اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وما يكاد النص العجيب يتجلى حتى يفيض النور الهادئ الوضيء ، فيغمر الكون كله ، ويفيض على المشاعر والجوارح ، وينسكب في الحنايا والجوانح؛ وحتى يسبح الكون كله في فيض النور الباهر؛ وحتى تعانقه وترشفه العيون والبصائر؛ وحتى تنزاح الحجب ، وتشف القلوب ، وترف الأرواح . ويسبح كل شيء في الفيض الغامر ، ويتطهر كل شيء في بحر النور ، ويتجرد كل شيء من كثافته وثقله ، فإذا هو انطلاق ورفرفة ، ولقاء ومعرفة ، وامتزاج وألفه ، وفرح وحبور . وإذا الكون كله بما فيه ومن فيه نور طليق من القيود والحدود ، تتصل فيه السماوات بالأرض ، والأحياء بالجماد ، والبعيد بالقريب؛ وتلتقي فيه الشعاب والدروب ، والطوايا والظواهر ، والحواس والقلوب . .النور الذي منه قوامها ومنه نظامها . . فهو الذي يهبها جوهر وجودها ، ويودعها ناموسها . .والوجود نور فائض على الأشياء كلها من نور ذاته فهو نور السموات والأرض
وكما أنه لا ذرة من نور الشمس إلا وهي دالة على وجود الشمس المنوّرة ؛
فلا ذرة من موجودات السموات والأرض وما بينهما إلا وهي بجوار وجودها دالة على وجوب وجود موجودها.
ومن عرض السماوات والأرض إلى المكشاة . وهي الكوة الصغيرة في الجدار غير النافذة ، يوضع فيها المصباح ، فتحصر نوره وتجمعه ، فيبدو قوياً متألقاً : كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ . . تقيه الريح ، وتصفي نوره ، فيتألق ويزداد . . الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ . . فهي بذاتها شفافة رائقة سنية منيرة . . هنا يصل بين المثل والحقيقة . بين النموذج والأصل . حين يرتقي من الزجاجة الصغيرة إلى الكوكب الكبير ، كي لا ينحصر التأمل في النموذج الصغير ، الذي ما جعل إلا لتقريب الأصل الكبير
نُورٌ عَلَى نُورٍ....
ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله....
وكما أنه لا ذرة من نور الشمس إلا وهي دالة على وجود الشمس المنوّرة ؛
فلا ذرة من موجودات السموات والأرض وما بينهما إلا وهي بجوار وجودها دالة على وجوب وجود موجودها.
ومن عرض السماوات والأرض إلى المكشاة . وهي الكوة الصغيرة في الجدار غير النافذة ، يوضع فيها المصباح ، فتحصر نوره وتجمعه ، فيبدو قوياً متألقاً : كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ . . تقيه الريح ، وتصفي نوره ، فيتألق ويزداد . . الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ . . فهي بذاتها شفافة رائقة سنية منيرة . . هنا يصل بين المثل والحقيقة . بين النموذج والأصل . حين يرتقي من الزجاجة الصغيرة إلى الكوكب الكبير ، كي لا ينحصر التأمل في النموذج الصغير ، الذي ما جعل إلا لتقريب الأصل الكبير
نُورٌ عَلَى نُورٍ....
ظلال القرآن لسيد قطب رحمه الله....
ahmed basiony- شمسولوجي ساطع
- عدد المشاركات : 146
تاريخ التسجيل : 12/08/2010
رد: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
سبحانك ربى ما اجملك
جزيت خيرا على الموضوع
جزيت خيرا على الموضوع
7oda- Admin
- عدد المشاركات : 7833
البلد : بص جنبك كدا ..
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى