل تُوُفِّيَ رسول الله في حجرها وبين يديها، فوصفتْ السيدة عائشة –رضي الله عنها- خُلُقَهُ قائلة: "خُلُق نَبِيِّ اللهِ كَانَ الْقُرْآنَ"[3].


شهادة أم حبيبة بنت أبي سفيان

ومن أَجَلِّ المواقف التي جاءت في كتب السيرة، التي تشهدُ احترام وتوقير أمهات المؤمنين لرسول الله ، ذلك الموقف العجيب الذي حدث بين أُمِّ المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، ووالدها أبي سفيان بن حرب زعيم قريش، وأحد ساداتها، وكان ما زال على كفره، ولم يُسْلِمْ بَعْدُ.



فحينما نقضت قريش عهدها مع رسول الله الذي أبرمته في الحُديبية، وانقضَّتْ على قبيلة خزاعة، فقتلتْ وسَبَتْ، خافت قريش من رسول الله ؛ فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة مُسرعًا؛ ليُجَدِّد العهد بين الفريقين، لكن رسول الله رفض طلب التجديد وعزم على فتح مكة. وموطن الشاهد هنا هو ذلك الحوار العجيب بين الابنة وأبيها، فعندما قدم أبو سفيان إلى المدينة، ذهب لزيارة ابنته بعد فراق طويل، وأعوام عديدة مَرَّت على رحيلها؛ بدايةً من هجرتها إلى الحبشة فرارًا بدينها، ونهاية بقدومها إلى المدينة، فدخل على ابنته أُمِّ حبيبة زوج رسول الله ، فلمَّا ذهب ليجلس على فراش رسول الله طَوَتْهُ عنه، فقال: يا بنيَّة، ما أدري أرغبتْ بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عنِّي؟ قالت: بل هو فراش رسول الله وأنت مشركٌ... فقال: والله لقد أصابك بعدي شَرٌّ[4].



إن هذا الموقف من أم المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- يعكس التربية الإسلامية لهذه الزوجة الصالحة؛ فهي تعلم تمام العلم أن محمدًا نبيٌّ صادقٌ، وأن أباها مشرك يعبد ما لا يضرُّ ولا ينفع، فأرادتْ بهذا الفعل أن تُوقِظَهُ من غفلته التي يحيا فيها أعوامًا عديدة، فطوت الفراش -وهو انعكاسٌ عما يجيش في صدرها من مقارنة محسومة لصالح زوجها الصادق محمد - ولم تكن أبدًا لصالح أبيها المشرك الذي طالما ناصب العداء لمحمد وصحبه!


شهادة أم المؤمنين صفية بنت أخطب

ومن أعظم الشهادات على صدقه شهادة أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب زعيم يهود بني قريظة، الذي أمر رسول الله بقتله لغدره وخيانته للعهد الذي تمَّ بينه وبين المسلمين؛ فها هي ذي –رضي الله عنها- تُحَدِّثُنَا عن خُلُقِهِ فتقول: "ما رأيتُ أحدًا قط أحسن خُلُقًا من رسول الله، لقد رأيته ركب بي في خيبر، وأنا على عجز ناقته ليلاً، فجعلتُ أنعس فتضرب رأسي مؤخرة الرَّحل، فيمسني بيده ويقول: يا هذه، مهلاً"[5].



ثم ها هي ذي تتمنَّى أن تُضَحِّيَ بنفسها فداءً لرسول الله ، وأن تتألم عِوَضًا عنه؛ فعن زيد بن أسلم t أنه قال: "اجتمع نساؤه في مرضه الذي توفي فيه، فقالت صفية -رضي الله عنها-: إني والله يا نبي الله لوددتُ أن الذي بك بي... فقال النبي معلقًا على كلامها: "وَاللهِ! إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ"[6]. بهذه الكلمات الرقيقة عَبَّرَتْ أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب عن مشاعرها تجاه النبي في وقتٍ لا تحتاج فيه إلى مداهنته، أو اتقاء شرِّه، ولكنها مشاعر امرأة آمنت بأنه نبي مرسل؛ ولذلك خاطبته بهذه الصفة قائلة: يا نبي الله. ومن عظمة الرسول أنه يشهد على صدق مشاعرها نحوه بعدما تغامز بها بعض أزواجه .



وكذلك عاشت كل زوجاته في كنفه؛ مؤمنات قانتات، عابدات لله ربِّ العالمين، كما تَعَلَّمْنَ من محمد الرسول قبل أن يكون الزوج.



د. راغب السرجاني

[1] الكَلّ: الثِّقْل من كل ما يُتكلَّف. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة كلل 11/590.

[2] البخاري: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (3)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب بدء الوحي إلى رسول الله (160).

[3] مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض (746)، وأبو داود (1342)، والنسائي (1601)، وأحمد (24314).

[4] ابن القيم: زاد المعاد 3/350.

[5] أبو يعلى: المسند 13/29، 31، والطبراني: المعجم الأوسط 6/344، 345.

[6] عبد الرزاق: المصنف 11/431.


Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : شهادات علي صدق نبوته Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شهادات علي صدق نبوته Empty رد: شهادات علي صدق نبوته

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:38 am

شهادة غير المسلمين على صدق نبوة الرسول

لم يشهد بصدق محمد أحبابه ولا المؤمنون به فقط، بل شهد له من حاربه السنوات الطوال، فقلوب هؤلاء زعماء الكفر في مكة ومَنْ حولها من الأعراب كانت موقنة بأن محمدًا رسول الله صادقٌ غيرُ كذوب؛ فقد عايشوه أربعين عامًا قبل الرسالة، فلم يعهدوا عليه كَذِبًا، أو خيانة، أو سوءًا في الخُلق أو المعاملة، ولكنهم لم يؤمنوا به لمصالح خاصة عندهم.



وعندما مَنَّ الله على رسوله ، واصطفاه للقيام بأمر الدعوة إليه I، فقام يدعو الناس في السرِّ والعلن؛ فإذا بالقوم ينقلبون على أعقابهم؛ فكَذَّبُوا رسالته، وعَذَّبوا أصحابه، حتى أُخرج من مكة مُكْرَهًا، بعدما تآمروا على قتله.


شهادة أبي سفيان بن حرب

ومع كل هذا العنت والمشقَّة والتعذيب والتنكيل إلاَّ أن أعداءه قد شهدوا بصدق دعوته في مواطن كثيرة؛ وخير شاهد على ذلك حديث أبي سفيان بن حرب -الذي كان معاديًا لرسول الله في أول الأمر- مع هرقل عظيم الروم، فقد روى عبد الله بن عباس أن أبا سفيان بن حرب قد أخبره "أن هرقل أرسل إليه في ركبٍ من قريش، وكانوا تُجَّارًا بالشام في المدَّة[1] التي كان رسول الله مادَّ[2] فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأَتَوْهُ وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال: "أيُّكُمْ أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلتُ: أنا أقربهم نسبًا. فقال: أدنوه منِّي، وقَرِّبُوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره[3]. ثم قال لترجمانه: قُلْ لهم: إني سائل عن هذا الرجل، فإن كَذَبَنِي فكَذِّبوه. فوالله! لولا الحياء من أن يَأْثِرُوا عليَّ كذبًا لَكَذَبْتُ عنه[4].



ثم كان أوَّل ما سألني عنه أن قال: كيف نسبُه فيكم؟ قلتُ: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قطُّ قبله؟ قلتُ: لا. قال: فهل كان من آبائه من مَلِكٍ؟ قلتُ: لا. قال: فأشراف الناس يَتَّبِعُونَهُ أم ضعفاؤهم؟ فقلتُ: بل ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلتُ: بل يزيدون. قال: فهل يرتدُّ أحد منهم سَخْطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلتُ: لا. قال: فهل كنتم تَتَّهِمُونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلتُ: لا. قال: فهل يَغْدِر؟ قلتُ: لا، ونحنُ منه في مدَّة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تُمْكِنِّي كلمة أُدْخِلُ فيها شيئًا غير هذه الكلمة[5]. قال: فهل قَاتَلْتُمُوهُ؟ قلتُ: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إيَّاه؟ قلتُ: الحرب بيننا وبينه سجال[6]؛ ينال مِنَّا وننال منه. قال: ماذا يأمركم؟ قلتُ: يقول: اعبدوا الله وحده، ولا تُشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.



فقال للترجمان: قُلْ له: سألتُكَ عن نَسبه فذكرتَ أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تُبْعَث في نسب من قومها، وسألتُكَ: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلتُ: لو كان أحدٌ قال هذا القول قبله لقلتُ: رجلٌ يَتَأَسَّى بقول قيل قبله، وسألتُكَ: هل كان من آبائه من مَلِك؟ فذكرتَ أن لا، قلتُ: فلو كان من آبائه مِنْ مَلِكٍ قلتُ: رجل يطلب مُلْكَ أبيه. وسألتُكَ: هل كنتم تَتَّهِمُونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرتَ أن لا؛ فقد أعرِفُ أنه لم يكن ليذرَ الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتُكَ: أشرافُ الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرتَ أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسُل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرتَ أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتمَّ، وسألتُكَ: أَيَرْتَدُّ أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرتَ أن لا، وكذلك الإيمان حين تُخَالِط بشاشته القلوب[7]، وسألتُكَ: هل يَغْدِر؟ فذكرتَ أن لا، وكذلك الرُّسل لا تغدر، وسألتُكَ: بما يأمركم؟ فذكرتَ أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقًّا فسيملك موضع قَدَمَيَّ هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظنُّ أنه منكم، فلو أنِّي أعلم أَنِّي أَخْلُصُ[8] إليه لَتَجَشَّمْتُ[9] لقاءه، ولو كنت عنده لغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ[10]..."[11].



وفي هذا دليلٌ واضحٌ على صدق نُبُوَّة محمد ، فكلُّ ما أخبر به أبو سفيان واقعٌ قد رآه بعينه، وعايشه بعقله وجوارحه.


شهادة أبي جهل لعنه الله

ولم تكن شهادة أبي سفيان بن حرب الشهادةَ الوحيدة من عَدُوٍّ عاصر رسول الله فأنصفه، ولا من هرقل الذي يتزعم دولة كبيرة حاربت المسلمين ردحًا من الزمن، بل كانت هناك شهادات من أعداء آخرين لا يَقِلُّونَ عداوة لرسول الله عنهما، بل يُعَدُّون من أكثر أعداء رسول الله كُرْهًا له، وحَنَقًا عليه، وسعيًا لقتله ومحوه من بين ظهرانيهم.. إنه أبو جهل الذي بلغت عداوته لرسول الله الذروة؛ فهو الذي أَصَرَّ على إشعال نيران الحرب بين الكافرين والمسلمين في غزوة بدر، وَجَرَّه كِبْرُه وجبروته لحتفه ومصرعه.



لقد شهد هذا العدُوُّ لرسول الله بالصدق والنُّبُوَّة؛ فقد سأل المِسْوَرُ بن مخرمة خاله أبا جهل عن حقيقة محمد ، إذ قال: "يا خالي، هل كنتم تَتَّهِمُون محمدًا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال: يابن أختي، والله! لقد كان محمد فينا وهو شابٌّ يُدْعَى الأمين، فما جَرَّبْنَا عليه كذبًا قطُّ. قال: يا خال، فما لكم لا تَتَّبِعُونه؟ قال: يابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا، وسَقَوْا وسَقَيْنَا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا[12] على الرُّكَبِ كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ[13]، قالوا: مِنَّا نبي. فمتى نُدْرِكُ مثل هذه؟!



وقال: الأخنسُ بن شُريق يومَ بدر لأبي جهل: يا أبا الحكم، أَخْبِرْنِي عن محمد؛ أصادقٌ هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحدٌ غيري وغيرك يسمع كلامنا. فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدًا لصادقٌ، وما كذب محمدٌ قطُّ، ولكن إذا ذهبتْ بنو قُصَيٍّ باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟"[14].



إن الاعترافين السَّابقين لأبي جهل -وهو العدُوُّ الأوَّل للدعوة الإسلامية- لدليلٌ واضح على صدق نُبُوَّة محمد ؛ فأبو جهل لا يُنازِع محمدًا اعتقادًا منه بأنه كاذب أو مُدَّعٍ، بل يُنازعه لأجل عصبية زائفة، تجعل الاعتراف بمحمد ونُبُوَّتِه أمرًا بالغ الصعوبة والتعقيد؛ إذ الاعتراف بنُبُوَّته سيجعل كفَّة بني هاشم راجحةً قويةً على سائر بطون قريش، وهو الأمر الذي يرفضه أبو جهل رفضًا قاطعًا.


شهادة قريش لرسول الله

بل وقد اعترفت قريش بسائر بطونها بأنه صادق أمين، وهو أمر لا يستقيم لأيِّ أحد من الناس أن تجتمع القبيلة بكاملها على صدقه وأمانته، رغم الاختلافات الاجتماعية والنفسية بين أفرادها الكثيرين؛ ففي يوم من الأيام "خرج رسول الله حتَّى أتى الصَّفَا، فصَعِدَ عليه فهتف: "يَا صَبَاحَاهُ"... فَلَمَّا اجتمعوا إليه قال: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" قالوا: ما جَرَّبنا عليك كذبًا. قال: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ". فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك! مَا جَمَعْتَنَا إِلاَّ لِهَذَا؟..."[15].



إن قريشًا كلَّها قد شهدت واعترفت بصدق محمد ، فلمَّا أخبرهم بحقيقة دعوته ورسالته، نَكَصُوا على أعقابهم[16]؛ تقليدًا لآبائهم، وخوفًا على مناصبهم وتجارتهم وأموالهم، فكان هذا الموقف -وغيره من المواقف الكثيرة بين رسول الله وبين كفار قريش- دليلاً يحمل في طَيَّاته اعترافًا منهم بصدقه، ومن ثَمَّ صِدْق دعوته ونُبُوَّتِهِ.


اعتراف زعماء يهود بصدق نبوة محمد

كما اعترف زعماء اليهود بصدق نبوة محمد ، وهذا ما تقصه أم المؤمنين صفية بِنْتِ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ زعيم يهود بني قريظة فتقول: "كنت أحبّ ولد أبي إليه وإلى عمِّي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولدٍ لهما إلاَّ أخذاني دونه. قالت: فلما قَدِمَ رسول الله المدينة، ونزل قُبَاء في بني عمرو بن عوفٍ، غدا عليه أبي، حيي بن أخطب، وعمِّي أبو ياسر بن أخطب، مُغَلّسَيْنِ[17]. قالت: فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس. قالت: فأتيا كالّين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى. قالت: فَهَشِشْتُ إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفتَ إليَّ واحدٌ منهما، مع ما بهما من الغمِّ. قالت: وسمعت عمِّي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب: أهو هو[18]؟ قال: نعم والله! قال: أَتَعْرِفُهُ وَتُثْبِتُهُ؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيتُ"[19].


اعتراف نصارى نجران بنبوة محمد

وما أجمل أن نختم مقالنا هذا باعتراف نصارى نجران بنبوة محمد عندما رفضوا مباهلة[20] رسول الله الذي امتثل لقوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61]؛ فخرج إليهم رسول الله ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة، ودعاهم للمباهلة فقالوا: يا أبا القاسم، دَعْنَا ننظر في أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه. فانصرفوا عنه، ثم خَلَوْا بالعاقب، وكان ذا رأيهم، فقالوا: يا عبدَ المسيح، ماذا ترى؟ فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرَفْتم أن محمدًا لنبيٌّ مرسل، ولقد جاءكم بالفَصْل من خَبَر صاحبكم[21]، ولقد علمتم أنه ما لاعَن قومٌ نبيًّا قط فبقي كبيرهم، ولا نبت صَغيرهم، وإنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قد أبيتم إلا إلف دينكم، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعُوا الرجلَ ثم انْصَرِفُوا إلى بلادكم[22].



د. راغب السرجاني

[1] المدة: يعني مدة الصلح بالحديبية، وكانت في سنة ست من الهجرة، وكانت مدتها عشر سنين. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/34، والنووي: المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 12/103.

[2] مادَّ فيها أبا سفيان: أي جعل بينه وبينه مدة صلح. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/186.

[3] فاجعلوهم عند ظهره: أي: لئلاَّ يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/35، والنووي: المنهاج 12/104.

[4] يأثروا عليَّ كذبًا أي: ينقلوا عليَّ الكذب لكذبت عليه... وفيه دليل على أنهم كانوا يستقبحون الكذب؛ إمَّا بالأخذ عن الشرع السابق، أو بالعرف. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/35، والنووي: المنهاج 12/104.

[5] أي: أنتقصه به، على أن التنقيص هنا أمر نسبي، وذلك أن من يقطع بعدم غدره أرفع رتبة ممن يجوِّز وقوع ذلك منه في الجملة. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/35.

[6] سجال: أي: نُوَب، نوبة لنا ونوبة له. وينال أي: يصيب. فكأنه شبَّه الْمُحَارِبِينَ بِالْمُسْتَقِينَ: يستقي هذا دلوًا وهذا دلوًا. وأشار أبو سفيان بذلك إلى ما وقع بينهم في غزوة بدر وغزوة أحد. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/36، والنووي: المنهاج 12/105.

[7] تخالط بشاشته القلوب: يعني انشراح الصدور، وأصلها اللطف بالإنسان عند قدومه. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/37، والنووي: المنهاج 12/106.

[8] أخلُص أي: أصل، يقال: خلص إلى كذا أي وصل. انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/37.

[9] لتجشَّمْتُ أي: تَكَلَّفْتُ الوصول إليه، ولكني أخاف أن أُقْتَطَعَ دونه. انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/37، والنووي: المنهاج 12/107.

[10] لغسلتُ عن قدميه: مبالغة في العبودية له والخدمة. وفي اقتصاره على ذِكْرِ غسل القدمين إشارة منه إلى أنه لا يطلب منه -إذا وصل إليه سالمًا- لا ولاية ولا منصبًا، وإنما يطلب ما تحصل له به البركة. انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/37.

[11] البخاري: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (7)، ومسلم: كتاب الجهاد والسير، باب كتاب النبي إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام (1773).

[12] تجاثينا: أي جلسنا على الرُّكب للخصومة. وفي الروض الأنف: تجاذينا على الركب: وقع في الجمهرة الجاذي: المقعي على قدميه. قال: وربما جعلوا الجاذي والجاثي سواء. انظر: السهيلي: الروض الأنف 3/110، وانظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة جثا 14/131، ومادة جذا 14/136.

[13] كَفَرَسَيْ رِهَانٍ: يُضرب للمتساويين في الفضل، وقيل: للمتناصبين. انظر: الضبي: الأمثال 1/11.

[14] ابن القيم: هداية الحيارى ص50، 51.

[15] البخاري عن ابن عباس: كتاب التفسير (4687)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" (208).

[16] نَكَصَ على عقبيه: رجع عما كان عليه من الخير، ولا يقال ذلك إلاَّ في الرجوع عن الخير خاصَّة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة نكص 7/101.

[17] الغَلَس: ظلام آخر الليل. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة غلس 6/156.

[18] يقصد بذلك رسول الله .

[19] ابن هشام: السيرة النبوية 1/517.

[20] المباهلة: الملاعنة، يقال: باهَلْت فلانًا أَي لاعنته. ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنةُ الله على الظالم منا. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة بهل 11/71.

[21] يقصد عيسى u.

[22] انظر: ابن هشام: السيرة النبوية 1/584.


Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : شهادات علي صدق نبوته Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شهادات علي صدق نبوته Empty رد: شهادات علي صدق نبوته

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:38 am

شهادة المنصفين من الغربيين على صدق نبوة الرسول

لقد أنصف كثير من الغربيين محمدًا ، وكان هذا الإنصاف ناتجًا عن دراسة موضوعية مستفيضة لسيرة وحياة رسول الله ، وقد اكتملتْ في هذه الدراسة عناصر المنهج العلمي الحديث القائم على الملاحظة والتجربة والاستقصاء، فخرجت نتائجهم إيجابية تجاه رسول الله ، وأصبحت شهاداتهم نورًا يهتدي به الباحثون عن الحقيقة في الغرب.


الشاعر الفرنسي لامارتين

فممن أنصف رسول الله الشاعر الفرنسي لامارتين[1]؛ حيث يقول: "أترون أن محمدًا كان صاحب خداع وتدليس، وصاحب باطل وكذب؟! كلا، بعدما وعينا تاريخه، ودرسنا حياته، فإنَّ الخداع والتدليس والباطل والإفك.. كل تلك الصفات هي ألصق بمن وصف محمدًا بها"[2].


المؤرخ والكاتب توماس كارليل

يقول توماس كارليل[3]:

"لسنا نعدُّ محمدًا قطُّ رجلاً كاذبًا متصنِّعًا، يتذرَّع بالحيل والوسائل إلى بُغيةٍ، أو يطمع إلى درجة مُلك، أو سلطان، أو غير ذلك من الحقائر والصغائر، وما الرسالة التي أدَّاها إلاَّ حقٌّ صراح، وما كلمته إلاَّ صوت صادق صادر من العالم المجهول، كلا، ما محمد بالكاذب ولا الملفِّقُ، وإنما هو قطعة من الحياة قد تَفَطَّر عنها قلب الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع"[4].


عالم الاجتماع غوستاف لوبون

يقول عالم الاجتماع غوستاف لوبون[5]:

"إنني لا أدعو إلى بدعة مُحْدَثة، ولا إلى ضلالة مستهجَنَة، بل إلى دين عربي قد أوحاه الله إلى نَبِيِّه محمد، فكان أمينًا على بثِّ دعوته بين قبائل تلهَّتْ بعبادة الأحجار والأصنام، وتلذَّذَتْ بتُرَّهَات الجاهلية، فجمع صفوفهم بعد أن كانت مبعثرة، ووحَّدَ كلمتهم بعد أن كانت متفرِّقَة، وَوَجَّهَ أنظارهم لعبادة الخالق، فكان خير البرية على الإطلاق حُبًّا ونسبًا وزعامة وَنُبُوَّة، هذا هو محمد الذي اعتنق شريعته أربعمائة مليون مسلم، منتشرين في أنحاء المعمورة، يُرَتِّلُونَ قرآنًا عربيًّا مبينًا"[6].



ويقول غوستاف لوبون في موضع آخر: "فرسول كهذا جدير باتِّبَاع رسالته، والمبادرة إلى اعتناق دعوته؛ إذ إنها دعوة شريفة، قِوَامُهَا معرفة الخالق، والحضُّ على الخير، والردع عن المنكر، بل كل ما جاء فيها يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، وهو الذي أدعو إليه جميع النصارى"[7].


المفكِّر البريطاني لين بول

ولا يُخفي المفكِّر البريطاني لين بول[8] تَأَثُّرَه بمحمد ، فيقول:

"إن محمدًا كان يَتَّصِفُ بكثير من الصفات؛ كاللطف والشجاعة وكرم الأخلاق، حتى إن الإنسان لا يستطيع أن يحكم عليه دون أن يتأثَّر بما تَطْبَعُه هذه الصفات في نفسه، ودون أن يكون هذا الحكم صادرًا عن غير ميل أو هوًى، كيف لا؟! وقد احتمل محمد عداء أهله وعشيرته سنوات بصبر وجَلَد عظيمين، ومع ذلك فقد بَلَغ من نُبْلِه أنه لم يكن يسحب يده من يد مصافحه حتى لو كان يصافح طفلاً! وأنه لم يمرَّ بجماعة يومًا من الأيام -رجالاً كانوا أم أطفالاً- دون أن يُسَلِّم عليهم، وعلى شفتيه ابتسامة حُلوة، وبنغمة جميلة كانت تكفي وحدها لتسحر سامعيها، وتجذب القلوب إلى صاحبها جذبًا!"[9].


الأديب الإنجليزي جورج برنارد شو

ويتحدث الأديب الإنجليزي جورج برنارد شو[10] قائلاً:

"لقد درست محمدًا باعتباره رجلاً مدهشًا، فرأيته بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يُدْعَى منقذ الإنسانية، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك؛ فتعرف بقدرة هذه العقيدة على حلِّ مشكلاتها، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي"[11].


المستشرق الإنجليزي الكبير وليم موير

ويقول المستشرق الإنجليزي الكبير وليم موير[12]:

"امتاز محمد بوضوح كلامه، ويسر دينه، وأنه أتم من الأعمال ما أدهش الألباب، لم يشهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق الحسنة، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل محمد"[13].



"ومهما يكن هناك من أمر فإن محمدًا أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، وخبيرٌ به مَنْ أمعن النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمدًا في طليعة الرسل ومفكري العالم"[14].


المستشرق الأمريكي واشنجتون إرفنج

ويقول المستشرق الأمريكي الكبير واشنجتون إرفنج[15]:

"كانت تصرفات الرسول في أعقاب فتح مكة تدلُّ على أنه نبي مرسل، لا على أنه قائد مظفَّر؛ فقد أبدى رحمةً وشفقةً على مواطنيه، برغم أنه أصبح في مركز قوي، ولكنه تَوَّج نجاحه وانتصاره بالرحمة والعفو"[16].


رئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال نهرو

ويقول رئيس الوزراء الهندي الأسبق جواهر لال نهرو[17]:

"كان محمد كمؤسسي الأديان الأخرى ناقمًا على كثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في عصره، وكان للدين الذي بَشَّر به -بما فيه من سهولة وصراحة وإخاء ومساواة- تجاوبٌ لدى الناس في البلدان المجاورة؛ لأنهم ذاقوا الظلم على يد الملوك الأوتوقراطيين والقساوسة المستبدين، لقد تعب الناس من النظام القديم، وتاقوا إلى نظام جديد، فكان الإسلام فرصتهم الذهبية؛ لأنه أصلح الكثير من أحوالهم، ورفع عنهم كابوس الضيم والظلم"[18].


المؤرخ البلجيكي جورج سـارتون

ويقول المؤرخ البلجيكي جورج سـارتون[19]:

"وخلاصة القول... إنه لم يُتَحْ لنبي من قبلُ ولا من بعدُ أن ينتصر انتصارًا تامًّا كانتصار محمد"[20].



لقد أبرزت هذه الشهادات بعض من جوانب عظمة الرسول محمد ، التي يُقِرُّ بها كل من يعايشه، أو يقرأ قسطًا من حياته، تكمن هذه العظمة في أنه كان حامل رسالة سماوية شمولية، تهدف أساسًا إلى إصلاح حياة البشرية عامة.



د. راغب السرجاني

[1] ألفونس دو لامارتين Alphonse de Lamartine (1790- 1869م): كاتب وشاعر وسياسي فرنسي، كان كثير السفر، أقام مدة في أزمير بتركيا. من كتبه: رحلة إلى الشرق، وتأملات شعرية.

[2] لامارتين: السفر إلى الشرق ص84.

[3] توماس كارليل Thomas Carlyle (1795- 1881م): كاتب إسكتلندي، ناقد ساخر، ومؤرخ، من مؤلفاته: الأبطال، (وقد عقد فيه فصلاً رائعًا عن النبي فنقله إلى العربية الأستاذ على أدهم)، والثورة الفرنسية. انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون 2/53.

[4] توماس كارليل: الأبطال ص58-60.

[5] غوستاف لوبون Gustav Lobone (1841- 1931م): مستشرق فرنسي، قام بدراسات متخصصة في علم النفس والاجتماع، من أشهر كتبه: حضارة العرب، الذي يعدّ من أمهات الكتب التي صدرت في العصر الحديث في أوربا لإنصاف الحضارة العربية الإسلامية. انظر: أحمد حامد: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء ص59-61.

[6] هذا التعداد الذي ذكره غوستاف لوبون كان وقت إصداره لكتابه (حضارة العرب)، أما الآن عام 2008م فقد تجاوز عدد المسلمين في العالم 1.3 مليار نسمة. انظر: جريدة الشرق الأوسط، على الرابط http://www.asharqalawsat.com.

[7] غوستاف لوبون: حضارة العرب ص67.

[8] لين بول Lane Poole (1853-1917): مفكر إنجليزي، وهو واضع فهرست المسكوكات المحفوظة في دار الكتب المصرية عام 1897م، من مؤلفاته: (رسالة في تاريخ العرب).

[9] لين بول: رسالة في تاريخ العرب، نقلاً عن: عفيف عبد الفتاح طبارة: روح الدين الإسلامي ص438.

[10] جورج برنارد شو George Bernard Show (1856-1950م): مؤلف إنجليزي مشهور، حاز على جائزة نوبل في الأدب عام 1925م. وطُلِبَ منه أن يكتب مسرحية عن حياة محمد فرفض، وكان ذلك ضربة قاضية لمن أرادوا تشويه الإسلام. انظر: أحمد حامد: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء ص13-15.

[11] الحسيني الحسيني معدي: الرسول في عيون غربية منصفة ص70.

[12] وليم موير William Muir (1819-1905م): مؤرِّخ ومستشرق إنجليزي، وكان يبحث في الإسلام ويدرس أخلاق نبي الإسلام منذ بداية وجوده في الهند عام 1837م، ودرس الحقوق في جامعتي أدنبره وجلاسجو، ووصل إلى منصب رئيس جامعة أدنبره، انظر: عبد الرحمن بدوي: موسوعة المستشرقين ص578، 579، وأحمد حامد: الإسلام ورسوله في فكر هؤلاء ص22، 23.

[13] وليم موير: حياة محمد ص31.

[14] المصدر السابق ص20.

[15] واشنجتون إرفنج Washington Irving (1783- 1859م): مستشرق ومؤرخ أمريكي، أولى اهتمامًا كبيرًا بالدراسات الإسلامية، من مؤلفاته: (حياة محمد)، (فتح غرناطة). انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون 3/131.

[16] واشنجتون إيرفنج: حياة محمد ص72.

[17] جواهر لال نهرو (J.Lal. Nahro) (1889- 1964م): يعدُّ نهرو أحد زعماء حركة الاستقلال في الهند، وأول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال. تميز بالاشتراكية والعدالة، ولم يكن متعصبًا للهندوسية.

[18] جواهر لال نهرو: لمحات من تاريخ العالم ص27.

[19] جورج سارتون George Sarton (1884- 1956م): بلجيكي الأصل، متخصص في العلوم الطبيعية والرياضية، درس العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت 1931- 1932م، وألقى محاضرات حول فضل العرب على الفكر الإنساني. أبرز إنتاجه (المدخل إلى تاريخ العلم). انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون 3/147، 148.

[20] سارتون: الثقافة الغربية في رعاية الشرق الأوسط ص28-30.


Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : شهادات علي صدق نبوته Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شهادات علي صدق نبوته Empty رد: شهادات علي صدق نبوته

مُساهمة من طرف Admin الإثنين أكتوبر 18, 2010 11:39 am

شهادة الواقع على صدق نبوة الرسول

الإسلام في الواقع

خريطة العالميشهد الواقع قديمًا وحديثًا أن الدين الإسلامي أسرع الديانات نموًّا في العالم؛ فمنذ أكثر من 1400 سنة بدأ رسول الله محمد الدعوة إلى الإسلام، ولم يؤمن معه إلاَّ قِلَّة، ثم مَرَّت الأيام والأعوام، وقد وصل الإسلام اليوم إلى كل بقعة من بقاع الأرض.



والتاريخ يشهد شهادة صدق على انتشار هذا الدين، وإيمان شعوب الأرض المختلفة به، سواء كانت مهزومة أو منتصرة في معاركها مع معتنقيه، وهذا من أعجب المواقف التي حَيَّرَت العلماء والمفكرين، وما إسلام التتار عَنَّا ببعيد! ذلك الشعب الذي دخل بلاد المسلمين مبيدًا لأهلها، ولكن هزيمته في معركة عين جالوت عام (658هـ/1260م) جعلته يُفَكِّر في طبيعة هذا الدين، ويدركها عن قُرب، فآمن أغلبهم، وتَحَوَّلوا إلى مدافعين عن الإسلام، حامين لعرينه من المعتدين.



فداعية الإسلام الأكبر هو الإسلام نفسه؛ حيث تضمَّنَتْ عقيدته وشريعته من الفضائل ما يجعل الناس يحرصون أشدَّ الحرص على أن يدخلوا فيها، ثم إن الإسلام يعطي الداخل فيه كل شيء، ولا ينتقصه شيئًا؛ فإن الإنسان يكسب الصِّلَة المباشرة بالله I، ويجد الطريق إليه، فيقف بين يديه خمس مرات في اليوم، ويدعوه دون حجاب، ويكسب الأمل في حياة أسعد وأرغد في هذه الحياة الدنيا، ثم حياة الخلود في دار البقاء، ولا يُكَلِّفُه ذلك إلاَّ النطق بالشهادتين، واتِّبَاع شريعة الإسلام.


انتشار الإسلام

وإنك لتتعجَّب عندما تنظر إلى خريطة الأرض، وتتأمَّل مدى انتشار الإسلام، ويزداد عجبك عندما تتبين أن الإسلام قد ملأ قلوب معتنقيه دون جيش مُنَظَّم، أو سياسة مرسومة لذلك! إنما هو الإسلام نفسه، جعله الله خفيفًا على القلوب، قريبًا إلى النفوس، ما تكاد كلمة الحق تُصافح أُذُنَ الرجل حتى يصل الإيمانُ إلى قلبه، فإذا استقرَّ في قلبه لم يكن هناك قَطُّ سبيل إلى إخراجه منه[1].



ولعلَّ أكبر أسباب خِفَّة الإسلام على القلوب هو وضوحه وصدقه؛ لذلك انبهر علماء الغرب بطبيعته، حتى إن المؤرخ والفيلسوف الاجتماعي الفرنسي الشهير غوستاف لوبون يقول عن يُسْرِ الإسلام: "ولا شيء أكثر وضوحًا، وأقلَّ غموضًا من أصول الإسلام القائلة بوجود إله واحد، وبمساواة جميع الناس أمام الله، وببضعةِ فروضٍ يدخلُ الجنةَ مَنْ يقوم بها، ويدخل النار من يُعْرِض عنها، وإنك إذا ما اجتمعتَ بأي مسلم من أية طبقة رأيتَه يعرف ما يجب عليه أن يعتقده، ويسرد لك أصول الإسلام في بضع كلمات بسهولة، وهو بذلك على عكس النصراني الذي لا يستطيع حديثًا عن التثليث والاستحالة، وما ماثلهما من الغوامض، من غير أن يكون من علماء اللاهوت الواقفين على دقائق الجدل! وساعد وضوح الإسلام البالغ ما أمر به من العدل والإحسان، كل المساعدة على انتشاره في العالم"[2].


إحصائيات حول انتشار الإسلام

لننظر إلى عالم اليوم حيث نجد أكثر من 4200 ديانة في العالم[3]! ولكن الإحصائيات تدلُّ على أن الدين الإسلامي هو الأسرع انتشارًا بين جميع تلك الأديان؛ ففي عام (1900م) بلغت نسبة المسلمين في العالم 12.4 %، أمَّا المسيحية فقد بلغت نسبتها 26.9 %، وفي عام (1980م) بلغت نسبة المسلمين في العالم 16.5 %، أمَّا المسيحية فقد بلغت نسبتها 30 %، وفي عام (2000م) بلغت نسبة المسلمين في العالم 19.2 %، أمَّا المسيحية فقد بلغت نسبتها 29.9 %[4]. وقد أقرت بذلك الموسوعة المسيحية العالمية طبقًا لأحدث طبعة لها، حيث لاحظت ارتفاع عدد المسلمين من مجموع سكان العالم بنسبة تقرب من 7 % خلال القرن الماضي، بينما تراجعت نسبة المسيحيين.



وأكدت الموسوعة ذاتها أيضًا أن نسبة المسلمين من مجموع سكان العالم ارتفعت إلى 19.6 %، أي ما يقارب 1.3 مليار مسلم[5].



أمَّا تَوَقُّعَات المراقبين في عام (2025م) بأنه سوف تبلغ نسبة المسلمين في العالم 30%، أمَّا المسيحية فستكون نسبتها 25%، فبالوقوف على هذه النتائج نستنتج أن الإسلام ينمو كل سنة بنسبة 2.9%، وهذه أعلى نسبة للنمو في العالم[6].


الإسلام في البلاد الغربية

وإذا أمعنا النظر أكثر في بعض البلاد الغربية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأمريكا وغيرها، سنتأكَّد من هذه الحقيقة التي تدلُّ على أن الإسلامَ دينُ الفطرة الإنسانية التي ما إنْ يَعْرِف حقيقتَه أيُّ إنسان على ظهر الأرض إلاَّ اعتنقه عن اقتناع وحُبٍّ؛ فقد كشفت دراسة أعدَّتْهَا وزارة الداخلية الفرنسية أن 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويًّا في فرنسا[7].



كما أَكَّدَت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث أن عدد المسلمين بالمملكة المتحدة في الوقت الراهن عام 2007م قد وصل إلى مليوني شخص، مقارنة بـ(1.6) مليون عام (2001م)، وذلك بزيادة قدرها 400 ألف في أقل من سبعة أعوام. وأشارت صحيفة (ذا جارديان) إلى أن الأرقام الجديدة أَكَّدَتْ على مكانة الإسلام، وأنه يُعَدُّ ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية؛ حيث بات المسلمون يشكلون الآن 3.3% من سكان بريطانيا، موضحة أن الإسلام أصبح أسرع الديانات انتشارًا في المملكة[8].



كما أشارت عملية مسح حديثة صادرة عن مركز الأبحاث الاجتماعية في جامعة جورجيا الأمريكية إلى أن الدين الإسلامي أسرع الأديان انتشارًا في الولايات المتحدة؛ حيث بلغ عدد المساجد في أمريكا أكثر 1209 مساجد، بُني أكثر من نصفها خلال السنوات العشرين الماضية، كما تتراوح نسبة الذين تَحَوَّلُوا إلى الديانة الإسلامية خلال السنوات العشر الماضية ما بين 17 و30 %[9].



أمَّا في ألمانيا فيعيش أكثر من 3,3 مليون مسلم، ويُشَكِّلُون حوالي 4% من مجمل السكان، ويَصِلُ عدد المساجد هناك إلى ما يقرب من 3000 مسجد وصالة للصلاة[10].



كما بيَّن استطلاع للرأي نشرته صحيفة "ليبر بلجيك" البلجيكية أن المسلمين سوف يكونون غالبية سكان مدينة بروكسل -التي تعتبر عاصمة رسمية للاتحاد الأوربي- بعد عشرين عامًا. وثمة دليل آخر على صحة هذه التوقعات، وهو أن محمدًا هو الاسم الأكثر انتشارًا بين المواليد الجدد في بروكسل منذ عام 2001م. كما ذكرت صحيفة "روسيسكايا جازيتا" أن عدد المسلمين في بلجيكا تضاعف على وجه التقريب خلال عشرة أعوام منذ عام 1995م ليبلغ 450 ألف شخص في عام 2005م، عندما بلغ مجموع السكان في هذا البلد 10 ملايين شخص[11].



هذا هو الإسلام عبر التاريخ ينتشر بسلاسة وحيوية؛ لأنه دين الفطرة السليمة، فما أروع ذلك من دليلٍ على صدق نبينا ! وما قدمناه من شهادات واضحة تدل على صدق نبوته وكمال رسالته، إنما ينطلق من قناعتنا بأن محمدًا قدم للعالم أجمع رسالة يملؤها الحب والتعاون والخير.



وما أجمل أن نختم بقوله الذي تنبأ فيه بانتشار الإسلام في ربوع الأرض، فقال : "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ[12] إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلاَمَ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ"[13].



د. راغب السرجاني

[1] حسين مؤنس: الإسلام الفاتح، ص20-24 بتصرف.

[2] غوستاف لوبون: حضارة العرب ص125.

[3] موقع: http://www.adherents.com/.

[4] Sato Tsugitaka, Muslim Societies, Routledge,UK, 2004.

[5] موقع وكالة الأخبار الإسلامية (نبأ) http://www.islamicnews.net، وموقع جريدة الشرق الأوسط http://www.asharqalawsat.com.

[6] Sato Tsugitaka, Muslim Societies, Routledge,UK, 2004.

[7] موقع إسلام تايم: http://www.islamtime.net/.

[8] الموقع السابق نفسه

[9] موقع لواء الشريعة: http://www.shareah.com.

[10] موقع مجلة ألمانيا: http://www.magazine-deutschland.de.

[11] موقع وكالة الروسية نوفوستي: http://ar.rian.ru/analytics.

[12] بيوت الوَبَرِ والمَدَرِ أَي: بيوت البوادي والمُدْنِ والقُرى، وهو من وَبَرِ الإِبل؛ لأَن بيوتهم يتخذونها منه، والمَدَرُ جمع مَدَرَة وهي البِنْيَةُ، وقِطَعُ الطين اليابس. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة وبر 5/271.

[13] أحمد (16998)، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح على شرط مسلم. والحاكم (8326) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسة الصحيحة (3).


Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : شهادات علي صدق نبوته Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى