شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
السلام عليكم

نورتنا يا ....

لو هتتصفح المنتدي كزائر .. توجة للقسم اللي انت عايزة من المنتدي ...

للتسجيل .. اتفضل افعص علي زرار التسجيل ..

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
السلام عليكم

نورتنا يا ....

لو هتتصفح المنتدي كزائر .. توجة للقسم اللي انت عايزة من المنتدي ...

للتسجيل .. اتفضل افعص علي زرار التسجيل ..
شمسولوجي - منتدي طلبة طب عين شمس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موسوعة الأربعين النووية

2 مشترك

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف . . UTHAMA . . الجمعة يوليو 16, 2010 8:49 am

الحديث السادس والعشرون : كثرة طرق الخير



نص الحديث


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : { كل
سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة،
وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة، والكلمة
الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطريق
صدقة }.


[رواه البخاري:2989، ومسلم:1009].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 50519146




شرح الحديث


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { كل سُلامى من
الناس صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس
} كل سُلامى أي كل عضو ومفصل من
الناس عليه صدقة { كل يوم تطلع فيه الشمس } أي
صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس فقوله { كل سُلامى
} مبتدأ و { عليه صدقة } جملة خبر المبتدأ { وكل يوم } ظرف، والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على كل
مفصل من مفاصل الإنسان صدقة يؤديها شكراً لله تعالى على نعمة العافية وعلى
البقاء ولكن هذه الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع.




{ تعدل بين اثنين صدقة } أي تجد اثنين متخاصمين
فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ...

[النساء:114]




{ وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها
متاعه صدقة
} وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك المسلم في دابته
إما أن تحمله عليها إن كان لا يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته
متاعه يعني - عفشه - هذا أيضاً لأنها إحسان والله يحب المحسنين.




{ والكلمة الطيبة صدقة } الكلمة الطيبة، كل كلمة
تقرب إلى الله كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم، وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي
صدقة.




{ وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة فإنها صدقة } وقد
ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ
الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لا يخطو خطوة إلا
رفع الله له بها درجة وحط بها خطيئة.




{ وتميط الأذى عن الطريق صدقة } إماطة الأذى
يعني إزالة الأذى عن الطريق، والأذى ما يؤذي المارة من ماء أو حجر أو زجاج
أو شوك أوغير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الأرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان
هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة.




وفي هذا الحديث فوائد منها:




1 - أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل
إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً –والله أعلم.




2 - أن كلما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة، وما ذكره
النبي فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في حديث آخر: { أن
يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى
}.
. . UTHAMA . .
. . UTHAMA . .
مـشــرف عــام
مـشــرف عــام

عدد المشاركات : 1192
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Relaxed
موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 3rd_ye10

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف . . UTHAMA . . الجمعة يوليو 16, 2010 8:50 am



الحديث السابع والعشرون : تعريف البر والإثم

نص الحديث
عن النواس بن سـمعـان رضي الله عـنه، عـن النبي صلى
الله عـليه وسلم قـال: { الـبـر حـسـن الـخلق والإثـم ما حـاك في نـفـسـك
وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس }.

[رواه مسلم:2553].

وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله
صلي الله عليه وسلم، فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم؛ فقال: { استفت
قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في
النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك }.

[حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل:4/ 227، والدارمي:2/ 246
بإسناد حسن].

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 54633132

شرح الحديث
عن النواس بن سمعان عن النبي قال: { البر حسن الخلق
} البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير، وحسن الخلق يعني أن يكون الإنسان
واسع البال منشرح الصدر والسلام مطمئن القلب حسن المعاملة، فيقول عليه
الصلاة والسلام: { إن البر حسن الخلق } فإذا كان
الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح
صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن، وأما الإثم
فبيّنه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه: { ما حاك في
نفسك
} وهو يخاطب النواس بن سمعان، والنواس ابن سمعان صحابي جليل
فلا يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا
قال: { ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس
} وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون أن يطلع
عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق، ولكن الكلام
مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس
على ذلك، وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون مع
أهل الخير والصلاح.

ومثل الحديث عن وابصة بن معد قال: أتيت النبي فقال: { جئت
تسأل عن البر؟
} قلت: نعم، قال: { استفت قلبك
} يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى { البر
ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب
}، فمتى وجدت نفسك مطمئنة
وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله { والإثم ما
حاك نفسك
} في النفس وتردد في الصدر، فإذا رأيت هذا الشيء حاك في
نفسك وتردد في صدرك فهو إثم، قال: { وإن أفتاك الناس
وأفتوك
} يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة،
وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء ولا يطمئن إليه ويتردد فيه
ويقول له الناس: هذا حلال وهذا لابأس به، لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن
إليه نفسه فيقال: مثل هذا إنه إثم فاجتنبه.

ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله: فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي حسن الخلق
هو البر.

ومن فوائده أيضاً: أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب.

ومن فوائده: أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي
لا يبالي، فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه.

ومن فوائدها: فراسة النبي حيث أتى إليه وابصة فقال: { جئت
تسأل عن البر ؟
}.

ومن فوائدها: إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب
الخير، لقوله: { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه
القلب
}.

ومن فوائد الحديثين أيضاً: أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى مايكون في نفسه
دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد
فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده.

ومن فوائدهما: أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لايعدل إلى التقليد لقوله: { وإن أفتاك الناس وأفتوك }.












__________________
. . UTHAMA . .
. . UTHAMA . .
مـشــرف عــام
مـشــرف عــام

عدد المشاركات : 1192
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Relaxed
موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 3rd_ye10

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف . . UTHAMA . . الجمعة يوليو 16, 2010 8:51 am

الحديث الثامن والعشرون : السمع والطاعة



نص الحديث


عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي الله عنه، قال:
وعـظـنا رسول الله صلي الله عليه وسلم موعـظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها
الدموع، فـقـلـنا: يا رسول الله ! كأنها موعـظة مودع فـأوصنا، قال: {
أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعــش منكم
فسيرى اخـتـلافـا كثيراً، فعـليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهديين
عـضو عـليها بالـنـواجـذ، واياكم ومـحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلاله }.


[رواه أبو داود:4607، والترمذي:2676، وقال: حديث حسن صحيح].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 57407797




شرح الحديث


قوله: { وعظنا } الوعظ: هو التذكير المقرون
بالترغيب أو الترهيب، وكان النبي يتخول أصحابه بالموعظة ولا يكثر عليهم
مخافة السآمة، قوله: { وجلت منها القلوب } أي
خافت، { وذرفت منها العيون } أي بكت حتى ذرفت
دموعها، ( فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ
فأوصنا
) لأن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال: { أوصيكم بتقوى الله عزوجل } وهذا من فقه الصحابة رضي
الله عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي بما فيه خير، قال: { أوصيكم بتقوى الله عزوجل } وتقوى الله اتخاذ وقاية من
عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق الله عزوجل { والسمع والطاعة } يعني لولاة الأمور أي اسمعوا ما
يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون، e]وإن
تأمر عليكم عبد
} يعني وإن كان الأميرعبداً فأسمعوا له وأطيعوه،
وهذا هو مقتضى عموم الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ
[النساء:59].




قوله: { فإنه من يعش منكم } أي من تطول حياته
فسيرى اختلافاً كثيراً، ووقع ذلك كما أخبرالنبي فقد حصل الاختلاف الكثير في
زمن الصحابة رضي الله عنهم ثم أمر بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة
الخلفاء الراشدين المهدين، والخلفاء الذين خلفوا النبي في أمته علماً
وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله
عنهم.




{ المهديين } وصف كاشف، لأن كل رشاد فهو مهدي
ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم الله عزوجل لطريق الحق.




{ عضو عليها بالنواجذ } وهي أقصى الأضراس وهو
كناية عن شدة التمسك بها، ثم حذر النبي من محدثات الأمور فقال: { إياكم } أي أحذركم من محدثات الأمور، وهي ما أحدث في
الدين بلا دليل شرعي وذلك لأنه لما لأمر بلزوم السنة والحذر من البدعة
وقال: { فإن كل بدعة ضلالة } [رواه أبوداود
والترمذي وقال حديث حسن صحيح].




وفي الحديث فوائد منها: حرص النبي على موعظة أصحابه، حيث يأتي بالمواعظ
المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها الأعين.


ومنها: أن الإنسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم
موعظة تكون ذكرى لهم، موعظة مؤثرة بليغة، لأن المواعظ عند الوداع لا تنسى.


ومنها: الوصية بتقوى الله عزوجل، فهذه الوصية هي وصية الله في الأولين
والآخرين لقوله تعالى: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّه
[النساء:131].


ومنها: الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وقد أمر الله بذلك في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
[النساء:59]...
وهذا الأمر مشروط بأن لا يؤمر بمعصية الله، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا
طاعة في معصية الله لقول النبي : { إنما الطاعة في
المعروف
} ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى: يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
[النساء:59] ... حيث لم يعد الفعل عند
ذكر طاعة أولياء الأمور بل جعلها تابعة لطاعة الله ورسوله.


ومن فوائد هذا الحديث: حرص النبي على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن
يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع، فهو أيضاً يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر
فيها.




ومنها: أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء
ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة، لأن بعض الوعاظ يأتي
بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب، ولكنها وإن
أفادت في هذا تضر، فقد ثبت عن النبي أنه قال: { من حدث
عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين
}.




ومن فوائد هذا الحديث: أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه
فإنه يعظهم موعظة بليغة، لقوله: { كأنها موعظة مودع
}.




ومنها: طلب الوصية من أصحاب العلم.




ومنها: أن لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عز وجل، قال تعالى: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
[النساء:131]، وقد
سبق شرحها , وقد سبق شرحها.




ومنها: الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيداً لقوله : { والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبدٌ } لأن السمع
والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة.




ومن فوائد الحديث: ظهور آية من آيات الرسول حيث قال: { من
يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً
} والذين عاشوا من الصحابة رأوا
اختلافاً كثيراً كما يعلم ذلك من التاريخ.




ومن فوائد الحديث: لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما
عند الاختلاف والتفرق ولهذا قال: { فعليكم بسنتي
}.




ومنها: أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ، لئلا تفلت من
الإنسان.




ومن فوائد الحديث: التحذير من محدثات الأمور، والمراد بها المحدثات في
الدين، وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذيرمنه،
أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله،
والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً.




ومن فوائد الحديث: أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما
زعمه بعض العلماء، بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو
من أحد أمرين: إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة، وإما أنها ليست حسنة
وظن هو أنها حسنة، وأما أن تكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي : { فإن كل بدعة ضلالة }.
. . UTHAMA . .
. . UTHAMA . .
مـشــرف عــام
مـشــرف عــام

عدد المشاركات : 1192
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Relaxed
موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 3rd_ye10

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:37 am

الحديث التاسع والعشرون : أبوب الخير



نص الحديث


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله !
أخبرني بعملٍ يدخلني الجنه ويباعدني عن النار، قال: { لقد سألت عن عظيم،
وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم
الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت } ثم قال: { ألا أدلك على
أبواب الخير ؟: الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار،
وصلاة الرجل في جوف الليل } ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ حتى بلغ يَعْمَلُونَ [السجدة:17،16] ثم قال: { ألا أخبرك
برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ } قلت: بلى يا رسول الله، قال: { رأس الأمر
الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد }. ثم قال: { ألا أخبرك بملاك
ذلك كله ؟ } فقلت: بلى يا رسول الله ! فأخذ بلسانه وقال: { كف عليك هذا }،
قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: { ثكلتك أمك وهل يكب
الناس في النار على وجوههم – أو قال : (على مناخرهم ) - إلا حصائد ألسنتهم
؟! }.


[رواه الترمذي:2616، وقال: حديث حسن صحيح].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 94756359




شرح الحديث


عن معاذ بن جبل قال: قلت: ( يا رسول الله أخبرني عن
عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار
) الجنة هي الدار التي أعدها
الله عزوجل لعباده المتقين، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على
قلب بشر، والنار هي الدار التي أعدها الله عز وجل للكافرين، وفيها من
العذاب الشديد ما هو معلوم في الكتاب والسنة، سأل عن هذا الأمر لأنه أهم
شيء عنده وينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا أهم شيء عنده، أن يدخل الجنة ويباعد
عن النار.




وهذا هو غاية الفوز لقوله تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ
النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ
[ال عمران:185] فقال النبي : { لقد سألت عن عظيم } أي شيء ذي عظمة وهو الفوز بالجنة
والنجاة من النار ولكن قال: { وإنه ليسير على من يسره
الله تعالى عليه
} ويحتمل أن يكون قوله: { عن
عظيم
} عن العمل الذي يدخل الجنة ويباعده عن النار { وإنه } أي ذلك العمل { ليسير عن من
يسره الله تعالى عليه
} أي سهل على من سهله الله عليه ثم فصل له
ذلك بقوله: { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً }
وعبادة الله سبحانه وتعالى هي القيام بطاعته امتثالاً لأمره واجتناباً
لنهيه مخلصاً له { لا تشرك به شيئاً } أي لا
ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، لأنه من شرط العبادة والإخلاص له عزوجل.




والأمر الثاني: من العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار إقامة الصلاة حيث
قال: { وتقيم الصلاة } ومعنى إقامتها أن تأتي
بها مستقيمة تامة الأركان والواجبات والشروط وتكميلها بمكملاتها.




الأمر الثالث: { وتؤتي الزكاة } وهي المال الذي
أوجبه الله عز وجل يخرجه الإنسان من أموال معينة بشروط معروفة إلى أهلها
المستحقين لها، وهذا معروف في كتب العلماء رحمهم الله.




الأمر الرابع: أي شهر رمضان وهو أيضاً معلوم والصوم هو التعبد لله تعالى
بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.




الأمر الخامس: { وتحج البيت } أي تقصد البيت
الحرام وهو الكعبة لأداء المناسك.




وهذه أركان الإسلام الخمسة، تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي
الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت.




وشهادة أن محمداً رسول الله داخلة في شهادة أن لا إله إلا الله إذا لم تذكر
معها، لأن شهادة أن لا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله ومن
عبادة الله التصديق برسوله واتباعه.




ثم قال أي النبي : { ألا أدلك على أبواب الخير؟ }
يعني على ما تتوصل به إلى الخير، كأنه قال نعم، فقال النبي : { الصوم جُنة } يعني أنه وقاية يقي من المعاصي في حال
الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال : { والصدقة
تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار
} الصدقة: هي بذل المال للفقير
المحتاج تقرباً لله سبحانه وتعالى وتقرباً وإحساناً إلى الفقير وهذه الصدقة
تطفئ الخطيئة، أي ما أخطأ به الإنسان من ترك واجب أو فعل محرم { كما يطفئ الماء النار } وكلنا يعرف أن إطفاء الماء
للنار لا يبقي من النار شيئاً، كذلك الصدقة لا تبقي من الذنوب شيئاً.




{ وصلاة الرجل في جوف الليل } أي تطفئ الخطيئة
كما يطفئ الماء النار، وجوف الليل وسطه وأفضل صلاة الليل النصف الثاني أو
ثلث الليل بعد النصف الأول وقد كان داود عليه السلام ينام نصف الليل ويقوم
ثلثه وينام سدسه ثم قرأ: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ
قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ

[السجدة:17،16].. قرأها استشهاداً بها، و الاية كما هو ظاهر فيها أنها
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يعني للصلاة في الليل وينفقون مما رزقهم الله
وهاتان هما الصدقة وصلاة الليل اللتان ذكرها رسول الله في هذا الحديث.




ثم قال : { ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟
} قلت بلى يا رسول الله، قال: { رأس الأمر الإسلام
} يعني الشأن الذي هو أعظم الشئون ورأسه الإسلام يعلو ولا يعلى عليه
وبالإسلام يعلو الإنسان على شرار عباد الله من الكفار والمشركينوالمنافقين،
{ وعموده } أي عمود الإسلام { الصلاة } لأن عمود الشيء ما يبنى عليه الشيء ويستقيم
به الشيء ولا يستقيم إلا به وإنما كانت الصلاة عمود الإسلام، لأن تركها
يخرج الإنسان من الإسلام إلى الكفر والعياذ بالله { وذروة سنامه الجهاد }
في سبيل الله والسنام ما علا ظهر البعير وذروة أعلاه وإنما ذروة سنام
الإسلام الجهاد في سبيل الله، لأن به يعلو المسلمون على أعدائهم.




ثم قال : { ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ } أي بما
به ملاك هذا الأمر كله، فقلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: { كف عليك هذا } يعني لا تطلقه بالكلام لأنه خطر، ( قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ ) هذه
جملة استفهامية والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟




فقال النبي : { ثكلتك أمك } أي فقدتك حتى كانت
ثكلى من فقدك، وهذه الجملة لا يراد بها معناها، وإنما يراد بها الحث
والإغراء، على فهم ما يقال، فقال: { ثكلتك أمك، وهل يكب
الناس في النار على وجوههم
} أو قال: { على
مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟
}، أوهنا للشك من الراوي هل قال النبي :
{ على وجوههم } أو قال: { على
مناخرهم إلاحصائد ألسنتهم
} أي إلا ما تحصد ألسنتهم من الكلام
والمعنى أن اللسان إذا أطلقه الإنسان كان سبباً أن يُكب على وجهه في النار
والعياذ بالله.




وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة:




حرص الصحابة رضي الله عنهم على الأعمال التي تدخلهم الجنة وتباعدهم من
النار وأن هذا هو أهم شيء عندهم ولهذا سأل معاذ بن جبل النبي عن عمل يدخله
الجنة ويباعده عن النار.




ومنها: إثبات الجنة والنار وهما الآن موجودتان وهما لا يفنيان أبداً.




ومنها: بيان أن سؤال معاذ بن جبل عظيم لأن عوضه عظيم والعوض على قدر المعوض
ولهذا قال رسول الله : { لقد سألت عن عظيم } أي
سألت عن عمل عظيم بدليل ما ترتب عليه من جزاء.




ثم بيّن النبي أن هذا الشيء العظيم يسير على من يسره الله عليه، فيستفاد من
هذا أنه ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عزوجل في طلب تيسير الأمور وليعلم
أن من أسباب تيسير الله تقوى الله لقوله تعالى: وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
[الطلاق:4].




ومن فوائد هذا الحديث: أن أول شيء وأعظمه توحيد الله عزوجل والإخلاص لله
لقوله: { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً }.




ومن فوائد هذا الحديث: أهمية الصلاة لأن الرسول ذكرها بعد الإخلاص فإن قال
قائل: أين الشهادةالثانية ؟ شهادة أن محمداً رسول الله، قلنا: إنها معلومة
من قوله: { تعبد الله لا تشرك به شيئاً } وسبق
بيان ذلك.




ومن فوائد الحديث: تقديم الزكاة على الصوم لأنها آكد.




ومن فوائد الحديث: تقديم الصوم على الحج لأنه يتكرر كل عام بخلاف الحج فإنه
لا يجب إلا في مرة في العمر.




ومن فوائد الحديث: الإشارة في هذه الجملة إلى أركان الإسلام الخمسة { تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم
رمضان وتحج البيت
}.




ومن فوائد الحديث: عرض المسألة على الطالب بالتشويق لقوله: { ألا أدلك على أبواب الخير ؟ }.




ومن فوائد الحديث: أن للخير أبواباً وهذه الأبواب لها مداخل وهو يشبه قول
الرسول : { الإيمان بضع وسبعون شعبة }.




ومن فوائد الحديث: أن الصوم جنة، أي مانع للصائم من اللغو والرفث ومن قول
الزور والعمل به والجهل، وهو أيضاً جنة للصائم من النار يقيه النار لقوله
تعالى: { الصوم لي وأنا أجزي به }.




ومن فوائد الحديث: فضيلة الصدقة لقوله : { والصدقة تطفئ
الخطيئة كما يطفئ الماء النار
}.




ومن فوائد هذا الحديث: أن صلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة لقول النبي
: { والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة
الرجل في جوف الليل
}.




ومن فوائد الحديث: أن النبي يستدل بالقرآن لأنه تلى قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونََ
[السجدة:17،16].




ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي يعرض المسائل بصيغة الاستفهام لتنبيه
المخاطب كما مر في هذا الحديث.




ومن فوائد هذا الحديث: { أن الأمر } أي شأن
الخلق له رأس وله عمود وله ذروة سنام { فرأس الأمر
الإسلام وعموده الصلاة
} يعني عمود الإسلام الصلاة، { وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله }.




ومن فوائد هذا الحديث: أن تارك الصلاة كافر لقوله : { وعموده
}أي عمود الإسلام { الصلاة } ومعلوم أن العمود
إذا سقط سقط البنيان وهذا القول الراجح من أقوال أهل العلم بأدلة من كتاب
الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة وقد بينا ذلك في رسالة لنا في هذا الأمر.




ومن فوائد هذا الحديث: أن الجهاد في سبيل الله فيه علو الإسلام ورفعته
لقوله: { ذروة سنامه الجهاد }.




ومن فوائد هذا الحديث: أن الذي يملك هذا كله هو حفظ اللسان لقوله : { ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ } فقلت: بلى يا رسول الله،
فأخذ بلساني وقال: { كف عليك هذا }.




ومن فوائد هذا الحديث: جواز التعليم بالإشارة، لأنه أخذ بلسان نفسه وقال: {
كف عليك هذا }.




ومن فوائد هذا الحديث: خطر اللسان على الإنسان لقوله : { ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم } أو قال: {
على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟!
}.




ومن فوائد هذا الحديث: تحري ما نقل في الحديث من أقوال رسول الله حيث قال: {
على وجوههم أو على مناخرهم }، وهذا يدل على
الأمانة التامة في نقل الحديث، والحمد لله.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:39 am

الحديث الثلاثون : الوقوف عند حدود الشرع



نص الحديث


عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن
رسول الله ، قال: { إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا
تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان فلا
تبحثوا عنها }.


[حديث حسن، رواه الدارقطني في سننه:4/ 184، وغيره].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 28774759




شرح الحديث




قوله : { إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها } أي:
أوجب إيجاباً حتمياً على عباده فرائض معلومة ولله الحمد كالصلوات الخمس
والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرذلك.




{ فلا تضيعوها } أي: لا تهملوها إما بالترك أو
بالتهاون أو ببخسها أو نقصها.




{ وحد حدوداً } أي: أوجب واجبات وحددها بشروط
وقيود.




{ فلا تعتدوها } أي: لا تتجاوزوها.




{ وحرم أشياء فلا تنتهكوها } حرم أشياء مثل
الشرك وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق والخمر والسرقة
وأشياء كثيرة.




{ فلا تنتهكوها } أي: فلا تقعوا فيها، فإن
وقوعكم فيها انتهاك لها.




{ وسكت عن أشياء } أي: أي لم يفرضها ولم يوجبها
ولم يحرمها.




{ رحمةً بكم } من أجل الرحمة والتخفيف عليكم.




{ غير نسيان } فإن الله تعالى لا ينسى كما قال
موسى عليه الصلاة والسلام: لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا
يَنْسَى
[طه:52] فهو تركها جل وعلا رحمةً بالخلق، وليس نسيان لها.




{ فلاتسألوا عنها } أي: لا تبحثوا عنها.




فوائد هذا الحديث:




حسن بيان الرسول ، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين.




ومن فوائد هذا الحديث: أن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على
الحتم واليقين، والفرائض قال أهل العلم: أنها تنقسم إلى قسمين: فرض كفاية،
وفرض عين. فأما فرض الكفاية: فإنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله، وحكمه
إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وفرض العين هو: ما قصد به الفعل
والفاعل ووجب على كل أحد بعينه.




فأما الأول: فمثله الآذان والإقامة وصلاة الجنازة وغيرها.




وأما الثاني: فمثل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج.




وقوله: { وحد حدوداً } أي: أوجب واجبات محددة
ومعينة بشروطها.




فيستفاد من هذا الحديث: أنه لا يجوز للانسان أن يتعدى حدود الله، ويتفرع من
هذه الفائدة أنه لا يجوز المغالاة في دين الله، ولهذا أنكر النبي على
الذين قال أحدهم: ( أنا أصوم ولا أفطر )، وقال
الثاني: ( أنا أقوم ولا أنام )، وقال الثالث: ( أنا لا أتزوج النساء ) أنكر عليهم وقال: { وأما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب
عن سنتي فليس مني
}.




ومن فوائد الحديث: تحريم انتهاك المحرمات لقوله: { فلا
تنتهكوها
} ثم إن المحرمات نوعان كبائر وصغائر:




فالكبائر: لا تغفر إلا بالتوبة، والصغائر: تكفرها الصلاة والحج والذكر وما
أشبه ذلك




ومن فوائد الحديث: أن ما سكت الله عنه فهو عفو، فإذا أشكل علينا حكم الشي
هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أصلاً في الوجوب؛ فهو مما عفا الله
عنه، وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراماً وهو ليس أصله التحريم؛ كان هذا
أيضاً مما عفا الله عنه.




ومن فوائد الحديث: إنتفاء النسيان عن الله عز وجل، وهذا يدل على كمال علمه
وأن الله عز وجل بكل شئ عليم فلا ينسى ما علم ولم يسبق علمه جهلاً، بل هو
بكل شئ عليم أزلاً وأبداً.




ومن فوائد الحديث: أنه لا ينبغي في البحث والسؤال إلا ما دعت إليه الحاجة،
وهذا في عهد النبي ؛ لأنه عهد التشريع ويخشى أن أحداً يسأل عن شئ لم يجب
فيوجبه من أجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من أجل مسألته ولهذا نهى النبي عن
البحث عنها فقال: { فلا تبحثوا عنها }.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:43 am

الحديث الحادي والثلاثون : الزهد في الدنيا



نص الحديث


عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال:
جاء رجل إلى النبي ، فقال: ( يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني
الله وأحبني الناس )؛ فقال: { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند
الناس يحبك الناس }.


[حديث حسن، رواه ابن ماجه:4102، وغيره بأسانيد حسنه].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 64347327




شرح الحديث


عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي ولم يبين اسم
الرجل؛ لأنه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم ومعرفة
القضية فقال: ( يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته
أحبني الله وأحبني الناس
) وهذا الطلب لا شك أنه مطلب عالي يطلب فيه
السائل ما يجلب محبة الله له وما يجلب محبة الناس له، فقال له النبي : { ازهد في الدنيا } يعني: اترك في الدنيا ما لا ينفعك
في الآخرة وهذا يتضمن أنه يرغب في الآخرة؛ لأن الدنيا والآخرة ضرتان إذا
زهد في إحداهما فهو راغب في الأخرى بل هذا يتضمن أن الإنسان يحرص على
القيام بأعمال الآخرة من فعل الأوامر وترك النواهي ويدع ما لا ينفعه في
الآخرة من الأمور التي تضيع وقته ولا ينتفع بها. أما ما يكون سبباً لمحبة
الناس فقال: { ازهد فيما عند الناس يحبك الناس }
فلا يطلب من الناس شيئاً ولا يتشوق إليه ولا يستشرف له ويكون أبعد الناس
عن ذلك حتى يحبه الناس؛ لأن الناس إذا سئل الإنسان ما في أيديهم استثقلوه
وكرهوه، وإذا كان بعيداً عن ذلك فإنهم يحبونه.




من فوائد هذا الحديث: حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي فيما
ينفعهم.


ومن فوائده: أن الإنسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله وأن يحبه الناس
ويكره أن يمقته الله ويمقته الناس فبين النبي ما يكون به ذلك.


ومن فوائد هذا الحديث: أن من زهد في الدنيا أحبه الله؛ لأن الزهد في الدنيا
يستلزم الرغبة في الآخرة، وقد سبق معنى الزهد: وأنه ترك ما لاينفع في
الآخرة.


ومن فوائد هذا الحديث: أن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك.


ومن فوائد هذا الحديث: إن الطمع في الدنيا والتعلق بها سبب لبغض الله للعبد
وإن الطمع فيما عند الناس والترقب له يوجب بغض الناس للإنسان، والزهد فيما
في أيديهم هو أكبر أسباب محبتهم.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:44 am

الحديث الثاني والثلاثون : لا ضرر ولا ضرار



نص الحديث


عن أبي سـعـيـد سعـد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله
عنه، أن رسول الله قال: { لا ضرر ولا ضرار }.


[حديث حسن، رواه ابن ماجه:2341، والدارقطني:4/ 228، وغيرهـما مسنداً، ورواه
مالك في (الموطأ):2/746، عـن عـمرو بن يحي عـن أبيه عـن النبي مرسلاً،
فـأسـقـط أبا سعـيد، وله طرق يقوي بعـضها بعـضاً].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 97311017




شرح الحديث


عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري أن رسول الله قال: { لا
ضرر ولا ضرار
} ثم تكلم المؤلف رحمه الله على طرق هذاالحديث.


قوله: { لا ضرر } أي: أن الضرر منفي شرعاً، { ولا ضرار } أي: مضاره والفرق بينهما أن الضرر يحصل
بلا قصد، والضرار يحصل بقصد فنفى النبي الأمرين، والضرار أشد من الضرر؛ لأن
الضرار يحصل قصداً كما قلنا.


مثال ذلك: لو إنساناً له جار وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة
إلى بيت الجار لكن بلا قصد، وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر
إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة: أنا ما أقصد المضارة، نقول له: وإن لم
تقصد؛ لأن الضرر منفي شرعاً أما الضرار فإن الجار يتعمد الإضرار بجاره
فيتسرب الماء إلى بيته وما أشبه ذلك، وكل هذا منفي شرعاً وقد أخذ العلماء
من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار وغيره، وما أحسن أن يراجع الإنسان
عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح وحكم الجوار.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:44 am

الحديث الثالث والثلاثون : البينة علي المدعي



نص الحديث


عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ، قال: { لو
يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البيّنة على
المُدَّعي واليمين على من أنكر }.


[حديث حسن، رواه البيهقي في السنن:10/ 252 وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 28841381




شرح الحديث


قوله: { لو يعطى الناس بدعواهم } أي: بما
يدّعونه على غيرهم، وليعلم أن إضافة الشيء على أوجه:




الأول: أن يضيف لنفسه شيئاً لغيره، مثل أن يقول: ( لفلان
عليّ كذا
) فهذا إقرار.




والثاني: أن يضيف شيئاً لنفسه على غيره، مثل أن يقول: ( لي
على فلان كذا وكذا
) فهذه دعوى.




فهذا الثالث: أن يضيف شيئاً لغيره على غيره، مثل أن يقول: ( لفلان على فلان كذا وكذا ) فهذه شهادة.




والحديث الآن في الدعوى فلو ادّعى شخص على آخر قال: ( أنا
أطلب مائة درهم
) مثلاً فإنه لو قبلت دعواه لادعى رجال أموال قوم
ودماءهم، وكذلك لو قال لآخر: ( أنت قتلت أبي )
لكان ادعى دمه وهذا يعني أنها لا تقبل دعوى إلا ببينة.




ولهذا قال: { لكن البينة على المدعي } فإذا ادعى
إنسان على آخر شيئاً قلنا: أحضر لنا البينة، والبينة كل ما بان به الحق
سواء كانت شهوداً أو قرائن حسية أو غير ذلك.




{ واليمين على من أنكر } أي: من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا
قال زيد لعمرو: ( أنا أطلب مائة درهم ) قال
عمرو: ( لا )، قلنا لزيد ائت ببينة، فإن لم يأتي
بالبينة قلنا لعمرو: ( احلف على نفي ما ادعاه
)، فإذا حلف برئ.


وهذا الحديث فيه فوائد: منها أن الشريعة الإسلامية حريصة على حفظ أموال
الناس ودماءهم لقوله: { لو يعطى الناس بدعواهم لا ادعى
رجال أموال قوم و دماءهم
}.




ومن فوائد هذا الحديث: أن المدعي إذا قام ببينة على دعواه حكم له بما
ادعاه، لقوله عليه الصلاة والسلام: { لكن البيَّنة على
المدعي
} والبينة كل ما بين به الحق ويتضح كما اسلفنا في الشرح،
وليست خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق فهو بينة.


ومن فوائد الحديث: أن اليمين على من أنكر، أي: من أنكر دعوى المدعي.


ومن فوائده: أن لو أنكر المنكر وقال: ( لا أحلف )
فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى، يحلف فقد امتنع مما يجب
عليه فيحكم عليه به.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:45 am

الحديث الرابع والثلاثون : تغيير المنكر فريضة



نص الحديث


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله
يقول: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم
يستطع فبقلبه، وذلك أضعـف الإيمان }.


[رواه مسلم:49].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 34735842




شرح الحديث


قوله: { من رأى } من هذه شرطية وهي للعموم،
قوله: { رأى } يحتمل أن يكون المراد رؤية
البصر، أو أن المراد رؤية القلب، وهي العلم، والثاني أشمل وأعم، وقوله: { منكراً } المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله
عز وجل ورسوله.




قوله: { فليغيره بيده } اللام هذه للأمر أي:
يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف، إما بمنعه مطلقاً أي: بتحويله إلى شئ
مباح { بيده } إن كان له قدرة اليد.




قوله: { فإن لم يستطع } أي: أن يغيره بيده.




{ فبلسانه } بأن يقول لفاعله: اتقي الله، اتركه،
وما أشبه ذلك.




{ فإن لم يستطع } باللسان بأن خاف على نفسه أو
كان أخرس لا يستطيع الكلام.




{ فبقلبه } أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه.




وقال: { وذلك أضعف الإيمان } أي: أن كونه لا
يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان.




ففي هذا الحديث فوائد: وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد
أولاً وهذا لا يكون إلا للسلطان، وإن لم يستطع فبلسانه، وهذا يكون لدعاة
الخير الذين يبينون للناس المنكرات.




ومن فوائده: أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه.




ومن فوائد هذا الحديث: تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على
الاستطاعة لقوله: { فإن لم يستطع }.




ومن فوائد هذا الحديث: أن الإيمان يتفاوت، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب
أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت.




وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه - أمر - تغيير.




فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر
ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه، والآمربالمعروف والناهي عن
المنكر: هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا، أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا.




والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره و
نهيه.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:47 am

الحديث الخامس والثلاثين : المسلم أخو المسلم



نص الحديث


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا
يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا
يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا } ويشير إلى صدره
ثلاث مرات { بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام:
دمه وماله وعرضه }.
[رواه مسلم:2564].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 99915473




شرح الحديث


قوله: { لا تحاسدوا } هذا نهي عن الحسد، والحسد
هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت
زوالها أم لم تتمن، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.




{ ولا تناجشوا } قال العلماء: المناجشه أن يزيد
في السلعة، أي: في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما يريد نفع
البائع أو الإضرار بالمشتري.




{ ولا تباغضوا } البغضاء هي الكراهه، أي: لايكره
بعضكم بعضاً.




{ ولا تدابروا } أن يولي كل واحد الآخر دبره
بحيث لا يتفق الاتجاه.




{ ولا يبع بعضكم على بيع بعض } يعني لا يبيع أحد
على بيع أخيه، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري
ويقول: أنا أبيع عليك بأقل؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء.




{ وكونوا عباد الله إخواناً } كونوا يا عباد
الله إخواناً أي: مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم
أكد هذه الاًخوة بقوله: { المسلم أخو المسلم }
للجامع بينهما وهوالإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين.




{ لا يظلمه ] أي: لا يعتدي عليه.




{ ولا يخذله } في مقام أن ينتصر فيه.




{ ولا يكذبه } أي: يخبرهبحديث كذب.




{ ولا يحقره } أي: يستهين به.




{ التقوى ها هنا } يعني: تقوى الله تعالى محلها
القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - يعني:
يقول: التقوى ها هنا، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا.




ثم قال: { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم }
بحسب يعني: حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر
إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافياً.




{ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } دمه
فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك.




{ وماله } لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو
سرقه أو جحد أو غير ذلك.




{ وعرضه } أي: سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك
بذلك عرضه.




فوائد الحديث: النهي عن الحسد، والنهي للتحريم، والحسد له مضار كثيرة منها:
أنه كره لقضاء الله وقدره، ومنها أنه عدوان على أخيه، ومنها أنه يوجب في
قلب الحاسد حسره؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه.




ومن الفوائد: تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سبباً
للتباغض وأسبابه، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سبباً يكون
جالباً للبغض.




ومن فوائد الحديث: تحريم التدابر، و هو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا
يستمع إليه؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية.




ومن فوائده: تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة
على خطبته والإجارة على إجارته وغير ذلك من حقوقه.




ومنها: وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله: { وكونوا
عباد الله إخوانا
} ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وأنه لا يظلمه
ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره؛ لأن هذا ينافي الأخوة الإيمانية.




ومن فوائده: أن محل التقوى هو القلب، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح وليعلم
أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر عليه قال: ( التقوى ها هنا !) وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلاً
وهذا جوابه أن نقول: لو كان هنا تقوى لاتقت الجوارح لأن النبي يقول: { ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد
الجسد كله آلا وهى القلب
}.




ومن فوائد هذا الحديث: تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها،
قال: { التقوى ها هنا } وأ شار إلى صدره ثلاث
مرات.




ومن فوائده: عظم احتقار المسلم، لقول النبي : { بحسب
امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم
} وذلك لما يترتب على احتقار
المسلم من المفاسد.




ومن فوائد الحديث: تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل، لكن توجد
أسباب تبيح ذلك؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّمَا
السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي
الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
[الشورى:42]. وقال تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا
عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ
[الشورى:41].




ومن فوائده: أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة
الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية، تحصل بها المصالح وتنكف
بها المفاسد.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:48 am

الحديث السادس والثلاثين : قضاء حوائج المسلمين



نص الحديث




عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: { من نفّس عن
مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر
على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في
الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك
طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلي الجنه، وما اجتمع قوم في
بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم
السكينه، وغشيتهم الرحمه، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن
أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه }.


[رواه مسلم:2699] بهذا اللفظ.




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 28204704




شرح الحديث


قال النووي رحمه الله تعالى في الأربعين النووية الحديث السادس والثلاثون،
عن أبى هريرة عن النبي قال: { من نفّس عن مؤمن كربة
من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
} والكرب
يعني: الشدة والضيق والضنك، والتنفيس معناه: إزالة الكربة ورفعها، وقوله: {
من كرب الدنيا } يعم المالية والبدنية والأهلية
والفردية والجماعية.




{ نفس الله عنه } أي: كشف الله عنه وأزال.




{ كربة من كرب يوم القيامة } ولا شك أن كرب يوم
القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا، فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا
نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.




{ ومن يسر على معسر } أي: سهل عليه وأزال عسرته.




{ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة } وهنا صار
الجزاء في الدنيا والآخرة وفي الكربكربة من كرب يوم القيامة ؛ لان كرب يوم
القيامة عظيمة جدا.




{ ومن ستر مسلماً } أي: ستر عيبه سواء أكان
خلقيا أو خلقيا أودينيا أو دنيويا إذا ستره وغطاه حتى لا يتبن للناس.




{ ستره الله في الدنيا والآخرة } أي: حجب عيوبه
عن الناس في الدنيا والآخرة.




ثم قال كلمة جامعه مانعة قال: { والله في عون العبد ما
كان العبد في عون أخيه
} أي: أن الله تعالى يعين الإنسان على قد
معونته أخيه كما وكيفا وزمنا، فما دام الإنسان في عون أخيه فالله في عونه،
وفي حديث آخر: { من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته
}.




و قوله: { من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل الله له به
طريقا إلى الجنة
} يعني: من دخل طريقا وصار فيه يلتمس العلم والمراد
به العلم الشرعي، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، لان الإنسان علم شريعة
الله تيسر عليه سلوكها، ومعلوم أن الطريق الموصل إلى الله هو شريعته، فإذا
تعلم الإنسان شريعة الله سهل الله له به طريقا إلى الجنة.




{ وما اجتمع قوم قي بيت من بيوت الله } المراد
به المسجد فإن بيوت الله هي المساجد، قال الله تعالى: فِي
بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
[النور:36]،
وقال تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا
تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
[الجن:18]، وقال: وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ

[البقرة:114] ... فأضاف المساجد إليه؛ لأنها موضع ذكره.




قوله: { يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم }
يتلونه: يقرءونه ويتدارسونه أي: يدرس بعضهم على بعض.




{ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم
الملائكة
} نزلت عليهم السكينة يعني: في قلوبهم وهي الطمأنينة
والاستقرار، وغشيتهم الرحمة: غطتهم وشملتهم.




{ وحفتهم الملائكة } صارت من حولهم. { وذكرهم الله فيمن عنده } أي: من الملائكة.




{ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه } أي: من
تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه لا يغنيه ولا يرفعه ولا يقدمه والنسب
هوالانتساب إلى قبيلة ونحو ذلك.




في هذا الحديث فوائد : الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله : { من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب
يوم القيامة
}.




ومن فوائده: الإشارة الى يوم القيامة وأنها ذات كرب وقد بين ذلك الله تعالى
في قوله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ
إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عظيم * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ
كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا
وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ
اللَّهِ شَدِيدٌ
[الحج:2،1].




ومن فوائد هذا الحديث: تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة ؛ لأنه يقوم فيه الناس
من قبورهم لرب العالمينو يقام فيه العدل و يقوم الأشهاد .




ومن فوائد الحديث: الترغيب في التيسير على المعسرين لقوله : { من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخره }
والتيسير على المعسر يكون بحسب عسرته؛ فالمدين مثلا الذي ليس عنده مالا
يوفي به يكون التيسيرعليه إما بإنظاره ، و إما بإبرائه و إبراؤه أفضل من
إنظاره ، و التيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة و يساعد و
تهون عليه المصيبة و يعود بالأجر و الثوابوغير ذلك ، المهم أن التيسير يكون
بحسب العسرة التي أصابت الإنسان.




ومن فوائد هذا الحديث: الترغيب في سترالمسلم لقوله : { من
ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة
} والمراد بالستر: هو
إخفاء العيب، ولكن الستر لا يكون محمودا إلا إذا كان فيه مصلحة ولم يتضمن
مفسده، فمثلا المجرم إذا أجرم لا نستر عليه إذا كان معروفا بالشر والفساد،
ولكن الرجل الذي يكون مستقيما في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون
الستر مطلوبا؛ فالستر ينظر فيه إلى المصلحة، فالإنسان المعروف بالشر
والفساد لا ينبغي ستره، والإنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى
هذا هو الذي يسن ستره.




ومن فوائد الحديث: الحث على عون العبد المسلم وأن الله تعالى يعين المعين
حسب إعانته لأخيه لقوله : { والله في عون العبد ما كان
العبد في عون أخيه
} وهذه الكلمة يرويها بعض الناس: ما دام العبد
ولكن الصواب ما كان العبد في عون أخيه كما قال .




ومن فوائد الحديث: الحث على طلب العلم لقوله : { من سلك
طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة
} وقد سبق في
الشرح معنى الطريق وأنه قسمان حسي ومعنوي.




ومن فوائد الحديث: فضيلة اجتماع الناس على قراءة القران لقوله: { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله }.


ومن فوائد الحديث: أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت الله
أي: في مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لأن أفضل البقاع مساجدها.




ومن فوائد الحديث: بيان حصول هذا الأجر العظيم تنزل عليهم السكينة وهي
الطمأنينة القلبية وتغشاهم الرحمة أي: تغطيهم وتحفهم الملائكة أي: تحيط بهم
من كل جانب ويذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة لأنهم يذكرون الله تعالى
عن ملأ، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: { من
ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم
}.




من فوائد الحديث: أن النسب لا ينفع إذا لم يكن العمل الصالح لقوله: { من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه }.




ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه وأن يهتم بعمله
الصالح حتى ينال به الدرجات العلى.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:48 am

الحديث السابع والثلاثين : الترغيب في فعل الحسنات



نص الحديث


عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله فيما يرويه
عن ربه تبارك وتعالى، قال: { إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين
ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها
فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة،
وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها
كتبها الله عنده سيئة واحدة }.


[رواه البخاري:6491، ومسلم:131 في صحيحيهما بهذه الحروف].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 20863382




شرح الحديث


الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله فيما
يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: { إن الله كتب الحسنات
والسيئات
} إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي فيما
يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً.




وقوله: { إن الله كتب الحسنات والسيئات } أي:
كتب ثوابهما وكتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات؛ لأن الله تعالى حين خلق
القلم قال له: ( اكتب ) قال: رب، وماذا أكتب ؟
قال: ( اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فجرى
في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، وظاهر سياق الحديث أن المراد
بهذه الكتابة الثانية، وهي كتابة الثواب لقوله: { ثم
بين ذلك
} أي: وضحه بالتفصيل.




فقال: { فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة
كالمة
} الهم يعني: الإرادة، أراد الإنسان أن يعمل حسنة ولكنه لم
يعملها.




ففي هذا الحديث فوائد: أن الله كتبها حسنة كاملة يعني: لا نقص فيها. وقد
دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزاً عنها أي:
تركها عجزاً بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملاً لقوله تبارك
وتعالى: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ
[النساء:100]. وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في
هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة، قال: { وإن هم بها
فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة } إذا
هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصاً متبعاً لرسول الله فإن الله
يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وهذه المضاعفة تأتي بحسب
حسن العمل والإخلاص فيه وقد تكون فضلاً من الله سبحانه وتعالى وإحساناً.




قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي
كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
[البقرة:261] وقال: { وإن
هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها
الله سيئة واحدة
} وإن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة
كاملة وذلك فيما تركه الله كما في بعض ألفاظ الحديث { لأنه
تركها من جرائي
} أي: من أجلي وقد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة
فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلاث أقسام:




القسم الأول: أن يحاول فعلها ويسعى فيه ولكن لم يدركه لأن يكتب عليه وزر
السيئة كاملة.




القسم الثاني: إن بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله ولكن لأن نفسه عزفت
فهذا يكتب له ولا عليه.




القسم الثالث: أن يتركها لله عز وجل خوفاً منه وخشية فهذا كما جاء في هذا
الحديث يكتبها الله حسنة كاملة.




قال: { وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة كاملة
} ويشهد لهذا قوله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى
إِلَّا مِثْلَهَا
[الانعام:160] وهذا الحكم بالنسبة للسيئة أي: أنها
تكون سيئة واحدة في مكة وغيرها وفي كل زمن إلا في الأشهر الحرم ولكنها في
مكة تكون أشد وأعظم لهذا قال الله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ
فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
[الحج:25].




وقال العلماء: إن الحسنات والسيئات تضاعف في كل زمن فاضل وفي كل مكان فاضل
ولا تضاعف بالعدد لقوله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا
[الانعام:160] ولهذا الحديث الذي ساقه
المؤلف - رحمه الله - إن الله يكتبها سيئة واحدة. قال المؤلف: ( رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف ). أي:
أن المؤلف - رحمه الله - ساقه بلفظه وأكد ذلك - رحمه الله - لما في الحديث
من البشارة العظيمة والإحسان العظيم.




ومن فوائد الحديث: حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله عن ربه يسمى عند أهل
العلم حديثاً قدسياً.




ومن فوائده: أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء، وهذا
من تمام عدله وإحكامه جل وعلا للأمور.




ومن فوائد الحديث: أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأما السيئة فواحدة.


ومن فوائد هذا الحديث: الفرق بين الهم بالحسنة والهم بالسيئة فالحسنة إذا
هم بها الإنسان ولم يعملها كتب الله عنه حسنة كاملة وهذا مما إذا تركها
لغير عذر فإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية وإذا كان من عادته أن يعملها
ولكن تركها لعذرفإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية والعمل؛ لحديث { من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحاً قائماً }. أما
السيئة فالهمام بها إذا تركها لله عز وجل كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن
تركها له ولا عليه، وإن تركها عجزاً عنها كتب له وزر الفاعل بالنية إلا إذا
كان قد سعى فيها ولكن عجز بعد السعي فإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول
النبي : { إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل
والمقتول في النار
} قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال
المقتول؟ قال: { لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه
}.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:49 am

الحديث الثامن والثلاثين : جزاء معاداة الأولياء



نص الحديث


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم: { إن الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب،
وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب
إليّ بالنوافل حتي أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي
يبصر فيه، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعـطينه،
ولئن استعاذني لأعيذنه }.
[رواه البخاري:6502].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 83168503




شرح الحديث


قوله: { إن الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد
آذنته بالحرب
} هذا الحديث حديث قدسي لأن النبي رواه عن ربه وكل
حديث رواه النبي عن ربه يسمى عند العلماء حديثاً قدسياً. المعاداة ضد
الموالاة، والولي ضد العدو وأولياؤه سبحانه وتعالى هم المؤمنون المتقون
ودليله قوله تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ
لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا
وَكَانُوا يَتَّقُونَ
[يونس62-63].




وقوله: { آذنته } يعني: أعلمته أي: إني أعلنت
الحرب، فيكون من عادى ولياً من أولياء الله فقد آذن الله تعالى بالحرب وصار
حرباً لله، ثم ذكر تبارك وتعالى أسباب الولاية فقال: { وما
تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه
} يعني: ما عبدني
أحد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه لأن العبادة تقرب إلى الله سبحانه
وتعالى فمثلاً ركعتان من الفريضة أحب إلى الله من ركعتين نفلاً، ودرهم من
زكاة، أحب إلى الله من درهم صدقة، حج فريضة أحب إلى الله من حج تطوع، صوم
رمضان أحب إلى الله من صوم تطوع، وهلم جرى ولهذا جعل الله تعالى الفرائض
لازمة في العبادة مما يدل على آكاديتها ومحبته لها.




{ ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل } يعني:
الفرائض والفعل { لا يزال } يدل على الاستمرار
يعني: ويستمر { عبدي يتقرب إليّ بالنوافل }
يعني: بعد الفرائض حتى أحبه الله، { حتى } تحتمل
هنا الغاية وتحتمل التعليل فعلى الأول يكون المعنى: أن تقربه إلى الله
يوصله إلى محبة الله، وعلى الثاني يكون المعنى: لا يزال يتقرب إليّ
بالنوافل ويكون هذا التقرب سبباً لمحبته والغاية واحدة.




{ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به } أي:
سددته في كل ما يسمع فلا يسمع إلا ما فيه الخير له وليس المعنى أن الله
يكون سمع الإنسان لأن سمع الإنسان صفه من صفاته أي: صفات الإنسان محدث بعد
أن لم يكن، وهو صفة فيه أي: في الإنسان وكذلك يقال في { بصره
الذي يبصر به
} أي: أن الله فيما يرى إلا ما كان فيه خير ولا ينظر
إلا إلى ما كان فيه خير.




{ ويده التي يبطش بها } يقال فيها ما سبق في
السمع أي: أن الله تعالى يسدده في بطشه وعمله بيده فلا يعمل إلى ما فيه
الخير.




{ ولئن سألني } أي: دعاني بشيء وطلب مني شيئا { لأعطينه }.




{ ولئن استعاذني لأعيذنه } فذكر السؤال الذي به
حصول المطلوب، والاستعاذة التي بها النجاة من المهروب وأخبر أنه سبحانه
وتعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل ويعيذه مما استعاذ.




من فوائد الحديث: وأعني الحديث الثامن والثلاثين فيه فوائد أولا: إثبات
الولاية لله عز وجل أي: أن لله تعالى أولياء وهذا قد دل عليه القرآن الكريم
قال الله تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا
وَكَانُوا يَتَّقُونَ
[يونس:63،62].




ومن فوائد الحديث: كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن
الله بالحرب.




ومن فوائد هذا الحديث: أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل
ذلك إيذانا بالحرب.




ومن فوائد الحديث: أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقوله: { وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه }.


ومن فوائد الحديث: الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان: فرائض، نوافل.




ومن فوائد الحديث: إثبات المحبة لله عز وجل لقوله: { أحب
إليّ مما افترضته عليه
} والمحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن
ثمراتها الإحسان إلى المحبوب وثوابه وقربه من الله عز وجل.




ومن فوائد الحديث: أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها.




ومن فوائد الحديث: الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن
الإيمان يزيد وينقص لأن الأعمال من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله
لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد وينقص بحسب تفاضلها.




ومن فوائد الحديث: أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده
ورجله مؤيدا من الله عز وجل.




ومن فوائد هذا الحديث: أنه كلما ازداد الإنسان تقرباً إلى الله بالأعمال
الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه واعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله
تعالى في الحديث: { ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني
لأعيذنه
}.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:50 am

الحديث التاسع والثلاثين : التجاوز عن الخطأ والنسيان



نص الحديث


عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: { إن
الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه }.
[حديث
حسن رواه ابن ماجه:2045، والبيهقي في السنن:7/356، وغيرهما].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 10870788




شرح الحديث




قوله: { تجاوز } بمعنى: عفا، { الخطأ } فعل الشيء عن غير قصد، { النسيان
} ذهول القلب عن شيء معلوم، والاستكراه إلجاء الإنسان، وهذه ثلاثة أشياء
بين فيها النبي أن الله تجاوز عن أمته هذه الأشياء الثلاثة وقد دل على ذلك
القرآن قال الله تعالى: رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ
نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
[البقرة:286] فقال الله: ( قد فعلت )، وقال الله تعالى: وَلَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ
قُلُوبُكُمْ
[الأحزاب:5] وقال تعالى: مَنْ كَفَرَ
بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا
فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
[النحل:106].




فيستفاد من هذا الحديث فوائد:




منها سعة رحمة الله عز وجل وأن رحمته سبقت غضبه، ومنها أن الإنسان إذا فعل
الشيء خطأً فإنه لا يؤاخذ عليه ولكن إن كان محرماً فإنه لا يترتب عليه إثم
ولا كفارة ولا فساد عبادة وقع فيها، وأما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه
الإثم ولكن لا بد من تدارك الواجب.




ومن فوائد الحديث:




أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه لا يؤاخذ به لقوله : { وما استكرهوا عليه } وهذا عام سواء كان الإكراه على
فعل أو على قول ولا دليل لمن فرق بين الإكراه على الفعل والإكراه على
القول، ولكن إذا كان الإكراه في حق آدمي فإنه يعامل بما تقتضيه الأدلة
الشرعية مثل: أن يكره شخصاً على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكره لأن الإكراه
لا يبيح قتل الغير ولا يمكن ولا يجوز للإنسان أن يستبقي حياته بإتلاف غيره.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:51 am

الحديث الأربعون : كن في الدنيا كأنك غريب



نص الحديث


عـن ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما، قــال: أخـذ الرسول
صلي الله عـلية وسلم بمنكبي، فقال: { كن في الدنيا كـأنـك غـريـب أو عـابـر
سبـيـل }.


وكـان ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما يقول: ( إذا أمسيت فلا تـنـتـظـر
الصباح، وإذا أصبحت فلا تـنـتـظـر المساء، وخذ من صحـتـك لـمـرضـك، ومن
حـياتـك لـمـوتـك ).


[رواه البخاري:6416].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 11373457




شرح الحديث




الحديث الأربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( أخذ
رسول الله بمنكبي
) يعني: أمسك بهما لأجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ
ما يقول فقال له: { كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر
سبيل
} الغريب: المقيم في البلد وليس من أهلها، أو عابر سبيل: هو
الذي مر بالبلد، وهو ماشي مسافر، ومثل هؤلاء - أعني الغريب أو عابر سبيل -
لا يتخذ هذا البلد موطناً ومستقراً، لأنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء
) يعني إذا أمسيت فلا تقول: سوف أبقى إلى الصباح، كم من إنسان أمسى ولم
يصبح، وكذلك قوله: ( وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء
) فكم من إنسان أصبح ولم يمسي ومراد بن عمر في ذلك: أن ينتهز الإنسان
الفرصة للعمل الصالح حتى لا تضيع عليه الدنيا وهو لا يشعر.




قال: ( وخذ من صحتك لمرضك ) يعني: بادر في الصحة
قبل المرض فإن الإنسان ما دام صحيحاً يسهل عليه العمل، لأنه صحيح منشرح
الصدر منبسط النفس، والمريض يضيق صدره ولا تنبسط نفسه فلا يسهل عليه العمل.




قال: ( ومن حياتك لموتك ) أي انتهز الحياة ما
دمت حياً قبل أن تموت لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله صح ذك عن النبي حيث
قال: { إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع
به، أو ولد صالح يدعو له }.




ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله: {
كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل }.


ومن وفوائده: أنه ينبغي للعاقل مادام باقياً والصحة متوفرة أن يحرص على
العمل قبل أن يموت فينقطع عمله، ومنها أنه ينبغي للمعلم أن يفعل الأسباب
التي يكون فيها انتباه المخاطب لأن النبي أخذ بمنكبي عبدالله بن عمر رضي
الله عنهما.


ومن وفوائد الحديث: فضيلة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حيث تأثر بهذه
الموعظة من رسول الله .
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:52 am

الحديث الحادي والأربعون : اتباع النبي صلي الله عليه وسلم



نص الحديث


عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما،
قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه
تبعاً لما جئت به }.


[حديث حسن صحيح. رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 84596206rz




شرح الحديث


قوله: { لا يؤمن } أي لايؤمن الإيمان الكامل،
وليس المراد نفي الإيمان بالكلية.




وقوله: { حتى يكون هواه } أي: ميله وإرادته.




وقوله: { تبعاً لما جئت به } أي: لما جاء به من
الشرع فلا يلتفت إلى غيره.




قال المؤلف: ( حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد
صحيح
).




<>في الحديث فوائد منها: أن الإيمان قد ينفى عن من قصر في بعض واجبه
فقوله: { لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به } وهذا موقوف على
ما ورد به الشرع، فليس للإنسان أن ينفي الإيمان عن الشخص بمجرد أنه رآه على
معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعي.




ومن فوائد هذا الحديث: وجوب الانقياد لما جاء به النبي .




ومن فوائده: أنه يجب تخلي الإنسان عن هواه المخالف لشريعة الله.




ومن فوائده: أنه الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Empty رد: موسوعة الأربعين النووية

مُساهمة من طرف Admin الجمعة يوليو 16, 2010 9:59 am

الحديث الثاني والأربعين : سعة مغفرة الله



نص الحديث


عن أنس قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: {
قال الله تعالى: يا ابن آدم ! إنك ما دعـوتـني ورجوتـني غفرت لك على ما
كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم ! لو بلغـت ذنـوبك عـنان السماء، ثم
استغـفـرتـني غـفـرت لك، يا ابن آدم ! إنك لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم
لقيتـني لا تـشـرك بي شيئاً لأتـيـتـك بقرابها مغـفـرة }.


[رواه الترمذي:3540، وقال: حديث حسن صحيح].




موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 59710428g




شرح الحديث


هذا الحديث من الأحاديث القدسية التي يرويها النبي عن ربه أنه قال جل
وعلا: { يا بن آدم } الخطاب لجميع بني آدم، { إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك }، { ما } شرطية يعني: متى دعوتني ورجوتني. { دعوتني } أي: سألتني أن أغفر لك. { رجوتني
} رجوت مغفرتي ولم تيأس، { غفرت لك } هذا
جواب الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه أي: أن الله يستر ذنبك عن
الناس ويتجاوز عنك فلا يعاقبك. وقوله: { على ما كان منك
ولا أبالي
} يعني على ما كان منك من المعاصي وهذا يشهد له قوله
تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى
أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

[الزمر:53].




{ يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء } يعني:
لو بلغت أعلى السماء، { ثم استغفرتني غفرت لك }
يعني: مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت الله بصدق
وإخلاص وافتقار غفر الله لك.




{ يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني
لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة
} قرابها يعني قرب ملئها
إذا لقي الإنسان ربه عزوجل بقراب الأرض أي: ملئها أو قربها خطايا لكنها دون
الشرك ولهذا قال: { ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك
بقرابها مفغرة
} وهذا يدل على فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة
الذنوب.




في هذا الحديث من الفوائد: أن الإنسان مهما دعا الله بأي شيء ورجا الله في
أي شيء إلا غفر له.




ومن فوائده: بيان سعة فضل الله عزوجل .




ومن وفوائده; أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفرالإنسان ربه منها غفرها الله له
.




ومن فوائد هذا الحديث: فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب وقد قال
تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
[النساء:48].




فنسأل الله تعالى أن يعمنا جميعاً بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمته
إنه هو الوهاب.




إنتهى إلى هنا عرض الأربعون النووية...
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد المشاركات : 13407
البلد : هنـا .. في مكـاني
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
المود : موسوعة الأربعين النووية - صفحة 2 Innocent

http://www.shamsology.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى